قد تعاني الحامل من مشاكل العظام والمفاصل أثناء فترة الحمل، بالإضافة إلى آلام عديدة في العضلات، وتكون هذه الآلام بسبب التغييرات المختلفة التي تحدث في جسم الحامل، نتيجة الزيادة في الوزن وتغير الهرمونات، وقد تشمل الآلام التي قد تعاني منها آلام أسفل الظهر، وآلام عظم العانة، وآلام منطقة الحوض.
كما يجب الانتباه من تناول بعض الأدوية خلال فترة الحمل لأنها من الممكن أن تؤثر على سلامة الأم والجنين، لذلك ينصح بمراجعة الطبيب طوال فترة الحمل لمتابعة التطورات والتأكد من سلامة الأم وطفلها، والتدخل في الوقت المناسب إذا لزم الأمر.
وفي هذا المقال سنتحدث عن أهم مشاكل العظام والمفاصل أثناء فترة الحمل، وبعض الطرق العلاجية المتبعة للحد منها وتقليل الأضرار التي يمكن تصيب الحامل.
أهم مشاكل العظام والمفاصل أثناء فترة الحمل
تشمل بعض التغيرات التي قد تؤدي إلى آلام العضلات ومشاكل العظام والمفاصل أثناء فترة الحمل ما يلي:
- تورم الأنسجة اللينة خلال فترة الحمل: قد يحدث تورم الأنسجة اللينة عند النساء الحوامل بنسبة 80%، ومعظمها تحدث خلال الأسابيع الثمانية الأخيرة من الحمل، وتؤدي إلى حدوث متلازمة النفق الرسغي.
- ارتخاء الأربطة والأنسجة عند الحوامل: قد يحدث ارتخاء في الأربطة والأنسجة نتيجة اختلاف نسب هرمون الإستروجين والريلاكسين في جسم المرأة الحامل، مما يؤدي إلى وقوع إصابات وآلام في المفاصل.
- زيادة الوزن: قد يحدث زيادة في الوزن بنسبة 20% خلال الحمل، وتعمل هذه الزيادة على الضغط على المفاصل في جسم الحامل بنسبة تصل إلى 100%.
- آلام أسفل الظهر أثناء الحمل.
- متلازمة النفق الرسغي عند الحامل.
- آلام عظام العانة عند الحامل.
- آلام منطقة الحوض عند الحامل.
- موت رأس عظم الورك عند الحامل.
- مرض هشاشة مفصل الورك المؤقت.
- ألم الركبة أثناء الحمل.
- تشنجات الساق أثناء الحمل.
- التهاب غمد الوتر في الرسغ (مرض ديكيرفان).
اقرأ أيضاً: آلام الظهر عند الحامل
آلام أسفل الظهر أثناء الحمل
يعد الشعور بآلام أسفل الظهر من أكثر مشاكل العظام والمفاصل أثناء فترة الحمل شيوعاً، وهي وتصيب هذه الآلام 50% من النساء الحوامل، و تزداد نتيجة نشاطات معينة، وغالباً قد تزول هذه الآلام عند الاستلقاء أو الجلوس، ولا تعتبر هذه الأعراض خطيرة إلا إذا وصل الألم إلى الأفخاد، فهذا قد يدل على وجود ضغط على الأعصاب الموجودة في الفخذ.
النساء المعرضات لزيادة آلام أسفل الظهر أثناء الحمل
- النساء اللواتي يعانين من آلام الظهر قبل الحمل يتأثرن بآلام أسفل الظهر خلال الحمل.
- الحمل السابق يجعل المرأة أكثر عرضة لآلام أسفل الظهر خلال الحمل.
- التقدم في السن يجعل المرأة الحامل أكثر عرضة لآلام أسفل الظهر.
أسباب آلام أسفل الظهر أثناء الحمل
- انزلاق غضروفي في أسفل الفقرات: وعادة ما يكون هذا الانزلاق الغضروفي بين الفقرة الخامسة القطنية والأولى العجزية.
- انزلاق في فقرات أسفل العمود الفقري: وتحدث ما بين الفقرة الرابعة والخامسة القطنية، وقد وجد أن النساء اللواتي لديهن أطفال من قبل هم أكثر عرضة من غيرهن لحدوث الانزلاق الفقاري.
تشخيص آلام أسفل الظهر عند الحامل
يقوم الطبيب بعمل عدة فحوصات لتشخيص آلام أسفل الظهر عند الحامل نذكر منها:
- الفحص السريري: قد يلاحظ الطبيب خلال الفحص السريري وجود تشنجات في عضلات أسفل الظهر عند الحامل، أو وجود تقوس باتجاه الأمام في منطقة أسفل الظهر، أو وجود آلام عند تحريك مفصل الحوض.
