يعاني الكثير من الناس من نوع واحد من الحساسية على الأقل، وهي رد فعل الجسم تجاه مؤثر ما قد يكون طعام، أو رائحة، أو غبار، أو دواء، مما يعني صعوبة إيجاد علاج للحساسية مناسب للجميع، يسبب مثير الحساسية ردود أفعال متنوعة من الجسم نتيجة لإثارة بعض الهرمونات مثل الهستامين.
غالبًا ما تكون معظم أنواع الحساسية بسيطة ويمكن السيطرة عليها ببعض الترتيبات والعلاجات مثل حبوب حساسية، ولكنها قد تأتي بصورة قوية أيضًا ومنها أنواع نادرة مهددة للحياة، يعتمد علاج الحساسية على سبب الحساسية ومدى قوة التفاعل التحسسي. [4]
يشرح المقال طرق علاج الحساسية الجلدية، والصدرية، ويناقش هل يمكن علاج حساسية الأنف؟
التفاعل التحسسي
يلتقط الجهاز المناعي إشارات بوجود مادة أو جسم غريب، ويقرأها على أنها مسبب للحساسية، يبالغ الجهاز المناعي في رد فعله تجاه مسبب الحساسية فينتج هرمون الهستامين، المسؤول عن ظهور أعراض الحساسية مثل العطاس، والحكة، والسعال، والالتهابات.[4]
تسمى المواد التي تثير الحساسية مسببات الحساسية، ومن أشهر أنواعها ما يلي ذكره: [1]
- الطعام: مثل الفواكه، والمحار، والمكسرات، والبيض، والحليب.
- الأدوية: المضادات الحيوية، مضادات الالتهاب اللاستيروئيدية مثل الإيبوبروفين، والأسبرين.
- حبوب اللقاح: تكثر في فصل الربيع وتسمى بحمى القش أو التهاب الأنف التحسسي.
- وبر وشعر الحيوانات.
- لدغات الحشرات.
- حساسية العفن.
- حشرة عث الغبار.
- اللاتكس: مادة تدخل في المنتجات الصناعية.
- المواد الكيماوية المنزلية: مثل المنظفات وأصباغ الشعر.
للمزيد: اطعمة غير متوقعة تسبب الحساسية
كيف يمكن علاج الحساسية؟
يمكن علاج معظم أنواع الحساسية في المنزل، بالطرق البديلة، أو بحبوب الحساسية لا تحتاج وصفة طبية، لكن أيضًا يوجد أنواع مزمنة من الحساسية تستدعي الاستشارة الطبية والمداومة على العلاج، وهناك بعض الأنواع الحادة التي تستلزم الطوارئ، فيما يلي بعضًا من أنواع أدوية الحساسية: [1][2][5]
مضادات الهستامين
تساعد مضادات الهستامين في الحد من إفراز الهستامين، مما يعزز السيطرة على أعراض الحساسية مثل الحكة، والاحمرار، والتورم في حالات علاج حساسية الجلد، أو العطاس، وتدمع العيون، واحتقان الأنف وسيلانه في حالات علاج حساسية الأنف، تستخدم أيضًا مضادات الهستامين لتهدئة السعال، وضيق النفس كما في علاج الحساسية الصدرية والكحة، وعلاج الحساسية الغذائية. [1][2][3]
تسبب مضادات الهستامين النعاس، والدوخة، ولكن يقل ذلك في مضادات الهستامين من الجيل الثاني مثل لوراتادين، وسيتريزين، وهي تتوافر بأشكال صيدلانية متعددة تناسب كل أنواع الحساسية، تأتي على الأشكال الآتية: [2]
- أقراص فموية أو حبوب حساسية.
- أشربة ونقط فموية.
- بخاخات الأنف.
- قطرات للعيون والأنف.
- حقن عضل أو وريد.
عادة ما يبدأ مرضى الحساسية المزمنة بتلقي جرعات من مضادات الهستامين قبل ظهور الأعراض، وذلك للوقاية من أعراض التحسس المزعجة والمؤلمة، على سبيل المثال في بداية موسم الحساسية المعتادة لديهم أو عند الذهاب للتسوق، أي قبل التعرض لمسبب الحساسية.
يجب على النساء في فترات الحمل والرضاعة استشارة الطبيب أولًا قبل تناول مضادات الهستامين. [2]
للمزيد: علاج الحساسية عند الأطفال
مزيلات احتقان الأنف
تستخدم حبوب الحساسية والبخاخات الأنفية التي تحتوي على مزيلات الاحتقان مثل نافازولين، وأوكسي ميتازولين، في حالات لعلاج حساسية الأنف، وعلاج الحساسية الصدرية والكحة. تقلل مزيلات الاحتقان من التهاب وانسداد الجيوب الأنفية المزعج، وتورم الأنف، وما يصاحب ذلك من التهاب الحلق والسعال. [2]
مضادات الالتهاب
يمكن استخدام الأدوية اللاستيرويدية المضادة للالتهاب، في الحد من الألم، والانتفاخ، والاحمرار الناتج عن الحساسية بشكل مؤقت. [2]
أدوية الربو
تشمل أدوية الحساسية الصدرية والربو الخيارات التالية: [5]
- موسعات الشعب الهوائية التي يتناولها المريض عن طريق الاستنشاق من الأنف أو الفم.
