السمنة (بالإنجليزية: Obesity) هي ظاهرة مرضية تشير إلى زيادة الدهون في الجسم، ومن أسبابها تناول الأطعمة غير الصحية مع قلة النشاط البدني، كما قد تنتج عن أمراض معينة، وتعد مرض العصر الشائع وأخطرها على صحة الإنسان.

ليست السمنة مشكلة جمالية تخص الكبار فقط كما يتبادر لذهن البعض، بل هي أيضًا من أخطر وأسرع مشكلات الأطفال انتشار، وقد ارتبط حدوث السمنة في الصغر بحدوثها في الكبر، أي أن الطفل السمين غالبًا ما يصاب بالسمنة في مستقبل حياته!

سنتحدث خلال هذا المقال عن أهم مخاطر وأضرار السمنة على أعضاء وأجهزة الجسم المختلفة!

مخاطر وأضرار السمنة

هناك العديد من الأمراض المرتبطة بمرض السمنة، إذ أنه قد يصاحبها ما يقارب من 47 مرضًا مزمنًا، فمن أضرار السمنة على الجسم أنها قد تسبب الكثير من المشاكل لضحاياها ابتداء من المشاكل الاجتماعية والنفسية وانتهاء بسلسلة من الأمراض التي لا تنقطع مثل أمراض القلب، والمفاصل، والدوالي، والسكري من النوع الثاني، وارتفاع ضغط الدم. [1]

ونذكر فيما يلي نبذة عن هذه الأمراض، وعلاقتها الوثيقة بالسمنة.

اقرأ أيضاً: هل السمنة وراثية وما الدليل على ذلك؟

السمنة والسكري من النوع الثاني

مرض السكري من النوع الثاني (بالإنجليزية: Diabetes Mellitus Type 2) هو ارتفاع نسبة السكر في الدم لعدم استجابة الخلايا للإنسولين الذي يتم إنتاجه، فيما يعرف بمقاومة الإنسولين، وغالبًا ما تكون السمنة العامل الأساسي للإصابة بمرض السكري من النوع الثاني؛ إذ تعد مقاومة الأنسولين أمرًا شائعًا بين الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة، وتشمل أعراضه: [2,3]

  • كثرة التبول.
  • زيادة الإحساس بالعطش.
  • الإعياء والضعف العام.
  • جفاف الفم.
  • صداع.

ولأن من أضرار السمنة المفرطة زيادة فرصة الإصابة بمرض السكري، لذا من طرق تجنب الإصابة بمرض السكري هو الحرص على الوزن المثالي.

السمنة وأمراض القلب والشرايين

تعد السمنة عامل مباشر للإصابة بأمراض القلب والشرايين، ويعود ذلك للتسبب في ارتفاع الدهون في الدم (مثل الدهون الثلاثية والكوليسترول الضار) وانخفاض الكوليسترول النافع.

وتزداد أضرار السمنة على القلب والشرايين عندما تتركز السمنة في منطقة البطن، وقد تبين بأن معدل حدوث أمراض القلب والشرايين قد يتضاعف إلى 3 مرات عند المصابين بالسمنة عن غيرهم، وأن احتمالية الإصابة بانسداد الشرايين ترتفع عند زيادة الوزن بمعدل 10% عن الوزن الطبيعي. [2,3]

للمزيد: السمنة وعلاقتها بامراض القلب

السمنة وارتفاع ضغط الدم

تعد السمنة من أكثر العوامل تأثيرًا على ضغط الدم؛ ويرتفع ضغط الدم مع زيادة وزن الجسم، وهذه العلاقة طردية ومستمرة مع تغير الوزن، حيث إن فقدان الوزن الزائد يؤدي إلى انخفاض ضغط الدم. [2]

وتوجد هذه العلاقة بين ضغط الدم والسمنة لدى جميع الأعمار، وفي كل من الرجال والنساء، ويكفينا القول أن نسبة ارتفاع ضغط الدمبين البدناء تصل إلى 3 أضعاف نسبته بين ذوي الأوزان الطبيعية. [3]

السمنة والجلطات الدماغية

هناك علاقة مباشرة بين زيادة مؤشر كتلة الجسم وزيادة احتمالية الإصابة بالجلطات الدماغية (بالإنجليزية: Stroke). تعد الجلطة الدماغية من أكبر مسببات الإعاقة، وبما أن البدانة بمختلف درجاتها تسبب ارتفاعً في ضغط الدم والإصابة بالسكري؛ فمن أضرار السمنة أيضًا أنها قد تتسبب في زيادة احتمالية الإصابة بالجلطة الدماغية. [2]

السمنة ومشاكل التنفس

تعد السمنة من أهم أسباب الإصابة بمتلازمة انقطاع التنفس أثناء النوم، فكلما زاد الوزن يكون انقطاع النفس الانسدادي أكثر شدة؛ لأن الأنسجة الموجودة في مؤخرة الحلق تفشل في إبقاء مجرى الهواء مفتوحًا. [2,3]

ويعد الشخير (بالإنجليزية: Snoring) أحد الأعراض الرئيسية لهذه المتلازمة، ويصاحبه بعض الأعراض، وتشمل: [2]

  • الأرق.
  • زيادة النعاس خلال النهار.
  • توقف التنفس أثناء النوم.

