ينتشر سرطان الثدي بشدة في السنوات الأخيرة، ويتزامن ذلك مع زيادة الأبحاث والاكتشافات الطبية التي تجعل علاجه أيسر من ذي قبل، لذلك نتعرف فيما يلي على التطور الطبي في علاج سرطان الثدي وتشخيصه.
ما هو سرطان الثدي؟
يعد سرطان الثدي أحد السرطانات التي تصيب السيدات بنسبة كبيرة، ويظهر على شكل كتلة خبيثة في منطقة الثدي بشكل أساسي وقد تنتشر إلى المناطق الأخرى من الجسم في بعض المراحل المتقدمة، ويعتبر الكشف المبكر أحد الخطوات الأساسية لمنع انتشاره، وتجنب مضاعفاته، والسيطرة عليه، وفي الغالب تكتشف المرأة الإصابة مبكراً بسبب الشعور بوجود تلك الكتلة الجديدة.
التطور الطبي في علاج سرطان الثدي
يعد التطور الطبي في علاج سرطان الثدي سريع الوتيرة في الحقبة الزمنية الحالية مقارنة بما سبق، إذ استطاعت الأبحاث والدراسات الحديثة التوصل إلى العديد من التقنيات التي تساهم في الوقاية من الإصابة به والكشف المبكر عنه، وهو ما يعد من الخطوات الجيدة مقارنة ببدايات انتشار ذلك المرض، وفيما يلي أهم ما طرأ في تطور علاج سرطان الثدي:
استخدام الادوية التي تقلل من خطر الاصابة بسرطان الثدي
يستخدم العلاج الهرموني لمرضى سرطان الثدي للوقاية من الإصابة مرة أخرى، كما أنه قد يستعمل قبل ذلك، ومن أبرز أنواع ذلك العلاج ما يلي:
- دواء تاموكسيفين، حيث إن استخدامه يكون بعد العملية الجراحية لاستئصال ورم الثدي، وذلك لتقليل احتمالية عودة ظهور الورم مرة أخرى. ولكن في حالات محددة يمكن أن يستخدم قبل ذلك، مثل السيدات اللواتي لديهن نسبة خطورة مرتفعة للإصابة بسرطان الثدي، إذ يمكن أن يقلل من احتمالية الإصابة، كما أنه يعد العقار الوحيد المستخدم للوقاية في فترة ما قبل انقطاع الطمث.
- رالوكسيفين، الذي يستخدم لعلاج هشاشة العظام، و يعد أقل في الآثار الجانية من تاموكسيفين، كما أنه قد يكون أقل فعالية منه أيضاً، ولا يمكن استخدامه إلا بعد سن انقطاع الطمث.
- مثبطات الأروماتيز (بالإنجليزية: Aromatase Inhibitors) إذ قد تساعد تلك الأدوية الهرمونية على الوقاية من سرطان الثدي من خلال تثبيط إنزيم الأروماتيز المسؤول عن إنتاج الإستروجين بعد انقطاع الطمث، حيث إن هذا الأخير يعمل على تحفيز نمو خلايا الثدي وبالتالي زيادة احتمالية الإصابة، ومن أمثلة تلك الأدوية عقار اناستروزول.
اجراء بعض الفحوصات المخبرية الجديدة
مع التطور العلمي الذي نواكبه في العصر الحالي، أصبح هناك عدد من الفحوصات الحديثة التي يمكن إجرائها للكشف عن الخلايا السرطانية المتداولة (بالإنجليزية: Circulating Tumor Cells)، حيث استطاعت الدراسات التوصل إلى أن العديد من الخلايا تنفصل عن كتلة الورم السرطاني وتنتقل إلى الدم، وهذا ما يسهل الكشف عنها. كما يمكن استخلاص هذه الخلايا وإجراء فحوص مخبرية معينة عليها وذلك بهدف تحديد نوع العلاج المناسب في هذه الحالة.
اقرأ أيضاً: هل يمكن للأسبرين أن يحمي من سرطان الثدي؟
اجراء فحوصات التصوير الجديدة
من التصاوير الحديثة التي سهلت اكتشاف الخلايا السرطانية تقنيات التصوير الشعاعي تصوير الثدي الجزيئي (بالإنجليزية: Scintimammography). وتعتمد على حقن المواد المشعة في الوريد، حيث إن هذه المواد تلتصق بخلايا سرطان الثدي في حال وجودها، ويكشف عن ذلك باستخدام كاميرا متخصصة. بالطبع تستخدم في حالات خاصة عند وجود مشكلة في صورة الماموغرام ولا تعتبر بديلاً عنها، كما أنها لا تستخدم في الكشف الوقائي.
للمزيد: تصوير الثدي الشعاعي ثلاثي الأبعاد يزيد دقة تشخيص سرطان الثدي
استخدام تحليل الحمض النووي
تمكن المختصون حديثاً من الكشف عن الجينات المسؤولة عن حدوث سرطان الثدي، ومن خلال إجراء الفحص الجيني للمادة الوراثية لدى المرأة فإنه بالإمكان معرفة مدى احتمالية إصابتها بسرطان الثدي. ويصف الأطباء الأدوية الوقائية في هذه الحالة غالباً، لحماية المرأة من الإصابة.
