اكتسب علاج التعديل العصبي العجزي (بالإنجليزية: Sacral Neuromodulation) والمعروف أيضاً بإسم تحفيز العصب العجزي انتشاراً عالمياً متزايداً في مجال علاج مشاكل الأمعاء والمثانة.
يمكن أن يكون علاج تحفيز العصب العجزي (بالإنجليزية: Sacral Nerve Stimulation) علاجاً مغيراً للحياة بالنسبة للعديد من المرضى، حيث قد يساعد العلاج العصبي العجزي في استعادة وظيفة المثانة أو الأمعاء الطبيعية، وقد تم استخدامه لعلاج العديد من الأشخاص في جميع أنحاء العالم.
كيف يتم تحفيز العصب العجزي؟
يتم تحفيز العصب العجزي باستخدام جهاز صغير قابل للزرع داخل الجسم، حيث يعمل هذا الجهاز كمحفز عصبي يرسل نبضات كهربائية إلى الأعصاب الموجود في منطقة أسفل الظهر، والتي تسمى الأعصاب العجزية (بالإنجليزية: Sacral Nerves). ويهدف هذا التحفيز العصبي إلى تحسين وظيفة بعض الأعضاء، مثل المثانة، والأمعاء، وعضلات الحوض، والعضلة العاصرة. وغالباً ما ينجح التحفيز الكهربائي في علاج أو الحد من المشاكل الصحية المتعلقة بالمثانة أو الأمعاء أو علاج المشكلين معاً.
ما هي الحالات الطبية التي يمكن علاجها بتقنية تحفيز العصب العجزي؟
يمكن استخدام تحفيز العصب العجزي في علاج المشاكل والأعراض التالية:
- فرط نشاط المثانة.
- مشاكل في إفراغ المثانة أو الاحتباس البولي.
- سلس البول.
- الحاجة المستمرة للتبول أو الرغبة المفاجئة والملحة للتبول.
- ضعف الجهاز البولي السفلي للأطفال.
- ألم الحوض المزمن.
- التحكم في الأمعاء لعلاج سلس البراز، خاصة عند المرضى الذين لم تنجح معهم العلاجات الأخرى.
تعتبر مشكلتي الإلحاح البولي، وسلس البول، وسلس البراز هي أكثر الأسباب شيوعاً للنظر في استخدام علاج التحفيز العصبي العجزي (SNS).
للمزيد: الاحتباس البولي وآلام أسفل البطن
من هم المرضى المرشحين للعلاج بتقنية تحفيز العصب العجزي؟
يعد العلاج التحفيزي للعصب العجزي هو الأنسب للمرضى الذين لم تنجح معهم طرق العلاج الأخرى، حيث يتم أخذه في عين الاعتبار من قبل الطبيب المختص بعد تجربة الأدوية، أو العلاج السلوكي مثل تغيير نمط الحياة أو تغيير في النظام الغذائي، أو العلاج الطبيعي.
اقرأ أيضاً: انواع السلس البولي
ما هي خطوات العلاج باستخدام تقنية تحفيز العصب العجزي؟
يتم إجراء تحفيز العصب العجزي على مرحلتين، الأولى هي مرحلة التقييم أو الاختبار، والثانية هي مرحلة زرع المحفز. والهدف من مرحلة التقييم هو السماح للطبيب من تقييم فعالية العلاج ومعرفة فيما إذا كانت الأعراض ستزول أو تقل بشكل كبير بالنسبة للمريض قبل زرع البطارية الدائمة، والتي تمثل المحفز الكهربائي للأعصاب العجزية.
قبل االبدء بمرحلة التقييم مع المريض، يطلب منه أخذ مذكرات يومية لمدة ثلاثة أيام على الأقل، يسجل فيها روتينه المعتاد، وعاداته، وأعراضه المرضية وشدتها، مثل عدد مرات التبول أو غيرها من الأعراض، وذلك بهدف استخدام هذه المذكرات كنقطة أو قاعدة مرجعية في المستقبل تمكن المختص من مقارنة نتائج العلاج بها لتحديد مدى نجاحه.
المرحلة الأولى: مرحلة التقييم
يتم في هذه المرحلة إدخال سلك مؤقت رفيع بالقرب من الأعصاب العجزية في منطقة أسفل الظهر، والتي تتحكم في المثانة والأمعاء. ثم يتم توصيل السلك بجهاز خارجي منفصل صغير. يحتوي هذا الجهاز الخارجي على بطارية يتم ارتداؤها طوال فترة التقييم.
بعد إدخال السلك المؤقت، يذهب المريض إلى المنزل ويستمر في حياته اليومية، ويطلب المختص من المريض أن يستمر بتسجيل مذكراته اليومية فيما يخص أعراضه المرضية والتي بدأ بها قبل مرحلة التقييم. يمكن أن تمتد فترة التقييم إلى ثلاثة أسابيع، وقد يتم تعديل إعدادات البرمجة للمحفز الخارجي خلال هذه الفترة، وذلك بناء على استجابة المريض للتحفييز. بالإضافة إلى ذلك قد يتم توصية المريض بالتخفيف من بعض الأنشطة، مثل: عدم رفع الأثقال.
