حساسية اللاكتوز عند الرضع والأطفال هي حالة يصعب فيها هضم اللاكتوز، السكر الطبيعي المتواجد في الحليب ومنتجات الألبان، ويتسبب عدم قدرة الجسم على هضم اللاكتوز في ظهور أعراض هضمية وأخرى غير هضمية قد تكون مزعجة لهذه الفئة العمرية. يعتمد تشخيص حساسية اللاكتوز على مجموعة من الاختبارات والتحاليل والأعراض التي تظهر على الرضيع.
سنتعرف في هذا المقال على أعراض حساسية اللاكتوز عند الرضع والأطفال، وأسبابها، وطرق علاجها.
أسباب حساسية اللاكتوز عند الرضع والأطفال
على الرغم من أن حساسية اللاكتوز عند الرضع والاطفال نادرة الحدوث، وغالبًا ما يصاب بها الأفراد في سن البلوغ، إلا أنها تنتج لعدة أسباب، وتشمل: [1,2,3]
- نقص أنزيم اللاكتيز (بالإنجليزية: Hypolactasia)، وهو من الاضطرابات الوراثية والشائعة جدًا، حيث أن حوالي 70% من الأشخاص المصابين بحساسية اللاكتوز يعانون من هذا النوع. يحدث هذا النوع عندما يبدأ إنزيم اللاكتاز بالانخفاض تدريجيًا، ويمكن أن تبدأ الأعراض بعد سن الخامسة، ولكن غالبًا ما تكون واضحة وظاهرة لدى المراهقين.
- نقص اللاكتاز الخلقي (بالإنجليزية: Congenital Lactase Deficiency)، وهو من الاضطرابات الوراثية أيضًا، ولكنه نادر الحدوث، حيث يولد الرضع بدون إنزيم اللاكتاز على الإطلاق.
- عدم تحمل اللاكتوز الثانوي، بحيث يصاب الطفل باضطراب في الجهاز الهضمي، نتيجة الإصابة بعدوى مثل التهاب المعدة والأمعاء، والذي يمكن أن يلحق أضرارًا مؤقتة ببطانة المعدة والأمعاء الدقيقة، كما أن الإصابة بمرض السيلياك يسبب حساسية اللاكتوز عند الرضع والأطفال. غالبًا ما يكون هذا النوع مؤقتًا، ويتحسن عادة بعد بضعة أسابيع. بالإضافة إلى أن بعض الأدوية قد تسبب عدم تحمل اللاكتوز المؤقت عند الرضع والأطفال.
ومن عوامل خطر الإصابة بحساسية اللاكتوز عند الرضع والأطفال ما يلي: [2]
- وجود تاريخ عائلي لحساسية اللاكتوز.
- الولادة المبكرة، ويمكن أن تكون حساسية الرضع من اللاكتوز في هذه الحالة مؤقتة، وتختفي مع مرور الوقت.
ونجدر الإشارة إلى أن حساسية اللاكتوز عند حديثي الولادة نادرة الحدوث. [2]
أعراض حساسية اللاكتوز عند الرضع والأطفال
تعتمد أعراض حساسية اللاكتوز على كمية اللاكتوز التي يتم تناولها، فكلما كانت الكمية المستهلكة أكبر، زادت الأعراض التي سيواجهها الطفل. تظهر أعراض حساسية اللاكتوز خلال دقائق إلى ساعات بعد شرب الحليب أو تناول منتجات الألبان، وتتراوح بين الأعراض الخفيفة والشديدة. [4]
تظهر أعراض حساسية اللاكتوز عند الأطفال كالتالي: [1]
- الانتفاخ والغازات.
- آلام في المعدة والانتفاخ.
- الغثيان والقيء.
- الإسهال.
- صوت مرتفع لحركة الأمعاء.
وبالإضافة للأعراض التي تظهر على الأطفال، تشمل أعراض وعلامات حساسية اللاكتوز للرضع وحديثي الولادة على ما يلي: [1]
- طفح جلدي في منطقة الحفاض.
- العصبية أو وعدم الراحة.
- الحركة المستمرة.
- مشاكل في الرضاعة أثناء الرضاعة الطبيعية.
- عدم زيادة الوزن بالشكل الطبيعي، والنمو البطيء.
