(الجنس أولوية الرجال والحياة الأسرية قمّة الأولويات عند النساء) أكد بحث طبي صدر عن مركز الطب التناسلي السويسري أن "خصوبة الرجال انخفضت بمقدار النصف خلال العشرين عاماً الماضية بسبب الضغوط الحياتية، وأيضاً بسبب أنماط الحياة الحديثة غير الصحية التي لها أثر سلبي على خصوبة الذكور".

وعزا تيري سوتر، الخبير في الطب التناسلي في المركز المذكور، السبب إلى نمط الحياة الحديث الذي يؤدي إلى الضغط النفسي مما يؤثر في خصوبة الرجل وينتج عنه تغيرات نفسية وجسدية. وأضاف أن هناك "عوامل أخرى أثرت في خصوبة الرجال مثل التشوهات الوراثية أو نقص الهرمونات، وكذلك بعض الأمراض التي تنتقل بالاتصال الجنسي".

وأعلن الدكتور طارق أنيس، أستاذ أمراض الذكورة بجامعة القاهرة ورئيس الجمعية العربية للصحة الجنسية، نتائج مسح ميداني تم اجراؤه في عدد من دول منطقة الشرق الأوسط وافريقيا واشترك فيه ألف رجل وامرأة وذلك عن أثر الصحة الجنسية على سعادة الانسان، أن الجنس يحتل المرتبة الثالثة، من خمس نقاط أساسية ضمن اولويات الحياة للسيدات والرجال، على الرغم من عدم رضاء معظمهما عن حياتهما الجنسية.

- وأضاف أنه بالنسبة للسيدات؛ جاءت الحياة الأسرية في قمة الأولويات، بينما احتل الجنس المرتبة الخامسة. وعلى الرغم من ان 98% من الرجال و96% من السيدات اقروا بأن الجنس مهم في حياتهم، فإن 81% من الرجال والسيدات اقروا عدم الرضى عن حياتهم الجنسية الحالية.

وقال الدكتور انيس ان أهمية الجنس في منطقة الشرق الأوسط تتضح عند مقارنة نتائج هذا المسح بنتائج بحث مثيل تم اجراؤه في جنوب شرق آسيا اقر فيه 55% من الرجال و36% من النساء أهمية الجنس ضمن أولويات الحياة.

- وأضاف ان النقطة الثانية جاءت بعدم الرضا عن الحياة الجنسية، ليس فقط عند السيدات والرجال المتقدمات والمتقدمين في السن، ولكن يشاركهما الشباب فيه ايضا، فقد تم مقارنة المشاركين في البحث بعد تقسيمهم الى ثلاث مجموعات شملت الاولى الرجال والسيدات قبل سن الثلاثين، والثانية بين سن الثلاثين والخمسين، والثالثة فوق سن الخمسين، وتبين ان السيدات تحت سن الثلاثين هن الأقل رضى عن الحياة الجنسية. وفي الجانب الآخر كان الرجال بين سن الثلاثين والخمسين هم الأقل رضى عن حياتهم الجنسية.

وأوضح ان نتائج البحث أظهرت ان الرضى عن الحياة الجنسية يؤثر بشكل كبير في الرضى عن أولويات الحياة الأخرى. فالسيدات والرجال الذين اقروا بالرضى التام عن حياتهم الجنسية اظهروا قدراً كبيراً من الرضى عن أولويات الحياة الأخرى، ونظرة اكثر ايجابية تجاه أمور الحياة العامة، وأظهرت قدراً اكبر من الثقة بالنفس.

من جانبه ذكر الدكتور بهجت مطاوع، استاذ طب وجراحة الذكورة بمستشفى القصر العيني في القاهرة أن هناك نحو 150 مليون رجل في العالم يعانون من أحد أسباب الضعف الجنسي، ومن المتوقع ان يرتفع العدد بحلول عام 2025 ليصل الى 320 مليون رجل على مستوى العالم.

