يمكن أن تسبب أمراض القلب العديد من المشاكل الصحية الخطيرة مثل النوبات القلبية، أو قصور القلب الاحتقاني، أو اضطراب ضربات القلب، كما يمكن أن تؤدي كل هذه المشكلات الصحية إلى الوفاة، لذا فإن علاج أمراض القلب أمر مهم.

ادوية القلب

هناك العديد من الأدوية التي تصرف بهدف علاج أمراض القلب المختلفة، وفي حين أن القلب عضو حيوي مهم جداً في جسم الإنسان فمن المهم معرفة فاعلية كل دواء، وكيفية استخدامه بشكل صحيح، وفي حال استخدامها بشكل مناسب ووفقاً لوصفة الطبيب، تعمل هذه الأدوية على تحسين نوعية الحياة عن طريق منع الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية، وتشمل أدوية أمراض القلب ما يلي:

الاسبرين

تم اكتشاف فوائد الأسبرين للقلب والأوعية الدموية في الستينات، حيث يمكن أن يساعد الأسبرين في الحفاظ على كفاءة نقل الدم عبر الشرايين ومنع تخثر الدم بسبب آثاره المضادة للتجلط.

تكون الجرعة المعيارية لمرضى القلب هي 81 مجم في اليوم من البيبي اسبرين (بالإنجليزية: Baby aspirin).

ادوية خفض الكوليسترول

يساعد الكوليسترول الجسم على بناء الخلايا الجديدة وإنتاج المادة العازلة للأعصاب، وإنتاج الهرمونات، لكن حدوث الالتهاب في جدران الأوعية الدموية يدفع الكوليسترول إلى التراكم، وبالتالي تزداد فرصة الإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية.

تم استخدام العقاقير المخفضة للكوليسترول الستاتينات (بالإنجليزية: Statins) لأول مرة في عام 1987، وأصبح لدى الأطباء الآن سبعة أدوية مختلفة للاختيار من بينها حسب حاجة المريض، حيث تعمل الستاتينات على خفض مستويات الكوليسترول الضار بنسبة 20% إلى 60٪.

يصرف الأطباء الستاتينات لمعظم الأشخاص الذين أصيبوا بنوبة قلبية، أو سكتة دماغية، أو خضعوا لجراحة مجازة للقلب (بالإنجليزية: Bypass surgery)، أو جراحة تركيب دعامات تاجية، أو المصابين بداء السكري، كما يجب وصف العقاقير المخفضة للكوليسترول لبعض المرضى الذين لديهم مستوى مرتفع من البروتين الدهني منخفض الكثافة (بالإنجليزية: Low-density lipoprotein)، حتى لو كانوا غير مصابين بأمراض القلب.

اقرأ أيضاً: اخطر انواع امراض القلب لدى الكبار والاطفال

مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين

تعد مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين (بالإنجليزية: ACE inhibitors) مجموعة من الأدوية تعمل على توسيع الشرايين بهدف خفض ضغط الدم وتسهيل ضخ القلب للدم والوقاية من الإصابة بقصور القلب، حيث تمنع مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين الجسم من إنتاج هرمون أنجيوتنسين الذي يعمل على تضييق الشرايين، فتسترخي الشرايين وتتمدد.

يتم وصف مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين للمرضى الذين يعانون من قصور القلب الاحتقاني، والأزمة القلبية، وارتفاع ضغط الدم.

مثبطات الالدوستيرون

تعد مثبطات الألدوستيرون (بالإنجليزية: Aldosterone inhibitors) من مدرات البول الحافظة للبوتاسيوم، حيث تمنع الجسم من امتصاص الكثير من الملح، وتحمي مستويات البوتاسيوم من الانخفاض، وبالتالي تخفف من التورم وأمراض القلب التي يمكن أن يسببها احتباس السوائل وتراكم الماء.

حاصرات مستقبلات الأنجيوتنسين 2

تستخدم حاصرات مستقبلات الأنجيوتنسين 2 (بالإنجليزية: Angiotensin II receptor blockers) لخفض ضغط الدم للأشخاص المصابين بفشل القلب، فهي تساعد في الحفاظ على توسع الأوعية الدموية قدر الإمكان لتسهيل تدفق الدم عبرها، كما أنها تقلل من تراكم الملح والسوائل في الجسم.

حاصرات بيتا

تمنع حاصرات بيتا (بالإنجليزية: Beta-blockers) تأثير الأدرينالين في الجسم، مما يساعد القلب على العمل بشكل أفضل، تعمل هذه الأدوية أيضاً على تقليل إنتاج المواد الضارة التي يصنعها الجسم استجابة للإصابة بفشل القلب، كما أنها تجعل القلب ينبض بشكل أبطأ وبقوة أقل، وهذا ما يخفض ضغط الدم.

حاصرات قنوات الكالسيوم

تعالج حاصرات قنوات الكالسيوم (بالإنجليزية: Calcium channel blockers) آلام الصدر، والذبحة الصدرية، وارتفاع ضغط الدم، حيث تعمل على إرخاء الأوعية الدموية وتزيد من وصول الدم والأكسجين إلى القلب، مما يخفف من إجهاد القلب، ويتم استخدام حاصرات قنوات الكالسيوم عندما لا يستجيب المريض لأي من الأدوية الأخرى لغرض خفض ضغط الدم.

