تتمثل قراءة ضغط الدم برقمين، أحدهما أعلى والآخر أقل، حيث تكون القيمة الطبيعية لضغط الدم الطبيعي هي 120/ 80، تعرف القيمة العليا بضغط الدم الانقباضي، بينما تعرف القيمة الأقل بضغط الدم الانبساطي، فما الفرق بين القيمتين؟ ولما تحتاج قراءة ضغط الدم الى رقمين مختلفين؟

سنتناول في هذا المقال الحديث عن الفرق بين الضغط الانقباضي والضغط الانبساطي، وهل يمكن أن يرتفع أحدهما أو ينخفض دون الآخر، وعلام يدل ارتفاع أو انخفاض أي منهما. يمكنكم الآن استشارة طبيب من أطبائنا للإجابة على كافة استفساراتكم المتعلقة بهذا الموضوع.

ما هو ضغط الدم؟

يمد القلب الجسم بالأكسجين والمواد الغذائية التي يحتاجها د من ضخ الدم باستمرار عبر الأوعية الدموية التي تعرف بالشرايين، ويعد ضغط الدم هو القوة التي يضخ بها القلب الدم عبر الشرايين أثناء تدفقه من خلالها.[1]

يؤثر كل من حجم الشرايين ومرونتها على ضغط الدم، فإذا كانت الشرايين متيبسة وضيقة، فإن الدم سيزيد من الضغط على جدران الشرايين، مما يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم، بينما إذا اتسعت الشرايين وكانت أكثر استرخاء، تقل المقاومة لتدفق الدم، مما يؤدي إلى انخفاض ضغط الدم.[1]

يقاس بوحدات ملليمترات من الزئبق، ويكون ضغط الدم الانقباضي أو الرقم العلوي هو مقدار الضغط الذي تتعرض له الشرايين أثناء نبض القلب لضخ الدم، بينما يكون ضغط الدم الانبساطي أو الرقم السفلي هو مقدار الضغط في الشرايين أثناء استراحة القلب بين كل نبضة وأخرى.[2]

ضغط الدم الانقباضي

الضغط الانقباضي هو مقياس القوة التي يبذلها القلب لضخ الدم داخل الشرايين أثناء نبض القلب، تعرف هذه المرحلة بانقباض القلب، وهذه النقطة التي يكون فيها ضغط الدم في أعلى معدلاته.[2]

يعد ضغط الدم الانقباضي طبيعيًا عندما تكون القراءة أقل من 120 ملم زئبق أثناء جلوس الشخص بهدوء في حالة راحة، بينما يعد الضغط الانقباضي الأقل من 90 ملم زئبق منخفضًا، وقد يحتاج تدخلاً فوريًا من الطبيب المختص.[2]

ارتفاع ضغط الدم الانقباضي

يمكن أن يرتفع ضغط الدم الانقباضي أثناء التمارين الرياضية، أو عند العمل تحت ضغط، حيث يزداد في هذا الوقت معدل ضربات القلب، ويرتفع معها ضغط الدم الانقباضي، لكن إذا ارتفع ضغط الدم الانقباضي في فترات الراحة فيعد ذلك أمرًا غير طبيعي.[2]

عادة ما يحدث ارتفاع ضغط الدم الانقباضي في حالات تصلب الشرايين، مما يجعل القلب يضطر إلى بذل جهد أكبر لدفع الدم من خلالها، ويوجد عدة مراحل لارتفاع ضغط الدم الانقباضي، تشمل ما يلي:[2]

  • المرحلة الأولى: عندما تكون قراءة ضغط الدم الانقباضي 130-139 ملم زئبق، ويمكن السيطرة عليه باستخدام الأدوية، وتغييرات نمط الحياة.
  • المرحلة الثانية: عندما تكون قراءة ضغط الدم الانقباضي 140 أو أعلى، ويمكن أن يزيد هذا الارتفاع من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية، أو النوبة القلبية، وقد يتطلب العلاج الدوائي لفترات طويلة.
  • المرحلة الثالثة:عندما تكون قراءة ضغط الدم الانقباضي 180 أو أعلى، فإنها تعد مرتفعة بشكل خطير وطارئة، ويجب معالجتها بشكل فوري قبل حدوث مضاعفات خطيرة ويمكن أن تكون مهددة للحياة.

انخفاض ضغط الدم الانقباضي

قد يحدث أيضًا انخفاض في ضغط الدم الانقباضي، وذلك عندما تكون القراءة أقل بكثير من 90 مم زئبق، يمكن أن تسبب هذه الحالة حدوث الدوار، أو الدوخة، أو الإغماء، وإذا لم يتم علاج انخفاض ضغط الدم فقد يتسبب ذلك في بدء فقدان وظيفة بعض الأعضاء، مثل الكلى.[2]

عادة ما يحدث انخفاض ضغط الدم الانقباضي إذا أصبحت كمية الدم في الجسم منخفضة للغاية، ويمكن أن يحدث ذلك في حالة الإصابة بالجفاف الشديد، أو النزيف الحاد. ويمكن أن يحدث انخفاض في ضغط الدم أيضًا إذا كانت عضلة القلب ضعيفة جدًا لدرجة أنها لا تستطيع دفع الدم بشكل طبيعي، مثل حالات اعتلال عضلة القلب، أو إذا اتسعت الشرايين فجأة كثيرًا.[2]

