يعتقد الكثيرون أن الكورتيزون (بالإنجليزية: Cortisone) دواء خطير وله آثار جانبية ومضاعفات خطيرة، وأنه يشكل خطراً كبيراً على صحة الإنسان، ولكن هذه الاعتقادات خاطئة، لأن الكورتيزون دواء مثل غيره من الأدوية لها من الفوائد كما لها من الآثار الجانبية والمضاعفات عند استعماله لفترات طويلة.
نتناول هنا الحديث حول كل ما يخص استخدامات وفوائد الكورتيزون وما هي اضراره وكيفية تجنبها، وهل يمكن إعطاء الكورتيزون للحامل.
ما هي خصائص الكورتيزون العلاجية؟
تم تطوير الكورتيزون الصناعي لتأثيراته التالية:
- مضاد للالتهابات، حيث تمتاز الكورتيزونات بأنها من أشد الأدوية كبحاً للالتهابات الحيوية في جميع أجزاء الجسم، حيث تعمل على تخفيف التورم، والحكة، والاحمرار، وأعراض الحساسية.
- مضادة لتكاثر الخلايا، حيث أن للكورتيزون خاصية كبح تكاثر الخلايا السرطانية أو شبه السرطانية مثل الأورام اللمفاوية.
- زيادة المناعة في الجسم، حيث أنه يكبح الجهاز المناعي من تدمير أجهزة الجسم وهو ما يحدث في الأمراض ذاتية المناعة.
ما هي استخدامات وفوائد الكورتيزون؟
يمكن أن يكون الكورتيزون دواء منقذ للحياة وله فوائد عديدة، ويستخدم الكورتيزون لعلاج العديد من المشاكل الصحية، منها:
الكورتيزون للسرطان
يمكن استخدام الكرتزون لمرضى السرطان لعدة أسباب منها:
- علاج لمجموعة متنوعة من السرطانات، مثل سرطان الدم، وورم الغدد اللمفاوية، والورم النخاعي المتعدد.
- مسكن للألم، حيث أن الكورتيزون يستخدم مع المسكنات الأخرى لمرضى السرطان.
- الغثيان والقيء، حيث يعتبر دواء الديكساميثازون مضاداً للقيء والغثيان وقد يستخدم لعلاج الغثيان والقيء المرتبط ببعض أدوية العلاج الكيماوي.
- يستخدم الكورتيزون لتحفيز الشهية لدى مرضى السرطان الذين يعانون من مشاكل شديدة في الشهية.
الكورتيزون لعلاج داء أديسون
يعد داء أديسون عبارة عن مرض ينتج عن عدم تصنيع هرمون الكورتيزول بشكل كافي في الجسم، ويستخدم الكورتيزون في هذه الحالة كعلاج تعويضي لنقص هرمون الكورتيزول في الجسم.
الكورتيزون لعلاج الخانوق
عادة ما يكون العلاج للخانوق داعم ومعالج للأعراض فقط، ويستخدم الكورتيزون في علاج الخانوق بسببتأثيراته المضادة للالتهاب. ويبدأ التحسن في الأعراض بعد 12 ساعة من الجرعة الأولى من الكورتيزون. ومن أنواع الكورتيزون التي يتم استخدامها في علاج الخانوق، دواء البيوديسونايد (بالإنجليزية: Budesonide) على شكل تبخيرة، أو دواء الديكساميثازون (بالإنجليزية: Dexamethasone) على شكل حقن في العضل.
الكورتيزون لعلاج التهاب السحايا
يعد التهاب السحايا البكتيري حالة قد تؤدي إلى الوفاة، كما أنها قد تؤدي إلى مضاعفات خطيرة ودائمة في الأعصاب، مثل التشنجات. إن استخدام الكورتيزون في حالة التهاب السحايا مع المضادات الحيوية يحد من مضاعفاته.
