إن ظاهرة انتشار مرض فيروس كورونا الجديد (بالإنجليزية: Coronavirus Disease 2019) أو ما يعرف أيضاً بكوفيد-19 (بالإنجليزية: COVID-19) قد أصبحت مصدر للقلق والاضطراب لدى معظم الناس خصوصاً أولئك الأشخاص الذين يعيشون في المناطق التي بدأت فيها أعداد المرضى المصابين بالمرض بالتزايد. إن الخوف والقلق والارتباك يمكن أن يؤثر على حياة الشخص بحيث تجعله غير قادر على أداء حتى الوظائف اليومية البسيطة. فضلاً عن أن مناعة الجسم قد تتأثر وتقل أثناء فترة التوتر والإجهاد مما قد يزيد من خطر إصابة الشخص بالأمراض المعدية منها مرض فيروس كورونا الجديد. في مقالنا هذا سنذكر بعضاً من النصائح التي تساعد على التخفيف من القلق وتقوم بالمحافظة على هدوئك النفسي خلال هذه الأوقات العصيبة.
بالبداية يجب التنويه إلى أنه قد تختلف طريقة تفاعل الأفراد مع هذه المواقف العصيبة، فمثلاً هنالك عدد من الأشخاص الذين تكون استجابتهم وقلقهم من انتشار المرض أكبر مقارنة ببقية أفراد المجتمع منهم:
- كبار السن والأشخاص الذين يعانون من الأمراض المزمنة، وذلك باعتبارهم أكثر عرضة للإصابة بمرض فيروس كورونا الجديد.
- الأطفال والمراهقين.
- مقدمي الرعاية الصحية مثل الأطباء، والممرضين، والصيادلة، والمسعفين وغيرهم من الذين يتواجدون في الخطوط الأمامية لحملات الاستجابة والمواجهة لظاهرة انتشار المرض.
- الأشخاص الذين يعانون من الاضطرابات العقلية.
- مدمني المخدرات.
ما هي مظاهر القلق والاضطراب من انتشار مرض كورونا الجديد؟
إن مظاهر القلق والإجهاد من انتشار مرض كورونا الجديد (بالإنجليزية: Corona) قد تشمل:
- خوف الفرد وقلقه المستمر بشأن صحته وصحة أحباؤه والأشخاص المقربون منه.
- حدوث تغيرات في نمط النوم أو الأكل.
- صعوبة النوم أو التركيز.
- تفاقم المشاكل الصحية المزمنة التي يعاني منها الشخص.
- زيادة معدل التدخين، تناول الكحول، وغيرها من الأدوية التي تساعد على تهدئة الشخص.
اقرأ أيضاً: متى يشتبه بإصابة الشخص بفيروس كورونا الجديد (كوفيد-19)؟
نصائح يجب القيام بها لدعم النفس
التثقيف حول المرض
إن معرفة الحقائق العلمية التي تخص مرض كورونا الجديد والاطلاع على المعلومات التي تبين أعراضه، وعلاجه، وطرق الوقاية منه يساعد الفرد في فهم الخطر الفعلي الذي قد يهدده ويهدد صحة الأشخاص الذين يهتم لأمرهم، مما يقلل في نفسه القلق من ظاهرة انتشار المرض. والجدير بالذكر بأنه عليك اختيار مصادر موثوقة للحصول على كافة المعلومات والحقائق المتعلقة بالمرض.
التقليل من استخدام وسائل التواصل الاجتماعي
بالرغم من أهمية البقاء على اطلاع بكل ما يخص المرض إلا أن الاستماع المتكرر إلى الأخبار المتعلقة بهذا الوباء قد يزيد من إزعاج وتوتر الفرد. فضلاً عن ذلك، هنالك العديد من الأخبار والإشاعات الكاذبة والمغلوطة التي تنتشر باستمرار وذلك فقط من أجل زيادة الهلع والتوتر لدى عامة الناس. لذلك قم بالتخفيف قدر الإمكان من مشاهدة الأخبار أو قراءتها أو الاستماع إليها، بما يتضمن ذلك وسائل التواصل الاجتماعي، وقم باختيار مصادر موثوقة للحصول على المعلومات الكافية والمستجدة حول موضوع هذا المرض.
اقرأ أيضاً: فيروس كورونا الجديد: أسئلة وأجوبة من منظمة الصحة العالمية (WHO)
الاهتمام بصحة الجسم
وذلك من خلال:
اقرأ أيضاً: الغذاء وفيروس الكورونا الجديد (كوفيد-19)
تخصيص وقت للاسترخاء
حيث يمكن للفرد خلال هذا الوقت القيام بالتأمل، القيام بمناسك العبادة، الاستماع للموسيقى الهادئة أو غيرها من الأنشطة التي قد يستمتع بها الفرد ولا تحتاج إلى جهد كبير للقيام بها. ومن التمارين التي قد تساعد على الاسترخاء هي الطريقة 4-7-8 للتنفس بحيث يقوم الفرد بأخذ النفس (عملية الشهيق) لمدة 4 ثوان، ومن ثم يقوم بحبس النفس لمدة 7 ثوان، ومن ثم يقوم بإخراج النفس (عملية الزفير) لمدة 8 ثوان وتكرر الطريقة لعدة مرات.
