يُعتبر تحليل هرمون الميلاتونين أحد أنواع التحاليل الطبية التي يمكن أن يطلب الطبيب إجرائها لدى الأفراد الذين يعانون من الأرق واضطراب الساعة البيولوجية. وفي المقال التالي سنقوم بتوضيح هذا التحليل بالتفصيل، بما في ذلك طرق إجراؤه ودلالات نتائجه.
تحليل هرمون الميلاتونين
إنّ تحليل هرمون الميلاتونين (بالإنجليزية: Melatonin Test) هو فحص تشخيصي يتم استخدامه لتحديد مستويات هرمون الميلاتونين في الجسم، وهو هرمون يتم إنتاجه بواسطة الغدة الصنوبرية، ويُعدّ مسؤولًا بشكل أساسي عن تنظيم دورة النوم والاستيقاظ في الدماغ. [1][2]
يُطلق على الميلاتونين اسم هرمون مصاص الدماء وذلك لأن إنتاجه يتم في الظلام ويتم تثبيط إنتاجه عند التعرض للضوء، وبالتالي سترتفع مستويات الميلاتونين في منتصف الليل، بينما ستكون منخفضة في الصباح الباكر. [1][3]
من المُمكن أن يطلب الطبيب إجراء فحص هرمون الميلاتونين لدى الأفراد الذين يعانون من اضطرابات النوم، حيث يؤدي نقص هذا الهرمون إلى الإصابة بالأرق أثناء الليل وغيرها من مشكلات النوم واضطرابات إيقاع الساعة البيولوجية. [1][2]
بالإضافة إلى تنظيم دورة النوم والاستيقاظ لدى الفرد، يلعب هرمون الميلاتونين أيضًا دورًا حيويًا في العديد من العمليات ووظائف الأعضاء المختلفة، بما في ذلك تنظيم الدورة الشهرية لدى الإناث وحماية الدماغ من مختلف الأمراض العصبية التنكسية، مثل: مرض الباركنسون ومرض الزهايمر. [2]
أنواع تحليل هرمون الميلاتونين
هناك أنواع مختلفة لتحليل هرمون الميلاتونين والتي يتم فيها قياس مستويات هذا الهرمون في أنواع مختلفة من العينات المأخوذة من الفرد، وفيما يلي نذكر هذه الأنواع:
تحليل الميلاتونين في اللعاب
يساعد تحليل هرمون الميلاتونين في اللعاب على توفير معلومات قيّمة تساعد على تحليل دورة النوم والاستيقاظ لدى الفرد على مدار 24 ساعة. ونظرًا لكونه من الفحوصات غير الباضعة، فإنّه يُتيح أخذ عينات متعددة بسهولة في أوقات زمنية مختلفة والتي يمكن أن تساعد على توفير معلومات أفضل حول الإيقاع الداخلي لإفراز هرمون الميلاتونين. [2]
كما يُعتبر هذا النوع من فحص الميلاتونين مفيد بشكل خاص في تشخيص اضطرابات مرحلة النوم، حيث يُعدّ تحديد التوقيت الخاص ببدء إفراز الميلاتونين عاملًا حاسمًا لتشخيص هذه الاضطرابات. [2]
تحليل الميلاتونين في الدم
يتم خلال فحص هرمون الميلاتونين في الدم أخذ عدة عينات من الدم المتواجد في وريد الفرد في أوقات زمنية مختلفة، ومن ثم يتم قياس نسبة هذا الهرمون في العينات المأخوذة. [1][3]
تحليل الميلاتونين في البول
في هذا النوع من الفحوصات لا يتم قياس مستويات هرمون الميلاتونين، وإنما يتم قياس مستقلبات الميلاتونين في البول، أهمها 6-سلفاتوكسيميلاتونين (بالإنجليزية: 6- Sulphatoxymelatonin)، الذي يُعتبر المستقلب الأساسي لهرمون الميلاتونين المُتواجد في البول. [2][3]
يُوفر تحليل مستقلبات هرمون الميلاتونين في البول طريقة أفضل لتقييم مستويات هذا الهرمون في الجسم مقارنةً بإجراء تحليل هرمون الميلاتونين في الدم، فكون مستويات هرمون الميلاتونين تكون عابرة في مجرى الدم يُمكن أن يجعل من الصعب جدًا اختبارها بشكل موثوق ما لم يتم إجراء تحليل الدم بالتوقيت المناسب. [2]
أيضًا، يُعتبر 6-سلفاتوكسيميلاتونين شديد الثبات ويتم تجميعه داخل المثانة طوال الليل، وبالتالي يتم قياس مستوياته في أول عينة بول يتم أخذها صباحًا بعد استيقاظ الفرد من النوم، وبالتالي فإنّ هذه الطريقة لا تتطلب أي انقطاع في النوم. [1][3]
استخدامات تحليل هرمون الميلاتونين
يساعد تحديد مستويات هرمون الميلاتونين في الجسم على تشخيص العديد من الاضطرابات والمشكلات الصحية، منها: [1][2][4]
- اضطرابات الغدد الصماء التي تتسبّب بزيادة أو نقص هرمون الميلاتونين.
