يعتبر التوفو (بالإنجليزية: Tofu) من البروتينات النباتية الشائعة الإستخدام في جميع أنحاء العالم، وخاصة في دول شرق آسيا، حيث تم اكتشافه في الصين قبل حوالي 2000 عام، وخلال ستينات القرن الماضي وصل التوفو إلى الدول الغربية لما يحويه من فوائد غذائية جمة.
"التوفو" هو عبارة عن خلاصة فول الصويا المعالجة، والذي يتم تصنيعه عن طريق تخثير حليب الصويا الطازج باسخدام معادن كأملاح الكالسيوم أو المغنيسيوم، ويتم ضغطه على شكل ألواح صلبة ومن ثم تبريده. وتعد طريقة تصنيعه شبيهة بالطريقة التقليدية لتحضير الجبنة.
تعود فوائد التوفو لما يحتويه من نسب عالية من مركبات الايسوفلافون، والتي تساهم بتقليل خطر الإصابة بالعديد من الأمراض المرتبطة بالعمر ونمط الحياة. في هذا المقال سنتناول الحديث عن الفوائد الصحية والعلاجية للتوفو.
التوفو للتقليل من خطر الإصابة بأمراض القلب
إن مركبات الايسوفلافون الموجودة في منتجات الصويا كالتوفو تساعد على خفض مستويات الكوليسترول الضار والكولسترول الكلي في الجسم دون التأثير على مستوى الكوليستيرول الجيد. كما إن الإكثار من تناول الأطعمة التي تحتوي على مركبات الايسوفلافون يساعد على خفض ضغط الدم الانقباضي، بالإضافة إلى عمل مركبات الايسوفلافون على تحفيز "أكسيد النيتريك"، والذي يساعد بدوره على تحسين تدفق الدم في الشرايين.
ولذلك فإن الاستهلاك اليومي من فول الصويا يساعد على التخفيف من الأعراض المرتبطة بأمراض القلب والأوعية الدموية. وقد أوصت "إدارة الغذاء والدواء" بتناول ما لا يقل عن 25 غراماً من بروتين الصويا يومياً للتحسين من صحة القلب.
ومن الجدير بالذكر أن استهلاك التوفو كبديل للبروتين الحيواني يساعد على خفض مستويات الكوليسترول الضار، مما يؤدي إلى التقليل من خطر الإصابة بأمراض القلب.
اقرأ أيضاً: تخفيض الكوليسترول بتناول 11 نوع من الطعام
التوفو للتقليل من خطر الإصابة بالسرطان
تمتلك مركبات "الايسوفلافون" الموجودة في منتجات الصويا، بنية كيميائية مماثلة لهرمون الاستروجين، وبالتالي فإن تناول الأطعمة الغنية بالصويا، قد يؤدي إلى ارتفاع مستوى هرمون الاستروجين في الجسم، مما يزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي. وعلى الصعيد الآخر، فإن احتواء منتجات الصويا على الجنيستين (الايسوفلافون السائد في فول الصويا)، قد يساعد على الحد من نمو الخلايا السرطانية، لما يمتلكه الجنيستين من خصائص مضادة للأكسدة.
وتجدر الإشارة إلى أن تناول كميات معتدلة من منتجات الصويا بما لا يزيد عن حصتين يومياً كجزء من نظام غذائي متوازن، لا يؤثر على سرعة نمو الورم أو خطر الإصابة بسرطان الثدي، بل هناك أدلة متزايدة تشير إلى أن تناول منتجات الصويا بانتظام قد يقلل من نسبة تكرار الإصابة بسرطان الثدي.
اقرأ أيضاً: زيادة افراز الاستروجين في انسجة الثدي يزيد خطر الاصابة بالسرطان
التوفو للتقليل من خطر الإصابة بالسكري
تشير العديد من الدراسات التي أجريت على الحيوانات، أن تناول منتجات الصويا يقلل من مقاومة الأنسولين، وهي حالة فسيولوجية حيث يصبح هرمون الأنسولين أقل فعالية في تخفيض السكر، وذلك عن طريق تحفيز مستقبلات الأنسولين. كما ارتبط استهلاك الصويا بمستويات عالية (حوالي 200 غرام يومياً)بخفض خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني؛ حيث يقترن مرض السكري في معظم الأحيان بمشاكل في الكلى، والذي بدوره يؤدي إلى زيادة إخراج البروتين عن طريق البول. فإن الإعتماد على بروتين الصويا في النظام الغذائي يقلل من كمية البروتين الخارج مع البول.