التواصل مع الآخرين
بالرغم من الحجر المنزلي والتباعد الجغرافي مع الآخرين إلا أنه هنالك العديد من وسائل الاتصال التي تتيح لنا البقاء على اتصال مع الآخرين. إن التحدث مع الأشخاص المقربين وأفراد العائلة والاطمئنان على أخبارهم وأحوالهم الصحية قد يقلل من الخوف المستمر والقلق على صحتهم. والجدير بالذكر أنه عليك التحدث خاصة مع أولئك الأشخاص الذين يساعدون على تولد شعور الطمأنينة والهدوء بداخلك بدلاً من أولئك الذين قد يزيدون من حالة قلقك وتوترك.
كن ايجابياً وابتعد عن التشاؤم
إن التركيز على كل ما هو ايجابي والابتعاد عن التشاؤم والتفكير السلبي قد يحسن من الصحة النفسية لدى الفرد. لذلك حاول النظر إلى الجانب الإيجابي لكل ما يحدث في الوقت الحالي فمثلاً بدلاً من الخوف من عدم خروجك للعمل قم باعتبارها فرصة تساعدك على قضاء المزيد من الوقت مع عائلتك أو أطفالك.
اتباع التدابير الوقائية
إن الالتزام بالتعليمات التي تساهم في الوقاية من الإصابة بمرض فيروس كورونا الجديد قد يساهم في زيادة اطمئنان الفرد والتخفيف من قلقه بشأن تعرضه للإصابة بالمرض. لذلك عليك القيام بغسل اليدين بشكل مستمر والحرص على تجنب الاتصال المباشر أو القريب مع الآخرين، وتنظيف وتطهير الأسطح وغيرها من الإجراءات الوقائية.
اقرأ أيضاً: الدليل الشامل للوقاية من فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19)
اتباع روتين يومي
إن اتباع روتين يومي للقيام بالنشاطات ووضع جدول لذلك يساعد الفرد على تنظيم وقته ويجعل يومه مليء بالأنشطة والفعاليات، الأمر الذي يجعله منشغل عن التفكير بالأمور السلبية ويقلل من حالات الخوف والقلق لديه. أيضاً إن ذلك يتيح للشخص المحافظة على القيام بالنشاطات التي قد تقلل من القلق والتوتر من ضمنها ممارسة الرياضة والنوم.
الحصول على الرعاية الصحية
في حال استمر القلق لديك بالرغم من كل الجهود عندها قم باستشارة الطبيب الخاص بك، وتجنب قدر الإمكان أن تنقل هذا التوتر والاضطراب للأشخاص الآخرين من حولك.
نصائح للآباء والأمهات تساعدهم في دعم أطفالهم
هناك العديد من الأشياء التي يمكن للوالدين القيام بها لدعم أطفالهم منها:
- تخصيص بعض الوقت للتحدث مع أطفالهم أو أبنائهم المراهقين حول ظاهر انتشار مرض فيروس كورونا الجديد، بحيث يقومون بالإجابة عن أسئلتهم ومشاركتهم الحقائق حول المرض وذلك بطريقة يمكن للطفل فهمها.
- القيام بطمأنة أطفالهم وإخبارهم أنهم في أمان، وإخبارهم أنه لا بأس في حال أنهم شعروا بالضيق، بالإضافة إلى مشاركتهم كيفية التعامل مع ضغوطهم الخاصة.
- التقليل من سماع الأطفال للتغطية الإخبارية حول مستجدات المرض وانتشاره، وذلك لأنه قد يسيء الأطفال تفسير ما يسمعونه ويمكن أن يشعروا بالخوف من شيء لا يفهمونه.
- المحافظة على الروتين اليومي والاعتيادي للطفل، فمثلاً إذا تم إغلاق المدارس، قم بوضع لهم جدولًا زمنيًا يحتوي على أنشطة التعلم وأنشطة الاسترخاء أو التسلية.
- الحرص على أن يكون كلا الوالدين نموذجاً يحتذي به أطفالهم، لذلك عليهم تناول الطعام بشكل جيد، وممارسة الرياضة، والحصول على قسط كافي من النوم وغيرها من السلوكيات الصحية.
اقرأ أيضاً: آخر تطورات فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19)