بدأ مجال الجراحة الميكروسكوبية أو الجراحة المجهرية عندما وصف جاكوبسون وسواريز مفاغرة الأوعية الدموية، وقد شوهد تزايد في نجاح إعادة زراعة الأصابع نتيجة اتقانها في الستينيات، وقد وضعت حجر الأساس في عمليات نقل الأنسجة، وأصبحت شائعة في السبعينيات.

أصبحت الجراحة المجهرية اليوم جزءاً من الخيارات المتاحة لجراحي التجميل؛ لمساعدة الكثير من الناس بعد التعرض لصدمة أو استئصال ورم. تعرف في هذا المقال على معنى الجراحة الميكروسكوبية، وطريقة إجرائها، ومميزاتها ومضاعفاتها.

الجراحة الميكروسكوبية

تشمل الجراحة الميكروسكوبية أو الجراحة المجهرية (بالإنجليزية: Microsurgery) أي إجراء يستخدم فيه المجهر الجراحي المتخصص، والأدوات الدقيقة؛ لإجراء العمليات المعقدة وصغيرة الحجم مثل إصلاح الأوعية الدموية والأعصاب التي يقل قطرها عن بضعة ملليمترات.

اقرأ أيضاً: الجراحة عند العرب، في الكي والفصد والحجامة

استخدامات الجراحة الميكروسكوبية

تستخدم الجراحة المجهرية في عدة مجالات مثل جراحة المخ والأعصاب، والتجميل، والعيون، والعظام، والجراحة العامة، وقد أمكن استخدامها في ما يلي؛ بسبب تطورها مثل:

  • نقل الأنسجة من جزء إلى آخر من الجسم مثل الحاجة إلى:
  • تغطية الهياكل الحيوية المكشوفة مثل المفاصل، والأوتار، والأوعية.
  • استعادة الشكل كما الحال في الثدي عند استئصاله.
  • استعادة الوظيفة كما الحال في عضلات الوجه.
    • إعادة زرع جزء تم بتره من الجسم، وعادة ما تكون أصابع اليد أو القدم.
    • زراعة الأعضاء، وذلك في حالة عدم إمكانية إجراء إعادة الزرع.
    • إصلاح الأعصاب والأوعية الدموية.

    اشهر انواع الجراحة الميكروسكوبية

    نذكر فيما يلي بعض إجراءات الجراحة الميكروسكوبية الشائعة:

    • إعادة بناء الثدي، والرأس، والرقبة باستخدام نقل الأنسجة من جزء إلى آخر من الجسم.
    • نقل العضلات من جزء إلى آخر في الجسم؛ لعلاج أنواع معينة من شلل العضلات.
    • إعادة بناء الجروح المعقدة.
    • زرع إصبع القدم.
    • إعادة زرع الأصابع.
    • تطعيم وإصلاح الأعصاب.

    معدات الجراحة الميكروسكوبية

    تتضمن الجراحة المجهرية استخدام بعض المعدات مثل المجهر؛ لتكبير المنطقة المستهدفة على الشاشة، ومصدر ضوء ساطع، والملقط، والأدوات الأخرى المتخصصة، والخيوط.

    للمزيد: تحضير المريض للجراحة

    الاستعداد لإجراء الجراحة الميكروسكوبية

    قد يطلب الطبيب بعض الاستعدادات قبل إجراء الجراحة الميكروسكوبية مثل:

    • الاختبارات المخبرية أو التقييم الطبي.
    • تناول أدوية معينة.
    • الإقلاع عن التدخين.
    • تجنب تناول بعض الأدوية مثل الأسبرين، والأدوية المضادة للالتهابات، والمكملات العشبية؛ لأنها يمكن أن تزيد من النزيف.

    اقرأ أيضاً: معلومات يجب معرفتها قبل الخضوع للعمليات الجراحية

    خطوات إجراء الجراحة الميكروسكوبية

    تشمل خطوات إجراء الجراحة المجهرية ما يلي:

    • التخدير، وعادة ما يكون تخدير عام؛ بسبب دقة الإجراء، وطول مدته.
    • عمل شق، إذ يعتمد وجود شقوق على الحالة الطبية والإجراء الجراحي.
    • إغلاق الشق، والذي يجب إغلاقه عند الانتهاء من الإجراء.
    • الحصول على النتائج، والتي ستظهر مع مرور الوقت، وقد لا تظهر النتيجة النهائية لعدة أشهر.