وتابع الدكتور مطاوع: "إن اسباب الضعف الجنسي تأتي نتيجة لعوامل نفسية مثل الاكتئاب والقلق والتوتر، أو عوامل عضوية ومرضية، مثل مرض السكر واعتلال الاعصاب وامراض القلب والأوعية الدموية وتناول بعض الادوية والعمليات الجراحية، الا انه في الغالب يكون نتيجة عدة عوامل مجتمعة، وليس عاملاً واحداً فقط. ومن الممكن ان يرتبط الضعف الجنسي في أغلب الأحيان ببعض العوارض الصحية والحياتية الأخرى مثل ارتفاع ضغط الدم ومرض السكر والبروستاتا والاكتئاب والتدخين".

ولفت الدكتور مطاوع الى ان هناك وسائل لعلاج الضعف الجنسي يمكن معالجته والشفاء منه تماماً. ولكن على الرغم من ذلك فغالبا ما يتردد المرضى في استشارة الطبيب والحصول على العلاج المناسب. وتشير التقارير الى أنه ما بين عشرة مرضى بالضعف الجنسي هناك مريض واحد فقط يتلقى العلاج. واضاف أن وسائل العلاج تتضمن تعديل نمط الحياة والعلاج بالأدوية المتخصصة التي تسبب توسع الشرايين، وقد أثبتت الدراسات العلمية كفاءة وأمان العلاج مع مختلف انواع المرضى حيث تم استخدامه لعلاج اكثر من 35 مليون مريض.

ومن ناحية أخرى أكدت الدكتورة هدى قطب، الاختصاصية في الطب الجنسي والعلاقات الزوجية، أن الرجل الذي يصاب بالضعف الجنسي يكون انساناً تعيساً يمر بمراحل معروفة لدى المتخصصين وهي مرحلة الشك، والإنكار، ثم مرحلة الشجاعة، وهي الاعتراف بوجود مشكلة والسعي لحلها. مشيرة الى ان هذه المرحلة هي مرحلة مهمة، لكنها صعبة المنال في معظم الأحوال. وأوضحت ان هناك شكاوى كثيرة من الضعف الجنسي بدرجاته المختلفة، وإنكار من قبل الرجال لهذا المرض على الرغم من انه يمكن لأي شخص تعرض للإصابة به أن يسعى للعلاج فورا دون انتظار تفاقم الأمر.

وقالت الدكتورة هبة إن هناك عوامل عدة لحدوث الضعف الجنسي منها العمر، والحالة الصحية العمومية، والبنية الجنسية، والتدخين بجميع اشكاله، وتناول المخدرات والكحوليات وغيرها التي يمكن مواجهتها بنجاح العلاج.

"سن اليأس الذكوري" لا يشمل كل الرجال

ولا يعاني سوى 2% من الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 40 و80 عاماً من "سن اليأس الذكوري" وهي الحالة التي ينخفض فيها مستوى هرمون الذكورة التوستيسترون إلى مستويات متدنية، وهو أمر لم يكن معروفاً في السابق. وذكر موقع "هلث داي نيوز" أن مجموعة باحثين بريطانيين توصلوا في دراسة تعد الأولى من نوعها إلى أن "سن اليأس الذكوري" الناتج عن تدني هذا الهرمون، والذي كان يعتقد أنه يحصل في مراحل الحياة المتقدمة، ليس شائعاً عند جميع المسنين.

وقال الدكتور إلبو هيوتانيامي في دراسة نشرتها دورية "نيو إنغلاند جورنال أوف مديسين" على الإنترنت أنه يعاني بعض الرجال المسنين من "سن اليأس الذكوري"، وهذه متلازمة حقيقية، ولكنها أقل مما كان يظن الناس في السابق.