تجدر الإشارة إلى أن أعراض حساسية اللاكتوز تتشابه بشكل كبير مع أعراض اضطرابات أخرى، لذلك من المهم مراجعة مقدم الرعاية الصحية للحصول على التشخيص الصحيح. [2]
تحليل حساسية اللاكتوز للرضع
تتعدد تحاليل حساسية اللاكتوز للرضع والأطفال، ومن أبرزها ما يلي: [1,2,3]
- اختبار غاز الهيدروجين (بالإنجليزية: Hydrogen Breath Test)، وهو تحليل حساسية اللاكتوز الشائع للأطفال، ويتم إجراء التحليل بعدة خطوات، ففي البداية سيتعين على الطفل أن ينفخ في أنبوب للحصول على عينة أولية. ثم سيشرب مشروبًا يحتوي على اللاكتوز، وينتظر لفترة، وينفخ في الأنبوب مرة أخرى كل نصف ساعة لمدة ساعتين لقياس مستويات الهيدروجين. المستويات العالية من الهيدروجين تعني أن الطفل يعاني من حساسية اللاكتوز.
- اختبار تحمل اللاكتوز (بالإنجليزية: Lactose Tolerance Test)، ويستخدم هذا الاختبار لفحص امتصاص اللاكتوز في الجهاز الهضمي. بعد الصيام، يشرب الطفل سائلًا يحتوي على اللاكتوز، ثم يتم فحص البول لمستويات الجلوكوز.
- اختبار حموضة البراز (بالإنجليزية: Stool Acidity Test)، وهو تحليل حساسية اللاكتوز المستخدم للرضع والأطفال الصغار، بحيث يفحص كمية الحمض في البراز، ففي حال عدم هضم اللاكتوز بشكل صحيح من قبل أمعاء الطفل، يكون البراز يحتوي على حمض اللاكتيك، والجلوكوز، وأحماض دهنية أخرى.
قد يتطلب في بعض الأحيان إجراء التنظير للطفل، وأخذ خزعة من القولون لتحليلها وتشخيص حساسية اللاكتوز. [3]
ومن الممكن إلغاء بعض الأطعمة التي تحتوي على اللاكتوز من النظام الغذائي للطفل، ومراقبة ما إذا كانت الأعراض ستتحسن. [1]
علاج حساسية اللاكتوز عند الأطفال والرضع
لا يوجد علاج نهائي لحساسية اللاكتوز عند الأطفال والرضع، ومن أسس علاج حساسية اللاكتوز الامتناع تمامًا عن مصادر اللاكتوز في الطعام، أو التقليل من الكمية المتناولة منه. [2]
بما يخص علاج حساسية اللاكتوز عند الرضع، فينصح بالاستمرار في الرضاعة الطبيعية، وعلى الرغم من أن نسبة اللاكتوز في حليب الأم تتراوح ما بين 5-7%، إلا أنه يحتوي على مجموعة من العناصر الغذائية والمغذيات، ومنها سكر اللاكتوز الذي يعد مهمًا لنمو الطفل. [1]
تجدر الإشارة إلى أنه عادةً ما يتحمل الأطفال الرضع كمية صغيرة من اللاكتوز، وعند زيادتها تدريجيًا يمكن أن تساعد جسم الطفل على إنتاج المزيد من إنزيم اللاكتاز. [1,4]
مضاعفات حساسية اللاكتوز عند الرضع
لا تسبب حساسية اللاكتوز عند الرضع والأطفال بحد ذاتها أي مضاعفات خطيرة، ولكن عند عدم تناول الطفل كمية كافية من الحليب، فإنه غالبًا ما يصاب بنقص الكالسيوم وفيتامين D في الجسم، والتي قد تسبب ضعف العظام وهشاشتها. لذلك من المهم الحصول على كميات كافية من العنصرين الغذائيين من مصادرها الأخرى. ومن الأمثلة على مصادر الكالسيوم ما يلي: [2,3]
- عصير معزز بالكالسيوم.
- حليب الصويا.
- الخضروات الورقية الخضراء، مثل البروكلي، وأوراق اللفت.
- البقوليات.
- السمك السلمون، والسردين.
- اللوز.
- فول الصويا.
- الفواكه المجففة.
- التوفو.
أما عن مصادر الفيتامين D فهي تشمل البيض، والكبد. [2]
اقرأ أيضًا: ما هي علاقة نقص فيتامين د بحساسية الحليب وعدم تحمل اللاكتوز؟
نصيحة الطبي
تعد حساسية اللاكتوز عند الرضع والأطفال من الاضطرابات نادرة الحدوث، ولكن لا يزال من الممكن تشخيص الحالة خلال هذه الفئة العمرية، ويجب استشارة الطبيب ومراجعته لتشخيص الحالة بشكل صحيح، ولتجنب أي من مضاعفات حساسية اللاكتوز للرضع.