مقدمة:
يعتبر البروز الزائد للأسنان الأمامية العلوية على مقابلاتها السفلية من الحالات الشائعة التي تؤثر بشكل سلبي على جمال الابتسامة و على الجمال الوجهي، حيث تشير معظم الدراسات الإحصائية إلى أن نسبة هذه الحالات تتراوح بين 14-26%، وتنعكس على مستوى الوجه بأشكال مختلفة من الاضطرابات التي تتباين بحسب درجة الإصابة، فقد تكون الشفة العلوية قصيرة وواهنة كما يلاحظ انكشاف مفرط لتيجان القواطع العلوية وحوافها اللثوية بينما قد تكون الشفة السفلية ذات مقوية عضلية طبيعية أو زائدة مما يؤهب لحدوث التراكب في الأسنان السفلية، و يزيد بروز الأسنان الأمامية العلوية من احتمالية تعرض القواطع للانكسارعند الأطفال في حالة السقوط.
العلاج التقويمي:
تتطلب هذه الحالات المعالجة التقويمية المناسبة بحسب عمر المريض، و كلما كان اكتشاف المشكلة مبكرا كلما سهل العلاج.
العلاج عند الأطفال:
قد تكون مشكلة بروز الأسنان الأمامية العلوية ناجمة عن ميلان شفوي في القواطع العلوية، و تعالج في عمر مبكر باستخدام تقويم الأسنان المتحرك حيث تتم إمالة الأسنان باتجاه الحنك و معالجة البروز. في بعض الحالات قد يكون سبب البروز عادة مص الاصبع عند الطفل (الأكبر من خمس سنوات)، عندها يجب ايقاف هذه العادة باستخدام الوسائل النفسية و العلاجية المناسبة بالإضافة لاستخدام الأجهزة التقويمية الثابتة أو المتحركة لمعالجة المشاكل الإطباقية المرافقة للحالة.
و قد يكون سبب المشكلة تباين في توضع عظام الفكين العلوي و السفلي (تقدم الفك العلوي أو تراجع الفك السفلي أو كلاهما)، و عندها تستطب المعالجة بالأجهزة الوظيفية عند الأطفال حيث تعمل على تعديل النمو و تصحيح العلاقات الفكية أو تستخدم الأجهزة خارج الفموية التي ترتكز على الرأس أو الرقبة. يعتبر اختيار العمر المناسب للطفل لأجل تطبيق هذه الأجهزة عاملا أساسيا في نجاح المعالجة.
العلاج عند البالغين:
تعالج المشكلة عند البالغين باستخدام تقويم الأسنان الثابت حيث يعمل الجهاز المطبق على تعديل محاور الأسنان و تصحيح العلاقات السنية، و نحتاج في بعض الحالات إلى قلع عدد من الأسنان (غالبا الضواحك) لتصحيح البروز. بعض الحالات المعقدة تتطلب استخدام الزريعات التقويمية مع التقويم الثابت لتحسين النتيجة العلاجية.
قد تتطلب حالات البروز الشديد إجراء عمل جراحي لتعديل وضعية الفكين و تصحيح المشكلة و ذلك بالترافق مع العلاج التقويمي باستخدام الأجهزة الثابتة.