- اضطرابات النوم المرتبطة باختلال توازن مستويات هرمون الميلاتونين، مثل: الأرق.
- اضطرابات الساعة البيولوجية المسؤولة عن تنظيم دورة النوم والاستيقاظ لدى الفرد، حيث يحدث عادةً هذا النوع من الاضطرابات في الحالات التالية:
- السفر لمناطق ذات توقيت زمني مختلف عن مكان الإقامة، وهي حالة تُعرف باضطراب الرحلات الجوية الطويلة.
- العمل بنظام الورديات، حيث تكون ساعات العمل غير المنتظمة لدى الأفراد الذين يعملون بنظام الورديات ويجب عليهم العمل أثناء الليل.
- الاضطرابات والمشكلات الصحية التي يمكن أن يلعب اختلال توازن مستويات هرمون الميلاتونين دورًا في الإصابة بها، مثل:
- اضطرابات الدورة الشهرية.
- متلازمة المبيض متعدد التكيسات.
- فقدان الشهية العصبي.
- الاكتئاب.
- الإجهاد.
- الفصام.
- الاضطرابات المناعية.
- اضطرابات النضج الجنسي أثناء فترة البلوغ.
- اضطرابات القلب والأوعية الدموية.
مشكلتى ان عظام الكتف عريضة وليس سمنة علوية كما اننى لدى صلغ وراثى هل هذا طبيعى ام هناك مشكلة فى الهرمونات وما هو العلاج ؟
دواعي إجراء تحليل هرمون الميلاتونين
يمكن أن يطلب الطبيب إجراء تحليل هرمون الميلاتونين في حال عانى الفرد من بعض الأعراض التي يُمكن أن تدل على اختلال توازن هذا الهرمون في الجسم، ومن هذه الأعراض ما يلي: [2]
- صعوبة في النوم.
- الاستيقاظ بشكل متكرر أثناء الليل، وهي حالة تسمى بتقطّع النوم.
- الاستيقاظ في الصباح الباكر على الرغم من عدم حصول الفرد على ما يكفيه من النوم.
- النعاس المفرط أثناء النهار.
طريقة إجراء تحليل هرمون الميلاتونين
تختلف طريقة إجراء تحليل هرمون الميلاتونين بناءً على نوع التحليل، وفيما يلي توضيحًا لذلك:
- تحليل هرمون الميلاتونين في اللعاب
يتم أخذ عدّة عينات من لعاب الفرد لفحص نسبة هرمون الميلاتونين فيها، وعادةً ما يتم أخذ هذه العينات في أوقات مختلفة من اليوم، تشمل الصباح الباكر ومنتصف الليل، والتي يتم تحديدها من قبل المُختبر الذي سيتم إجراء الفحص فيه. [5][6][7]
وفيما يلي نذكر خطوات أخذ عينة اللعاب في المنزل بهدف إجراء هذا الفحص: [6]
وتتضمّن أهم التعليمات والنصائح الخاصة بإجراء تحليل الميلاتونين في اللعاب ما يلي: [5][6][8]
- يجب الصيام عن جميع أنواع الطعام والشراب، باستثناء الماء قبل أخذ عينة اللعاب بساعة على الأقل.