الكورتيزون لعلاج التهاب الرئة
أن استخدام دواء الكورتيزون مع المضادات الحيوية في علاج الالتهاب الرئوي يساعد في التقليل من تدهور حالة الرئة، ويقلل من الحاجة لجهاز التنفس الاصطناعي، كما أنها تحسن من أعراض الالتهاب الرئوي، مثل ارتفاع درجة الحرارة.
الكورتيزون لعلاج التهاب الكبد الكحولي
التهاب الكبد الكحولي هي حالة مؤدية للوفاة غالباً، حيث أن من فوائد استخدام الكورتيزون في هذه الحالة أنه يقلل من احتمالية الوفاة نتيجة الإصابة بالتهاب الكبد الكحولي ويعالجها.
فوائد الكورتيزون الاخرى
من الحالات التي يستخدم فيها الكورتيزون أيضاً:
- زراعة الأعضاء، حيث أن من خصائص الكورتيزون أنه مثبط للمناعة ويقلل من احتمالية رفض العضو المزروع.
- داء المرتفعات الحاد.
- مرض الانسداد الرئوي المزمن ومرض الربو.
- التهاب المفاصل والروماتيزم، والتي غالباً ما يتم علاجها بالكورتيزون على شكل إبر في المفصل.
- الالتهابات الجلدية مثل الأكزيما والتهاب الجلد والعضل.
- كثرة الشعر.
- لعلاج أو منع تفاعلات الحساسية مثل حمى القش والتهاب الأنف التحسسي (بالإنجليزية: Hay Fever).
- العديد من أمراض المناعة الذاتية، مثل التصلب اللويحي، والذئبة.
- كما يستخدم الكورتيزون ليحل محل المنشطات في حالات قصور الغدة الكظرية.
للمزيد: ابرة الكورتيزون للحساسية
كيف يتم إعطاء الكورتيزون؟
يمكن إعطاء الكورتيزون بأشكال عديدة والتي قد تتضمن:
- الحبوب أو الشراب عن طريق الفم، وهي متوفرة بعدة تراكيز ويجب تناولها مع الطعام أو بعد الوجبات.
- الإبر، والتي يمكن إعطاؤها في العضل أو في الوريد من قبل مقدم الرعاية الصحية.
- مرهم أو قطرات للعين، حيث يستخدم الكورتيزون بهذه الطريقة من أجل علاج أو منع العديد من حالات التهاب العين.
- غسول أو كريم أو مرهم موضعي لعلاج امراض الجلد.
- البخاخات والمحاليل للاستنشاق والتي تستخدم لعلاج أمراض الجهاز التنفسي.
ما الاثار الجانبية والمضاعفات المصاحبة لتناول الكورتيزون؟
يعتمد حدوث الأعراض الجانبية والمضاعفات المصاحبة للكورتيزون على:
- نوع وجرعة الكورتيزون الذي يتم استخدامه؛ فعند استخدام الكورتيزون عن طريق الاستنشاق أو عن طريق الكريم الموضعي، تكون الآثار الجانبية أقل وتقتصر على مكان واحد في الجسم مقارنة بتناول الكورتيزون فموياً.
- مدة استخدام الكورتيزون؛ عند استخدام الكورتيزون لفترات طويلة، تكون الآثار الجانبية والمضاعفات أكثر.
من الآثار الجانبية المصاحبة لاستخدام دواء الكورتيزون بشكل عام:
- فطريات الفم، وذلك عند استخدام بخاخات الكورتيزون الاستنشاقية لعلاج مرض الربو ومرض الانسداد الرئوي المزمن.
- آلام وانتفاخات في المفاصل والعضلات، وذلك عند حقن الكورتيزون في المفاصل أو العضلات، ولكنتختفي هذه الأعراض خلال بضعة أيام.
- زيادة في الشهية، والذي ينتج عنه زيادة في الوزن، وتبدأ زيادة الوزن بسبب الكورتيزون عادة خلالشهرين من تناول دواء الكورتيزون، ولكن غالباً ما يتم خسارة الوزن الزائد خلال 6 شهور من إيقاف دواء الكورتيزون.
