يعرف مرض التصلب المتعدد على أنه أحد أمراض المناعة الذاتية التي تسبب تلف الأعصاب. وعلى الرغم من عدم وجود علاج نهائي يساعد في الشفاء التام من التصلب اللويحي حتى الآن، إلا أنه يمكن علاج التصلب اللويحي أو السيطرة من خلال بعض الطرق الجديدة. إليك في هذا المقال حديثاً عن الأسلوب الجديد في علاج التصلب اللويحي.

ينتج التصلب اللويحي (بالإنجليزية: Multiple Sclerosis)، أو التصلب المتعدد، عن مهاجمة جهاز المناعة لمادة المايلين التي تغلف الأعصاب وتحميها، مما يؤدي إلى تدميرها وانهيار الاتصال بين الدماغ والأعصاب، الأمر الذي ينتهي بتلف أعصاب الجسم نفسها، بما فيها أعصاب الحبل الشوكي، والأعصاب البصرية، مسبباً اضطراب في وظائف العضلات، واختلال الرؤية والتوازن.

لا يمكن علاج التصلب اللويحي بشكل نهائي، حيث تعتمد نسبة الشفاء من التصلب اللويحي على مدى تقدم المرض ودرجة تضرر الأعصاب، وقد ينخفض متوسط العمر المتوقع لمرضى التصلب بمقدار سبع سنوات ونصف عن الأصحاء الآخرين.

في المقابل، تساعد طرق العلاج المذكورة تالياً من الخطوات المتبعة لتخفيف الأعراض، وعلاج الانتكاسات، وزيادة فترة هدوء المرض، وتقليل عدد الانتكاسات.

المتعدد المتعدد

علاج التصلب اللويحي: السيطرة على الانتكاسات

يمكن أن تؤدي الالتهابات والأسباب الأخرى إلى حدوث انتكاسة لدى مرضى التصلب اللويحي، الأمر الذي قد يتطلب دخولهم إلى المستشفى للسيطرة على الانتكاسة ومراقبة المريض، حيث يشمل علاج التصلب اللويحي في هذه الحالة على علاج مكثف بالكورتيكوستيرويدات، إذ تؤخذ أقراص الستيرويد الموصوفة في المنزل لمدة 5 أيام تقريباً، أو تؤخذ على شكل حقن في المستشفى لمدة 3 - 5 أيام.

ومن أكثر الستيرويدات استخداماً في هذه الحالة هي الميثيل بريدنيزولون (بالإنجليزية: Methylprednisolone)، أو بريدنيزون (بالإنجليزية: Prednisone).

قد يساعد الستيرويد في تخفيف حدة الانتكاسة، لكنه لا يمنع من حدوث الانتكاسات لدى المريض. كما تعطى الستيرويدات لفترة قصيرة جداً، وذلك لتجنب الآثار الجانبية التي يمكن أن تنتج عن العلاج طويل المدى، مثل هشاشة العظام.

يعتبر الستيرويد الخط الأول في علاج التصلب اللويحي في هذه الحالة، لكن يمكن استخدام بعض العلاجات الأخرى، مثل:

  • حقن الهرمون المحفز للغدة الكظرية (بالإنجليزية: Adrenocorticotropic Hormone or ACTH) والذي يحفز بدوره إفراز بعض الهرمونات الأخرى التي من شأنها أن تقلل من حدة الالتهاب وعلاج الانتكاسة.
  • تنقية الدم: وذلك من خلال تصفية الدم وإزالة الأجسام المضادة المسببة للانتكاسة.
  • الجلوبيولين المناعي: والذي يعطى عن طريق الوريد لتقوية جهاز المناعة ودعمه.

اقرأ أيضاً: أنواع مرض التصلب اللويحي المتعدد

علاج التصلب اللويحي: تخفيف الاعراض

يرتبط التصلب اللويحي بالعديد من الأعراض الناتجة عن تلف الأعصاب في مختلف أجهزة الجسم، مثل التعب، وتشنج العضلات وتصلبها، واختلال الرؤية، وألم الأعصاب والعضلات، وفقدان القدرة على التحكم بالمثانة والأمعاء.

