التوحد (بالإنجليزيّة: Autism) هو اضطراب نمو معقّد يؤثر على قدرة الشّخص على التّفاعل والتّواصل مع الآخرين، وغالباً يظهر في مرحلة الطّفولة. ولا يتم تمييز التوحد من المظهر الخارجي لشكل الطّفل، بل من تفاعلاته، وسلوكياته، وتعلّمه. اقرأ أيضاً: التوحد
للتوحّد أنواع وتقسيمات كثيرة تبعاً للعوامل الجينيّة والبيئيّة المؤثّرة، ممّا يجعل أعراضه والتّعامل معه يختلفان من طفل لآخر، وكذلك التّحدّيات الّتي تواجه كل طفل على حدى، بعض مرضى التوحد قد يحتاج إلى مساعدة كبيرة من الآخرين والبعض الآخر يعيش حياته مستقلاً.
من بين كل 59 طفلاً في الولايات المتّحدة الأمريكية يوجد طفل يؤثّر عليه مرض التّوحّد ! اقرأ أيضاً: التوحد.. اضطراب يزداد باضطراد
أعراض وعلامات مرض التّوحّد
علامات وأعراض مرض التّوحّد تختلف من طفل لآخر، فقد يشخّص طفلان بالمرض لكن لكل منهما قدراته وتصرّفاته السّلوكيّة الخاصّة. يتضمن تطوّر مرض التّوحّد تزامناً مع وجود اضطرابات حسّيّة، ومشاكل هضميّة، واضطرابات في النّوم، ومشاكل في الانتباه، والقلق، وغيرها.
تشمل الأعراض والعلامات الشّائعة لمرض التوحد بين أغلب المرضى ما يلي:
- عدم الاهتمام للأشياء، فمثلاً رؤية طائرة أو عصفور يحلّق لا تثير اهتمامهم ليقوموا بالإشارة إليه.
- الرّغبة بالجلوس منفرداً لعدم النًظر بعيون الآخرين.
- عدم الرّغبة في أن يحتضنهم أحد.
- عدم الاهتمام بالآخرين أو الاهتمام بهم دون معرفة كيفيّة تّواصل معهم.
- الصّعوبة في التّعبير عن احتياجاتهم.
- الترديد المستمر للكلمات أكثر من مرّة.
- التكرار المستمر للأفعال أكثر من مرّة.
- الفرط في النّشاط.
- التّصرّف دون تفكير (الاندفاع).
اقرأ أيضاً:
مرض التوحد قد يرتبط بأمراض أخرى
مرض التوحد وارتباطه بمشاكل متعلقة بالطعام
عوامل خطر تؤثّر على تطوّر مرض التّوحّد
هناك عدّة عوامل تؤثّر على تطوّر مرض التّوحّد، منها:
- الوراثة، إذا سبق وتواجد في الأسرة طفل لديه توحّد، فهناك احتماليّة كبيرة أن يولد الطفل القادم مصاباً بهذا المرض.
- النّساء الحوامل اللواتي تناولن خلال حملهنً دواء الفالبرويك أسيد أو الثاليدومايد كانت نسبة احتمال إصابة أطفالهنّ أعلى.
- الأطفال المولودين لأم وأب كبيرين في العمر كانت نسبة إصابتهم أعلى. وهناك بحث آخر يوضّح أنّ عمر الأم لا يؤثّر كثيراً بل كان الفارق هو عمر الأب، ووجد باحثون أنّ احتماليّة إصابة طفل بالتوحّد لأب عمره فوق الأربعين كانت أكبر ب 6 أضعاف من احتماليّة إصابة طفل بالتوحّد لأب عمره تحت سن الثّلاثين.
- الذّكور عرضة للإصابة بالمرض أكثر من الإناث.
اقرأ أيضاً:
الولادة القيصرية وتوحّد الأطفال؛ ما العلاقة بينهما؟
الإناث أقدر من الذكور على إخفاء أعراض التوحد
متى يظهر مرض التّوحّد على الطّفل؟
في أغلب الأوقات، تظهر أعراض مرض التّوحّد على الطّفل في السنتين الثّانية والثّالثة من العمر. وبعض الحالات تظهر مبكّراً في عمر السّنة والنّصف.
تشخيص مرض التّوحّد
للمرض درجات وحدّة أعراض عديدة تتفاوت من طفل لآخر. لا يوجد كشف خاص لتشخيص الطّفل بأنّه مصاب بالتوحّد. يتم التّشخيص بعد إجراء الطّبيب عدّة فحوصات للطفل تهدف لتقييم نموّه، وتطوّره، وبعض الجوانب النّفسيّة عنده، وكذلك سؤال الوالدين عن سلوكيّاته، وتصرّفاته، وقدراته اللغويّة.
اقرأ أيضاً: هل طفلي مصاب بالتوحد؟
علاج مرض التّوحّد
حالياً، لا يوجد علاج لمرض التّوحّد. ولكن تشير نتائج الدّراسات أنّ النّتائج الإيجابيّة في حياة الأشخاص تظهر بشكل أفضل في الأطفال الّذين تلقّوا تدخّلاً مبكّراً،.كالّذين تلقّوا خدمات تساعدهم على التّفاعل مع الآخرين، والمشي، والتّحدّث. فالعلاج قد يكون سلوكي، أو تربوي وتعليمي، أو علاج للنطق واللغة في حال الحاجة إلى ذلك.