- يجب تجنب القيام بما يلي قبل ساعة على الأقل من أخذ عينة اللعاب:
- تنظيف الأسنان أو استخدام غسول الفم.
- استخدام مرطب الشفاه.
- مضغ العلكة.
- استخدام أي من منتجات التبغ.
- يجب تجنب تشغيل أي إضاءة ساطعة عند أخذ العينات الليلية، إلا أنّه يُمكن تشغيل إضاءة خافتة أثناء أخذ هذه العينات في حال الحاجة لذلك.
- يجب إرسال عينات اللعاب خلال 24 ساعة من آخر عينة تم جمعها من الفرد.
- يجب تجنّب السعال أو تنظيف الحلق من البلغم أثناء جمع عينة اللعاب، كما يجب التخلّص من عينة اللعاب في حال احتوائها على الدم.
- إذا كان المريض يتناول حبوب الميلاتونين، فيجب عليه التوقّف لمدة 3 أيام قبل إجراء تحليل هرمون الميلاتونين في اللعاب.
- يجب إخبار الطبيب وعامل المختبر في حال كان الفرد يتناول أية أدوية أو مكملات غذائية، فمن الممكن أن يؤثر تناول بعض الأدوية على دقة نتائج الفحص، منها:
- منتجات القنب.
- الأدوية المضادة للالتهابات غير الستيرويدية.
- بعض مضادات الاكتئاب.
- بعض الأدوية المضادة للقلق.
- تحليل هرمون الميلاتونين في الدم
يتم سحب عينة دم من وريد الفرد، وفي بعض الحالات التي سيتم فيها سحب عدة عينات من الدم بأوقات مختلفة، يُمكن أن يتم تركيب قسطرة في الوريد، والتي تتيح سحب عينة الدم بسهولة في كل مرة. وعادةً ما يتم إدخال القسطرة الوريدية قبل ساعتين على الأقل من أخذ العينة للتأكد من أن أي زيادة في مستويات الأدرينالين نتيجة إدخال هذه القسطرة لا تؤثر على مستويات الميلاتونين. [1][3]
كما يُنصح عادةً بأخذ عينات الدم بعد صيام الفرد عن الطعام والشراب لعدة ساعات. [4]
- تحليل هرمون الميلاتونين في البول
يُعتبر هذا تحليل أسهل أنواع تحليل هرمون الميلاتونين من ناحية جمع العينات، حيث لن يحتاج الفرد للاستيقاظ ليلًا لأخذ العينات منه، فكل ما هو مطلوب أخذ عينة بول من الفرد في الأوقات التالية: [1][3]
- عينة صباحية فور استيقاظ الفرد من النوم.
- عينة بعد ساعتين من أخذ العينة الأولى، والتي تكشف عن زيادة في هرمون الكورتيزول والهبوط السريع للميلاتونين مقارنةً بمستوياته أثناء الليل.
- عينة يتم جمعها في المساء عندما تكون مستويات الميلاتونين والكورتيزول منخفضة.
- عينة تؤخذ قبل النوم، وذلك عندما يرتفع مستوى الميلاتونين ويكون الكورتيزول في أدنى مستوياته.
القيّم الطبيعية لتحليل هرمون الميلاتونين
تختلف قيمة تحليل هرمون الميلاتونين الطبيعية باختلاف نوع التحليل وموعد أخذ العينة، وفيما يلي نوضحها: [4][8]
- القيمة الطبيعية لتحليل هرمون الميلاتونين في اللعاب:
- أثناء الليل (الساعة 12 منتصف الليل): 40 - 15 بيكوغرام/ مل.
- أثناء النهار (الساعة السادسة صباحًا): أقل من 14 بيكوغرام/ مل.
