تعتبر عمليات شفط الدهون حل طبي مقترح ضمن عمليات الجراحة التجميلية عموماً، وعمليات تحسين تناسق القوام خصوصاً. وقد بدأت عمليات شفط الدهون لأول مرة في الولايات المتحدة الأمريكية في أوائل الثمانينات من القرن الماضي، وهي عملية آمنة ذات فاعلية عالية، مما يجعلها من أكثر عمليات التجميل شيوعاً.
وسنتحدث في هذا المقال عن فوائد ومخاطر عمليات شفط الدهون، وهل شفط الدهون ينزل الوزن؟
ما هي عملية شفط الدهون؟
عملية شفط الدهون (بالإنجليزية: Liposuction) هي عبارة عن إجراء جراحي يناسب الرجال والنساء ذوي الأوزان القريبة من الحدود الطبيعية، ولكن لديهم تجمعات دهنية تجعل أجسامهم غير متناسقة. وفي كثير من الأحيان تكون هذه التجمعات ذات سمة وراثية؛ ولذلك فهي لا تزول بالحمية الغذائية أو الرياضة، ويبقى الحل الوحيد لإزالتها هو شفط الدهون.
بواسطة عملية شفط الدهون، يمكن إزالة التراكمات الدهنية غير المرغوب بها من أجزاء معينة من الجسم ومنها تحت الذقن، الخصر، الأرداف، الفخذين، الركبة، الساق، الكاحل، أو غيرها.
وبعد أن كانت عمليات شفط الدهون قديماً تعتمد على إزالة الجلد والدهون من المنطقة المراد التخلص منها، أصبحت الآن أكثر تطوراً، وتعتمد على إزالة الدهون من فتحات صغيرة في الجلد في المنطقة المراد إزالة الدهون منها.
هل تؤدي عملية شفط الدهون الى انقاص الوزن؟
يجب التأكيد على أن عملية شفط الدهون ليست وسيلة لإنقاص الوزن أو علاج السمنة كما هو شائع عند كثير من الناس، ولكنها تهدف إلى التخلص من الشحوم الزائدة، التي فشلت محاولات التخلص منها، سواء بواسطة الرجيم الغذائي أو الرياضة. وتقاس عملية شفط الدهون الناجحة بالسنتيمترات وليس بالكيلوغرامات.
ويعتبر شفط كميات كبيرة من الدهون بهدف إنقاص الوزن من 15 إلى 20 كيلوغراماً، عملية خطيرة وغير مسموح بها في البلاد المتقدمة.
وأما بالنسبة للتساؤلات حول كم ينقص الوزن بعد شفط الدهون أو هل شفط الدهون ينقص الوزن أو بعد شفط الدهون كم كيلو ينزل، فيجب العلم أن معظم الأشخاص الذين يخضعون لعملية شفط الدهون لإنقاص الوزن يجب ألا يتوقعوا فقدان جزء كبير من الوزن حيث يبلغ متوسط نزول الوزن بعد عملية شد البطن حوالي 3.5-5 كيلوغرام فقط حيث يكون معظم الأشخاص الذين يخضعون لعملية شفط الدهون ضمن الحد الطبيعي للوزن الصحي. ويمكن تجنب زيادة الوزن بعد عملية شفط الدهونوالحفاظ على نتيجة عملية شفط الدهون عن طريق اتباع النصائح التالية:
- اتباع جميع التعليمات التي يحددها الطبيب المختص بعد عملية شفط الدهون للحفاظ على الوزن المثالي للجسم عند شفط الدهون.
- التقليل من السعرات الحرارية مع اتباع نظام غذائي صحي غني بالبروتينات والكربوهيدرات الصحية.
- الإكثار من شرب الماء.
- تناول عدة وجبات صغيرة خلال اليوم مع تجنب تخطي أي وجبة طعام.
- ممارسة التمارين الرياضية بشكل منتظم.
من ينصح باجراء عملية شفط الدهون؟
أما عن المرضى المثاليون لعملية شفط الدهون وإعادة تشكيل الجسم، فهم الذين يتمتعون بجلد متين ومرن، ويكونون بصحة جيدة. ومن يريد إجراء عملية شفط دهون، عليه أخذ النقاط التالية بعين الاعتبار:
- الموازنة ما بين النتائج الايجابية للعملية والمخاطر المحتملة، مع مراعاة السن والحالة الصحية.
