الخريطة الذهنية (Mind mapping) هي طريقة بيانية للتعبير عن الأفكار والمعلومات والوظائف والأدوات المرتبطة والمنظمة حول موضوع أو فكرة رئيسية عن طريق رسومات بيانية لا خطية تسمح للمستخدم بعمل بنية معلوماتية مبسطة، كما أنها طريقة إبداعية ومنطقية لأخذ وكتابة الملاحظات بشكل يرسم "خريطة" لأفكارك.

تشترك جميع الخرائط الذهنية بامتلاكها بنية تنظيمية تبدأ من المنتصف، ثم تنتشر باستخدام الخطوط والإشارات والكلمات والألوان والصور بشكل مبسط وقريب من فهم العقل البشري، بحيث تحول قوائم طويلة من المعلومات المتراكمة إلى رسم بياني منظم سهل الفهم والحفظ وقريب من الطريقة الطبيعية التي يعمل بها العقل البشري، تحفز هذه الطريقة العقل البشري على العمل بشكل أعمق حيث أنها تتضمن استخدام طرق تحليلية وفنية تساعد على تحسين الأداء الإدراكي للعقل.

تستخدم الخرائط الذهنية كنظام مبسط لإدارة المحتوى (simplified content management system)، حيث تسمح بتخزين البيانات بشكل مركزي لإبقائها منظمة، كما أن العديد من البرمجيات تتوفر اليوم لعمل الخرائط الذهنية والتي تعطي مرونة أكبر في هذا المجال.

الخصائص والقواعد الأساسية للخريطة الذهنية

تتضمن الخرائط الذهنية باختلاف محتواها القواعد الأساسية التالية:

  • الموضوع أو الفكرة الرئيسية تتمحور في المركز، ويفضل أن تكون على شكل صورة.
  • تنتشر الأفكار والمواضيع الرئيسية من الصورة المركزية على شكل فروع (branches) تحمل صورة أو كلمة رئيسية (مفتاحية) تعبر عنها.
  • المواضيع الأقل أهمية تتفرع من المواضيع الرئيسية على شكل تفرعات جانبية (sub-branches).
  • تشكل هذه الفروع بنية عقدية (nodal) متصلة.

فوائد الخريطة الذهنية

التعلم وحفظ المعلومات

  • تزيد الخريطة الذهنية من القدرة على التعلم والاحتفاظ بالمعلومات بنسبة 95% أكثر من طريقة تسجيل الملاحظات والمعلومات التقليدية، حيث أن بنية الخرائط الذهنية مصممة بشكل يشبه طريقة تفكير العقل البشري.
  • تحفز بنية الخرائط الذهنية والألوان والصور والرسومات الموجودة فيها الدماغ وتبقيه مهتماً بالمعلومات التي يتلقاها منها.
  • يعالج العقل البشري المشاعر في نفس الجزء الذي يعالج فيه الذكريات، حيث أن تذكر الأمور المرتبطة بمشاعر معينة يكون أسهل، وبما أن الخريطة الذهنية تجعل من عملية التعلم أمراً مسلياً وممتعاً فإنها تسهل من تذكر وحفظ المعلومات.

العصف الذهني (Brainstorming)

  • تحفز عملية رسم الخريطة الذهنية الجزء الأيمن من الدماغ، وتزيد من الإبداع والتخيل، وتجعل الدماغ أكثر يقظة وقابلية لاستقبال المعلومات سواءاً كانت عملية فردية أو جماعية ضمن فريق.
  • تساعد الخرائط الذهنية في العمل الجماعي على تحفيز الجميع وإشراك الأشخاص الأقل نشاطاً في رسم الخريطة، حيث أنها عملية ممتعة تبرز ما لدى كل شخص من أفكار إبداعية.
  • بالإضافة إلى ذلك فإن رسم الخريطة الذهنية لا يجبر الفريق على التفكير في موضوع ثابت، حيث أنهم يستطيعون تقديم الأفكار للمواضيع المختلفة، مما يعطي فرصة لتغطية مواضيع أكثر في مدة زمنية وعدد اجتماعات أقل.

للمزيد: حقائق غريبة عن الدماغ الايمن والايسر.