اقرأ أيضاً:
هل العلاج السلوكي ناجح في اطفال التوحد
مفاهيم خاطئة حول التّوحّد
تشمل بعض المفاهيم الخاطئة حول مرض التوحد ما يلي:
- يعتقد الأهل بأنّ الطّفل الانطوائي لديه توحّد.
- يظن البعض أنّ أعراض التّوحّد زائلة وستذهب مع الوقت.
- يرفض الأهل تشخيص ابنهم من قبل المختص بأنّه مصاب بالتوحّد، وذلك لاعتقادهم بأنّه لا يوجد سبب يبرّر هذا التّشخيص. ويعتقد الكثيرون أنّ التّشخيص يجب أن يكون من خلال عمل صورة أشعّة للرأس، أو إجراء فحوصات في المختبر، وهذا أيضاً اعتقاد خاطئ، فالتوحّد يشخّص باختبارات نفسيّة يعرفها الطّبيب المختص، وإن كان هناك فحوصات مخبريّة فهي لاستبعاد وجود أمراض أخرى وليس لتشخيص مرض التّوحّد.
- يظن البعض أنّ التّوحّد يعني الصّرع، وهذا أيضاً اعتقاد خاطئ، فزيادة الشّحنات الكهربائيّة قد يعد مرض آخر موجود في الطفل وليس له علاقة بالتّوحّد.
- يستخدم الكثير من الأهالي حميات غذائيّة خاصّة والعلاج بالأكسجين لعلاج طفلهم، ولكن لم تثبت الدّراسات العلميّة بعد صحّة هذا الاعتقاد ودوره في العلاج. اقرأ أيضاً: الغذاء ومرض التوحد
- يظن النّاس بأنّ مريض التّوحّد لديه قدرات خارقة وذكاء يفوق أقرانه، وهذا ليس صحيحاً، فجزء ضئيل منهم ينطبق عليه هذا، أمّا معظم المصابين يكون ذكائهم أقل من المعدّل الطّبيعي.
أمراض تشخّص بالخطأ على أنّها توحّد!
تتضمن بعض الأمراض التي قد تُشخص على أنها توحد ما يلي:
- الاضطرابات المتعلقة بقلّة التّركيز، حيث يكون الطّفل خاملاً وبطيء الحركة.
- الصّرع، قد يخطئ البعض باعتقاد أنّ الصّرع ملازماً للتوحّد.
- التّخلّف العقلي.
- الصعوبة في الارتباط العاطفي.
- الاضطرابات المتعلقة بفرط الحركة، حيث يبدو الطّفل هنا وكأنّه يتحرّك باستمرار وكثير النّشاط في الأفعال، وردود الفعل، والكلام.
- الإعاقة السّمعيّة، قد يحدث للطفل تأخير في تطوّر الكلام بسبب مشكلات في السّمع.
- الاضطرابات المتعلقة بالكلام، قد يكون لدى الطّفل صعوبة في نطق الكلام أو الأصوات كالتأتأة.
- الإصابة بمتلازمة ويليامز، حيث يُظهر المصابين بها سلوكيّات تشبه سلوكيّات مرضى التّوحّد من ناحية فرط الحساسيّة للأصوات وتأخّر النّمو. لكنّهم يختلفون بكونهم اجتماعيون للغاية ولديهم مشاكل قلبيّة.
- الإصابة بمتلازمة ريت، حيث يظهر المصابين بها سلوكيّات تشبه سلوكيّات مرضى التّوحّد من ناحية تكرار حركات اليد ومشاكل النّوم.
- الإصابة بمتلازمة كليفنر، حيث يفقد بها الأطفال القدرة على الكلام تدريجياً أو بشكل مفاجئ من عمر ال 3 - 7 سنوات.
نصائح للتعامل مع الطفل المصاب بالتوحد
تتضمن بعض النصائح للتعامل مع الطفل المصاب بالتوحد ما يلي:
- ينصح بعدم عرض الطّفل على طبيب قليل الخبرة، بل يفضّل تشخيصه من قبل طبيب أو فريق طبّي مختص بمرض التوحّد.
- يجب فحص سمع الطفل وتقييم قدراته اللغويّة، والإدراكيّة، والسّمعيّة.
- يجب القراءة عن التّوحّد قبل التّعامل مع الطفل، فيجب على الأهل التعامل مع الأمر بالفهم بدلاً من الصّدمة، ويُنصح بالقراءة من موقع منظّمة التّوحّد عن الإجراءات المتّبعة في كيفيّة التعامل مع الطفل المصاب. اقرأ أيضاً: تربية الاطفال المصابين بالتوحد
- ينبغي عدم الخجل من مشكلة الطفل ومشاركته في المناسبات الاجتماعيّة والتّسوّق. ويجب دمجه وتقرّبه للتفاعل مع أقرانه وعدم إهماله وحيداً. اقرأ أيضاً: مشكلات وحلول لأهالي مصابي التوحد
- يجب السّعي نحو تقديم العلاج السّلوكي المناسب للطفل من قبل الأخصّائيين.
- يجب أن يتم إلهاء الطفل بأشياء أُخرى عندما يقوم بتكرار الكلمات والحركات بدلاً من عقابه.
- يجب على الأهل أن ينمّوا لدى الطفل الثّقة بالنفس ويعطوه الحب والدّعم.
اقرأ أيضاً: