يختلف السكري الكاذب عن أنواع السكري الأخرى بما يتعلّق بالمضاعفات المحتملة للمرض، إذ لا يتسبّب بفشل الكلى أو تضرّرها الشديد مع الوقت، كما أنّه قد يزول أحيانًا بشكل تلقائيّ دون استعمال أدوية معينة، إلا أنّ علاج السكري الكاذب وتشخيصه بشكل سليم أمر ضروري لحماية المريض من الجفاف الناجم عن كثرة التبوّل المصاحبة للمرض. [1][2]

أما بالنسبة لاختصاص الطبيب المسؤول عن تحديد العلاج المناسب للسكري الكاذب فهو طبيب أمراض الكلى، أو طبيب الغدد الصماء، وفي كثير من الحالات يتطلّب اختيار العلاج عدة أطباء من تخصصات مختلفة. [3]

فعلى ماذا يعتمد علاجه بالضبط؟ وما أبرز الطرق النافعة للتعافي منه؟ في هذا المقال كل ما تبحث عنه حول علاج السكري الكاذب.

على ماذا يعتمد علاج السكري الكاذب؟

تعتمد الخيارات العلاجية المتاحة للسكري الكاذب على شدّة المرض وأعراضه التي قد تختلف من حالة لأخرى، ويعتمد العلاج بشكل رئيسي على نوع المرض، إذ تتضمّن أنواع السكري الكاذب ما يأتي: [2][4]

  • السكري الكاذب المركزي، الذي يحدث نتيجة وجود خلل في الغدة النخامية أو غدة تحت المهاد، ما يؤثر على إفراز الهرمون المانع لإدرار البول (الفازوبرسين) أو إنتاجه.
  • السكري الكلوي الكاذب، الذي يتسبّب بإدرار كميات كبيرة من السوائل نتيجة عدم استجابة الكلى لهرمون الفازوبرسين.
  • السكري الكاذب الحملي، الذي يظهر في حالات نادرة للغاية لدى النساء خلال فترة الحمل، ويزول دون علاجات أو أدوية، ويحدث نتيجة إفراز مواد معينة من المشيمة تُحلّل الفازوبرسين أو تُقلّل من استجابة الكلى لوجوده.
  • السكري العطشي الكاذب، الذي يحدث نتيجة خلل في غدة تحت المهاد، أو نتيجة استعمال أدوية معينة، ما يتسبّب في الشعور بالعطش الشديد طيلة الوقت.

ما علاج السكري الكاذب المركزي؟

لا تتطلّب الحالات البسيطة من السكري الكاذب المركزي أيّ علاجات دوائية، والحالة البسيطة هي التي تتراوح فيها كمية البول اليوميّة ما بين 3-4 لتر، إذ يكتفي الطبيب حينها بتوصية المريض بشرب كميات وافرة من الماء لتعويض النقص الحاصل من كثرة التبوّل.

أمّا في الحالات الشديدة من السكري الكاذب المركزي يصرف الطبيب دواء الدسموبريسين أو الدزموبريسين (بالإنجليزية: Desmopressin)، وهو المثيل الصناعي لهرمون الفازوبرسين، باعتبار أنّ مشكلة السكري الكاذب المركزي تكمن في نقص كمية هذا الهرمون. وعند صرف الدزموبريسين يؤخذ بعين الاعتبار كل ممّا يأتي: [5][6]

  • يتوافر الدزموبريسين على شكل بخاخ أنفي، يُستعمل مرة إلى مرتين يوميًا، كما يتوافر على شكل أقراص فموية تؤخذ أكثر من مرتين يوميًّا؛ نظرًا لعدم امتصاصه الكامل مثلما يحدث عند استعمال البخاخ الأنفي.
  • يجب الالتزام بالجرعة الموصى بها من قبل الطبيب؛ لتجنّب الإصابة بنقص الصوديوم في الدم.
  • قد يتسبّب الدزموبريسين ببعض الأعراض الجانبية البسيطة، مثل: الصداع، وانسداد الأنف، ونزف الأنف، والألم في المعدة.
  • يُجري الطبيب فحص مخبري كل 1-3 أشهر لمراقبة مستويات الصوديوم في الدم، وفي بعض الحالات قد يوصي بعدم أخذ جرعة الدزموبريسين في يوم واحد من كل أسبوع.