توفير الوقت

  • يمكن توفير ما يصل إلى 95% من الوقت الذي قد نقضيه في كتابة وتحضير الأفكار والمعلومات المختلفة باستخدام الخرائط الذهنية.
  • توفر كتابة الكلمات المفتاحية اللازمة فقط وقت كتابة الجمل وتظليلها، ويريح من عناء التفكير في صحة استخدام القواعد وعلامات الترقيم والبناء اللغوي للجمل، كما يوفر الوقت عند إعادة القراءة حيث أنك تقرأ الكلمات المهمة فقط.
  • توفر الخريطة الذهنية الوقت عن طريق عدد الاجتماعات اللازمة لإنجاز المشاريع والمهمات، حيث تساعد على إنجاز كمية أكبر من العمل خلال فترة زمنية أقل، بالإضافة إلى توفير وقت كتابة البريد الالكتروني أو الرسائل والمذكرات التي تشرح آلية العمل للمشاريع المختلفة حيث أنها مبينة ومبسطة للجميع على خريطة ذهنية واحدة.
  • توفر الخرائط الذهنية الوقت عند تقديم وطرح المشاريع، حيث أن المعلومات متواجدة في مكان واحد يجعل من فهمها أكثر سهولة وشمولية.

استعمالات الخريطة الذهنية

تمتلك الخرائط الذهنية مجالاً واسعاً من الاستعمالات التي يصعب حصرها هنا، لكن نذكر من هذه الاستعمالات ما يلي:

  • العصف الذهني.
  • التخطيط.
  • إدارة المشاريع.
  • عرض وتقديم المشاريع.
  • إجراء المقابلات.
  • التحليل وحل المشكلات.
  • إتخاذ القرارات.
  • عقد الإجتماعات.
  • زيادة الإنتاجية وتحسين العمل والتواصل الجماعي.
  • تسجيل الملاحظات وأخذ نظرة عامة عن المواضيع المعقدة.
  • الدراسة والحفظ.
  • عمل الأبحاث وجمع المعلومات من مصادر مختلفة.

للمزيد: طرق لزيادة التركيز أثناء الدراسة والعمل.

كيف ترسم خريطة ذهنية؟

لتقوم برسم خريطة ذهنية، ينصح باتباع ما يلي:

  • ابدأ بكتابة أو رسم الفكرة أو الموضوع الرئيسي الذي ترغب به في منتصف صفحة فارغة.
  • بعد أن تحدد المواضيع الرئيسية التي سوف تتفرع من الفكرة المركزية، قم بإيصالها إلى المنتصف بخطوط، بحيث تبدأ الخريطة خاصتك تشبه شبكة العنكبوت، واحرص على استخدام جمل قصيرة جداً أو حتى كلمة واحدة إن أمكن، كما يمكنك استخدام الصور لإيصال الرسالة التي تريدها بشكل أفضل.
  • كرر العملية عند تحديد التفرعات الجانبية وحاول على الأقل التفكير بنقطتين فرعتين أو أكثر، كما يمكنك إضافة تفرعات أخرى من هذه التفرعات كما تراه مناسباً لموضوعك.

إليك أيضا بعض النصائح لتساعدك على التحسين من خريطتك الذهنية:

  • استخدم الألوان والرسومات والرموز بكثرة، إذ يزيد ذلك من العنصر المرئي، حيث أن الصور ترسخ في الدماغ بشكل أفضل.
  • استعمل كلمة رئيسية واحدة فقط إن أمكن على كل خط أو تفرع، وابقي الجمل قصيرة بقدر الإمكان، ويفضل أيضاً أن تكتفي بوضع صورة أو رسمة عند الأفكار الرئيسية بالأخص.
  • نوّع في حجم الخط ولونه وترتيبه، أعطي النقاط والأفكار المهمة دلالات مرئية سواءاً بزيادة سمك الخط أو طوله أو باستعمال 3 ألوان أو أكثر في الرسم.
  • قم بالكتابة بشكل واضح، واترك مجالاً لأي أفكار أو مواضيع قد تخطر لك لاحقاً.

الخريطة الذهنية المحوسبة

تتوفر العديد من البرامج الحاسوبية التي تمكن مستخدميها من عمل الخرائط الذهنية بسهولة وكفاءة، حيث أن ابتكار هذه البرامج نقل العملية إلى مراحل متقدمة ووفر لنا العديد من الميزات غير المتاحة باستخدام الطرق التقليدية، والتي تشمل:

  • إمكانية إضافة المعلومات بسرعة وسهولة.
  • إمكانية تعديل الخريطة الذهنية بجميع ما تحتوي بسهولة دون الحاجة إلى عملها من جديد.
  • إمكانية إضافة الصور ومقاطع الصوت والفيديو.
  • إمكانية تغيير ألوان الكلمات والتفرعات بسهولة.
  • إمكانية إضافة وتعديل ونقل التفرعات الأساسية والفرعية.
  • إمكانية تقسيم الخرائط الذهنية الكبيرة إلى أجزاء وحفظها كملفات منفصلة.
  • عدم تقيّد حجم الخريطة الذهنية بالمساحة المتاحة على الأوراق المطبوعة.
  • سهولة تخزين وتعديل ومشاركة الخرائط الذهنية مع جميع الأشخاص المعنيين.

للمزيد: الألعاب الذهنية تحمينا من الخرف.