وأضاف هيوتانيامي، وهو أستاذ في الغدد الصم والإنجاب في قسم الجراحة والسرطان في الكلية الملكية في لندن "أن هذا أمر مهم، لأنه يظهر أن النقص في هرمونات أندروجين الذكورية ليس شائعاً، كما كان يعتقد في السابق، ولذا يتعين على المرضى الذين يعانون من هذه المشكلة محاولة الحصول على علاج لها". وأشار إلى أن الكثير من الرجال المسنين يتناولون حبوب "توستيسترون" لمواجهة مشاكل الشيخوخة، ولكن ليس من الواضح ما إذا كانت هذه الأدوية مفيدة أو ليس لها أعراض جانبية سيئة.

وقال الدكتور مايكل هيرمانز، الأستاذ المساعد في الجراحة في مركز العلوم الصحية في كلية الطب: "إن الكثيرين يتناولون هذه الحبوب من دون داع، وهناك آخرون يتعين عليهم تناولها ولكنهم لا يفعلون ذلك".

اختبار الخصوبة في المنزلليس حكراً على النساء

لم تعد اختبارات الخصوبة في المنازل مقصورة على النساء بعد الآن. فسوف تتاح قريباً أداة جديدة مثل اختبارات التبويض في المنزل، وكذلك اختبارات الحمل في المنزل، تقوم بإحصاء الحيوانات المنوية للرجل، وهي تخضع الآن لمراجعة ادارة الأغذية والأدوية الامريكية من اجل تسويقها في الولايات المتحدة.

- قال الدكتور جون هير، من جامعة "فرجينيا" في "شارلوتسفيل" إن الاختبار يساعد الأزواج في اكتشاف ما اذا كان الرجل هو عامل في الخصوبة.

وفي دورية "هيومان ريبرودكشن" Human Reproduction كتب هير وفريقه عن دراسة قارنت دقة اختبارهم المسمى (الخصوبة بفحص الحيوانات المنوية) مع طرق معيارية لإحصاء الحيوانات المنوية في المختبرات، بالاستعانة بنحو 225 عينة سائل منوي، فوجدوا ان الاختبارات اتسمت بدقة بلغت 96%. ويعمل الاختبار من خلال رصد المستضد (الانتيجين) الذي يوجد على سطح رأس خلية حيوان منوي ويعرف باسم "اس بي10" والذي اكتشفه هير وزملاؤه.

الرجال كذلك يعانون من اكتئابما بعد الولادة

وبالتواصل مع ما سبق، ليست الأمهات وحدهن اللاتي يصبن باكتئاب ما بعد الولادة؛ فقد خلصت دراسة امريكية الى ان عشر الرجال يصابون أيضا بالاكتئاب بعد ان يرزقوا بمولود. و درس باحثون في كلية ايسترن فرجينيا في نورفولك البيانات الواردة في 43 دراسة شملت 28 الف شخص ووثقت لحالة الاكتئاب التي تصيب الآباء ابتداء من الشهر الثالث لحمل زوجاتهم حتى العام الاول بعد الوضع.

وقدر الباحثون ان نحو 10% من الرجال يصابون بالاكتئاب قبل مجيء المولود أو بعد مجيئه مباشرة. و بالمقارنة يعاني نحو 5% من الرجال بشكل عام من الاكتئاب خلال عام. و قال الباحثان جيمس بولسون وشارنيل بازيمور في دراسة نشرت في دورية الرابطة الأمريكية للطب "إن هذا يشير الى ان الاكتئاب بين من ينتظرون ان يصبحوا آباء أو بين الآباء الجدد، هو مسار قلق خاص على الصحة العامة". وعلى الرغم من ان 30% من الامهات يصبن باكتئاب ما بعد الولادة؛ لا يُعرف الكثير عن الحالة النفسية للرجل الذي ينتظر ان يرزق بمولود، وكيف يشعر بعد وصول المولود من المستشفى.

