تتعدد طرق علاج الرجفان الأذيني والذي ينجم عن وجود اضطرابات في كهربائية القلب والتي تتسبب بعدم انتظام دقات القلب لدى المريض. وإحدى أهم طرق علاج الرجفان الأذيني هو استخدام أنواع مختلفة من الأدوية. [1]
هذا المقال يناقش كل ما يخص أدوية علاج الرجفان الأذيني.
إن أول ما يتم التفكير به عند القيام بعلاج الرجفان الأذيني هو استخدام الأدوية. ويمكن أن تكون أدوية الرجفان الأذيني كافية لوحدها من أجل علاج المشكلة والتحكم بها وتقليل خطر حدوث المضاعفات لدى المريض. وفي حال لم تكن كافية لوحدها عندها سوف يقوم الطبيب بإجراء أحد التدابير الأخرى التي تساعد في السيطرة على المشكلة، إلى جانب تناول الأدوية. [1،2]
بالتالي، لا بد من معرفة كل ما يتم استخدامه من أدوية لعلاج الرجفان الأذيني، فهي تعتبر أساس علاج المشكلة والتخفيف من أعراضها. [1،2]
أفضل دواء للرجفان الأذيني
تتعدد أنواع أدوية الرجفان الأذيني ويعتمد تحديد الدواء الأنسب والأفضل للمريض بناء على:
- نوع الرجفان الأذيني.
- الأمراض الأخرى التي يعاني منها المريض.
- مدى تحمل المريض للآثار الجانبية الخاصة بكل دواء.
- مدى الاستجابة لدى عن المريض عند تناوله لأحد أنواع أدوية الرجفان الأذيني. [1،3،4]
ومن الممكن أن يحتاج بعض مرضى الرجفان الأذيني لتناول أكثر من نوع واحد من أدوية معالجة الرجفان الأذيني. [1]
أنواع أدوية الرجفان الأذيني
إن أدوية مريض الرجفان الأذيني، يمكن أن تتضمن الأنواع التالية، والتي يتم تقسيمها بناء على الهدف الأساسي من استخدامها:
أدوية لاستعادة نبض القلب الطبيعي
إن أدوية التحكم بالرجفان الأذيني هي تلك التي تساعد على التقليل من نبضات القلب المتسارعة لتصبح ضمن معدلها الطبيعي. [1،2]
ومنها أنواع هذه الأدوية:
- حاصرات مستقبلات بيتا
تعد حاصرات البيتا أولى الأدوية التي يتم اختيارها لمريض الرجفان الأذيني، والتي تقوم بمنع تأثيرات الأدرينالين على القلب ونبضاته، وذلك من خلال منع ارتباطه بمستقبلات بيتا المتواجدة في القلب. [3،4]
ومن ضمن أدوية الرجفان الأذيني التابعة لمجموعة حاصرات مستقبلات بيتا:
- الأتينولول.
- البيسوبرولول.
- الكارفيديلول.
- الميتوبرولول. [2-4]
هناك أنواع أخرى من حصرات البيتا، ولكن، يفضل استخدام الأدوية المذكورة سابقاً من أجل علاج المشكلات الصحية التي تصيب القلب مقارنة بالأنواع الأخرى، مثل البروبانولول. [3]
ومن الأعراض الجانبية لهذا النوع من أدوية علاج الرجفان الأذيني التعب، والدوخة، وبرودة اليدين والقدمين، والكوابيس. [1،3]
اقرأ أيضًا: طرق الوقاية من الرجفان الأذيني
- حاصرات مستقبلات الكالسيوم
تستخدم حاصرات مستقبلات الكالسيوم من أجل استعادة نبض القلب الطبيعي لدى مريض الرجفان الأذيني، حيث أنها تساعد على استرخاء بطانة العضلات الملساء للشرايين، كما أنها تعمل على التقليل من معدل نبضات القلب وقوة انقباضه. [3،4]
ويمكن أن يستخدم هذا النوع من أدوية الرجفان الأذيني إما لوحده أو إلى جانب أنواع الأدوية الأخرى. وتتضمن أنواع حاصرات مستقبلات الكالسيوم التي يمكن أن تستخدم لعلاج الرجفان الأذيني:
- الفيراباميل.
- الديلتيازم. [2-4]
أما بالنسبة للأنواع الأخرى من حاصرات مستقبلات الكالسيوم، فإنه لا يتم استخدامها لمرضى الرجفان الأذيني. [3]
ومن الآثار الجانبية لهذه الأدوية:
- الإمساك.
- انخفاض ضغط الدم.
- تورم الكاحل.
- قصور القلب.
- الدوخة. [1،3،5]
- الديجوكسين
يمكن أن يساعد دواء الديجوكسين على تنظيم ضربات القلب لدى المرضى المصابين بالرجفان الأذيني، وخاصة أولئك الذين يعانون من الفشل القلبي أيضًا. لكن، يستخدم دواء الديجوكسين إلى جانب أدوية الرجفان الأذيني الأخرى. [3،4]
وحاليًا أصبح الأطباء يصفون دواء الديجوكسين بشكل نادر لمرضى الرجفان الأذيني، ويمكن أن يعود ذلك لتسببه بالعديد من الأعراض الجانبية، ومنها:
- فقدان الشهية.