قد يحدث انخفاض في ضغط الدم في بعض الأحيان عند تغيير وضعية الجسم فجأة، فقد يشعر المريض بالدوار عند الوقوف بشكل مفاجئ، لأن الجاذبية تسحب الدم نحو القدم فجأة، هذه حالة شائعة تسمى انخفاض ضغط الدم الانتصابي (بالإنجليزية: Orthostatic Hypotension).[2]

ضغط الدم الانبساطي

ترتاح عضلة القلب بين كل نبضة والأخرى حتى يمتلئ القلب بالدم، ويسمى التوقف بين النبضات بالانبساط، ضغط الدم الانبساطي هو القياس خلال هذا التوقف المؤقت قبل نبضة القلب التالية.[2]

يكون ضغط الدم الانبساطي الطبيعي أثناء وقت الراحة أقل من 80 ملم زئبق، أنا في حالة ارتفاع ضغط الدم، فغالبًا ما يكون الرقم الانبساطي أعلى حتى أثناء وقت الراحة.[2]

ارتفاع ضغط الدم الانبساطي

يمكن اعتبار ضغط الدم الانبساطي مرتفعًا بشكل خطير عندما تكون قمته 110 ملم زئبق أو أكثر، وينبغي استشارة الطبيب المختص في الحالتين على الفور، ويوجد أكثر من مرحلة لارتفاع ضغط الدم الانبساطي:[2]

  • المرحلة الأولى: عندما تكون قراءة ضغط الدم الانبساطي 80- 89 ملم زئبق، ويمكن السيطرة عليه باستخدام الأدوية، أو تغييرات نمط الحياة.
  • المرحلة الثانية: عندما تكون قراءة ضغط الدم الانبساطي 90 ملم زئبق أو أعلى، ويمكن أن يزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية، أو النوبة القلبية، وتتطلب هذه الحالة علاج لفترات طويلة باستخدام الأدوية.
  • المرحلة الثالثة: عندما تكون قراءة ضغط الدم الانبساطي 120 أو أعلى، وهذا يعني أن المريض يعاني من أزمة ارتفاع ضغط الدم، ويجب الاتصال بمقدم الرعاية الصحية الخاص بك على الفور.

انخفاض ضغط الدم الانبساطي

بينما يمكن اعتبار ضغط الدم الانبساطي منخفضًا بشكل خطير عندما تكون قيمته 60 ملم زئبق أو أقل، ويمكن ملاحظة انخفاض الضغط الانبساطي في حالات الجفاف أو النزيف الحاد، وقد يحدث أيضًا أثناء استرخاء الشرايين واتساعها.[2]

اقرأ أيضًا: أسباب ارتفاع ضغط الدم

الفرق بين الضغط الانقباضي والضغط الانبساطى؟

يمكن تلخيص الفرق بين ضغط الدم الانقباضي وضغط الدم الانبساطي في المقارنة الموضحة بالجدول التالي:[3]

النوعضغط الدم الانقباضيضغط الدم الانبساطيالتعريف هو مقدار الضغط الذي تتعرض له الشرايين أثناء نبض القلب لضخ الدم هو مقدار الضغط في الشرايين أثناء استراحة القلب بين كل نبضة وأخرى المعدل الطبيعي عند الرضع - 95 مم زئبق.
عند البالغين: 90-120 ملم زئبق. عند الرضع: 65 ملم زئبق.
عند البالغين: 60-80 ملم زئبق. بطينات القلب انقباض بطينات القلب انبساط بطينات القلب قراءة ضغط الدم القيمة الأعلى القيمة الأقل ضغط الدم داخل الشرايين أعلى أقل الأوعية الدموية منقبضة منبسطة

أيهما أخطر ارتفاع الضغط الانقباضي أم ارتفاع الضغط الانبساطي؟

يعد كلا الرقمين مهمان للغاية في مراقبة صحة القلب، لكن بالمقارنة مع ارتفاع ضغط الدم الانبساطي فيرتبط ارتفاع ضغط الدم الانقباضي أكثر بزيادة خطر الإصابة بالسكتة الدماغية، أو النوبة القلبية، أو أمراض القلب، ويعد ارتفاع ضغط الدم الانقباضي أيضًا مؤشرًا أقوى على خطر حدوث الوفاة مقارنة بارتفاع ضغط الدم الانبساطي، لذلك يميل الأطباء إلى مراقبة الضغط الانقباضي باستمرار وعن كثب خاصة عند المرضى الأكبر سنًا.[1]

قد يحدث عند بعض الأشخاص ارتفاع شديد في ضغط الدم الانقباضي فوق 140 مم زئبق، وضغط دم انبساطي طبيعي أقل من 90 مم زئبق، وتسمى هذه الحالة بارتفاع ضغط الدم الانقباضي المنعزل، يعاني هؤلاء الأشخاص أيضًا من ارتفاع الضغط أثناء النبض القلبي، وهو الفرق بين الضغط الانقباضي والضغط الانبساطي، يمكن أن يزيد ارتفاع ضغط الدم الانقباضي المنعزل من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والسكتة الدماغية.[1]