للمزيد: الكورتيزون وزيادة الوزن
- احتباس السوائل في الجسم.
- تغيرات في المزاج، مثل التوتر والاكتئاب، وتظهر مع الجرعات المرتفعة.
- الأرق، حيث أن الكورتيزون يسبب الارق خاصة عند تناوله مساء.
- الصداع.
- اضطرابات في المعدة والغثيان.
- الشعور بطعم معدني في الفم.
- تسارع نبضات القلب خاصة عند أخذ الكورتيزون عن طريق الوريد.
مضاعفات استخدام الكورتيزون لفترة طويلة
عند تناول الكورتيزون لفترات طويلة، تبدأ بعضالمضاعفات بالظهور، وتعتبر مدة 3 شهور فأكثر من تناول الكورتيزون عامل من عوامل الخطر للإصابة بمضاعفات الكورتيزون.
من اضرار تناول الكورتيزون لفترات طويلة ما يلي:
- الإصابة بهشاشة العظام، وحدوثكسور في العظام، وتبدأ خلال 6-12 شهور من بداية العلاج بالكورتيزون.
- الإصابة، أو تفاقم ارتفاع ضغط الدم، حيث أن الكورتيزون يرفع الضغط نتيجة احتباس السوائل في الجسم.
- ارتفاع مستوى السكر في الدم، والإصابة بمرض السكري، حيث أن الكورتيزون يرفع السكر بعد تناول الجرعة الأولى منه بساعات قليلة، ويعتمد ارتفاع نسبة السكر في الدم على الجرعة التي يتم تناولها.
- الإصابة بتصلب الشرايين، وعادة تظهر الأعراض عند تناول الكورتيزون لمدةعام فأكثر وعلى جرعات مرتفعة جداً.
- زيادة احتمالية الإصابة بالعدوى والالتهابات، وذلك لأن الكورتيزون يقوم بتثبيط مناعة الجسم.
- إعتام عدسة العين والإصابة بارتفاع ضغط العين، وتعتمد الإصابة على الجرعة التي يتم تناولها من الكورتيزون. تبدأ الأعراض بالظهور عادة عند تناول دواء البريدنيزولون (بالإنجليزية: Prednisolone) بجرعة 10 ملغم في اليوم وما يعادلها من أنواع الكورتيزون الأخرى ولمدة عام فأكثر من بدء تناول الدواء.
- ترقق الجلد، وظهور الكدمات، وعادة ما تختفي الكدمات عند إيقاف الدواء.
- الإصابة بضعف العضلات واعتلالها، وتعتمد سرعة الإصابة بضعف العضلات واعتلالها بالجرعة التي يتم تناولها من الكورتيزون، فكلما زادت الجرعة، زادت سرعة الإصابة بضعف العضلات.
- ظهور الأعراض الشكلية لمتلازمة كوشينج، مثل انتفاخ الوجه ويسمى بوجه القمر، وزيادة شعر الوجه والجسم، وتحدب الظهر.
- عدم انتظام الدورة الشهرية.
- اضطرابات في المعدة، مثل الإصابة بنزيف في المعدة، خاصة عند تناول دواء الكورتيزون مع المسكنات مضادات الالتهاب غير الستيرويدية.
- تأخر النمو عند الأطفال.
للمزيد: مخاطر واضرار الكورتيزون
ما اعراض التوقف عن تناول الكورتيزون فجأة؟
يجب تنبيه المريض إلى أهمية عدم إيقاف الكورتيزون فجأة ودون استشارة الطبيب، حتى لو كانت الآثار الجانبية مزعجة، وذلك لأن الجسم سيقلل من إنتاج هرمون الكورتيزول الطبيعي كرد فعل لارتفاع نسبة الكورتيزون في الدم، وعند إيقاف الدواء بشكل مفاجئ ستبدأ بعض المشاكل الصحية وأعراض انخفاض هرمون الكورتيزول بالظهور، لذلك يجب إيقاف الدواء تدريجياً.