تساعد بعض الأدوية على التحكم في هذه الأعراض والتخفيف منها لتحسين حياة المريض. فيما يلي بعض الأعراض الأكثر شيوعاً وطرق علاجها.

  • علاج ألم وتشنج العضلات: وذلك من خلال بعض مرخيات العضلات، مثل الباكلوفين، والديازيبام، والسيكلوبنزابرين، والتيزانيدين.
  • علاج التعب والوهن المزمن: يمكن علاج التعب المرتبط بالتصلب اللويحي من خلال الأمانتادين، والمودافينيل، والفلوكساتين.
  • علاج فقدان التحكم بالمثانة والأمعاء: تختلف هذه الادوية باختلاف حالة المريض، حيث يعاني بعض مرضى التصلب اللويحي من الإمساك، فيصف الطبيب لهم ملينات البراز. في المقابل يعاني البعض من عدم القدرة على التبول، الامر الذي يدفعهم إلى تركيب كيس بول لضمان تفريغ البول من الجسم.

علاج التصلب اللويحي: منع تقدم المرض والتقليل من عدد مرات الانتكاس

على الرغم من أن العلم لم يتوصل حتى الآن لعلاج التصلب اللويحي بشكل جذري ونهائي، إلا أنه يوجد العديد من الأدوية التي تساعد على تقليل عدد الانتكاسات، والسيطرة على المرض، ومنع تقدمه.

حيث تهدف هذه الأدوية إلى تقليل مقدار الضرر الواقع على مادة المايلين المغلفة للأعصاب، والتي ترتبط بشكل كبير بانتكاسات التصلب اللويحي. لكن هذا النوع من الأدوية لا يناسب جميع مرضى التصلب اللويحي، وإنما يوصف فقط لمرضى التصلب اللويحي الانتكاسي - السكوني (بالإنجليزية: Multiple Sclerosis Relapsing-Remitting)، أو التصلب اللويحي المتقدم الثانوي (بالانجليزية: Secondary Progressive Multiple Sclerosis)، والذين يستوفون معايير معينة من عدد الانتكاسات وطبيعتها.

ومن الأدوية التي وافقت عليها إدارة الغذاء والدواء الأمريكية من أجل علاج التصلب اللويحي ما يلي:

  • الانترفيرون بيتا - 1 أ.
  • الانترفيرون بيتا - 1 ب.
  • أسيتات الغلاتيرامر (بالإنجليزية: Glatiramer Acetate).
  • البيغيلاتيد انترفيرون بيتا - 1 أ (بالإنجليزية: Pegylated Interferon Beta-1a).
  • اليمتوزوماب.
  • المايتوزانترون.
  • الناتاليزوماب.
  • الأوكريليزوماب.
  • التيريفلونومايد.
  • الفينجولايمود.
  • الدايميثيل فيوماريت.
  • الكلادريبين.
  • السيبونيمود.
  • الأوزانيمود.
  • الديروكسيمل.

علاج التصلب اللويحي بالخلايا الجذعية

على الرغم من ضعف الأبحاث وعدم وضوح المنهجية تماماً، إلا أن الأطباء يعقدون الأمل حول علاج التصلب اللويحي بالخلايا الجذعية. أشارت دراسة نشرت في سنة 2019 في مجلة أبحاث الخلايا الجذعية أن استخدام الخلايا الجذعية المأخوذة من نخاع العظم في علاج الأمراض التنكسية العصبية المختلفة، بما فيها التصلب اللويحي، يعتبر آمن وفعال نسبياً، بل ويعتبر مرشح قوي لعلاج التصلب اللويحي في المستقبل.

علاج التصلب اللويحي بالغذاء

حقيقة، لا يوجد حتى الآن أي دراسات تثبت فعالية أي نظام غذائي في علاج التصلب اللويحي بشكل جذري، إلا أن اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن، والحرص على أخذ حاجة الجسم من المعادن والفيتامينات يمكنه أن يساعد في تحسين أعراض التصلب المتعدد وتخفيف حدتها.

