ثورات الغضب أو نوبات الغضب عند الأطفال تحدث بشكل مستمر، وفي أغلب الأحيان توجيه الوالدين ليتعلموا المزيد عن التطور المعرفي والانفعالي هو من أفضل الطرق لتعديل سلوك الغضب عند الأطفال. كما يمكن استخدام النصائح المبينة أدناه من أجل تنظيم التطور الاجتماعي الانفعالي وثورات الغضب.
نوبات الغضب عند الأطفال لماذا تحدث؟
الفترة العمرية من 18 شهراً إلى 3 سنوات تحمل متعة خاصة، ولكن يمكن لها أيضاً أن تشكل تحدياً لأن الطفل يمر فيها بالكثير من حيث تطوره. ويجب على الأم أن تعلم بأن طفلها يتعلم الكثير عن العالم المحيط به الآن، ويتعلم كيف ينظم نفسه بالنسبة إلى هذا العالم الكبير. وفيما يلي بعض محطات النمو الأساسية التي يمر بها في أثناء هذه الفترة:
- يصبح الأطفال أكثر وعياً بأنهم أفراد منفصلون عن ذويهم.
- يكون الأطفال متشوقين لتوكيد أنفسهم، وإخبار الآخرين بما يحبونه وما لا يحبونه، والتصرف بشكل مستقل بأكبر قدر ممكن.
- يكون تحكم الطفل بذاته محدوداً، أو بالكاد بدأ في تعلم مهارات مهمة للتحكم، مثل: الانتظار، المشاركة، وانتظار الدور.
للمزيد: خوف الطفل من المدرسة مشكلة تحتاج علاج
كيف يعبر الطفل عن غضبه؟
نوبات الغضب لد الأطفال في عمر السنتين هي ما أدت أن يصف العديد من المختصين والأمهات هذه الفترة بـ السنتين الصعبتين عندما يكون الطفل في عامه الثاني، حيث يركز الطفل على توكيد الذات من خلال كلمته المفضلة لا. على الوالدين أن يتذكروا أن هذا التصرف أمر جيد، وأنهم بذلك يسمحون للطفل بتطوير شخصيته، والحصول على استقلاليته، ولكن بحدود طبعاً.
الطفل ربما يحتاج إلى قدر أكبر من المساعدة في التعامل مع مشاعره الخاصة، كما أنه قد يعتمد بشكل كبير على استخدام الأفعال لتوصيل المشاعر القوية، ويعود ذلك في حقيقة الأمر إلى عدم قدرته بعد على التعبير عن انفعالاته لفظياً لمحدودية قدراته اللغوية.
للمزيد: كيفية التعامل مع سلوك الطفل العنيد والمخرب
ليست العدوانية بالأمر الغريب في هذه المرحلة، إذ تصل إلى ذروتها ببلوغ الطفل عامه الثاني، ويجد الطفل نفسه يمر بمشاعر قوية ولكنه غير قادر على استخدام اللغة للتعبير عن نفسه. كما أن الأطفال ليس لديهم القدر الكافي من التحكم بالذات لكي يكبحوا جماح أنفسهم من التصرف وفق ما تمليه عليهم مشاعرهم، ويعود ذلك كله إلى حد كبير إلى تطور الدماغ في تلك الفترة.
علاج الغضب عند الأطفال
عند التعامل مع الانهيارات، ونوبات الغضب، والعدوانية، يجب التفكير في بيئة الطفل في هذه اللحظة: ما الذي جعله يتصرف بهذه الطريقة؟ هل يشعر بقدر زائد من الاستثارة أو التعب أو الجوع؟ هل هو في مكان جديد ممتلئ بالمعطيات الجديدة؟ وما إلى ذلك من أسئلة.
بهذه الطريقة يستطيع الأب أو الأم معرفة ما الذي يستثيره وكيف يمكن التقليل منه. وفيما يلي بعض النصائح الوقائية بالإضافة إلى بعض الأمور التي يجب على الوالدين القيام بها بعد أن تكون نوبة الغضب قد حدثت.
إقرأ أيضا:التعامل مع نوبات غضب الأطفال
من أهم هذه النصائح ما يلي:
إخبار الطفل مسبقاً بأي تغيير سيحدث قريباً
- يساعد إخبار الطفل بمجريات الأحداث اليومية في توقع ما سيأتي.
- يمكن إخبار الطفل قبل 5 دقائق بما ستفعله الأم أو الأب، مثل: بعد خمس دقائق، سوف نرتدي أحذيتنا ونخرج. أي حذاء تحب أن ترتدي؟.
- إن تقديم الخيارات ممتاز في هذه المرحلة إذ يساعد الطفل على الإحساس ببعض القدرة على التحكم بما حوله.