- الغثيان والتقيؤ.
- الإسهال.
- عدم وضوح الرؤية واضطرابات أخرى في الرؤية.
- الارتباك.
- النعاس والدوخة. [2،3،5]
أدوية لاستعادة إيقاع القلب الطبيعي
من أدوية علاج الرجفان الأذيني التي يتم استخدامها من أجل جعل إيقاع القلب طبيعي:
- حاصرات قنوات الصوديوم
يعتبر دواء الفليكاينيد أحد الأدوية التابعة لمجموعة حاصرات قنوات الصوديوم والذي يمكن استخدامه لعلاج الرجفان الأذيني وخاصة للتحكم بنوبات المرض السريعة جدًا. [2،3]
ومن الأدوية الأخرى التابعة لهذه المجموعة الكوينيدين والبروبافينون. [4،5]
ومن أهم الأعراض الجانبية التي يمكن أن يسببها دواء الفليكاينيد هي اضطرابات الرؤية، بما في ذلك تشويش الرؤية، بالإضافة إلى الغثيان والدوخة. [3،5]
- حاصرات قنوات البوتاسيوم
يمكن استخدام حاصرات قنوات البوتاسيوم كأحد أدوية الرجفان الأذيني، وذلك بهدف الحفاظ على الإيقاع الطبيعي للقلب، ومن هذه الأدوية هو دواء الأميودارون. أما بالنسبة لدواء الدرونيدارون، فإنه لا يستخدم لعلاج الرجفان الأذيني، وإنما يستخدم للوقاية من الرجفان الأذيني لدى المرضى الذين أصيبوا بنوبة من نوباته سابقًا. [3،4]
ومن الآثار الجانبية المحتملة لدواء الأميودارون الغثيان، والقيء، والشعور بطعم معدني في الفم، اضطرابات الرؤية وخاصة عند النظر إلى الضوء الساطع أثناء الليل. [3]
- حاصرات بيتا
بالإضافة إلى مساعدتها في التقليل من نبض القلب، تساعد حاصرات بيتا أيضًا، وخاصة دواء الستالول، في استعادة إيقاع القلب الطبيعي، حيث أنه يعمل أيضًا على تثبيط قنوات البوتاسيوم. [1،3]
اقرأ أيضًا: أسباب وعوامل تزيد خطر الإصابة بالرجفان الأذيني
أدوية لمنع حدوث الجلطات
يمكن أن تتضمن أدوية مريض الرجفان الأذيني أيضاً أدوية تمييع الدم، حيث أنها لا تؤثر على نبض القلب أو تعالج عدم انتظامه وإنما تقلل من خطر حدوث الجلطات الدموية، والتي تعتبر من مضاعفات الرجفان الأذيني والتي تتسبب بالسكتات الدماغية. [1،2]
ومن الأمثلة على هذه الأدوية هي مضادات التخثر الفموية، مثل:
- الدابيغاتران.
- الريفاروكسابان.
- الأبيكسابان.
- الإدوكسابان. [1،4]
كما يمكن وصف الوارفارين أو أحد الأدوية المضادات للصفائح، ومنها الكلوبيدوجريل لمرضى الرجفان الأذيني. [4،5]
لكن، ولأن هذا النوع من الأدوية يرتبط بخطر الإصابة بالنزيف، فإنه يتم وصفه لدى مرضى الرجفان الأذيني الذين يتواجد لديهم أحد عوامل خطر الإصابة بتجلطات الدم، ومنها الإصابة بالتجلطات الدموية سابقًا، أو الإصابة بمرض السكري، أو ارتفاع ضغط الدم، أو أمراض صمامات القلب، وغيرها من العوامل الأخرى. [1]
إيقاف أدوية الرجفان الأذيني
لا يمكن إيقاف أي من أدوية الرجفان الأذيني دون استشارة الطبيب، حيث أن المريض سيحتاج لتناولها مدى الحياة، وذلك لأن الرجفان الأذيني يعد من الأمراض المزمنة وليس له علاج نهائي. لذا، لا بد من التزام المريض بتناول أدويته للحفاظ على نبض وإيقاع القلب الطبيعي وتقليل خطر الإصابة بالمضاعفات. [3،4]
وفي حال المعاناة من الآثار الجانبية وعدم تحملها عندها يجب على المريض مراجعة طبيبه من أجل استبدال الدواء بغيره أو التقليل من جرعته. [3،4]
نهاية، تتعدد أنواع أدوية الرجفان الأذيني، وهناك العديد من العوامل التي يأخذها الطبيب بعين الاعتبار عند اختياره لأفضل دواء لعلاج الرجفان الأذيني يناسب الوضع الصحي للمريض.
اقرأ أيضًا: خطورة الرجفان الأذيني ومضاعفاته