يؤثر القلق بشكل سلبي على صحة أعضاء الجسم المختلفة، بما في ذلك القلب. كما أن أحد الأعراض الشائعة الأخرى للقلق هو زيادة معدل ضربات القلب، فهل يسبب القلق الرجفان الأذيني أم لا؟ وكيف يمكن التقليل من مستويات القلق لدى مرضى الرجفان الأذيني؟ كل ذلك نجيب عنه في المقال التالي.
يحدث القلق كاستجابة طبيعية للجسم عند تعرض الشخص لموقف صعب، حيث يتم تشغيل الجهاز العصبي اللاإرادي لديه، كما يتم إفراز هرمونات التوتر في جسمه، بما فيها الكورتيزول والأدرينالين،وذلك من أجل تنظيم وظيفة بعض أعضاء الجسم استجابة للقلق. [2]
وأحد الأعضاء التي تستجيب لتعرض الجسم للقلق هو القلب، حيث يسبب تحفيز الجهاز العصبي اللاإرادي وإفراز هرمون الأدرينالين بزيادة ضربات القلب بشكل ملحوظ، مما يؤدي إلى الشعور بخفقان القلب والشعور بألم في الصدر، وهي أعراض تتشابه مع أعراض الرجفان الأذيني. [2]
فهل هذا يعني أن القلق يسبب الرجفان الأذيني أم لا؟ وما هي العلاقة بينهما؟ فيما يلي نجيب عن ذلك:
هل القلق يسبب الرجفان الأذيني؟
نعم، يعتبر القلق أحد عوامل خطر الإصابة بالرجفان الأذيني، وقد تم إجراء العديد من الدراسات بهدف إثبات العلاقة ما بين الرجفان الأذيني والقلق. [1،3]
فوفقاً لمراجعتين الأولى نشرت عام 2019 في مجلة بحوث وممارسات أمراض القلب، والثانية نشرت في شهر سبتمبر من عام 2022 في المجلة الدولية لأمراض القلب، فقد وجد أنه من الممكن أن يزيد القلق من خطر الإصابة بالرجفان الأذيني، كما أنه يساهم في تطور المرض واستمراره لدى المرضى المصابين به. [1،3،4]
وفي المراجعة الثانية قام الباحثون بتحليل 13 دراسة شملت ما مجموعه أكثر من 5.3 مليون مشارك، ووجد فيها أن القلق يسبب زيادة خطر الإصابة بالرجفان الأذيني بنسبة تصل إلى 10%. [3]
ومن الممكن أن احتمالية تسبب القلق بالرجفان الأذيني إلى الأسباب التالية:
- يتسبب القلق بحدوث الالتهاب في الجسم، والذي له دور رئيسي في تطور الرجفان الأذيني.
- يزيد القلق من مخاطر حدوث اضطرابات تجلط الدم، والتي تزيد من احتمالية الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية التي ترتبط بالإصابة بالرجفان الأذيني.
- يسبب ارتفاع مستوى هرمون الأدرينالين أثناء نوبة القلق بزيادة خطر الإصابة باعتلال عضلة القلب، وهي حالة ترتبط أيضاً بزيادة خطر الإصابة بالرجفان الأذيني. [1،3]
لكن، لم يتم إثبات وجود هذه علاقة ما بين الرجفان الأذيني والقلق دائماً، فعلى سبيل المثال، في دراسة نشرت عام 2019 المجلة الدولية لأمراض القلب، والتي شملت 37402 مشاركًا، لم يتم إيجاد أي دليل على وجود علاقة ما بين القلق وخطر الإصابة بالرجفان الأذيني. [5،6]
يمكنك التحقق من صحة قلبك بالإجابة عن بعض الأسئلة انقر هنا وابدأ الاختبار الآن.
هل الرجفان الأذيني يسبب القلق؟
مما يزيد أيضًا من كون علاقة الرجفان الأذيني والقلق معقدة، هو أن وجود القلق لدى مريض الرجفان الأذيني لا يعني دائماً بأن القلق هو ما سبب الإصابة بالرجفان الأذيني، وإنما العكس، أي أن الإصابة بالرجفان الأذيني يمكن أن تزيد من احتمالية الإصابة بالقلق. [5،7]
فالإصابة بأحد الأمراض المزمنة يمكن أن تسبب القلق لدى بعض الأفراد، فكيف هو الحال عند الإصابة بالرجفان الأذيني الذي يعتبر من الأمراض الخطيرة والذي يمكن أن يؤثر على قيام الفرد بأنشطته اليومية المعتادة. [5،7]
ولهذا، فمن الصعب تحديد طبيعة العلاقة ما بين القلق والرجفان الأذيني. [5]
اقرأ أيضاً: أسباب وعوامل خطر الإصابة بالرجفان الأذيني
التعامل مع القلق عند مريض الرجفان الأذيني
يسبب التوتر والقلق زيادة أعراض الرجفان الأذيني وتفاقمها، بما فيها تسارع ضربات القلب، لذا يجب أن يحرص المريض على التقليل من مستويات القلق والتوتر لديه. [7،8]
وفيما يلي نذكر عدد من الطرق التي تساعده في ذلك:
- ممارسة التنفس العميق، والذي يتضمن القيام بالشهيق والزفير ببطء.
- القيام بالتأمل.
- ممارسة اليوغا.
- الخضوع لجلسات مساج.
- ممارسة التمارين الرياضية، مثل المشي السريع.
- النوم لساعات كافية، حيث ينصح بالنوم لمدة 8 ساعات على الأقل.
- الحرص على تناول الغذاء الصحي والمتوازن.
- تجنب التدخين وشرب الكحول.
- قضاء المزيد من الوقت مع الأصدقاء والعائلة. [2،5،7،8]
اقرأ أيضًا: طرق الوقاية من الرجفان الأذيني
في النهاية، إن الشعور بالقلق لفترة طويلة وبشكل متكرر يمكن أن يؤثر على أعضاء الجسم، ومن بينها القلب، أما بالنسبة للعلاقة بين القلق والرجفان الأذيني، فهي لا تزال محل شك حتى الآن. ولكن، يجب دائماً الحرص على التقليل من مستويات القلق لدى مرضى الرجفان الأذيني، وذلك للتقليل من تفاقم الأعراض لديهم.