- الخضوع لمقابلة مطولة مع جراح التجميل لتدوين التاريخ المرضي، وإجراء الفحص السريري، وتنفيذ الفحوصات العملية المطلوبة، ومناقشة إجراءات العملية، والحرص على عدم إخفاء أية معلومات تتعلق بالتاريخ المرضي والعمر الحقيقي، حتى لا تحدث أي عواقب صحية خطيرة.
- عدم المبالغة في انتظار نتائج خارقة، حيث أن أغلب هذه العمليات تصلح بعض عيوب الجسم أو الكثير منها، لكنها لا تصلح كل العيوب.
اقرأ أيضاً: كل ما تحتاج إلى معرفته عن تنزيل الوزن
كيف يتم اجراء عملية شفط الدهون؟
يخضع المريض المؤهل إلى عملية شفط الدهون لبعض الفحوصات والاختبارات اللازمة للتأكد من الصحة العامة والقدرة على إجراء عملية شفط الدهون، مع ضرورة مراجعة الأدوية المستخدمة والتأكد من كيفية إيقافها قبل العملية. وقد تتضمن إجراء عملية شفط الدهون بعض النقاط ومنها:
- تستغرق عملية شفط الدهون زمناً يتراوح بين 1-4 ساعات، وذلك حسب كمية الدهون المستخرجة من الشخص.
- يتم إجراء عملية شفط الدهون تحت التخدير الموضعي أو التخدير الكلي؛ وذلك تبعاً لحجم المنطقة المراد شفط الدهون منها، حيث يتم اللجوء إلى التخدير الموضعي في حال إجراء شفط الدهون من مناطق صغيرة جداً.
- يتم البدء بالعملية عن طريق إجراء فتحات صغيرة بالجلد تتراوح ما بين 3-12 ملليمتر، ويراعى عادة أن تكون في الأماكن غير الظاهرة بالجسد. ومن خلال هذه الفتحات يتم حقن كمية من المخدر الموضعي مع مادة قابضة للشعيرات الدموية ومحلول ملحي، ويتم إدخال أنبوب معدني غير حاد يتم تحريكه برفق تحت الجلد في الأنسجة الدهنية العميقة لتحرير الدهون.
- يتم ربط هذا الأنبوب مع جهاز امتصاص ذي ضغط عال لشفط الدهون، ويقوم الطبيب بتحديد كمية الدهون التي يجب التخلص منها أثناء العملية، حتى لا ينتج اختلال في تناسق الجسم خلال هذه العملية. ولا تتم إزالة كل الدهون الموجودة في المنطقة، بل يراعى دائماً ترك الطبقة السطحية من الدهون.
- يتم إغلاق هذه الفتحات بالخيوط الجراحية ومن ثم وضع أربطة ضاغطة على المنطقة بعد الانتهاء من عملية شفط الدهون، لتفادي حدوث نزيف أو تجمع دموي تحت الجلد. وقد يتم وضع أنابيب صغيرة من أجل تصريف السوائل الزائدة في حال دعت الحاجة إلى ذلك.
- قد يوصي الطبيب المختص ارتداء كساء خاص ضاغط مطابق للمنطقة التي أجريت بها العملية تحت الملابس لمدة شهر على الأقل بعد العملية؛ حتى يلتصق الجلد في المكان الجديد بعد تفريغ الدهون منه.
التعافي من عملية شفط الدهون
يمكن للمريض الخروج من المستشفى في نفس اليوم إذا كانت كمية الدهون المشفوطة صغيرة، وتم استخدام التخدير الموضعي. أما إذا كان العكس، فينصح بأن يبقى المريض في المستشفى لمدة 24 ساعة على الأقل.
عادة ما يشعر المريض ببعض الألم بعد إجراء عملية شفط الدهون، ولكنه لا يستمر طويلاً ويمكن التغلب عليه ببعض المسكنات البسيطة، وعادة ما تتناسب هذه الآلام مع كمية الدهون المشفوطة. كما قد تظهر على الجلد بعض الكدمات الزرقاء، ولكنها عادة لا تستمر أكثر من 10 إلى 15 يوماً.