ما علاج السكري الكلوي الكاذب؟

يختلف علاج السكري الكلوي الكاذب باعتبار كونه ناجمًا عن ضعف استجابة الكلى للفازوبرسين وليس عن عدم وجود هذا الهرمون، لذا فقد يتضمّن علاجه الإجراءات الآتية: [5][7]

  • لا تتطلّب الحالات البسيطة أيّ علاج، وهي الحالات التي يقلّ فيها حجم البول عن 4 لتر يوميًا، ولا تظهر على المريض أعراض الجفاف الشديدة.
  • يوصى جميع المرضى المصابون بالسكري الكلوي الكاذب بشرب كميات كبيرة من الماء؛ لتجنّب الجفاف أو اختلال توازن الكهارل والأملاح في الجسم.
  • يجب إتاحة المجال للمريض طيلة اليوم للذهاب إلى الحمام متى ما شعر بالحاجة لذلك؛ لتجنّب تمدّد المثانة والتسبّب في مشكلات ومضاعفات صحية.
  • يُستبدل دواء الليثيوم (يُصرف عادةً لعلاج اضطراب ثنائي القطب) ببديل آخر مناسب في حال كونه المسؤول عن إصابة الفرد بالسكري الكلوي الكاذب.
  • يُصرف الدزموبريسين بجرعات عالية في بعض الحالات البسيطة أو المتوسطة.
  • يُصرف مدر البول الثيازيد (بالإنجليزية: Thiazide Diuretic) بالتزامن مع أحد مضادات الالتهاب اللاستيرويدية (مثل الأيبوبروفين أو النابروكسين)؛ لتقليل كمية البول.
  • يلجأ الطبيب لتركيب القسطرة البولية في الحالات الشديدة أو إصابات السكري الكلوي الكاذب الناجمة عن مشكلة جينية؛ لتجنّب الإصابة بمضاعفات الضغط الناجم عن تجمّع البول في المسالك البولية.
  • يجب اتباع نظام غذائي مناسب، لا يتضمّن تناول كميات كبيرة من الأملاح أو تناول كميات كبيرة من البروتين.

كيف تعالج أنواع السكري الكاذب الأخرى؟

على خلاف طرق علاج السكري الكاذب المركزي والسكري الكلوي الكاذب، فإنّ علاج باقي أنواع السكري الكاذب كالآتي: [3][4]

  • علاج السكري الكاذب الحملي

الذي عادةً ما تتعافى منه النساء بعد انتهاء فترة الحمل دون استخدام علاج أو دواء مُحدّد، ولكن في بعض الحالات الشديدة قد يصرف الطبيب دواء الدزموبريسين بجرعة مناسبة.

  • علاج السكري العطشي الكاذب

يقتصر علاجه على التعامل مع الأعراض المصاحبة له، مع تقليل الكمية المستهلكة من الماء، وتعويضها بمضغ مكعبات الثلج، التي تُقلّل الشعور بالعطش عن طريق زيادة إفراز اللعاب، كما قد يصرف الطبيب جرعة صغيرة من الدزموبريسين تؤخذ قبل النوم؛ لتجنّب تكرّر الاستيقاظ بهدف الذهاب للحمام ليلًا.

كما يجب تقديم الأدوية والعلاجات المناسبة في حال كان السكري العطشي الكاذب ناجمًا عن اضطراب أو مرض نفسيّ، وبمجرّد السيطرة على المرض تزول أعراض السكري العطشي الكاذب.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته إذا كان عندي فتق في السرة وما أجريت العملية واستمريت في التمرينات هل فيها آثار أو عادي؟

ماذا يجب أن يتجنب المصاب بالسكري الكاذب؟

ثمة بعض الأمور والسلوكيات التي يجب تجنّبها عند الإصابة بأحد أنواع السكري الكاذب، وتتضمّن الآتي: [4][8]

  • وقاية النفس من الإصابة بالإسهال أو التقيّؤ قدر الإمكان، خاصّة عند السفر؛ لحماية الجسم من الجفاف المحتمل عند الإصابة بهما بالتزامن مع كثرة التبول المصاحبة للسكري الكاذب.
  • تجنّب تناول كميات كبية من البروتينات أو الأملاح؛ إذ أنها تزيد من كمية البول التي يطرحها الجسم.
  • تجنّب التواجد أو السفر إلى الأماكن الحارة أو التي يصعب فيها الوصول للمياه؛ لحماية الجسم من الجفاف.
  • تجنّب استعمال أيّ علاجات أو أدوية جديدة قبل إعلام الطبيب؛ لاحتمالية تعارضها مع الدزموبريسين وتقليل فاعليته.

اقرأ أيضًا: الجفاف الشديد: الأعراض والتشخيص والعلاج المناسب

نصيحة الطبي

يمكن للطبيب مُساعدتك على تشخيص الإصابة بالسكري الكاذب وتحديد نوعه بالضبط؛ للبحث عن الخطة العلاجية المناسبة لحالتك، وما يجب عليك اتّباعه من إجراءات وتعديلات على نمط حياتك ونظامك الغذائي للسيطرة على أعراض المرض قدر الإمكان.

تحدث الآن مع أحد الأطباء المعتمدين عبر منصة الطبي في أيّ وقت ومن أيّ مكان؛ لمعرفة العلاج المناسب لأجلك ولتحصل على استشارة طبية من راحة منزلك.