تنتشر المفاهيم الخاطئة حول الصحة النفسية بشكل عام والأمراض النفسية بشكل خاص. ويؤثر انتشار هذه المفاهيم سلبا على حياة الملايين حول العالم.
أما تبديد هذه المفاهيم وتصحيحها، فهو خطوة مهمة للسعي وراء صحة نفسية فضلى والقضاء على ما يحيط بهذه الأمراض من عار نابع من الجهل بها.
وتاليا بعض المفاهيم الخاطئة حول الأمراض النفسية مع تصحيحاتها كما يلي:
● المفهوم الخاطئ:
الاضطرابات النفسية ليست أمراضا حقيقية كالأمراض العضوية، والتي تتضمن أمراض القلب والسكري.
● التصحيح:
الأمراض النفسية هي أمراض حقيقية. وقد أثبتت الأبحاث أن من هذه الأمراض ما له أسباب جينية ومنها ما له أسباب بيولوجية.
● المفهوم الخاطئ:
مصابو الأمراض النفسية يكونون عدوانيين وعنيفين.
● التصحيح:
تظهر الإحصائيات أن نسبة قيام مصابي الأمراض النفسية بأعمال عنيفة أو عدوانية تزيد بشكل طفيف عن ما هو الحال بين غير المصابين. وقد أشارت أبحاث أخرى أن النسبة لا تختلف بين الفئتين أبدا. علاوة على ذلك، فإن مصابي الأمراض النفسية يعتدى عليهم أكثر مما يعتدون على الآخرين. ويذكر أن مصابي الفصام، على سبيل المثال، غالبا ما يكونون خائفين وليسوا عدوانيين.
● المفهوم الخاطئ:
تنجم الأمراض النفسية عن أخطاء في تعامل الأهل مع المصاب وهو في مرحلة الطفولة.
● التصحيح:
على الرغم من أن هذا يعد ضمن العناصر التي تساهم في الإصابة بالأمراض النفسية، إلا أن معظم الخبراء يشيرون إلى أن لهذه الأمراض أساسا عضويا.
● المفهوم الخاطئ:
ينجم مرض الاكتئآب عن ضعف في الشخصية، وبإمكان المصابين الخروج منه إن حاولوا ذلك بما يكفي.
● التصحيح:
لا توجد علاقة بين الاكتئآب وبين الضعف، كما وأنه لا علاقة بين "تقاعس" المصاب وعدم خروجه من هذا الاضطراب. فالاكتئآب ينجم عن حدوث اضطرابات في الكيمياء الدماغية ويعالج بالأدوية المعدلة لمستوياتها.
● المفهوم الخاطئ:
الاكتئآب والقلق لا يصيبان الأطفال والمراهقين، وما يظهر على هاتين الفئتين من أعراض مشابهة ما هو إلا جزء من سلوكات هاتين المرحلتين العمريتين.
● التصحيح:
يصاب الأطفال والمراهقين بالاكتئآب والقلق. وإن لم يعالجا بالشكل المناسب، فهما قد يتفاقما بشكل خطير. وتجدر الإشارة إلى أنه يجب أخذ أمر كل شخص بجدية إن تحدث عن الانتحار أو قام بأي سلوك يشير إليه، وذلك في أي سن كان.
● المفهوم الخاطئ:
"الفصام" هو اضطراب يجعل للمصاب شخصيات متعددة، كما وأنه لا يمكن السيطرة عليه.
● تصحيح:
يختلف الفصام عن اضطراب تعدد الشخصيات، فالفصام يتسم بأعراض مختلفة، منها الهلاوس والأوهام والانسحاب الاجتماعي. ويذكر أن هناك العديد من الأدوية والأساليب العلاجية التي تساعد في السيطرة عليه وتفضي إلى أن يعيش مصابوه حياة طبيعية ويكونوا أفرادا منتجين في المجتمع.
● المفهوم الخاطئ:
العلاج بالتخليج الكهربائي (electroconvulsive therapy) هو أسلوب مؤلم وبربري.
● التصحيح:
أعطى العلاج بالتخليج الكهربائي أملاً للعديد من مصابي الاكتئآب الشديد والمعيق عن عيش حياة طبيعية، ذلك بأنه يمتلك فعالية عالية في تعديل مستويات الكيماويات الدماغية التي يؤدي اضطرابها إلى حدوث أعراض الاكتئآب. ويشار إلى أن من يخضعون لهذا الأسلوب العلاجي، والذي غالبا ما يستخدم بعد فشل الأساليب العلاجية الأخرى أو عدم إعطائها لمفعول كاف، يكونون تحت تأثير أدوية تساعد على الاسترخاء، أي أنهم لا يشعرون بالألم أثنائه.
● المفهوم الخاطئ:
الأمراض النفسية لا مجال للشفاء منها.
● التصحيح:
معظم مصابي الأمراض النفسية يشفون منها ويعيشون حياة طبيعية إن عولجوا بالأساليب المناسبة.
اقرأ أيضاً:
الاكتئاب.. اضطراب نفسي قد يكون قاتلاً
الـهـلـــوســـة بين الخرافة والتفسير العلمي