تسمية المشاعر والإشارة إليها
يفضل أن يبدأ تسمية المشاعر من عمر مبكر؛ حيث يحاول الأمهات والآباء تأكيد مشاعر الطفل عندما يشعر مثلاً بالإحباط، ويتبعها بقول عبارة مثل: أعرف أنه من الصعب أن ترتدي الحذاء للخروج بينما أنت مستمتع جداً باللعب هنا، ولكن يجب علينا الذهاب لنرى جدتك.
للمزيد: لماذا يكذب الأطفال؟
محاولة التحدث بحماس
- إذ يحب الأطفال النبرة الحماسية كثيراً، ويمكن لها أن تشتت انتباههم عما كانوا منشغلين به.
- إدراك الأهل لما يضايق الطفل مهم جداً بالنسبة إليه أيضاً.
المحافظة على الهدوء دوماً عندما يكون هناك تصرف عدواني
- يمكن للأهل المغادرة لبضع دقائق مع مراعاة أن الطفل ليس في موقف يؤذي فيه نفسه وأنه بأمان، والعودة بعد الشعور بالهدوء.
- هذه الطريقة رائعة لكي يستعيد الأهل السيطرة على زمام الأمور، ولمساعدة الطفل على الهدوء بشكل أسرع.
- إذا رأى الطفل الإحباط عند الأهل فسوف يزداد شعوره بالإحباط بدوره.
إقرأ أيضا: لأي مدى تكون أول 7 سنوات من حياة الطفل مهمة ؟
معاملة الطفل بطريقة تتسم بالثبات والحزم
- عدم الصراخ في وجه الطفل وعدم قول عبارات تهين الطفل أوتقلل من شأنه.
- استخدام نبرة صوت هادئة وحازمة لإبلاغه بأن سلوكه ليس مقبولاً مثال :لا تضرب. إن الضرب مؤذٍ.
- يمكن أيضاً أن الإمساك بيديه ووضعهما على جانبي جسمه، بهذه الطريقة فإن الأهل يستخدمون لغة الجسم؛ وبالتالي فإن الطفل يسمع ما يقولون ويرى ما يجب فعله أيضاً. يحتاج الأطفال إلى رؤية الأشياء الملموسة إذ إن نهيهم لفظياً لا يكفي، ويجب أن يرى أيضاً أن الضرب ليس مقبولاً.
إقرأ أيضا: صعوبة التنفس أثناء النوم عند الأطفال يرتبط بزيادة خطر السلوك العدواني لديهم
- الثبات على الموقف. إذا قالت الأم لطفلها مثلا:لا، لا يمكنك اللعب بهذا (المقص، أو أداة حادة، أو الطعام مثلاً)، فيجب أن تكون كلمتها صارمة ونهائية.
- إذا نهرت الأم طفلها عن شيء وقالت له إنه غير مسموح فيجب عليها التصرف لمنع حدوثه. أما إذا تخلت عن الأمر واستسلمت لسلوك الطفل، فسوف يتعلم بأنه إذا تعارك معها أو راح يصرخ فسوف يحصل على ما يريد.
- عدم الثبات على الرأي سيصعب الأمر في المرة التالية التي تحاول فيها الأم أن تضع حداً لتصرف غير مقبول.
تقديم البدائل للطفل
إذا كان الطفل يلعب بطعامه، يمكن إخباره بأن هذا غير مقبول، وأنه يمكن أن تحضر الأم بعض المعجون ليلعب به بعد قليل.
استخدام تشتيت الانتباه
استخدام تشتيت الانتباه لعلاج نوبات الغضب عند الأطفال طريقة مهمة جداً، حيث يتم استخدام إعادة التوجيه من أجل توجيه اهتمام الطفل لشيء آخر عندما يقوم بشيء لا ينبغي عليه القيام به.
للمزيد: الصديق الخيالي؛ ظاهرة طبيعية أم مشكلة تحتاج علاج؟
التعامل مع ثورات الغضب في لحظتها
- ما لم يكن الطفل يؤذي نفسه أو شخصاً آخر، يمكن ببساطة أن يتم تجاهل الطفل في حال حدوث ثورات الغضب، خصوصاً إن لم يكن هنالك أي سبب لغضبه.
- هذا الأمر ليس نادرَ الحدوث. لذا، ندع الطفل يفرّغ ما لديه من مشاعر، فنحن جميعاً بحاجة إلى التفريغ من وقت إلى آخر.
- عندما يكبر الطفل قليلاً يمكن تعلميه كيف يتعامل مع غضبه.
- على الأم أو الأب قراءة الدلائل التي يمكن أن تشير إلى إمكانية حدوث ثورات الغضب لدى الطفل.
- إذا مر الطفل بتجارب سيئة خلال اليوم وإذا كان يحتاج إلى الاحتضان وهو غاضب، فيمكن احتضانه بهدوء، وأخذه إلى زاوية هادئة ومريحة، وإعطائه استراحة بسيطة مما حوله، والتحدث إليه بنبرة صوت هادئة ولطيفة.
- ربما لا يحتاج الطفل إلى أكثر من ذلك، كما أن هذا يساعده لكي يتعلم كيف يهدئ نفسه.