يختلف علاج حصوات المرارة من حالة لأخرى، حيث يعتمد اختيار طريقة العلاج على نوع الحصوات، وحجمها، وحالة الحوصلة المرارية، وكذلك الحالة الصحية العامة للمريض.

يتناول هذا المقال طرق علاج حصوات المرارة الجراحية وغير الجراحية، وكذلك بعض الأساليب الطبيعية التي قد تساهم في علاج حصى المرارة في المنزل.

علاج حصوات المرارة بالجراحة المفتوحة

يعد علاج حصوات المرارة جراحياً تحت تأثير التخدير الكلي هو العلاج المعتاد لحصوات المرارة، حيث تستأصل المرارة بالكامل، وبهذا لا تتكون الحصوات مرة أخرى. [1]

نظراً لأن الحوصلة المرارية عضو غير أساسي، فإنه يمكن العيش بشكل طبيعي دونها، فبعد استئصال المرارة تتدفق العصارة الصفراوية من الكبد إلى الاثني عشر مباشرة، بدلاً من تخزينها في المرارة.

عادة ما يلجأ الجراح إلى علاج حصوات المرارة جراحياً في الحالات الآتية: [1]

  • الالتهاب الشديد للمرارة.
  • حدوث عدوى في المرارة.
  • تندب المرارة نتيجة عمليات أخرى.
  • حدوث مشكلة أثناء استئصال المرارة بالمنظار.

يحتاج المريض إلى البقاء في المستشفى بعد هذه الجراحة مدة تصل إلى أسبوع، وقد يتمكن من العودة إلى النشاط البدني الطبيعي بعد شهر تقريباً. [1]

علاج حصوات المرارة بالمنظار

أصبح من الشائع علاج حصوات المرارة بالمنظار، حيث يمكن إجراؤه في العيادات الخارجية، ويستطيع المريض العودة إلى المنزل في نفس اليوم، كما يمكنه ممارسة نشاطه البدني الطبيعي في غضون أسبوع تقريباً. [1]

يجري الطبيب في هذه العملية عدة شقوق صغيرة في البطن، ويتم إدخال أدوات جراحية دقيقة من خلال هذه الشقوق لاستئصال المرارة. [2]

اقرأ أيضاً: امور تستلزم استئصال المرارة

علاج حصوات المرارة بفتح المرارة

قد يجري الطبيب فغر أو فتح المرارة تحت توجيه الموجات فوق الصوتية لعلاج حصوات المرارة، وفيه يقوم بعمل دعامة بين الحوصلة المرارية والأمعاء؛ لتصريف العصارة الصفراوية وتقليل الضغط داخل الحوصلة المرارية. [3]

يمكن أيضاً إجراء فغر المرارة عن طريق الجلد وهو إجراء غير جراحي، حيث تستخدم إبرة لسحب العصارة الصفراوية من المرارة، ثم تدخل قسطرة عبر الجلد لتصريف العصارة، وغالباً ما تترك القسطرة في موضعها بضعة أسابيع. قد يوصى بعد ذلك بإجراء جراحة استئصال المرارة لمنع تكرارها. [3]

عادة ما يلجأ الطبيب إلى هذا الإجراء في الأشخاص الذين لا تسمح حالتهم الصحية بالخضوع لعملية استئصال المرارة جراحياً. [3]

علاج حصوات المرارة بالموجات الصادمة

يمكن استخدام الموجات الصادمة من خارج الجسم لتفتيت حصوات المرارة إلى قطع صغيرة.

يستخدم علاج تفتيت حصوات المرارة بالموجات الصادمة في علاج حصوات المرارة الصغيرة، بينما لا يصلح استخدامه في علاج حصوات المرارة الكبيرة.

عادة ما يوصى باستخدام دواء حمض الأورسوديوكسيكوليك (بالإنجليزية: Ursodeoxycholic Acid) بجانب العلاج بالموجات الصادمة. [1][3]

علاج حصوات المرارة بالأدوية

يعد استخدام الأدوية لعلاج حصوات المرارة غير شائع، ولكن قد يلجأ إليه في الحالات التي لديها موانع طبية لإجراء الجراحة.
ومن الأدوية التي يمكن استخدامها لإذابة حصوات المرارة الصغيرة، ما يلي: [3]

تجدر الإشارة إلى أن أدوية علاج حصوات المرارة تقتصر فاعليتها على إذابة حصوات الكوليسترول الصغيرة، وربما يحتاج الأمر إلى شهور أو سنوات من العلاج لإذابة الحصوات، وقد تتكون الحصوات مرة أخرى بعد إيقاف الدواء.

علاج حصوات المرارة في المنزل

يمكن أن تساعد العلاجات الطبيعية في تهدئة آلام المرارة، ولكن لا ينبغي استخدامها لعلاج حصوات المرارة بدلاً من الجراحة أو العلاج الدوائي الذي يوصي به الطبيبة. فبالرغم من أن العلاجات المنزلية يمكن أن تقلل من أعراض المرارة والعدوى، إلا أنها قد لا تعالج السبب الأساسي ولا تزيل الحصوات.