يستطيع المريض الحركة والسير عادة خلال يوم أو اثنين من العملية، ويتوقف هذا إلى حد كبير على كمية وموضع الدهون التي تم شفطها. كما يمكن للمريض مزاولة نشاطه الطبيعي بعد أسبوع من إجراء العملية، ولكن يفضل الانتظار أسبوعين إلى ثلاثة قبل القيام بأي مجهود شاق أو ممارسة التمارين الرياضية.
هل نزول الوزن بعد عملية شفط الدهون يحدث مباشرة؟
أما بالنسبة للوزن، فإنه لا يظهر تغير ملحوظ في الوزن بعد عملية شفط الدهون مباشرة، إلا أنه يقل تدريجياً من الأسبوع الثامن بعد العملية. كما أن مقاسات المنطقة تقل تدريجياً لفترة تتراوح بين ستة إلى ثمانية أسابيع، وذلك نتيجة الانتفاخ والتورم الذي عادة ما يصيب المنطقة بعد العملية. وفي حال كان التورم شديداً، يمكن استعمال المساج أو الموجات فوق الصوتية للمساعدة في تقليل التورم.
اقرأ أيضاً: ما بعد عملية شفط الدهون
حالة الجلد بعد عملية شفط الدهون
لا تظهر النتيجة النهائية لعملية شفط الدهون مباشرة، بل قد يلاحظ المريض زيادة طفيفة في الوزن، وتظهر النتيجة النهائية لعملية شفط الدهون فعلياً بعد ستة أشهر على الأقل.
وقد لا تتحسن التعرجات أو الحفر الجلدية والتموجات وتشقق الجلد تحسناً كبيراً بعد عملية شفط الدهون، وسيكون الشكل الجديد مشابهاً كما لو فقد المريض كمية مساوية من الدهون عن طريق الحمية أو التمارين الرياضية.
وتعد المشكلة الأساسية التي يمكن أن تحدث نتيجة هذه العملية، هي تموج الجلد الناتج عن شفط الدهون بطريقة غير مستوية أو ارتخاء وترهل الجلد، مما يؤدي الى انكماش الجلد بطريقة غير ملائمة، وذلك يستلزم أحياناً إجراء عملية جراحية أخرى للوصول الى أفضل النتائج.
أما بالنسبة للتموج الجلدي، فإنه لا يختفي بعد العملية المعتادة، ولذا يستلزم إجراء شفط من طبقة الدهون السطحية، حيث يفيد في علاج بعض الترهلات البسيطة بالجلد.
ويؤدي استخدام الأنابيب الصغيرة إلى الحفاظ على الأربطة الليفية بين الجلد والمناطق تحته، وتتقلص هذه الأربطة مع مرور الوقت مما يؤدي لزوال الكثير من الترهلات الجلدية، وبالتالي يتفادى الكثيرون القيام باستئصال الجلد بواسطة عمل جراحي أكبر، مثل عمليةشد البطن. وهناك بعض المرضى الذين يحتاجون إلى عملية جراحية بسيطة في مواعيد تالية.
اقرأ أيضاً: ترهل الجلد بعد شفط الدهون
عواقب عملية شفط الدهون
كما هو الحال مع أي إجراء جراحي، هناك مخاطر وتعقيدات محتملة. أما بالنسبة لعملية شفط الدهون فتشمل ما يلي:
- نزيف مفرط أو ورم دموي.
- نخر (موت الأنسجة).
- جلطة دهنية (عندما تدخل الدهون إلى مجرى الدم وحواف الأوعية الدموية).
- المخاطر التي قد تنتج عن التخدير.
- تورم أو ألم مستمر.
- تغيرات في إحساس الجلد.
- خثار وريدي عميق.
- مضاعفات في القلب والرئة.
- تلف الأعصاب والأوعية الدموية والعضلات.
- الحاجة إلى جراحة إضافية لترميم الجلد.
ولا بد من التنبيه إلى أن العملية لا تؤدي الى أورام خبيثة كما كان شائعاً قديماً، ولا تؤثر في القدرة على الإنجاب عند النساء والرجال.
اقرأ أيضاً: اضرار عملية شفط الدهون
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا، هل ستدوم نتيجة عملية شفط الدهون مدى الحياة؟ والإجابة هي نعم، بشرط الاستمرار في اتباع نظام غذائي مناسب مع المحافظة على الرياضة المنتظمة.