الخوف (بالإنجليزية: Fear) هو رد فعل طبيعي وعاطفة قوية نشعر بها جميعًا من وقت لآخر، ويعد الخوف غريزة تساهم في بقائنا على قيد الحياة، فهو المنبه لوجود خطر أو تهديد جسدي أو نفسي. [1] [2]

عادة ما يشعر الإنسان بخوف عند وجود خطر حقيقي، ولكن قد يشعر البعض بالذعر من مخاطر وهمية، وبالرغم من أن خوفنا استجابة طبيعية، إلا أنه قد يسبب الضيق والانزعاج عندما يكون شديدًا أو غير ناجم عن تهديد حقيقي. [1]

قد يكون الخوف أيضًا أحد أعراض بعض الاضطرابات النفسية، مثل الفوبيا، والهلع، واضطراب القلق الاجتماعي، واضطراب ما بعد الصدمة. [1]

يتناول هذا المقال آلية حدوث الخوف، وعلاماته، والفرق بين الخوف والفوبيا، وكذلك طرق علاج الخوف المرضي.

يمكنكم الآن استشارة طبيب من أطبائنا للإجابة على كافة استفساراتكم المتعلقة بهذا الموضوع.

متى يكون الخوف غير صحي؟

تحمينا مخاوفنا من الأذى، فعلى سبيل المثال عند رؤية حشرة سامة أو ثعبانًا في فناء المنزل نلوذ بالفرار ودخول المنزل بسرعة وإغلاقه بإحكام، ويعد ذلك أمرًا طبيعيًا. [2]

من ناحية أخرى، فالشعور بالرهبة من مقابلة أشخاص جدد مثلًا لا يعد خوفًا صحيًا، إذ أن هؤلاء الأشخاص لا يشكلون تهديدًا حقيقيًا على سلامة الفرد. [2]

ما الفرق بين الخوف والفوبيا؟

يختلف الخوف الطبيعي في بعض المواقف عن الفوبيا أو الرهاب، فالرهاب هو خوف غير منطقي من شيء أو موقف معين، وقد يصل إلى درجة الشعور بالقلق الشديد بمجرد التفكير في هذا الشيء. [2]

يوضح الجدول التالي بعض الفروقات بين الخوف الطبيعي والفوبيا: [3]

الخوف الطبيعيالفوبيا القدرة على التحكم في المشاعر يستطيع الشخص التحكم في خوفه من خلال التفكير المنطقي. يصعب السيطرة على مشاعر الذعر والرهبة أو التخلص منها. أمثلة لطبيعة الاستجابة قد يخاف شخص ما من ركوب الطائرة فيفضل السفر بالقطار أو السيارة، ولكنه لا يمانع من ركوب الطائرة عند الضرورة ويستطيع التغلب على هذا الخوف بطريقة ما. إذا كان الشخص مصابًا برهاب ركوب الطائرات، فلن يقتصر الأمر على مشاعر الخوف الشديدة، بل تظهر الاستجابة في صورة فرط التعرق، والارتعاش، والبكاء، وقد لا يستطيع ركوب الطائرة مطلقًا، بل يمكن أن يشعر بالقلق من مجرد رؤية طائرة في السماء، وربما يلجأ لإلغاء رحلات العمل إن لم تكن هناك وسيلة أخرى للسفر، وقد لا يستطيع حتى الذهاب للمطار لاستقبال صديق. مدى سيطرة الخوف ينتاب الفرد مشاعر خوف بسيطة عند التعرض للموقف المخيف بالنسبة له، مثل صعود الطائرة، ولن يراوده التفكير في هذا المواقف قبل مواجهته بالفعل. يسيطر الخوف المستمر على الشخص في حالة إصابته بالفوبيا ويشعر بالقلق من التعرض لموقف يثير خوفه، وربما يلجأ إلى تغيير الروتين اليومي لتجنب المحفزات المحتملة، كما يسيطر هذا القلق على تفكيره وربما يسبب صعوبة في النوم أو عدم القدرة على التركيز والقيام بالمهام اليومية.

اقرأ أيضًا: الرهاب (الخوف) من طبيب الاسنان: الأسباب والحلول

ما هي آلية حدوث الخوف؟

تبدأ استجابة الشعور بالخوف من المخ تحديدًا من اللوزة الدماغية المسؤولة عن استجابة القتال أو الهروب، والتي ترسل إشارات عصبية إلى منطقة تحت المهاد، ومن ثم يتم تنشيط الغدة النخامية. [4]

تؤدي هذه الاستجابة إلى تحفيز إطلاق هرمونات التوتر مثل الكورتيزول والأدرينالين من الغدة الكظرية، يسبب الكورتيزول ارتفاع ضغط الدم، والسكر، وتحويل الأحماض الدهنية إلى طاقة لتستخدمها العضلات، بينما يقوم الأدرينالين والنورأدرينالين بالآتي: [4]

  • تجهيز العضلات للعمل.
  • زيادة نشاط القلب والرئتين.
  • قلة نشاط الجهاز الهضمي.
  • توسع حدقة العين.