تتضمن العلاجات المنزلية ما يلي:

  • اتباع نظام غذائي صحي: يساهم اتباع نظام غذائي صحي غني بالألياف الغذائية والدهون الصحية، والتقليل من الدهون المشبعة، في الوقاية من الإصابة بحصوات المرارة وتحسين الصحة العامة. لذلك ينصح بالإكثار من الأطعمة المغذية والغنية بالألياف، مثل: [1][4]
    • الخضروات ذات الأوراق الداكنة.
    • المكسرات.
    • الأرز بني.
    • الحبوب الكاملة.
    • السمك.
    • زيت الزيتون.
    • الفول.
    • الحمضيات.
    • منتجات الألبان قليلة الدسم.
  • عمل كمادات دافئة: تساعد الكمادات الدافئة في تسكين ألم المرارة، وتهدئة التقلصات، وتخفيف ضغط تراكم الصفراء إلى حين علاج حصوات المرارة.
  • تناول خل التفاح: يتميز خل التفاح الخام بخصائص مضادة للالتهاب قد تفيد في تخفيف آلام المرارة.
  • المغنيسيوم: يساعد المغنيسيوم على تفريغ المرارة والتخفيف من التقلصات والألم، ويمكن تناوله عن طريق خلط ملعقة من مسحوق المغنيسيوم في ماء دافئ وشربه كل بضع ساعات، أو تناوله كمكمل غذائي، ولكن ينبغي استشارة الطبيب لتحديد الجرعة المناسبة.
  • ممارسة التمارين الرياضية: يساهم النشاط البدني المنتظم والحفاظ على وزن صحي في التقليل من مستويات الكوليسترول، والوقاية من الإصابة بحصوات المرارة، ومنع زيادة حجم الحصوات الصغيرة، وكذلك تقليل نوبات ألم المرارة.

تجدر الإشارة إلى أن ممارسة التمارين الشاقة قد تتسبب في تفاقم أعراض المرارة في بعض الحالات.

علاج حصوات المرارة بالأعشاب الطبيعية

يمكن أن تفيد بعض الأعشاب في التخفيف من ألم المرارة والتهابها، كما أنها قد تساعد في تصريف محتويات المرارة، ولكنها لا تعد بديلاً عن العلاج الجراحي في علاج حصوات المرارة.

نذكر فيما يلي بعض هذه الأعشاب: [4][5]

  • شاي النعناع: يحتوي النعناع على المنثول، وهو مسكن طبيعي يعمل على تخفيف آلام البطن، وتحسين الهضم، والحد من الشعور بالغثيان.
  • الكركم: يستخدم الكركم بإضافته للأطعمة كنوع من التوابل لعلاج العديد من الحالات الصحية، حيث يحتوي على الكركمين المعروف بفوائده المضادة للالتهاب، كما أنه يحفز المرارة على إنتاج الصفراء ويساعد على إفراغ محتوياتها.
  • الخرشوف: قد يفيد الخرشوف في تحسين وظائف المرارة؛ حيث يعمل على تحفيز تكون الصفراء، كما أنه مفيد للكبد.

اقرأ أيضاً: علاج المرارة بالاعشاب والطرق الطبيعية

علاج حصوات المرارة عند الأطفال

إذا كان الطفل يعاني من حصوات في المرارة دون وجود أعراض مثل الألم أو القيء، فقد لا يحتاج إلى علاج، ولكن إذا كانت حصوات المرارة مصحوبة بأعراض، فإن علاج حصوات المرارة الفعال هو استئصال المرارة. [6]

غالباً ما يوصي الأطباء بعلاج حصوة المرارة عند الأطفال بطرق طفيفة التوغل، مثل استئصال المرارة بالمنظار، أو عن طريق الخضوع لتقنية تصوير البنكرياس والأقنية الصفراوية بالتنظير الباطني بالطريق الراجع. [6]

علاج حصوات المرارة عند الحامل

قد تعاني الحامل من حصوات المرارة دون أن تسبب لها أعراضاً شديدةً أو عدم راحة، وفي هذه الحالة يوصي الطبيب بالانتظار مع المتابعة، حيث أنه لا يفضل علاج حصى المرارة في الحمل عن طريق إجراء الجراحة. ولكن قد يضطر الطبيب لاستئصال المرارة أثناء الحمل في بعض الحالات التي تعاني من أعراض شديدة؛ نتيجة منع الحصوات إفراغ الحوصلة المرارية تماماً أو حدوث مضاعفات مثل العدوى. [7]

يمكن استئصال المرارة جراحياً أو بالمنظار، حيث يمكن إجراء الجراحة بالمنظار بأمان في أي مرحلة من الحمل. [7][8]

اقرأ أيضاً: خيارات علاج التهاب المرارة