    توقعات الجراحة الميكروسكوبية

    تجرى الجراحة المجهرية عادة تحت التخدير العام، ويحتمل البقاء في المستشفى بعد إجرائها لبضعة أيام، وخلال تلك المدة:

    • تراقب الممرضات مكان الجراحة بشكل منتظم.
    • قد توصف أدوية لمنع تخثر الدم.
    • قد توصف المضادات الحيوية؛ للمساعدة في تجنب الإصابة بالعدوى.
    • يفضل تدفئة مكان إعادة الزرع سواء كان اليد أو القدم.
    • يفضل بقاء مكان إعادة الزرع سواء كان اليد أو القدم مرتفعاً؛ لتصريف السوائل، وتقليل التورم.

    وعند مغادرة المستشفى، ستحصل على التعليمات الواجب اتباعها في المنزل، ويعد اتباع تلك التعليمات بعناية هو مفتاح نجاح الجراحة، ومنها:

    • الحصول على قسط كاف من الراحة.
    • الإقلاع عن التدخين.
    • عدم تعرض مكان الجراحة إلى الضغط المفرط أثناء التعافي.

    كما يجب استشارة الطبيب على الفور في حال ظهور أي من الأعراض الآتية:

    • ضيق في التنفس.
    • آلام في الصدر.
    • تغير دقات قلب عن المعتاد.

    للمزيد: هل يجب ترك التدخين قبل العملية الجراحية؟

    مميزات الجراحة الميكروسكوبية

    تمثل الجراحة الميكروسكوبية تقدماً كبيراً على الطرق الجراحية التقليدية، التي كانت تتطلب في بعض الأحيان اللجوء إلى عمل الشقوق الكبيرة، وفتحات في العظام، بالإضافة إلى صعوبة علاج بعض الحالات؛ لعدم تمكن الجراح من رؤية ما يفعله بشكل كاف، وبالتالي تعد الجراحة المجهرية أكثر دقة، وأقل توغلاً.

    ولقد تمكنت الجراحة المجهرية من مساعدة الأشخاص الذين يعانون من الصدمات، والسرطان، والعيوب الخلقية في استعادة الشكل والوظيفة للأنسجة المتضررة.

    مخاطر الجراحة الميكروسكوبية

    تشمل بعض مخاطر الجراحة المجهرية ما يلي:

    • النزيف.
    • العدوى.
    • تراكم السوائل.
    • الورم الدموي.
    • موت الأنسجة.
    • جلطة الاوردة العميقة.
    • مضاعفات القلب والرئة.
    • استمرار الشعور بالألم.
    • بطء التئام الجروح.
    • تكرار ارتخاء الجلد.
    • تغير لون الجلد.
    • تورم الجلد لفترة طويلة.
    • ظهور ندبات غير مرغوب فيها.
    • تنميل أو ظهور تغيرات أخرى في الإحساس.
    • الحصول على نتيجة أقل من المتوقعة.
    • نخر دهني تحت الجلد أو موت الأنسجة الدهنية في الطبقات العميقة من الجلد.

    اقرأ أيضاً: ماذا يحدث خلال العملية الجراحية

    الجراحة الميكروسكوبية للاذن

    يحدث تمزق غشاء طبلة الأذن؛ بسبب الإصابة أو الالتهابات، وبناء على الحالة الطبية يمكن أن يرجح الطبيب إجراء الجراحة الميكروسكوبية للأذن، ومنها عملية ترميم طبلة الأذن، وفيها يعاد بناء طبلة الأذن، أو العظام الصغيرة في الأذن الوسطى؛ لإغلاق الثقب، وتحسين السمع.

    عادة ما تستغرق الجراحة المجهرية للأذن فترة تتراوح من نصف ساعة إلى ساعة، أو أكثر على حسب الحالة الطبية للمريض، ولابد من الالتزام بتعليمات الطبيب بعد الجراحة، ومنها:

    • تجنب دخول الماء إلى الأذن.
    • تجنب نفخ الأنف.
    • تجنب العطس مع غلق الفم.

    للمزيد: الطرق الصحيحة لتنظيف الأذن

    الجراحة الميكروسكوبية للحنجرة

    تعد الجراحة المجهرية للحنجرة من أكثر الوسائل دقة في رؤية وإصلاح الأحبال الصوتية، وتستخدم في تقييم وإزالة آفات الأحبال الصوتية مثل السرطان، والورم الحليمي، وعادة ما تستغرق حوالي ساعة واحدة، ونادراً ما تظهر مضاعفات بعد الجراحة مثل التنميل المؤقت في اللسان، وتلف في الأسنان خاصة في حالة وجود تلبيس الأسنان.

    وفي الختام عزيزي القارئ نكون قد قدمنا بعض المعلومات التي قد تهمك عن الجراحة الميكروسكوبية مثل دواعي استخدامها، وكيفية الاستعداد لها، وفوائدها ومخاطرها، وأمثلة عليها.