يلعب الحصين وقشرة الفص الجبهي دورًا أيضًا في استجابة الخوف، حيث يساعد كلاهما في التحكم في المشاعر وإدراك ما إذا كانت هذه الاستجابة حقيقية ومنطقية، أم أنها ردة فعل مبالغ فيها، فعند الجزم بأن هذا الخوف مبالغ فيه يتم إرسال إشارات إلى اللوزة الدماغية لتثبيط نشاطها. [4]

تُفسِّر هذه الاستجابة استمتاع البعض بمشاهدة أفلام الرعب، إذ يستطيع الشخص التغلب بتفكيره على الاستجابة الأولية للخوف في الدماغ، فيشعر بخوف في البداية ولكن سرعان ما يتم تثبيط هذا الشعور. [4]

اقرأ أيضًا: أنواع اضطرابات القلق وأعراضه

أعراض الخوف وعلاماته

لا تقتصر أعراض الخوف على المشاعر التي تنتاب الشخص، بل تظهر علامات جسدية أيضًا نتيجة إفراز هرمون الأدرينالين والكورتيزول، وتشمل هذه العلامات والأعراض ما يلي: [5]

طرق الاستجابة عند الخوف

تظهر استجابتنا للخوف غالبًا على 3 مراحل هي: [6]

  • التجمد: قد يتجمد الشخص في مكانه للحظات عند التعرض لموقف مخيف، وربما يكون السكون وعدم الحركة وسيلة للنجاة.
  • الجري: تعد استجابة الهروب الغريزة الثانية لحماية أنفسنا بالابتعاد عن الخطر، ويعزز إفراز الأدرينالين القدرة على الفرار بسرعة.
  • القتال: قد لا يستطيع الشخص الفرار في بعض الحالات عن الشيء المسبب للخوف، فيبدأ بالدفاع عن نفسه ويساعد الأدرينالين أيضًا في هذه الاستجابة.

قد يكون الموقف المخيف في بعض الحالات لا يستدعي الاستجابة بهذه الطرق السابقة، ولكن لا تزال الاستجابة الجسدية تحدث بإفراز هرمونات التوتر.

ما هي طرق علاج الخوف المرضي؟

قد ينطوي علاج الخوف المرضي أو الفوبيا على التعرض المتكرر للموقف المحفز للخوف؛ مما يؤدي إلى التعود وتقليل استجابة الذعر، وتشمل طرق العلاج الأخرى ما يلي: [1]

  • إزالة الحساسية المنهجية

تكمن فكرة هذا العلاج في تعريض الشخص تدريجيًا في سلسلة من الخطوات إلى الموقف أو الشيء المخيف، فمثلًا قد تبدأ الجلسة الأولى بالتحدث عن المحفز المسبب للخوف، ثم النظر إلى صورة له في الجلسة التالية وصولًا إلى القدرة على التعامل مع هذا المحفز مع تعلم أساليب وتقنيات تساعد على التحكم في نوبات الخوف والقلق. [1]

  • العلاج بالغمر

العلاج بالغمر هو نوع من العلاج بالتعرض، يتضمن مواجهة الموقف أو الشيء المحفز للخوف أو الفوبيا فترة طويلة في بيئة آمنة تحت إشراف طبي حتى يختفي الخوف، فعلى سبيل المثال يضم العلاج في حالة رهاب ركوب الطائرة الصعود إلى طائرة حقيقية والبقاء فيها فترة حتى اختفاء القلق والذعر وإدراك الشخص أنه في بيئة آمنة لا تشكل خطرًا عليه. [1]

للمزيد: كيفية علاج الفوبيا والخوف

كيفية التعامل مع الخوف

يوجد بعض التقنيات التي تساعد في التغلب على الخوف في الحياة اليومية من خلال التعامل مع الأعراض النفسية والجسدية، وتتضمن ما يلي: [1]

  • التحدث مع الأهل والأصدقاء، حيث يساعد وجود دعم اجتماعي في التغلب على المخاوف.
  • ممارسة تمارين التأمل الواعي للتغلب على الأفكار السلبية.
  • ممارسة تقنيات الاسترخاء مثل، التخيل، والتنفس العميق، واسترخاء العضلات التدريجي.
  • اتباع نظام غذائي صحي، وممارسة الرياضة بانتظام، والحصول على قدر كافٍ من النوم.

نصيحة الطبي

يعد الشعور بالخوف أمرًا طبيعيًا فهو رد الفعل الذي يقي الإنسان من الخطر، ولكن عند الإحساس بالرهبة والذعر الشديد غير المنطقي تجاه بعض الأشياء أو المواقف؛ فقد يشير ذلك إلى الإصابة بالفوبيا، ويوصى في هذه الحالة بمراجعة الطبيب لتلقي التشخيص والعلاج المناسب.