تعد التهابات الجيوب الأنفية من الأمراض الشائعة التي يعاني منها العديد من الأشخاص، وقد تؤدي إلى بعض المضاعفات إذا لم يتم التعامل معها بالشكل الصحيح.
سنتناول الحديث في هذا المقال عن مضاعفات التهاب الجيوب الأنفية المحتملة، وكيف يمكن الوقاية منها، كذلك سنوضح بعض النصائح الهامة للتخفيف من حدة الأعراض وتسريع الشفاء.
ما هو التهاب الجيوب الأنفية؟
يحدث التهاب الجيوب الأنفية عندما يلتهب الغشاء المبطن لحجيرات الأنف، أو التي تسمى الجيوب الأنفية، ويحدث هذا الالتهاب نتيجة التعرض للعديد من العوامل، مثل الرطوبة، والتغيير في درجات الحرارة، وعادة ما يظهر على المريض بعض الأعراض الشائعة، مثل:[1]
وقد تتداخل العديد من هذه الأعراض مع أعراض البرد، لذا في حال استمرت هذه الأعراض لبضعة أيام إلى أسبوع، ينبغي استشارة الطبيب من أجل التشخيص السليم واختيار العلاج المناسب. [2]
قد يكون التهاب الجيوب الأنفية مرضًا شائعًا يتعافى منه معظم المصابين بعد تلقي العلاج، ولكن الأعراض قد تكون مؤلمة ومزعجة ويمكن أن تستمر عند العديد من المرضى لعدة أيام أو أسابيع، مما يزيد من احتمال حدوث مضاعفات التهاب الجيوب الأنفية.[2]
اقرأ أيضًا: مضاعفات ارتجاع المرئ
أهم مضاعفات التهاب الجيوب الأنفية
قد يؤدي التأخر في علاج التهاب الجيوب الأنفية لفترات طويلة إلى مضاعفات مزمنة قد تستلزم في بعض الأحيان الخضوع لجراحة عاجلة، ويمكن أن تؤثر سلبًا على الدماغ والعينين، كذلك يمكن أن تشكل بعض هذه المضاعفات خطرًا على الحياة، ولذلك ينصح بالحصول على الرعاية الطبية اللازمة قبل حدوث مضاعفات التهاب الجيوب الأنفية التي تشمل ما يلي:
ضعف حاسة الشم
يعد فقدان حاسة الشم هو واحد من أكثر الحالات وضوحًا من بين مضاعفات التهاب الجيوب الأنفية المزمنة، إذ يؤدي انسداد الأنف والتهاب العصب الشميإلى فقدان جزئي لقدرة المريض على الشم، وإذا لم يتم علاج التهاب الجيوب الأنفية المزمن، قد يؤدي ذلك في نهاية المطاف إلى فقدان حاسة الشم تمامًا، ويمكن أن تساعد بخاخات الأنف الستيرويدية على تخفيف الأعراض مؤقتًا، ولكن استخدامها بشكل دوري يمكن أن يلحق ضررًا دائمًا بحاسة الشم.[1]
اقرأ أيضًا: علاج فقدان حاسة الشم والتذوق
القيلة المخاطية للجيوب الأنفية
تعد القيلة المخاطية للجيوب الأنفية من أهم مضاعفات التهاب الجيوب الأنفية، تعرف أيضًا بالغشاء المخاطي للجيوب الأنفية، وتشبه القيلة المخاطية كيساً يظهر نتيجة تراكم المخاط داخل الجيوب الأنفية، مما يمنع تصريفها بشكل صحيح.[2]
وعادًة لا يعد هذا الغشاء المخاطي خطرًا، ولكن عندما تتوسع كتلة مخاطية صلبة، فإنها قد تسبب آلامًا حادة، وذلك لأنها تسبب ضغطًا على مناطق مختلفة من الجيوب الأنفية، وداخل الأنف أيضًا، وإذا تجاهل المريض الحالة ولم يتم علاجها، فقد تتعرض القيلة المخاطية للعدوى، مما يتطلب الأمر إجراء عملية جراحية لإزالتها.[2]
انتشار العدوى
غالبًا لا تنتقل عدوى الجيوب الأنفية من شخص إلى آخر ومع ذلك يمكن أن يؤدي عدم علاج التهاب الجيوب الأنفية إلى انتشار العدوى إلى مناطق أخرى في الجسم، مثل العين، والأذن، والجلد، وحتى المخ، لذلك فمن الضروري الحصول على العلاج المناسب لالتهاب الجيوب الأنفية لتجنب هذه المضاعفات.[1]
التهاب النسيج الخلوي المداري حول العين
يعد التهاب النسيج الخلوي المداري هو إحدى مضاعفات التهاب الجيوب الأنفية المزمنة، حيث تنتشر العدوى الأصلية من الجيوب الأنفية إلى الانسجة الرقيقة المبطنة بحجرة العين التي تسمى النسيج الخلوي المداري، كذلك يحتمل حدوث التهابات في مختلف أرجاء الجسم جراء هذه العدوى العينية.
كذلك يمكن أن يسبب التهاب النسيج الخلوي المداري إزعاجًا للمريض؛ حيث يتسبب في احمرار في منطقة حول العينين، وظهور صرير في تجويف العين، كما يمكن أن يؤدي إلى تغيرات في الرؤية في حال عدم علاجه.[2]
اقرأ أيضًا: علاج التهاب العين
التهاب السحايا وخراج المخ
قد يؤدي عدم الحصول على علاج التهاب الجيوب الأنفية لفترة طويلة إلى احتمالية انتشار العدوى إلى أجزاء حيوية من الجسم، مثل العظام، والسائل النخاعي، والدماغ، وقد تشمل هذه المضاعفات، التهاب السحايا وخراجات المخ، وهي حالات خطيرة قد تهدد الحياة وتتطلب إجراء جراحة طارئة فورية.
وقد تكون هذه الحالات من مضاعفات التهاب الجيوب الأنفية غير شائعة، إلا أنها تحدث في بعض الحالات وتشكل خطرًا جديًا على الصحة.[1]
تجلط الجيوب الأنفية
تعد تجلطات الجيوب الأنفية واحدة من مضاعفات التهاب الجيوب الأنفية النادرة والخطيرة، وتحدث عندما يقوم الجسم بتكوين جلطة دموية كآلية للدفاع عن النفس، ويعمل التخثر على حجز العدوى الخطيرة ومنع انتشارها في أجزاء أخرى من الجسم، ومع ذلك إذا حدث التخثر في الوريد الذي يمر خلف العين وتحت الدماغ، قد يؤدي إلى تضخم الجلطة الدموية والضغط على الدماغ، مما يسبب تدلي العيون، وفقدان الرؤية، وحدوث النوبات، وأعراض أخرى خطيرة، ويمكن أن يكون التخثر مهددًا للحياة في حالة واحدة من كل ثلاث حالات.[1]
اقرأ أيضًا: أدوية تؤثر على القلب والأوعية الدموية
متى يجب الحصول على الرعاية الطبية؟
يجب الحصول على الرعاية الصحية، في حال الإصابة بأحد الأعراض التالية:[3]
- أعراض حادة تزداد شدتها بعد مرور سبعة أيام، مثل الصداع الشديد الذي لا يزول بالمسكنات.
- الحمى التي تزيد عن 100.4 درجة، بعد الانتهاء من جرعة المضاد الحيوي الموصى بها.
- التهابات الجيوب الأنفية المتكررة، وفي هذه الحالة يجب المتابعة مع الطبيب المختص لتحديد الأسباب واختيار العلاج المناسب، للمساعدة على تخفيف الأعراض.