اليرقان عند المواليد هو اصفرار في الجلد ومنطقة بياض العين، وقد تكون الأعراض أقل حدةً، وهو منتشر لدى الأطفال حديثي الولادة، إلا أنها في الغالب حالة مؤقتة وتزول بسرعة، ولكن بعض الحالات يشير إلى مشكلة صحية خطيرة لدى المولود الجديد، وهو ينشأ عن ارتفاع البيليروبين (بالإنجليزية: Bilirubin) في الدم عندما يتراكم في الأوعية الدموية، ويتم إنتاج البيليروبين بشكل طبيعي أثناء تحطيم خلايا الدم الحمراء الميتة، وهي عبارة عن مادة صفراء أو برتقالية تمر عبر الكبد، ثم يتم إفرازها من الجسم.
إن ارتفاع مستوى البيليروبين في الدم يعد أمراً غير طبيعي، حيث يتطور بسببه اليرقان (بالإنجليزية: Jaundice)، وتبدأ علاماته بالظهور على لون الجلد والعين، ويسمى أيضاً مرض بوصفير عند الاطفال حديثي الولادة، أما اليرقان عند الأطفال الأكبر سناً من المواليد الجدد وكذلك عند البالغين فيعتبر مؤشراً على مشكلات صحية خطيرة تتطلب المعالجة، ويجب عندها مراجعة الطبيب.
اقرأ أيضاً: علاج اليرقان عند الاطفال بالاعشاب والطرق الطبيعية
أعراض اليرقان عند الأطفال
إن أهم أعراض الصفار عند المواليد أو اليرقان هي ما يلي:
- تحول لون الجلد والعينين إلى الأصفر: وذلك بالرغم من الضغط على الجبين بالإصبع، إذ يبقى لون الجلد أصفر.
- لون البول الداكن: وذلك بخلاف لون بول الرضيع الطبيعي الذي يكون أصفر فاتح أو عديم اللون.
- لون البراز الشاحب: حيث يكون لون براز الطفل رمادي أو بيج فاتح أو أبيض شاحب.
أسباب اليرقان عند الأطفال
تتفكك يومياً أعداد من خلايا الدم الحمراء في الجسم منتجةً البيليروبين في الدم، ويقوم الكبد في الحالات الطبيعية بتصفية الدم من البيليروبين، ولكن الجنين عندما يكون في الرحم، يقوم كبد الأم بهذه المهمة، وبعد ولادته يُفترض أن يبدأ كبد المولود بهذه المهمة، إلا أنه في بعض الأحيان لا يتمكن كبد الرضيع المولود حديثاً من إتمام المهمة، فيبدأ البيليروبين بالتراكم في الدم، ولأنه مركب ذو لون أصفر، يتحول لون الجلد والعينين إلى الأصفر.
كما ترتفع احتمالات الإصابة باليرقان لدى المواليد في هذه الحالات:
- الولادة المبكرة قبل 37 أسبوع من الحمل، أو حوالي منتصف الشهر الثامن.
- العرق من شرق آسيا وشرق البحر الأبيض المتوسط.
- مواجهة مشاكل مع الرضاعة الطبيعية.
- إذا كان أشقاؤه الأكبر أصيبوا باليرقان.
- إذا كان فصيلة دم الأم O أو سالبة العامل الريزيسي (بالإنجليزية: Rh-negative).
وتظهر أعراض اليرقان عادةً بعد يومين أو ثلاثة من الولادة، وتختفي في حوالي أسبوعين، وهناك أنواع أخرى تظهر في وقت متأخر مثل يرقان الرضاعة، ويحدث إذا كان الطفل لا يتناول من الحليب ما يكفي، أو إذا كانت لديه مشكلة مثل الإمساك، وبالعموم كلما ازدادت كمية ما يتناول الرضيع من الحليب ارتفعت قدرة جسمه على التخلص من الفضلات ومن ضمنها البيليروبين.
أما اليرقان الناتج عن حليب الأم نفسه، فيظهر بعد الأسبوع الأول، ولا يزال سببه مجهولاً حتى الآن، ولكن يُعتقد بوجود شيء ما في تركيب حليب الأم يمنع كبد الوليد من العمل على التخلص من البيليروبين بشكل فعال، وهذا النوع من اليرقان يؤدي إلى استمرار الصفار عند الرضع لأكثر من شهر.