الديجوكسين

يساعد الديجوكسين (بالإنجليزية: Digoxin) القلب على إرسال الدم عبر الجسم والعمل بكفاءة أكبر، حيث أنه يعمل على تقوية انقباض عضلة القلب، وبالتالي يحسن الدورة الدموية.

قد يصف الطبيب الديجوكسين للمريض إذا كان يعاني من عدم انتظام ضربات القلب، أو الرجفان الأذيني، فهو يساعد في إبطاء معدل ضربات القلب.

مدرات البول

تعرف مدرات البول (بالإنجليزية: Diuretics)بحبوب الماء، حيث أنها تساعد كل من الكليتين في التخلص من الماء والأملاح الزائدة في الجسم، مما يساعد القلب على ضخ الدم بسهولة، وبالتالي تخفض مدرات البول من ضغط الدم، وتخفف التورم الناتج عن تراكم السوائل، كما أنها تساعد في تسهيلعملية التنفس بشكل سليم.

موسعات الأوعية الدموية

تعمل موسعات الأوعية الدموية (بالإنجليزية: Vasodilators) على إرخاء عضلات جدران الأوعية الدموية لتسهيل تدفق الدم عبر الجسم.

الوارفارين

يساعد الوارفارين (بالإنجليزية: Warfarin) في منع تكون الجلطات في الدم، وسيصف الطبيب الوارفارين في حال كان جسم المريض يبني جلطات دموية في الأوعية، أو إذا كان لدى المريض عوامل خطر تسبب حدوث الجلطات.

لا يعمل الوارفارين على تحليل الجلطات من الدم وإزالتها، إنما تختفي هذه الجلطات مع مرور الوقت، ولكن، يقتصر عمل الوارفارين على منع تكونها.

الآثار الجانبية لادوية القلب

قد تسبب أدوية أمراض القلب التي تعمل على إرخاء الأوعية الدموية الضيقة الشعور بالدوار، وفي حال شعر المريض بالدوار عند وقوفه أو نهوضه من السرير فعليه الجلوس مجدداً أو الاستلقاء لاستعادة ضغط الدم الطبيعي، ومن ثم معاودة الوقوف ببطء وحذر.

قد تسبب مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين السعال الجاف، حيث يجب على المريض إخبار الطبيب بهذا العرض الجانبي إذا كان يؤثر على نومه ليلاً أو يعيق نشاطاته اليومية.

تسبب مدرات البول التبولبشكل متكرر، لذلك ينصح المريض بتناول حبة الدواء المدر للبول في الصباح لئلا يحتاج للاستيقاظ ليلاً للتبول، كما يمكن أن تسبب مدرات البول الإصابة بالجفاف الذي يتمثل بالأعراض التالية:

  • الدوخة.
  • العطش الشديد.
  • جفاف الفم.
  • قلة التبول.
  • تلون البول بلون داكن.
  • الإصابة بالإمساك.

أما بالنسبة لمميعات الدم فقد تسبب الإصابة بالنزيف، ومن أعراضه ما يلي:

  • نزيف حاد خلال الدورة الشهرية.
  • تلون البول بلون أحمر أو بني.
  • نزيف من اللثة أو الأنف يصعب إيقافه.
  • خروج الدم مع السعال.
  • صداع شديد أو آلام في المعدة.
  • ظهور كدمات غير عادية على الجسم.

وفيما يتعلق بالأسبرين فقد يؤدي تناوله بشكل يومي إلى زيادة خطر الإصابة بسكتة دماغية، كما أنه يزيد من فرص الإصابة بقرحة في المعدة.

اقرأ أيضاً: ماذا تعرف عن القرحة الهضمية ؟

نصائح عند تناول ادوية امراض القلب

يجب على المريض التأكد من تناول جرعة أدوية القلب الموصوفة في الوقت المحدد من اليوم، كما يجب عليه توفير العبوات الجديدة من الأدوية قبل نفاذ ما لديه، كما ينصح المريض أيضاً بما يلي:

  • التعرف على الأسماء، والجرعات، والآثار الجانبية لأدويته وما هي دواعي استخدامها.
  • الاحتفاظ دائماً بقائمة الأدوية التي يستخدمها معه أينما يذهب حتى يعرف جميع الأطباء ما يتناوله.
  • تناول أدوية القلب حسب الجدول الزمني، في نفس الوقت كل يوم، ويمنع إيقاف الأدوية أو تغييرها دون استشارة الطبيبك أولاً، كما يجب الاستمرار في تناول أدوية القلب حتى لو شعر المريض بتحسن، حيث يمكن أن يؤدي إيقاف الأدوية فجأة إلى تفاقم الحالة.
  • إذا فوت المريض جرعة الدواء عليه أخذها حالما تذكرها، وإذا حان وقت الجرعة التالية عليه أن يسأل الطبيب عن تخطي الجرعة مقابل تعويض الجرعة الفائتة، كما يمنع تناول جرعتين معاً من أدوية القلب لتعويض الجرعة الفائتة.
  • يجب أن يتأكد المريض من تعبئة الوصفات الطبية بانتظام، وأن لا ينتظر حتى نفاذ الدواء تماماً من عنده، وإذا كانت لديه أسئلة عليه كتابتها وسؤال الصيدلي أو الطبيب عنها.
  • يجب اعتماد طبيب واحد لمتابعة حالة المريض الصحية، فبهذه الطريقة يمكن التأكد من عدم الحصول على الأدوية التي تتعارض مع بعضها البعض.