يلجأ الأطباء في أغلب الحالات إلى طلب إجراء فحوصات وتحاليل مخبرية لتشخيص الحالة بشكلٍ دقيقٍ، وبما أن الفحوصات والتحاليل المخبرية تساهم في إعطاء صورة تفصيلية عن الحالة لابدّ من أن تكون هذه التحاليل والفحوصات دقيقة ويعوّل على نتائجها.

لذلك يجب على الطبيب معرفة التاريخ المرضي للمريض وأنواع الأدوية التي يتناولها بشكلٍ دائمٍ أو متقطعٍ ومدى تأثيرها على التحاليل والفحوصات المخبرية المطلوب إجراؤها، حيث يمكن لبعض الأدوية والمكملات الغذائية التأثير بشكلٍ سلبيّ على نتائج التحاليل المخبرية إمّا بتأثير الدواء أو إحدى مكوناته الفعالة أو الغير فعالة على العينة أو على المواد المستخدمة لإجراء التحليل المخبريّ.

هنالك ما يزيد عن 4000 فحص وتحليل مخبريّ، حيث تستند 70% من التشخيصات السريرية بناءاً على نتائجها وهنا تكمن مدى أهمية دقة الفحص المخبري وتأثيره على حياة المريض.

نستعرض في هذا المقال أهم الأدوية والمسكملات الغذائية التي تؤثر على نتائج التحاليل والفحوصات المخبرية.

الأدوية المضادة للبكتيريا

تعد مجموعة الأدوية المضادة للبكتيريا من أكثر الأدوية التي تؤثر على نتائج التحاليل والفحوصات المخبرية، وتعد الأنواع التالية هي الأكثر تأثيراً على نتائج التحاليل المخبرية:

سيفالوسبورين

يؤثر دواء السيفالوسبورين على نتائج العديد من التحاليل المخبرية إذ تعطي نتائج ايجابية خاطئة أهمها فحص الجلوكوز في البول، وفحص نسبة الكيتون في البول، وفحص كومبس المباشر الذي يُجرى للكشف عن فقر الدم الانحلاليّ المناعيّ. لذا على الطبيب إرشاد المريض بعدم تزامن تناول دواء السيفالوسبورين مع إجراء أيّ من الفحوصات السابقة.

المضادات الحيوية من مجموعة البنسيلين

يندرج العديد من المضادات الحيوية ضمن مجموعة البنسيلين مثل الأموكسيسلين والأمبيسيلين اللذان يؤثران على نتائج فحوصات الجلوكوز في الدم حيث تعمل مثل هذه الأدوية على رفع نسبة الجلوكوز في الدم. وهنا تكمن أهمية اطلاع الطبيب على أنواع الأدوية التي يتناولها المريض وإن كان لها أي تأثير على نتائج فحص نسبة الجلوكوز في الدم.

كوتريموكسازول، ودابتوميسين، اريثرومايسين، وتيلافانسين

تؤثر هذه الأدوية على صحة نتائج فحص النسبة المعيارية الدولية (بالإنجليزية:International normalized ratio) الذي يهدف لمعرفة الوقت المستغرق لتجلط الدم كما ويؤثر على صحة نتائج زمن البروثرومبين (بالإنجليزية:Prothrombin time).

دوكسيسيكلين

يؤثر تناول دواء الدوكسيسيكلن بالتزامن مع اجراء فحص الكاتيكولامين (بالإنجليزية: Catecholamine tests) على مدى صحة ودقة نتائج الفحوصات والتحاليل المخبرية.

ليفوفلوكسسين، وأوفلوكساسين، والرايفامبسين

يساهم تناول هذه الأدوية في نفس وقت إجراء فحص نسبة المواد الأفيونية في البول في إعطاء نتائج إيجابية خاطئة.

سيبروفلوكسسين

يؤثر تناول دواء سيبروفلوكسسين على نتائج فحص نسبة البروتينات في البول. حيث يساهم تناول هذا الدواء بالتزامن مع إجراء التحليل المخبريّ الذي يهدف كشف عن نسبة البروتينات في البول في رفع نسبة البروتينات في البول.