بعد انتهاء فترة الاختبار المنزلي، يناقش الطبيب النتائج مع المريض، وبالاعتماد على مدى التحسن في الأعراض وعوامل أخرى، مثل تحسن جودة الحياة ورضا المريض، يقرر الطبيب المختص إذا ما كان استخدام علاج تحفيز العصب العجزي مناسباً للمريض على المدى الطويل والانتقال إلى المرحلة الثانية.
المرحلة الثانية: زرع المحفز العصبي
عادةً يعتبر المريض مرشحاً جيداً لزرع بطارية دائمة في حال انخفضت لديه الأعراض بنسبة 50% على الأقل.
خلال المرحلة الثانية وبعد موافقة المريض، يتم غرس جهاز تحت الجلد في منطقة الأرداف العلوية يسمى المبرمج (بالإنجليزية: Neurostimulator)، وهو جهاز يشبه جهاز تنظيم ضربات القلب، ثم وصل الجهاز بسلك رفيع دائم يتم زراعته في منطقة أسفل الظهر. يتم هذا الإجراء تحت التخدير الكلي للمريض. وقد يحتاج المريض في البداية إلى عدة زيارات للمختص لتعديل إعدادات الجهاز المحفز.
يعمل محفز الأعصاب عادة لمدة 5 – 10 سنوات، ولكن يختلف هذا العمر التقريبي للجهاز من مريض لآخر، ويجب استبدال الجهاز حال نفاذ البطارية.
الآثار الجانبية لاستخدام تقنية تحفيز العصب العجزي
تشمل الآثار الجانبية التي قد تنتج من استخدام تقنية التحفيز العصبي الجذعي ما يلي:
- رد فعل عكسي في وظيفة التفريغ أو حركة الأمعاء.
- رد فعل تحسسي أو مناعي للجهاز المغروس، مما قد يؤدي إلى رفض الجسم للجهاز.
- تغير في الإحساس في منطقة التحفيز، مما قد يسبب عدم الراحة.
- حدوث عدوى.
- الشعور بالألم في موقع الجهاز أو السلك.
- حدوث نزيف أو ورم دموي أو شلل.
- التسبب بإصابة عصبية.
- التسبب بصدمة كهربائية للشخص.
اقرأ أيضاً: كثرة استهلاك الكافين قد تؤدي إلى إصابة الرجال بسلس البول
موانع استخدام تقنية تحفيز العصب العجزي
تشمل موانع استخدام هذا العلاج ما يلي:
- عدم وجود استجابة كافية للتحفيز عند المريض.
- استخدام الموجات القصيرة، والميكروويف، والموجات فوق الصوتية.
كما لم يتم تحديد سلامة وفعالية علاج تحفيز العصب العجزي بالنسبة لما يلي من الفئات:
- الحمل والولادة.
- الجنين.
- الأطفال الذين أعمارهم أقل من 16 سنة.
- المرضى الذين يعانون من أمراض عصبية، مثل مرض التصلب المتعدد.
للمزيد: السلس البولي عند السيدات : خيارات علاجية متعددة
التحذيرات والاحتياطات المتعلقة باستخدام تقنية تحفيز العصب العجزي
هناك بعض الأمور التي لا بد من تنبيه المريض عليها، ومنها:
- يمكن أن تؤدي مصادر التداخل الكهرومغناطيسي القوي إلى تسخين مكونات الجهاز المغروس تحت الجلد أو السلك في منطقة الظهر، مما قد يؤدي إلى تلف الأنسجة المحيطة بهم والتسبب بمضاعفات خطيرة أو الوفاة.
- قد يؤدي تلف الجهاز الذي يحتوي على البطارية إلى السماح بتسرب مواد كيميائية خطيرة من البطارية، والتسبب بحروق شديدة.
- قد يؤثر الجهاز المحفز على وظيفة الأجهزة المزروعة الأخرى، مثل أجهزة تنظيم القلب أو مضخات الأدوية القابلة للزرع.
- الشعور بعدم الراحة عند القيام ببعض الأنشطة التي تنطوي على الانحناء المفاجئ أو المفرط أو الالتواء أو التمدد، مثل ركوب الدراجات الجبلية أو لعب الجمباز.
- قد يؤدي فرك الجهاز من فوق الجلد إلى تلف الجهاز أو تآكل الجلد.
- يتعارض العلاج مع الغوص تحت الماء حتى عمق 10 أمتار أي 33 قدم، كذلك يتعارض مع غرف الضغط العالية.
- قد يتسبب القفز من ارتفاعات عالية مثل القفز بالمظلة أو المشي لمسافات طويلة إلى زيداة الضغط على جهاز التحفيز، مما يؤدي إلى كسر أو خلل في الجهاز.