- القيمة الطبيعية لتحليل هرمون الميلاتونين في الدم:
- أثناء الليل: 18.5 - 180.0 بيكوغرام/ مل.
- أثناء النهار: 2.0 - 80.0 بيكوغرام/ مل.
دلالات نتائج تحليل هرمون الميلاتونين
يُمكن أن تدُل نتيجة تحليل هرمون الميلاتونين المرتفعة على العديد من الاحتمالات، بما فيها: [2][8]
- تناول جرعات مفرطة من حبوب الميلاتونين أو مكملات التربتوفان (بالإنجليزية: Tryptophan).
- الاضطراب العاطفي الموسمي.
- أورام الغدة النخامية، فمن المُمكن أن تتسبّب بتعطيل تنظيم عمل الغدد الصماء، مما يؤدي إلى زيادة إنتاج الميلاتونين.
- متلازمة المبيض المتعدد الكيسات، فهي ترتبط ببعض الاختلالات الهرمونية والتي يُمكن أن تؤدي إلى ارتفاع مستويات الميلاتونين.
- فقدان الشهية العصبي.
- قصور الغدد التناسلية.
- انخفاض حرارة الجسم التلقائي والذي يُصاحبه فرط التعرق.
- انخفاض التمثيل الغذائي في الكبد.
- متلازمة رابسون-مندنهال.
- تناول بعض الأدوية والمكملات الغذائية، مثل:
- مثبطات أكسيداز أحادي الأمين (بالإنجليزية: Monoamine Oxidase Inhibitors).
- الفلوفوكسامين (بالإنجليزية: Fluvoxamine).
- الديسبيرامين (بالإنجليزية: Desipramine).
- نبتة سانت جون.
أما حول انخفاض مستويات هرمون الميلاتونين، فيُمكن أن يحدث نتيجةً للأسباب التالية: [2][8]
- قلة النوم أو التعرض للأضواء لفترات طويلة من اليوم.
- العمل بنظام الورديات أو رحلات السفر الجوية الطويلة.
- الإفراط في ممارسة الرياضة ليلًا.
- التوتر.
- الإفراط في تناول القهوة، والتبغ، والكحول.
- التقدم بالسن، حيث يميل الإنتاج الطبيعي للميلاتونين إلى الانخفاض مع تقدم الفرد بالسن، وهذا ما يُفسر زيادة معدل الإصابة باضطرابات النوم لدى كبار السن.
- التشوهات الخلقية التي تؤثر على الغدة الصنوبرية، والتي تتسبّب بانخفاض إنتاج الميلاتونين منذ الولادة.
- الأمراض التنكسيّة العصبية وبعض الاضطرابات الوراثية.
- إجراء جراحة تشمل الجهاز العصبي الودي.
- تناول بعض الأدوية التي تقلل من إنتاج الميلاتونين، مثل:
- حاصرات بيتا.
- حاصرات قنوات الكالسيوم.
- مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين.
- البنزوديازيبينات.
- مضادات الالتهاب غير الستيرويدية.
- تناول مكملات فيتامين B12 بجرعة عالية.
اقرأ أيضًا: ما هو نقص الميلاتونين، وطرق علاجه؟
نصيحة الطبي
يُمكن أن يساعد فحص هرمون الميلاتونين في تحديد أسباب اضطرابات النوم والكشف عن أية اضطرابات في الساعة البيولوجية لدى الفرد. ومن المُمكن إجراء هذا الفحص باستخدام أنواع عدّة من العينات، بما فيها اللعاب، أو الدم، أو البول. ولهذا، يُنصح دائمًا باستشارة الطبيب حول كل ما يخص إجراء تحليل هرمون الميلاتونين فلكل حالة يوجد عدد من التعليمات والنصائح التي يُنصح بالقيام بها للحصول على نتائج أكثر دقة.
كما بإمكانك الآن الاستفادة من خدمة الاستشارات الطبية عن بعد التي يوفرها موقع الطبي على مدار 24 ساعة وطيلة أيام الأسبوع.