- الصور الشعاعية: يفضل أن يتم التصوير الشعاعي فقط بعد إتمام الثلاثة شهور الأولى من الحمل لكي لا يسبب أي تشوهات لدى الجنين، في حالة الاشتباه بوجود الانزلاق الغضروفي أو الديسك، يتم عمل صورة رنين مغناطيسي للحامل والتي لا تؤثر على الجنين.
علاج ألم أسفل الظهر عند الحامل
- أخذ فترات منتظمة من الراحة خلال اليوم مع رفع القدمين ليقل الضغط على العمود الفقري، كما يساعد على الحد من التشنج والآلام الحادة.
- عمل تمارين لزيادة قوة العضلات والجهاز العضلي في البطن، بعد التخلص من الآلام الحادة.
- أخذ المسكنات لتخفيف الآلام في حال الحاجة إلى ذلك، وتجنب مضادات الالتهاب غير الستيرويدية التي لا تستعمل لتسكين مشاكل العظام والمفاصل أثناء فترة الحمل، حيث أنها تعطى بحذر للحامل.
متلازمة النفق الرسغي عند الحامل
قد تعاني بعض الحوامل من آلام، ووخز، وخدران في اليد والرسغ خاصة في الليل، وقد يكون سبب ذلك إصابتهن بما يسمى متلازمة النفق الرسغي (بالإنجليزية: Carpal Tunnel Syndrome)، تحدث هذه المتلازمة في 25-50% من الحوامل، ويمكن أن تحصل متلازمة النفق الرسغي في فترة الرضاعة، وذلك بسبب انحباس السوائل في الجسم عند ارتفاع هرمون البرولاكتين خلال فترة الرضاعة.
علاج متلازمة النفق الرسغي عند الحامل
تتماثل %95 من المريضات للشفاء تماماً بعد 4 أسابيع من الولادة، وتكون الطريقة الأولية لعلاج هذه الحالة هو وضع جبيرة ليلية قابلة للإزالة.
آلام عظام العانة عند الحامل
تحدث آلام عظم العانة عند الحامل بسبب حدوث ارتخاء الأربطة أو التهاب عظام العانة، يحدث ارتخاء الأربطة نتيجة الهرمونات النشطة أثناء الحمل ونتيجة اتساع عظام العانة بمقدار ما يصل إلى 10 ملم في الأسبوع العاشر والثاني عشر من الحمل بسبب هرمون الريلاكسين.
أما التهاب عظم العانة فهو ألم بسبب تفكك منطقة التصاق عظم العانة، ويحدث في هذه الحالة انتقال الألم إلى أسفل الفخذين ويزداد مع أي حركة من الأطراف السفلية،لذلك يفضل عدم الحركة والراحة التامة في الفراش.
علاج ألم عظم العانة عند الحامل
- الراحة وكمادات الثلج في الحالات المعتدلة.
- اللجوء إلى حزام الحوض يعتبر مفيد أيضاً.
- الراحة التامة في السرير بعد الولادة في حالات الفتق في عظم العانة.
آلام منطقة الحوض عند الحامل
آلام منطقة اتصال الحوض وآلام الورك من أكثر مشاكل العظام والمفاصل أثناء فترة الحمل تسبباً بالألم، وقد ينتقل الألم من الحوض إلى منطقة ثنايا الفخذ، ويتسبب في هشاشة عظم الورك وحدوث آلام شديد فيه.
اقرأ أيضاً: الغذاء المثالي للمرأة الحامل
موت رأس عظم الورك عند الحامل
ينتج موت رأس عظم الورك عند زيادة الضغط داخل خلايا العظام، وينتج ذلك عن زيادة نشاط الغدة فوق الكلوية التي تفرز الكورتيزون بكمية كبيرة خلال فترة الحمل، أو زيادة الوزن، أو ارتفاع نسبة هرمون الأستروجين ،والبروجسترون خلال فترة الحمل.
أعراض هذا المرض تبدأ عادةً في الشهر الثالث مع ألم عميق في الحوض وقد ينتقل إلى الركبة، أو الفخذ، أو الظهر و يتم تشخيص الحالة بواسطة إجراء صورة إشعاعية أو صورة رنين مغناطيسي.
علاج موت رأس الورك عند الحامل
- القيام بتقليل الوزن.