اقرأ أيضاً: العامل الرايزيسي وعلاقته بالحمل
أما الأنواع الأخرى الأكثر خطورة من اليرقان فهي تحدث بسبب ما يلي:
- نزيف في مكان ما داخل جسم طفلك.
- عدوى الدم أو تعفن الدم.
- الالتهابات البكتيرية أو الفيروسية.
- مشاكل في الكبد.
- عدم وجود إنزيمات معينة.
- مشكلة في خلايا الدم الحمراء تجعلها تتكسر بسهولة.
وفي حالات أخرى غير شائعة، يحدث اليرقان بسبب اختلاف فصيلة الدم بين الأم والابن، وفي مثل هذه الحالة، فإن السبب يكون أن الجسم ينتج أجساماً مضادة تهاجم خلايا الدم الحمراء للرضيع، وللوقاية من اليرقان الناتج عن هذا السبب يجب التدخل الطبي أثناء الحمل.
اقرأ أيضاً: طرق تقليدية خاطئة لعلاج صفار الأطفال
تشخيص اليرقان عند الأطفال
لتشخيص اليرقان بشكل مبدئي يكفي الطبيب النظر في لون الجلد والعيون، ولكن يلزم أيضاً معرفة نسبة البيليروبين في دم الطفل، لأن هذا يساعد في اتخاذ قرار العلاج المناسب، ويتم ذلك عبر:
- أخذ عينة دم من الطفل للمختبر لقياس مستوى البيليروبين ومعرفة نوعه.
- استعمال جهاز خاص يطلق الضوء على جلد الطفل لقياس البيليروبين.
أما إذا اشتبه الطبيب بوجود سبب من الأسباب الأخرى لليرقان لدى الطفل، فقد يطلب بعض الإجراءات الأخرى مثل:
- أخذ عينة من البول للفحص في المختبر حول وجود عدوى.
- إجراء اختبار الدم الخاص بحساب عدد خلايا الدم الحمراء.
- إجراء اختبار تعداد الخلايا الشبكية لقياس عدد خلايا الدم الحمراء المتكونة حديثاً.
- إجراء اختبار زمرة الدم لمعرفة ما إذا كان دم الأم غير متوافق مع دم الطفل.
- إجراء اختبار كومب للتحقق فيما إذا كان الجهاز المناعي يدمر خلايا الدم الحمراء للطفل.
- إجراء اختبار وظائف الكبد لدى الطفل.
مضاعفات اليرقان عند الطفل
في أكثر الحالات يكون اليرقان لدى الوليد مجرد حالة مؤقتة وغير مؤذية، إلا أنه في بعض الحالات النادرة، قد يتحول إلى مصدر خطر على الحياة، ولكن العلاج سهل وبسيط من أجل تفادي معظم مضاعفات اليرقان عند الأطفال حديثي الولادة.
أما في حالة فشل أو إهمال معالجة اليرقان بطريقة صحيحة، فإن المشاكل الصحة الخطيرة ستظهر بسبب ارتفاع مستوى البيليروبين إلى مستويات عالية، وأهم هذه المضاعفات يشمل ما يلي:
- إلحاق أضرار في جميع خلايا الجسم.
- تلف الدماغ الناتج عن اليرقان الشديد.
- الشلل الدماغي والصمم.
علاج اليرقان عند الأطفال
يكون العلاج الصحيح لليرقان بحسب كل حال على حدى، حيث يكون علاج الحالة البسيطة الأكثر شيوعاً وهو يرقان حديثي الولادة باستخدام الضوء، وهذا علاج طبيعي لليرقان عند الأطفال الخدج وفي المنزل، وهو ضوء أزرق خاص يساعد الطفل على التخلص من المستويات العالية من البيليروبين، ويعتبر عودة لون الجلد والعينين إلى اللون الطبيعي أحد أهم علامات الشفاء من اليرقان عند الرضع.
في حالة كان السبب هو تدمير خلايا الدم الحمراء بسرعة، فقد يكون العلاج بنقل الدم، أو بعض الأدوية، أو فصل بلازما الدم عن خلايا الدم الحمراء، وإذا كان المستويات مرتفعة للغاية من البيليروبين، تكون فائدة نقل الدم بسحب كميات قليلة من الدم وإعطائها للطفل لزيادة عدد كريات الدم الحمراء وتخفيض البيليروبين، وفي حالات التهاب الكبد بأشكاله يكون العلاج هو بعلاج الالتهاب الكبدي بالطرق الموصى بها لكل نوع منه.
اقرأ أيضاً: الاكل المناسب لمرضى اليرقان