وخلص بولسون وبازيمور الى ان الفترة الاصعب بالنسبة للاباء هي ما بين ثلاثة الى ستة أشهر بعد وصول المولود، وان معدل الاكتئاب في هذه الفترة يزيد على 25%. وهذه الفترة أيضا هي التي تشهد اعلى نسبة مخاطر لتعرض الامهات الجدد للاكتئاب. وكشفت الدراسة أيضا ان الآباء الامريكيين الذين ينتظرون ان يرزقوا بمواليد أو الذين أصبحوا آباء بالفعل ترتفع معدلات الاكتئاب عندهم الى 14%، مقارنة ب 8% لدى اقرانهم في دول أخرى. وذكروا ان هذا الجانب يحتاج الى اجراء مزيد من الدراسات.

وقال بولسون وبازيمور، إن هناك صلة بين الاكتئاب الذي يصيب الأمهات وبين الذي يصيب الآباء. وذكروا في تقريرهما "اصابة احد الوالدين بالاكتئاب يتطلب رعاية طبية للآخر".

"أوكسيتوسين" يزيد الإحساس العاطفي

وفي السياق ذاته، أكد علماء ألمان أن إعطاء الرجال جرعة صغيرة من هورمون أوكسيتوسين يجعلهم في نفس حساسية النساء من الناحية العاطفية، ويزيد من قدرتهم على التعاطف مع الآخرين. وتبين من خلال التجربة، حسب البروفيسور رينيه هورلمان من مستشفى بون الجامعي للطب النفسي، أن "مجموعة الرجال التي حصلت على هورمون أوكسيتوسين كانت أكثر تعاطفا وتأثرا بالصور المحزنة، مقارنة بالمجموعة التي حصلت على مادة غير فعالة".

وأكد البروفيسور هورلمان أن مستوى التعاطف والتأثر الوجداني الذي رصده الباحثون لدى الرجال الذين حصلوا على هورمون أوكسيتوسين غير معروف لدى العلماء كما هو لدى النساء. و يعرف هذا الهورمون لدى العلماء بأنه هورمون الندم والترابط العاطفي، وأن له تأثيرا محفزا للشهوة ويقوي عاطفة الأم تجاه ابنها، كما أنه هو الذي يطلق آلام المخاض السابقة للولادة. وأكدت دراسات مختلفة في الماضي أن لهذا الهورمون تأثيرا في النفس البشرية وسلوكها الاجتماعي.

وفي تجربة ثانية للباحثين الألمان كان على الرجال المشاركين في التجربة خوض اختبار بسيط خاص بسرعة و دقة الملاحظة. وفي حالة الإجابة الصحيحة للمشارك في التجربة، كان يظهر على الشاشة وجه باسم يُثني على الإجابة الصحيحة، وفي المقابل كان وجه عابس يظهر على الشاشة في حالة الإجابة الخاطئة.

وكانت هناك طريقة أخرى للتعبير عن صحة الإجابة أو خطئها؛ حيث كانت تظهر دائرة خضراء كرمز للإجابة الصحيحة، أو حمراء كرمز للإجابة الخاطئة. وإلى جانب التأثير الإيجابي لطريقة الوجوه الباسمة أو العابسة في تحسين نتيجة الاختبار، فقد تبين للباحثين أن مجموعة الرجال التي حصلت على هورمون أوكسيتوسين كانت أكثر تفاعلا وتأثرا بطريقة الوجوه، مقارنة بمجموعة الرجال الذين حصلوا على مادة غير فعالة.

وقال البروفيسور هورلمان في البيان الصادر عن مستشفى بون الجامعي، إن هذه الدراسة أوضحت إمكانية التأثير بفعل هورمون أوكسيتوسين في قدرة الرجال على التأثر العاطفي بمحيطهم مما يساعد في علاج الأمراض النفسية مثل مرض الفصام.

اقرأ أيضاً:

تأثير موجات الحاسوب المحمول على خصوبة الرجل

خصوبة الرجال: مراحل نموها ومشكلاتها

عشرة فحوصات منقذة لحياة الرجال

العقم عند الرجال: 5 حقائق أساسية

التدخين والانجاب

سبعة اغذية تزيد من قدرتك الجنسية

المصدر:

نُشرت المقالة أيضاً في مجلة بلسم.