- المشي بواسطة الممشاة (بالانجليزية: Walker) أو العكازات.
- التدخل الجراحي بعد الولادة يكون ضرورياً أحياناً لمعالجة هذه الحالة.
مرض هشاشة مفصل الورك المؤقت
يعد ترقق مفصل الورك من مشاكل العظام والمفاصل أثناء فترة الحمل، وهو أمر نادر الحدوث ويمكن أن يحدث خلال الشهر الثالث أو الرابع من الحمل، والسبب في هذا المرض غير معروف.
وتشمل أعراضه وجود ألم في الورك يظهر بشكل مفاجئ أو بالتدريج، ووجود محدودية في الحركة لدى المريضة، تساهم زيادة الوزن في تفاقم الألم وقد تحتاج المريضة إلى كرسي متحرك أو الراحة في السرير أغلب الوقت.
تشخيص مرض هشاشة مفصل الورك المؤقت
- الصور الشعاعية سوف تكشف عن هشاشة رأس الفخذ.
- التصوير بالرنين المغناطيسي يشخص الحالة بكل دقة.
إن هذا المرض قد يحدث كسراً في عنق الفخذ ويجب إبلاغ المريضة بهذا الأمر من أجل الوقاية من حدوثه.
ألم الركبة أثناء الحمل
الاختلال الوظيفي لصابونة الركبة هو سبب شائع لألم الركبة، ومن العوامل التي تؤدي إلى هذا الاختلال:
- زيادة ارتخاء الأربطة.
- التواء الفخذ.
- وجود حوض واسع عند المرأة.
يعتقد أن هذه العوامل تسبب زيادة الحركة الجانبية للركبة خلال مد وثني المفصل، ويكون الألم الناتج عنها ألم أمامي، أما الألم الذي يحدث عند صعود أو نزول الدرج، أو الناتج عن الجلوس والركبة مثنية لفترات طويلة، يمكن أن يختفي عند فرد الركبة، ويحتمل أن يظهر في الفحص السريري وجود مناطق مؤلمة حول الركبة أيضاً.
يؤدي علاج ألم الركبة والمحافظة على أداء تمارين رياضية معينة لتقوية العضلة الرباعية في الفخذ، وعمل بعض التمارين البسيطة مثل رفع الساق، والركبة المستقيمة إلى تجنب حدوث مشاكل العظام والمفاصل أثناء فترة الحمل.
تشنجات الساق أثناء الحمل
تعاني المرأة الحامل من تشنجات في عضلات الساق في النصف الثاني من الحمل، ويستمر هذا التشنج من بضع ثوان إلى عدة دقائق، وغالباً ما يحدث هذا الألم في الليل، ويعتقد أن أحد مسببات هذه التشنجات هو نقص في نسبة الكالسيوم أو المغنيسيوم في الجسم، لذلك فإن تناول الكالسيوم عن طريق الفم بمعدل 1 غرام مرتين يومياً ولمدة أسبوعين يقلل وبشكل ملحوظ من مشاكل العظام والمفاصل أثناء فترة الحمل وشدة حدوث هذه التشنجات.
اقرأ أيضاً: أعراض الحمل حسب أشهر الحمل
التهاب غمد الوتر في الرسغ (مرض ديكيرفان)
يحدث التهاب غمد الوتر في الرسغ أو ما يسمى داء ديكرفان، بسبب ضغط وتهيج الأوتار وأغشيتها في فترة ما بعد الولادة، وعادةً ما يشكوا المرضى المصابون بمشاكل العظام والمفاصل أثناء فترة الحمل وما بعدها من انتفاخ قريب من الرسغ، و ألم في الجانب الخارجي من اليد، واحتباس السوائل لفترات طويلة داخل الجسم مما يزيد من الانتفاخ.
يكشف الفحص السريري عن وجود منطقة مؤلمة ومتورمة، ومن الممكن أن تزداد الحالة بعد الولادة. يشمل العلاج الحقن الموضعي بالليدوكين حول الرسغ إذا استمرت الأعراض وإعطاء الكورتيزون. وقد تحتاج المريضة إلى عملية جراحية.
وفي النهاية يجب العلم أن الحامل تتعرض لمشاكل العظام والمفاصل أثناء فترة الحمل، بالإضافة إلى الكثير من التغيرات في الوزن والشكل والمزاج، لذلك ينصح بالمتابعة الطبية بشكل مستمر ومن الأشهر الأولى للحفاظ على صحة الأم والجنين، والحد من الأضرار المتوقع إصابة الحامل يها.