التقدم في العمر تطور طبيعي وحتمي، إذ يكبر الإنسان وتكبر معه خبراته وتجاربه مما يجعل التواصل مع كبار السن وخوض مناقشات معهم أمراً شيقاً يثري فكر الإنسان وتصوراته، والتعامل معهم لا بد أن يكون محفوفاً بالاحترام والمحبة التي تقوي العلاقة بين الطرفين.
قد يغفل البعض عن عدة أمور تساعدهم على التعامل مع كبار السن، فهم في هذه المرحلة بحاجة إلى التواجد في جو عائلي دافئ وممتع بعيد عن الملل، وطرق العناية بصحة كبار السن الجسدية والنفسية من أهم الأمور التي يجب أن يتعلمها الشخص ويتقنها، فمساعدة الغير تعود بالفائدة على الشخص نفسه في المقام الأول بتنمية جانبه الإنساني والأخلاقي، ثم على متلقي المساعدة ثانياً.
تعرف معنا على أهم أخطاء التعامل مع كبار السن وتصحيحها.
نسيان الفارق العمري بينك وبين كبار السن
فالفارق العمري هو ما يفرض الاحترام، والانتباه إلى التصرفات وحتى نبرة الصوت.
تصحيح المشكلة: التحدث مع كبير السن بطريقة هادئة، ومتفهمة، وصادقة حول احتياجاته وما تستطيع أن تقدم له ولا تتردد في طلب المساعدة من شخص ثالث لتقديم أفضل رعاية، ومن المهم التأكيد على أنه غالباً ما تزداد حساسية كبار السن تجاه المواقف نتيجة إحساسهم بالعجز في بعض الأحيان وخصوصاً إن كانوا يعانون من مرض يحول دون خدمتهم أنفسهم، وهو أمر يجب أن تتفهمه كلياً وتتقبله بصدر رحب.
عدم فهم احتياجات كبار السن الجسدية
فقد لا يستطيع بعضهم رعاية نفسه بنفسه بشكل كامل بما في ذلك أمور النظافة الشخصية، وعليه فإن التقصير في العناية والنظافة أو نسيانها في بعض الأحيان يعرض الشخص أكثر للإصابة بالالتهابات.
تصحيح المشكلة: ابحث عن منتجات الرعاية الصحية التي تسهل عليك مهمة تنظيف متلقي الرعاية، واسأل غيرك من أصحاب التجربة حول ذلك، وفي حال شعرت بصعوبة تولي هذه المهمة وحدك، فكر في الاستعانة بممرض، أو السماح لأفراد الأسرة الآخرين بالمساعدة كلما أمكنهم ذلك.
عدم فهم احتياجات كبار السن الغذائية
تصحيح المشكلة: يجب الحرص على تقديم طعام صحي غني بالألياف والبروتين لكبار السن، كما يجب أن يستهلك الشخص المسن حوالي 1.5- 2 لتر من السوائل كل يوم، ولا بد من اتباع إرشادات الطبيب وأخصائي التغذية في حال كان الشخص يعاني من أي أمراض أو اضطرابات تتطلب تغذية خاصة.
للمزيد: ما هي التغذية المناسبة لكبار السن؟
عدم الانتباه إلى المشاكل الصحية
قد يغفل البعض عن المشاكل الصحية التي يعاني منها كبار السن، وخصوصاً إن ظهرت أي أعراض جديدة.
تصحيح المشكلة: يمكن أن يساعد التعرف على الحالة الصحية لمتلقي الرعاية بالتفصيل على زيادة الانتباه إلى أي عرض جديد لم يكن ظاهر سابقاً، ولا بد من استشارة الطبيب فوراً واتباع إرشاداته في حال ملاحظة أي عرض جديد أو تغير في الانتباه أو القدرة على التركيز وحتى الذاكرة، مما ينعكس إيجاباً حتى على مقدم الرعاية ويمنحه أريحية أكبر لدى التعامل مع كبار السن.
للمزيد: التقدم بالسن والأمراض المصاحبة له
الانشغال عن كبار السن
فقد ينسى الشخص أحياناً حاجتهم إلى الترفيه والتسلية وحتى تغيير المكان الذي يجلسون فيه.
تصحيح المشكلة: لا بد من تخصيص وقت يومياً لتوفير جو عائلي ودافئ لكبار السن، ومرافقتهم لخوض أحاديث ونقاشات، وينصح بالحرص على استخدام الدعابة عند التعامل معهم، والقيام بأنشطة ترفيهية تسليهم كما يمكن أخذهم في نزهة قصيرة (إذا كان وضعهم يسمح بذلك).
للمزيد: كيف نحمي كبار السن من فقدان وظيفتهم الحركية مع الزمن؟
محاولة تبسيط الكلمات والأفكار عند التحدث مع كبار السن
تصحيح المشكلة: غالباً ما يحافظ كبار السن على مفرداتهم الحالية أو يواصلون تحسينها، وليس لديهم مشكلة في فهم الكلمات المعقدة التي كانوا يعرفونها بالأصل، لذلك ليست هناك حاجة لتبسيط الكلمات التي تستخدمها بل استخدم المفردات التي تستخدمها بشكل اعتيادي، فكبار السن بحاجة لأن يشعروا أنهم ما زالوا بنفس القدرة العقلية والجسدية التي طالما تحلوا بها، كما لا يعاني جميع كبار السن من ضعف في السمع لذا من غير الضروري رفع الصوت عند التحدث معهم.
عدم التركيز على الأنشطة التي يحبها كبار السن والتغير في معاملتهم
تصحيح المشكلة: لتجربة أفضل للطرفين تذكر أن كبير السن قد يحتاج إلى ممارسة الأنشطة القديمة التي اعتاد عليها كالشطرنج مثلا، أو مشاهدة مباريات القدم، أو لعب الطاولة فذلك من أكثر ما يعزز صحته النفسية، ومن هنا تبرز أهمية التحدث مع كبار السن واكتشاف أحب الأمور إليهم، وأكلاتهم المفضلة، وموسيقاهم التي يحبون الاستماع إليها.
للمزيد: أهمية ممارسة الرياضة لكبار السن
قلة الصبر
تصحيح المشكلة: قد يعاني بعض كبار السن من اضطرابات مرضية تؤثر على الكلام والاستيعاب ومن الممكن أن تتأثر الذاكرة في بعض الأحيان، لذلك فإن الصبر من أهم الأمور التي يجب أن تتوفر لدى مقدم الرعاية، ولا بد من إعطاء نفسك وكبير السن الوقت من أجل الاعتياد على الأعراض والأوضاع الجديدة، وبمجرد الاعتياد عليها وفهم طريقة التعامل معها يصبح كل شيء أسهل.
للمزيد: رعاية كبار السن اثناء الحجر المنزلي في فترة تفشي فيروس كورونا
ختاماً فإن التعامل مع كبار السن ورعايتهم قد يكون من أفضل التجارب الإنسانية والأخلاقية، ولكن ما هو مهم لجعلها أفضل وأسهل هو فهم طريقة التعامل معهم والبحث عن أنسب الطرق، وينصح باستشارة أصحاب الخبرة والمختصين في أي أمر قد تواجهه، وتذكر أن مساعدة الآخرين من أهم أسرار السعادة والرضا الداخلي.