تعد السمنة من المشكلات الشائعة المنتشرة حول العالم سواء لدى الأطفال أو الكبار البالغين. ونظرًا لارتباط السمنة بالعديد من المخاطر والمشكلات الصحية، فلا بد من إيجاد حل للتخلص منها. [1]
تتعدد طرق علاج السمنة المفرطة، حيث يمكن أن تتضمن ممارسة الرياضة والالتزام بنظام حمية غذائي، لكن في حال لم يكن ذلك نافعًا عندها يجب على المريض مراجعة الطبيب للنظر في الأمر وتحديد أفضل علاج للسمنة له، حيث يمكن أن يصف له عدد من الأدوية، أو يمكن أن يلجأ لإجراء إحدى جراحات علاج السمنة. [1،2]
هذا المقال يذكر جميع طرق تخفيف السمنة وعلاجها وكيفية تحديد أفضلها.
أفضل علاج للسمنة
إن علاج السمنةيمكن أن يتضمن العديد من الخيارات، ويمكن أن تختلف أفضل طريقة لعلاج السمنة بناءً على درجة السمنة التي وصل إليها الفرد والوضع الصحي الخاص به. [1،3،4]
بشكل عام، عادة ما ينصح الطبيب بالالتزام بنظام غذائي صحي وممارسة التمارين الرياضية بانتظام. وفي حال فشل هذه الطريقة، أو كانت السمنة مفرطة عند الفرد، أو إذا كان يعاني من بعض الأمراض المزمنة، عندها سيقوم الطبيب بوصف أحد أنواع أدوية السمنة أو سيقوم بإجراء الجراحة لعلاجها. [1,2,3,4]
وفيما يلي نذكر كل طريقة من طرق علاج السمنة بالتفصيل:
علاج السمنة بالحميات الغذائية
إن أولى النصائح التي تختص بمعالجة السمنة بدون جراحة هي الانتباه لما يتناوله الفرد من الطعام والشراب، حيث إن تناول غذاء غير صحي وعالي السعرات الحرارية يمكن أن يكون سببًا من أسباب السمنة. لذا، من الممكن حل المشكلة من خلال الالتزام بنظام غذائي صحي، ومراقبة كمية ما يتناوله الفرد من السعرات الحرارية. [4،5]
ليس هناك نظام غذائي معين لعلاج السمنة، لكن إن ما ينصح الفرد به هو تقليل استهلاكه للسعرات الحرارية خلال اليوم، وينصح عادة بمراجعة طبيب تغذية لمعرفة كم من السعرات الحرارية التي يجب استهلاكها يوميًا بهدف تقليل الوزن، حيث يعتمد ذلك على عدة عوامل منها: [2،4]
- العمر.
- الجنس.
- صحة العامة للفرد.
- معدلات الأيض.
- مستوى النشاط والحركة.
أيضًا، عادة ما ينصح الفرد بتناول كل ما هو صحي ومفيد للجسم عند رغبته بتخفيف السمنة لديه، ويتضمن ذلك: [2،4]
- الفواكه والخضروات.
- الحبوب الكاملة.
- بعض منتجات الحليب والألبان.
- بعض أنواع اللحوم، والأسماك، والبيض.
- البقوليات.
ويجب عدم الإكثار أو تجنب كل من: [2،4،5]
- البطاطس، والخبز، والأرز، والمعكرونة.
- الأطعمة والمشروبات الغنية بالسكر.
- الأطعمة الغنية بالدهون.
- اللحوم الحمراء.
- الأطعمة التي تحتوي على الكثير من الملح.
- الأطعمة المصنعة.
ويجب تجنب جميع الحميات الشديدة والصارمة عند علاج السمنة، حيث يمكن أن يتسبب ذلك بالعديد من المشكلات الصحية، ومنها نقص الفيتامينات والمعادن. [2،5]
اقرأ أيضاً: علاج السمنة بالحميات الغذائية
علاج السمنة بالرياضة
تعد ممارسة التمارين الرياضية من أهم النصائح الأساسية لعلاج السمنة وزيادة الوزن، حيث تساعد الرياضة على حرق المزيد من السعرات الحرارية التي يستهلكها الفرد يوميًا. أيضًا يمكن أن تساعد في الوقاية من أو التحكم بالعديد من الأمراض المزمنة، ومنها السكري وارتفاع ضغط الدم. [2,3,4]
وينصح عادة بممارسة أحد أنواع التمارين الرياضية معتدلة الشدة بمعدل 150 دقيقة أسبوعيًا، والتي تكون موزعة على معظم أيام الأسبوع، فمثلًا، يمكن للفرد ممارسة الرياضة لمدة 30 دقيقة وذلك في 5 أيام من الأسبوع. وفي بعض التوصيات ينصح بممارسة الرياضة لمدة 60 - 90 دقيقة يوميًا خلال معظم أيام الأسبوع. [2،4،5]
وعادة ما يتم اختيار نوع ومقدار التمارين الرياضية المناسبة لمعالجة السمنة بناء على مدى تحمل الفرد، وقدراته الحركية، والأمراض التي يعاني منها. ومن الأمثلة على التمارين الرياضية التي يمكن أن تساهم في علاج السمنة بدون جراحة: [2،4،5]
- المشي الخفيف.