للمزيد: مراحل تطور سرطان الثدي
ارتداء حمالة الصدر لتشخيص سرطان الثدي
من التقنيات الحديثة أيضاً في هذا المجال والتي قد تساعد على الكشف مبكراً عن وجود السرطان نوع جديد من حمالات الصدر يسمى ITbra، إذ تعتمد على الإحساس بالحرارة عن طريق مجسات حرارية موجودة فيها. حيث من المعروف أن تدفق الدم نحو الثدي يزداد عند وجود ورم معين، وبالتالي فإن درجة الحرارة ترتفع في تلك المنطقة، ولذلك تتمكن الحمالة من الكشف بسرعة عن الأورام فور تشكلها وظهورها. ولكن بالطبع تحتاج هذه التقنية إلى مزيد من الدراسة كما أنها لا تحل محل فحص الماموغرام ويمكن أن تعطي نتائج غير صحيحة.
بالرغم من أن هذه التقنية أدق من التقنيات الأخرى في الكشف عن سرطان الثدي إلا أن تطبيقها لا يعد أمراً يسيراً.
اسباب سرطان الثدي
يوجد العديد من الأسباب التي تزيد من احتمالية الإصابة بسرطان الثدي، وتأتي على النحو الآتي:
- العامل الوراثي، حيث أنه في حال إصابة أحد الأقارب من الدرجة الأولى بسرطان الثدي فإن احتمالية إصابة المرأة تزداد، لكن لا داع للقلق إذ لا يعني ذلك حتمية الإصابة عند اتباع نظام حياة صحي، كما أنه ليست جميع سرطانات الثدي وراثية إذ يعتمد كونها وراثية على عدة عوامل، مثل إصابة العديد من أفراد الأسرة خاصة في سن مبكرة، ونمط حياة الشخص، وغيرها من العوامل.
- التقدم في العمر، حيث تزداد احتمالية الإصابة بعد عمر الخمسين مقارنة بما دون ذلك.
- مشكلة السمنة وزيادة الوزن.
- التعرض للأشعة الضارة بشكل مستمر.
- الإصابة بسرطان الرحم أو سرطان المبيض في السابق.
- إدمان الكحول أو التدخين.
- وجود بعض أنواع كتل الثدي الحميدة.
علاج سرطان الثدي
تعد انواع علاج سرطان الثدي الأساسية الكيماوي، والإشعاعي، والهرموني، والجراحة، والعلاج الموجه، ولا تعني الجراحة إزالة الصدر كاملاً في جميع الحالات، بل قد يزال الورم مع جزء من المنطقة المحيطة به فقط للتأكد من عدم انتشاره، ويبدأ علاج سرطان الثدي بالكيماوي ابتداء من المرحلة الثانية من المرض غالباً وليس مع جميع المراحل.
كذلك لا تحتاج كل الحالات لجميع ما سبق، بل قد يستخدم بعض منها، كما أنه للطف المقادير فقد أصبح علاج ذلك النوع من السرطان حالياً أسهل من السنوات السابقة وقت اكتشافه، وذلك بسبب طرق التشخيص المبكرة الحديثة، بالإضافة إلى الأدوية المكتشفة حديثاً للعلاج خاصة مع الحالات المتقدمة، التي تساعد على تقليل نسب الوفيات، ومن أمثلة التطور الطبي في علاج سرطان الثدي اعتراف منظمة الغذاء والدواء الأمريكية (بالإنجليزية: Food and Drug Administration or FDA) بعقار توكاتينيب.
توكاتينيب (بالإنجليزية: Tucatinib) من الأدوية التي تستخدم مع أدوية أخرى مثل كابيسيتابين، ويستخدم لعلاج سرطان الثدي الإيجابي HER2 المتقدم، في حال انتشاره إلى مناطق أخرى من الجسم مثل الدماغ، أو إذا لم تكن الجراحة ممكنة، وذلك عند تجربة العلاج من قبل، لذلك قد يساعد هذا الدواء كثير من مرضى السرطان، كما أنه قد يقلل من نسب الوفيات التي قد تنتج عنه على الرغم من قلتها بطبيعة الحال نسبة إلى أنواع أخرى من السرطان أكثر فتكاً.
اقرأ أيضاً: اعراض سرطان الثدي عند النساء والرجال
ختاماً، هناك عدد من الفحوصات الحديثة التي تساعد على اكتشاف الإصابة بسرطان الثدي مبكراً أو قبل تطوره، كذلك أصبح علاجه أسهل مما مضى بسبب ذلك، كما أن هناك العديد من الأبحاث والاكتشافات في المجال الطبي يومياً، مما يعني احتمالية زيادة يسر العلاج مع الوقت.