كما يمكن اتباع بعض النصائح الغذائية التي تحسن من أعراض التصلب اللويحي:

  • تناول الأطعمة التي تزيد من نسبةالبروبيوتك والبريبيوتك مثل الزبادي، والبصل، والثوم، حيث أشارت الأبحاث إلى الدور المهم الذي تلعبه صحة الأمعاء في الوقاية وعلاج التصلب اللويحي.
  • تناول الأطعمة الغنية بالألياف، مثل الخضروات، والفواكه، والحبوب الكاملة، حيث يساعد المحتوى العالي من الألياف في الحفاظ على صحة القلب والشرايين، والتي تعتبر إحدى مخاوف مرضى التصلب اللويحي.
  • تناول الأطعمة المحتوية على الأحماض الدهنية المتعددة وغير المشبعة (بالإنجليزية: Polyunsaturated Fatty Acids)، مثل زيت الصويا وبذور عباد الشمس. فعلى الرغم من تضارب الدراسات حول أهميتها، إلا أنها قد تساعد بعض المرضى على تخفيف أعراض التصلب اللويحي.
  • تناول الأطعمة المحتوية على مضادات الأكسدة، مثل الأعشاب والشاي، والتي من شأنها أن أن تخفف من حدة التهابات الجسم وتحمي خلايا الجهاز العصبي.

للمزيد: نصائح وإرشادات غذائية لمرضى التصلب اللويحي

علاج التصلب اللويحي بالاعشاب

كذلك الأمر بالنسبة للأعشاب، فلا يوجد حتى الآن أي أبحاث سريرية على البشر تثبت إمكانية علاج التصلب المتعدد بالأعشاب، إلا أنه يوجد العديد من الأعشاب التي تساعد في الحفاظ على صحة الأعصاب وتقليل حدة الالتهاب.

أجريت في الفترة الأخيرة بعض الأبحاث الطبية على الحيوانات، والتي أشارت نتائجها إلى الخصائص المضادة للالتهاب والمضادة للأكسدة في الأعشاب، والتي على الرغم من أنها لا زالت في المراحل الأولى، إلا أنها تحمل نتائج واعدة في المستقبل. ومن هذه الأعشاب:

  • البابونج.
  • النعناع البري.
  • أوراق التوت.
  • عشبة الغافث.
  • الزنجبيل.
  • نبات الخمان.
  • الجنكة.
  • عرق السوس.
  • الكركم.

اقرأ أيضاً: فوائد الفلافونويد لمرضى التصلب اللويحي المتعدد

علاج التصلب اللويحي بالزيت

لا يوجد دليل علمي حول علاج التصلب المتعدد بالزيت، سواء من خلال تناوله أو استخدامه للتدليك والمساج. لكن تشير بعض الأبحاث إلى أن استخدام الزيوت العطرية يساعد على الهدوء والاسترخاء، الذي يمكن بدوره أن يخفف من الألم الذي يعاني منه مرضى التصلب اللويحي.

علاج التصلب اللويحي بالحجامة

تساعد الحجامة على تحسين الدورة الدموية وإرخاء العضلات، كما تلعب دوراً مهماً في تخفيف التورم وتخفيف الشعور بالألم. وعلى الرغم من عدم توفر الأبحاث الكافية حول الموضوع، إلا أنه يمكن الاستفادة من هذه الفوائد في علاج التصلب اللويحي بالحجامة.

اقرأ أيضاً: التصلب المتعدد والحمل

علاج التصلب اللويحي عند الاطفال

في سنة 2018، صدرت موافقة إدارة الغذاء والدواء على استخدام دواءالفينجولايمود (بالإنجليزية:Fingolimod) في علاج التصلب المتعدد عند الأطفال الذين تزيد أعمارهم عن 10 سنوات. يساعد الفينجولايمود على تقليل عدد الانتكاسات، والسيطرة على التصلب المتعدد، ومنع تطوره.

علاوة على ذلك، وللسيطرة على التصلب اللويحي لدى الأطفال، ينصح أيضاً بالحصول على قسط كاف من النوم، وممارسة الرياضة، واتباع نظام غذائي صحي.

اقرأ أيضاً: التصلب اللويحي والمكملات الغذائية