التوفو لتحسين وظائف الكلى
يعزز تناول البروتين وبالأخص بروتين الصويا وظائف الكلى، فقد يكون له تأثير إيجابي على الأشخاص الذين يخضعون لزراعة الكلى أو غسيل الكلى، بالإضافة إلى الأشخاص الذين يعانون من أمراض الكلى المزمنة.
التوفو للوقاية من هشاشة العظام
من المحتمل أن تساهم مركبات الايسوفلافون الموجود في الصويا على زيادة كثافة العظام والمحافظة على صحتها، وخاصة بعد انقطاع الطمث. وتشير البيانات العلمية أن تناول 80 ملغم يومياً من ايسوفلافون الصويا يقلل من تآكل العظام خاصة في حالات انقطاع الطمث المبكر.
اقرأ أيضاً: سن اليأس المبكرة أو انقطاع الطمث، هل يسبب فقدان الأمل في الحمل؟
التوفو للتخفيف من الأعراض المصاحبة لانقطاع الطمث
يقل إنتاج الجسم الطبيعي لهرمون الاستروجين بشكل كبير عند انقطاع الطمث، مما يزيد من ظهور الأعراض المصاحبة لانقطاع الطمث. ولذلك فإن تناول منتجات الصويا قد تساهم في التخفيف من حدة هذه الأعراض (كالهبات الساخنة)؛ لاحتوائها على الاستروجين النباتي.
في حين تتفاوت الأعراض المصاحبة لانقطاع الطمث بين النساء، إلى أنه يتبين أن ظهور الهبات الساخنة من الأعراض الأقل شيوعاً في البلدان الآسيوية، والتي يستهلك شعوبها كميات كبيرة من منتجات الصويا. وهناك أدلة تشير إلى أن استهلاك منتجات الصويا الغنية بالجيستين قد يساعد في تقليل تواتر وشدة الهبات الساخنة. وعلى الرغم من ذلك، هناك حاجة إلى إجراء المزيد من الدراسات لتأكيد هذا الأمر.
اقرأ أيضاً: سن انقطاع الدورة الشهرية: الأعراض والعلامات الجسدية والنفسية
التوفو للتقليل من احتمالية أمراض الدماغ المرتبطة بتقدم السن
أشارت الدراسات أن معدل الإصابة بالاضطرابات النفسية المرتبطة بالتقدم بالسن تقل في المناطق التي يستهلك سكانها كميات كبيرة من منتجات الصويا.
وتختلف نتائج الدراسات حول تأثير الصويا على صحة الدماغ، فقد أظهرت إحدى المجموعات البحثية أن العلاج بأيسوفلافونات الصويا مرتبط بتحسين أداء الذاكرة غير اللفظية والطلاقة اللفظية وغيرها من المهام. وعلى خلاف مع دراسة أخرى، أجرتها نفس المجموعة على 65 شخص مصاب بالزهايمر تزيد أعمارهم عن 60 سنة، لم تظهر الدراسة أي تأثير ناتج عن استهلاك الايسوفلافونات الصويا. ومع ذلك، فقد نشرت دراسة في عام 2017 تشير إلى أن منتجات الصويا قد تؤثر إيجابياً على أداء الخلايا العصبية عند الأشخاص الذين يعانون من مرض الزهايمر؛ وذلك لاحتوائها على مادة "الليسيثين" وهو أحد المواد المكونة لمجموعة من المواد الدهنية الصفراء البنية التي توجد في الأنسجة الحيوانية والنباتية وفي صفار البيض، ويدخل في تكوين غشاء الخلايا العصبية، والدماغ.
اقرأ أيضاً: سيكولوجية التقدّم في العمر
التوفو للمساعدة على خسارة الوزن
يعد التوفو من البروتينات النباتية قليلة السعرات الحرارية، كالفول والعدس، ولكنه يمتاز باحتوائه على نسب أقل من الكربوهيدرات. وقد أثبتت دراسات أجريت على مجموعات متنوعة من الفواكه والخضروات، بما في ذلك فول الصويا، أن الاستهلاك اليومي للتوفو يساعد على فقدان ما يقارب 2.5 رطل خلال أربع سنوات. كما تشير دراسة أخرى، أن استهلاك مادة الايسوفلافون الموجودة في الصويا يساعد على خفض متوسط الوزن بمقدار 4.5 كيلوغرامات، وذلك بمدة تتراوح ما بين 8 إلى 52 أسبوعاً.