- رفع الأثقال الخفيفة.
- ركوب الدراجات.
- صعود الدرج.
- السباحة.
- الرقص.
علاج السمنة بالأدوية
يلجأ الطبيب لوصف أحد أدوية علاج السمنة عند فشل التغيير في نمط الحياة، بما في ذلك الالتزام بنظام غذائي صحي وممارسة الرياضة، في حل المشكلة. كما يمكن أن يعد استخدام الأدوية من أفضل طرق علاج السمنة التي يلجأ إليها الطبيب مباشرة في حال تجاوز مؤشر كتلة الجسم 27 وكانت لدى الفرد أحد المشكلات الصحية المرتبطة بالسمنة، أو في حال تجاوز مؤشر كتلة الجسم 30. [1،4،5]
ويمكن أن تتضمن أدوية معالجة السمنة بعض أنواع الحبوب أو الإبر التي تعمل على تقليل امتصاص الدهون أو تقليل الشهية وزيادة الشعور بالشبع لدى الفرد. لكن، ينصح عادة بأخذ هذه الأدوية إلى جانب الالتزام بنظام غذائي صحي وممارسة التمارين الرياضية. [1,2,3]
لا يمكن علاج السمنة بسرعة باستخدام الأدوية، حيث عادة ما تطول فترة علاج السمنة باستخدام هذه الأدوية وتصل إلى 3 أشهر أو أكثر. كما من الممكن أن تتسبب هذه الأدوية بعدد من الأعراض الجانبية، أو تتفاعل مع الأدوية الأخرى التي يتناولها المريض، لذا من المهم مراقبة المريض أثناء فترة تناول هذه الأدوية. [2،4]
أيضًا، إن علاج السمنة الدوائي يمكن أن يتضمن استخدام العلاج الهرموني. [5]
للمزيد: ما هو أفضل دواء للتخسيس؟
علاج السمنة بالأعشاب
يمكن للفرد تجربة عدد من الأعشاب بهدف إنقاص وزنه ومعالجة السمنة لديه، ومن هذه الأعشاب: [6]
- الحلبة.
- الزنجبيل.
- الكركم.
- القرفة.
- الفلفل الأسود.
- الجنسينغ.
- حبوب القهوة الخضراء.
حيث تساعد هذه الأعشاب في زيادة معدلات الأيض، وتحسين عملية حرق الدهون، وزيادة الشعور بالامتلاء والشبع. لكن، من الممكن أن يحتاج المريض لتناول كميات كبيرة من هذه الأعشاب للحصول على نتائج ملحوظة، الأمر الذي قد يعرضه لعدد من الأعراض الجانبية، كما من الممكن أن يؤثر على الأدوية التي يتناولها. [6]
علاج السمنة بالجراحة
يعتبر البعض إجراء الجراحة من أسرع طرق علاج السمنة، ويمكن أن تعد الجراحة كأفضل علاج للسمنة الشديدة والتي فيها يتجاوز مؤشر كتلة الجسم 40، كما يمكن اللجوء إليها في حال كان مؤشر كتلة الجسم يتراوح ما بين 30 - 40 وكان الفرد يعاني من أحد الأمراض المزمنة المرتبطة بالسمنة. [2،4]
أيضًا، يمكن للطبيب اللجوء لعلاج السمنة جراحيًا في حال فشلت الطرق الأخرى المذكورة سابقًا في علاج المشكلة. [2،4]
ويتضمن علاج السمنة جراحيًا أحد أنواع الجراحات التالية: [1،4،5]
- عملية ربط المعدة.
- عملية تصغير المعدة.
- جراحة المجازة المعدية، حيث يتم عمل كيس صغير في أعلى المعدة ويتصل مباشرة بالأمعاء الدقيقة، والذي سيمر الطعام والسوائل عبره ليصل إلى الأمعاء دون المرور بمعظم المعدة.
كما يمكن علاج السمنة بالتنظير، حيث يتم وضع بالون داخل المعدة لزيادة الشعور بالشبع. [3]
ويجب التنويه إلى أنه يجب الالتزام بنظام غذائي صحي وممارسة الرياضة بعد إجراء عملية علاج السمنة، وذلك من أجل زيادة نسبة نجاح العملية والحصول على نتائج مرضية. [3،4]
اقرأ أيضاً: التدخل الجراحي لعلاج السمنة
نهاية، يعتمد اختيار أفضل علاج للسمنة على الوضع الصحي للمريض وشدة السمنة لديه، وهناك العديد من الخيارات التي يمكن أن يستعين بها الفرد والتي تبدأ بإجراء تغييرات في نمط حياته وغذائه وتنتهي بإجراء العمليات الجراحية. وينصح دائمًا باستشارة الطبيب لاختيار طريقة معالجة السمنة المناسبة للفرد.
وبشكل عام، لا يمكن علاج السمنة بسرعة في معظم الحالات، حيث يتطلب الأمر الصبر والتحمل والالتزام بجميع التعليمات المقدمة من قبل الطبيب المشرف.