من الأعراض التي ستظهر عند إيقاف الكورتيزون بشكل مفاجئ ما يلي:
- الإرهاق.
- فقدان الوزن.
- الغثيان، والقيء.
- الإسهال.
- الدوخة.
- آلام في المعدة.
- آلام في العضلات والمفاصل.
كيفية الحد من الاثار الجانبية المصاحبة للكورتيزون؟
يمكن الحد من الآثار الجانبية المصاحبة للكورتيزون من خلال:
- عدم اللجوء إلى الكورتيزون إلا فيالحالات الضرورية، وبوصفة من الطبيب المختص.
- عدم اللجوء إلى الكورتيزون الفموي إلا للحالات الضرورية، واستبداله بالكورتيزون الموضعي إن أمكن.
- غسل الفم جيداً بعد استخدام بخاخات الكورتيزون الاستنشاقية، دون بلع الماء، وذلك لمنع الإصابة بفطريات الفم.
- تناول جرعة الكورتيزون في الصباح وذلك لمنع الأرق.
- مراقبة السعرات الحرارية التي يتم تناولها واتباع حمية غذائية قليلة الملح والسكر، وذلك للوقاية من الإصابة بمرض ارتفاع ضغط الدم ومرض السكري، وللحد من زيادة الوزن بشكل مفرط.
- ممارسة الرياضة بشكل دوري.
- إجراء فحص كثافة العظام، قبل وأثناء فترة تناول دواء الكورتيزون، والحرص على الحصول على الكميات التي يحتاجها الجسم من الكالسيوم وفيتامين د من الطعام إن أمكن، أو من المكملات الغذائية.
- الامتناع عن التدخين واستهلاك الكحول، لأنها تزيد من خطر الإصابة بهشاشة العظام.
- مراقبة ضغط الدم ومستوى السكر في الدم بشكل مستمر.
- تناول دواء الكورتيزون بعد الأكل أو مع مضاد الحموضة وذلك لمنع الإصابة باضطرابات المعدة.
- يجب عدم استخدام الكورتيزون إذا كانت لدى المريض عدوى حديثة، وتجنب التماس مع الأشخاص المرضى أو الذين يعانون من العدوى أثناء تناول الكورتيزون.
- يجب عدم تلقي أي لقاحات فيروس "حي" أثناء تناول الكورتيزون مثل لقاح الحصبة، أو النكاف، أو لقاح الإنفلونزا.
- التحدث للطبيب فوراً إذا تعرض المريض للإصابة بجدري الماء أو الحصبة أثناء تناول الكورتيزون، فمن الممكن أن تكون هذه الحالات خطيرة ومهددة للحياة أثناء العلاج بالكورتيزون.
- قبل الحصول على الكورتيزون، يجب إخبار الطبيب إذا كان لدى المريض أي من الحالات الطبية التالية:
- اضطراب في الغدة الدرقية.
- داء السكري.
- مرض الكبد.
- مرض الكلية.
- مرض السل.
- إصابة سابقة بالملاريا.
- هشاشة العظام.
- أي اضطراب في العضلات.
- عدوى الهربس للعيون.
- إعتام عدسة العين أو الجلوكوما.
- الاكتئاب أو المرض العقلي.
- فشل القلب الاحتقاني.
- ضغط الدم المرتفع.
- قرحة في المعدة، أو التهاب القولون التقرحي.
الكورتيزون والحمل او الرضاعة الطبيعية
ليس من المعروف ما إذا كان إعطاء الكورتيزون للحامل يمكن أن يؤذي الجنين، لكن يجب أن تتحدث الأم مع طبيبها إن كانت حامل أو إن أصبحت حاملاً أثناء تناول هذا الدواء. يمكن للكورتيزون أن ينتقل إلى حليب الثدي، الأمر الذي قد يضر بالطفل عند الرضاعة الطبيعية، لذا يجب تجنب الرضاعة الطبيعية أثناء فترة أخذ هذا الدواء.