المؤثرات العقلية

يمكن للمؤثرات العقلية التأثير على صحة نتائج التحاليل والفحوصات المخبرية ومن أهمها أدوية الاكتئاب، وأدوية الذهان، وأدوية علاج صعوبات الحركة التي تؤثر على نتائج تحاليل الحمل.

مواد التباين

يمكن لمواد التباين المعالجة باليود التأثير على صحة ودقة التحاليل والفحوصات المخبرية إذ تعمل هذه المواد على رفع نسبة البروتينات في الدموالبول خلال إجراء تحليل فحص البروتينات.

كما وتؤثر مواد التباين المعالجة بالغادولينيوم على فحوصات الإنزيم المحوّل للأنجيوتنسين، وفحوصات نسب المعادن في الجسم مثل الكالسيوم، والزنك، والمغنيسيوم، والسيلينيوم، والحديد، كما وتؤثر هذه المادة على معدل الكرياتينين في الجسم. لذا يجب ترك أربع ساعات على الأقل بعد التعرض لأيّ من مواد التباين قبل إجراء الفحوصات أو التحاليل المخبرية.

الأدوية المثبطة لمضخات البروتونات

تتضمن مجموعة الأدوية المثبطة لمضخة البروتونات عدداً من الأدوية أهمها أوميبرازول، واللانسوبرازول، والديسكلانسبرازول، و الرابيبرازول، والباتوبرازول، والايسموبرازول. إذ يؤثر تناول مثل هذه الأدوية بالتزامن مع إجراء الفحوصات المخبرية على مدى دقة فحص اليوريا في النفس وفحص مولدات الضد في البراز بالإضافة لتأثيرها على نسب كروموجرينين أ (المادة الدالة على وجود أورام في الجسم).

دواء الأسيتامينوفين

يؤثر تناول دواء الأسيتامينوفين على نتائج فحوصات نسب الجلوكوز في الدم.

دواء الأميودارون

يساهم تناول دواء الأميودارون في التأثير على نتائج فحص النسبة المعيارية الدولية كما ويؤثر تناوله على صحة نتائج زمن البروثرومبين.

دواء الكلوروكين ودواء الكينيين

يؤثر تناول هذه الأدوية على نتائج فحوصات نسب البروتينات في البول.

دواء الجابابنتين

يؤثر تناول هذا الدواء على نتائج فحوصات نسب البروتينات في البول.

الأدوية المضادة للإلتهابات الخالية من الستيرويدات

يساهم تناول مثل هذه الأنواع من الأدوية في التأثير على نتائج فحص النسبة المعيارية الدولية كما ويؤثر تناوله على صحة نتائج زمن البروثرومبين.

فيتامين النياسين

يؤثر تناول فيتامين النياسين على دقة نتائج فحص الكاتيكولامين.

دواء البروبرانول

يؤثر تناول هذا الدواء على نتائج فحص النسبة المعيارية الدولية كما وعلى صحة نتائج فحص زمن البروثرومبين.

فيتامين ب7 (البيوتين)

يؤثرتناول فيتامين ب7 على صحة نتائج العديد من الفحوصات المخبرية أهمها فحوصات الهرمونات، وتحاليل التروبونين، وفحوصات الأجسام المضادة من نوع إي، إذ يسبب تناول هذا الفيتامين بالتزامن مع إجراء هذا التحليل في ارتفاع أو انخفاض نسب الأجسام المضادة بشكلٍ عامٍ في الجسم، كما ويسبب تناوله نقصان في نسب الأنسولين، ونسب الفيتامينات في الجسم مثل فيتامين ب12، وفيتامين دال، وحمض الفوليك، وانخفاض في نسب الثيروغلومبيولين، والفيريتين، بالإضافة لمساهمته في انخفاض نسب الأجسام المضادة لالتهاب الكبد من نوع أ، ب،سي.