كما يعد الربو (بالإنجليزية: Asthma) حالة أخرى من مضاعفات وأضرار السمنة المحتملة، فقد لوحظ زيادة انتشار الربو لدى مرضى السمنة، ووجد أن 75 % ممن تعرضوا لحالة طارئة من الربو كانوا يعانون من زيادة الوزن. [3]

السمنة وأمراض العظام

تؤثر السمنة على العظام والمفاصل بشكل كبير للغاية، فمن أضرار السمنة على العظام أنه قد تسبب آلام المفاصل، خاصة مفصل الركبة، وقد يشكو الشخص من آلام بمفصل الحوض أو بمؤخرة العمود الفقري؛ وذلك نتيجة للحمل الزائد عليهم، وقد يشكو أيضًا من آلام المفاصل، خاصة أثناء المشي. [4]

وتزداد هذه المعاناة كلما زاد الوزن، وذلك لحدوث خشونة بغضاريف هذه المفاصل، وتآكلها، وإصابتها بالالتهابات المزمنة حيث الإصابة بالتهاب المفاصل التنكسي (بالإنجليزية: Osteoarthritis). [2,4]

من مخاطر السمنة على العظام أيضًا أنهه قد تسبب آلام في القدمين نتيجة للحمل الزائد على عضلات القدم، مما قد يتسبب في الإصابة بالقدم المسطحة، وقد يعاني أيضًا من آلام الكعب نتيجة لوجود بعض النتوءات على عظام الكعب، مما يتسبب في آلام أثناء المشي. [5]

أيضًا قد تشمل أضرار السمنة عند الأطفال أنه قد يؤدي الوزن الزائد وحالات السمنة لدى الأطفال إلى تقوس عظام الساقين، الذي يؤثر في حياة الطفل بشكل كبير ويمنعه من عيش طفولته، وقد يحتاج الى تدخل جراحي لتقويمه.

اقرأ أيضًا: أسباب السمنة عند الأطفال وطرق علاجها

السمنة وقصور وظائف الكلى

ترتبط السمنة أيضًا بأمراض الكلى، حيث تبين أن السمنة تسبب قصورًا شديدًا في وظيفة الكلى لدى المرضى المصابين بأي من الأمراض الكلوية، كذلك تسبب السمنة أضرارً بالكلي في الأشخاص الأصحاء. [2,3]

السمنة والسرطان

تزيد السمنة من خطر الإصابة بالسرطان؛ حيث إن 8 – 42 % من الحالات المصابة بالسرطان يصاحبها ارتفاع في مؤشر كتلة الجسم، كما ثبت أن الأشخاص الذين يعانون من السمنة هم أكثر عرضة للإصابة ببعض أنواع السرطان، وخاصة ذات الصلة الهرمونية منها، لأنه تنتج الخلايا الدهنية كميات كبيرة من هرمون الأستروجين، مما قد يعزز بعض أنواع السرطان، مثل: [1]

  • سرطان بطانة الرحم.
  • سرطان الثدي.
  • سرطان البروستات والكلى.
  • سرطان الغدة الدرقية، والبنكرياس، والمثانة.
  • سرطان القولون.

أضرار السمنة للنساء

تعاني 40 - 80 % من الإناث المصابات بالسمنة من متلازمة تكيس المبايض (بالإنجليزية: Polycystic Ovary Syndrome)، والتي تتسبب في عدم انتظام الدورة الشهرية، وارتفاع نسبة الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، وتعد متلازمة تكيس المبايض سببًا رئيسيًا للعقم لدى النساء. [6]

ونظرًا إلى أن متلازمة تكيس المبايض أحد مخاطر وأضرار السمنة للنساء، يجب الحفاظ على وزن المرأة ضمن المعدل الطبيعي.

كما تزيد السمنة من مضاعفات الحمل، فهناك مضاعفات إنجابية أخرى للسمنة تحدث أثناء الحمل والولادة، حيث تشمل أضرار السمنة على الحمل ما يلي: [3]

  • زيادة فرصة حدوث سكري الحمل.
  • العملقة الجنينية (بالإنجليزية: Fetal Macrosomia).
  • عسر الولادة.
  • زيادة معدلات الولادات القيصرية.

أضرار السمنة للرجال

من أضرار السمنة على الرجل، أنها قد ترتبط بالعجز الجنسي والعقم، ففي دراسة أجريت في إيطاليا على 110 رجل بدناء تتراوح أعمارهم ما بين 35-55 عام، يعانون من مشاكل في الانتصاب، ولا توجد عوامل خطر أخرى مثل مرض السكري أو ارتفاع ضغط الدم، حيث وجد تحسن في الوظيفة الجنسية مع انخفاض مؤشر كتلة الجسم. [7]

اقرأ أيضاً: كيف ترتبط السمنة بالاكتئاب؟

وأخيرًا من الجدير بالذكر أن التخفيف من عبء هذه الأمراض ليس بالمهمة المستحيلة؛ فخسارة 5 – 10 % من الوزن الزائد كفيلة بتخفيف أضرار السمنة وتحسين أعراض الأمراض المزمنة، ولكن الأولى والأهم هو محاربة تفشي وباء السمنة، والتي تعد أكثر وسيلة ناجحة للحد من هذه الأمراض وتقليل أخطار السمنة.