- الأدوية الاستيرودية الاستنشاقية.
- العلاجات من فئة مضادات اللوكوترين (بالإنجليزية: Antileukotrienes) مثل مونتيلوكاست، عن طريق الفم.
- الحقن مثل أوماليزوماب.
العلاج المناعي
يوجد نوع من علاجات الحساسية يسمى بالعلاج المناعي، وينصح به الطبيب في حال فشل الأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية أو الأدوية الموصوفة في الحد من أعراض الحساسية.
يتوافر العلاج المناعي على شكل حقن أو نقط تحت اللسان، وفيها يعرض الطبيب المريض لجرعات صغيرة متزايدة من مسببات الحساسية على مدار عدة أشهر، يساعد هذا التدرج في خلق تحمل لمثيرات التحسس عند المريض. [1][5]
غسول ملحي للأنف
يساعد غسل الأنف بصورة منتظمة بواسطة غسول أو محلول ملحي على إراحة الجيوب الأنفية الملتهبة والمتحسسة، ويقلل من حكة الأنف أو سيلانه، كونه يزيل مسببات الحساسية من الأنف. [5]
حقن الأدرينالين
تعتبر من أدوية الطوارئ، وتستخدم في حالات الحساسية القوية التي تطلب التدخل الفوري. [1]
تجنب مسببات الحساسية
يعد تجنب مسببات الحساسية من أفضل طرق علاج الحساسية، حيث يسعى المريض إلى معرفة مسببات الحساسية لديه وتجنبها بقدر المستطاع، خاصة في حالات حساسية الطعام. [2]
علاج حساسية الأنف
غالبًا ما تكون مسببات حساسية الأنف من المواد المحمولة في الهواء، التي يسهل استنشاقها مثل الغبار، وحبوب اللقاح، والعث، والعفن، والروائح، وغيرها، لذا يوصى مريض حساسية الأنف بالتزامن مع تلقي العلاج المناسب، باتباع النصائح التالية: [2]
- تناول الأقراص القابلة للاستحلاب المطهرة للحلق التي تعمل على تهدئة الالتهاب وتحتوي على مركبات مثل العسل والمنتول.
- الاغتسال بعد العودة للمنزل، وغسل الملابس، للتخلص من مسببات الحساسية العالقة.
- المداومة على ممارسة الرياضة البسيطة، للمساعدة في فتح المجاري التنفسية والأنف.
للمزيد: طرق علاج حساسية الأنف
علاج الحساسية الجلدية
تتسبب الكثير من العوامل في الإصابة بالحساسية الجلدية، مثل لدغ الحشرات، والتعرض للعاب الحيوانات، أو النباتات السامة، ولمس المواد الكيميائية، أو المعادن، يوصي أطباء الجلدية بالآتي لعلاج حساسية الجلد: [2]
- أقراص أو كريم حساسية موضعي: يحتوي على كورتيكوستيرويد، مما يقلل من الالتهاب والتورم، والحكة.
- كريم مرطب: تساعد الكريمات المرطبة مثل كريمات الكالامين على الحد من تفاعلات الجلد التحسسية كما في لدغات الحشرات.
- كمادات الثلج: تقلل كمادات الثلج من حدة الألم المرافق للحساسية الجلدية، وتوضع فوق منطقة الالتهاب مدة من 10 إلى 15 دقيقة فوق عازل عن الجلد وليس بصورة مباشرة، ويمكن بعدها استعمال كريم حساسية موضعي.
للمزيد: ما هو افضل علاج لحساسية الجلد والحكة
علاج الحساسية المفرطة
يجب على مرضى الحساسية المفرطة (بالإنجليزية: Anaphylaxis) أو المزمنة دوام التواصل مع الطبيب، لتنظيم تلقي الجرعات الدوائية، وسرعة اللجوء إلى الطوارئ حال التعرض لصدمة الحساسية وهي حالة متقدمة من الحساسية المفرطة، تستدعي التوجه الفوري للطوارئ.
قد يصف الطبيب لمرضى الحساسية المفرطة حبوب حساسية وأدوية بجرعات أقوى من التي لا تحتاج إلى وصفة طبية، ومنها ما يلي: [2]
- أدوية العلاج المناعي: يعطي العلاج المناعي نتائج عالية تصل إلى 90% في الحد من التفاعلات التحسسية.
- أدوية الربو: مثل الكورتيكوستيرويدات، وموسعات الشعب الهوائية.
- كرومولين، يستخدم في علاج حساسية الطعام.
- إزالة التحسس الدوائي: يستخدم لعلاج حالات الحساسية المحددة.
نصيحة الطبي
تتعدد طرق علاج الحساسية وتختلف، ولعل أهمها هو تجنب مثيرات التحسس إن كان ذلك في الإمكان، يمكن السيطرة على أعراض الحساسية عن طريق بعض الأدوية مثل: مضادات الهستامين، ومزيلات احتقان الأنف، وأدوية الربو، وغيرها.