يمكن التعرض للعدوى بفيروس كورونا ونشرها حتى بعد تلقي اللقاح، ولفهم كيف ومتى تحدث هذه العدوى لا بد أن نفهم كيف يقاوم الجسم العدوى وكيف يعمل اللقاح داخل الجسم بعد الإجابة على سؤال هل يمكن الإصابة بعدوى كورونا بعد تلقي اللقاح؟ وغيرها من الأسئلة المتعلقة باللقاحات المتوفرة مثل لقاح فايزر بيونتيك، ولقاح مودرنا. [2]
هل يمكن الاصابة بعدوى كورونا بعد أخذ لقاح كورونا؟
لقاح شركة فايزر ولقاح مودرنا فعالة بنسبة 95%، مما يعني أن 5% من الأشخاص الذين سيتلقون اللقاح لن يكون للقاح مفعول في أجسامهم، مما يعرضهم لخطر تلقي عدوى كوفيد-19.
تتأثر فعالية اللقاح بالعديد من العوامل ومنها ظروف تخزين اللقاح، لذا يمكن لظروف التخزين الغير مناسبة أن تحد من فعالية اللقاح أو تفسده، وفي مثل هذه الحالة لن يساعد تلقي اللقاح على الوقاية من عدوى كوفيد -19.
يحتاج الجسم على الأقل لأسبوعين لكي يتمكن من بناء مناعة ضد عدوى فيروس كورونا، كما يحتاج الشخصلجرعتين من اللقاح يفصل بينهما على الأقل أسبوعان إلى أربعة أسابيع لكي يحصل على الحماية القصوى من لقاح كورونا، في بعض الأحيان يمكن أن يتعرض الشخص للعدوى قبل تلقي اللقاح بفترة قصيرة أو بعدتلقي اللقاح بفترة قصيرة، أي في الفترة التي لا يزال الجسم فيها غير مؤهل بعد لمواجهة فيروس كورونا، مما يؤدي للإصابة بعدوى كورونا.
ما ذكرناه عن مفعول اللقاح يعني أيضاً أنه يجب الحفاظ على لبس الكمامة، والتباعد الاجتماعي حتى بعد تلقي اللقاح للتقليل من خطر تلقي ونشر العدوى، كما يجب عدم إغفال أن فيروس كورونا يتواجد ويتكاثر في الأغشية المخاطية المبطنة للجهاز التفسي العلوي مثل الأنف وفي السوائل التي تفرزها هذه الأغشية، لذا حتى في حالات تلقي اللقاح وعدم الإصابة بالعدوى يمكن أن تنشر هذه الإفرازات الملوثة بالفيروس عدوى كوفيد -19. [3][4]
كما سنذكر تالياً فعالية بعض اللقاحات المتوفرة وإمكانية الإصابة بالعدوى بعد أخذها:
- لقاح أسترازينيكا
أثبتت دراسة أجريت على القرود أن مطعوم أسترازينيكا يقلل من حدة الأعراض بشكل ملحوظ، لكنه لا يمنع الإصابة بالعدوى بفيروس كورونا مقارنةً بالقرود التي لم تأخذ المطعوم. لكن التجارب على البشر أثبتت أن اللقاح يحمي من الإصابة بالعدوى عند 67% من الذين تلقوا الجرعة الأولى المطعوم، أي أن 31% معرضون للإصابة رغم تلقيهم اللقاح.
- لقاح فايزر - بيونتيك
لا توجد حتى الآن معلومات كافية أو مؤكدة حول فعالية لقاح فايزر في منع الإصابة بالعدوى بفيروس كورونا، لكن مدير شركة فايزر صرح أن المطعوم فعال في منع الإصابة بالعدوى بدرجة كبيرة. كما قد أجريت دراسة على بعض متلقي مطعوم فايزر، وأظهرت النتائج أن 317 شخصاً من أصل 715,425 قد أصيبوا بالعدوى بعد تلقي اللقاح.
- لقاح موديرنا
ثبت أن مطعوم موديرنا يحمي من الإصابة بالعدوى بفيروس كورونا عند ثلثي الأشخاص الذين تلقوا المطعوم.
ومع الفعالية الكبيرة للمطاعيم في منع الإصابة بالعدوى بالفيروس، إلا أنه من الضروري معرفة أن منع العدوى ليست الهدف الوحيد للمطاعيم، بل تخفيف الأعراض ومنع حدوث المضاعفات. [1]
للمزيد: هل الرشح من اعراض كورونا
كيف يطور الجسم مناعة ضد فيروس كورونا؟
عندما تغزو مسببات العدوى أجسامنا مثل فيروس كورونا 2 (بالإنجليزية: SARS-CoV-2) المسبب لمتلازمة الالتهاب الرئوي الحاد الوخيم التي تعرف أيضاً بعدوى كوفيد - 19 (بالإنجليزية: 19-COVID) فإن الجسم يغزو هذا الفيروس بعدة طرق ليبني مناعة طبيعية ضده.
يحتوي الدم على كريات الدم البيضاء التي تحمي الجسم، وتقسم هذه الكريات البيضاء إلى عدة أنواع، ولكل نوع منها طريقته في مكافحة فيروس كورونا في الجسم، ومن هذه الخلايا :
- البلاعم: تهاجم البلاعم الفيروس عندما تتعرف عليه وتقوم بابتلاعه، ولكن تترك خلفها بقايا من الفيروس تعرف بالمستضدات.
- الخلايا اللمفاوية البائية: هي الخلايا التي تحدد المستضدات (البقايا) التي تركتها البلاعم خلفها على أنها أجزاء خطيرة فتنتج الخلايا اللمفاوية البائية أجساممضادة تهاجم هذه البقايا.
- الخلايا اللمفاوية التائية: تقومالخلايا اللمفاوية التائية بمهاجمة الخلايا التي تمكن الفايروس من غزوها في الجسم، وتحديد مستضدات الفيروس الغريبة في الجسم، بالإضافة لوظائف أخرى.
في المرة الأولى التي يصاب بها الجسم بفيروس كورونا قد يحتاج الجسم لعدة أسابيع حتى يطور الخلايا المناعية التي تساعده في التغلب على الفيروس ومهاجمته، بعد الإصابة يصبح الجهاز المناعي قادر على تذكر الفيروس ومهاجمته عند غزوه للجسم مرة أخرى. [2]
اقرأ أيضاً: فوائد أخذ لقاح كورونا
كيف يعمل لقاح كورونا في الجسم؟
يساعد لقاح كورونا مثل لقاح فايزر الجسم على تطوير مناعة ضد فيروس كورونا دون الاضطرار إلى الاصابة بالمرض، وتعمل اللقاحات المتوفرة حاليا مثل لقاح فايزر بعدة طرق لتوفير هذه الحماية للجسم، ويمكن أن يساعد فهم طريقة عمل اللقاح على الإجابة على العديد من الأسئلة التي تدور في أذهاننا، وفيما يلي أنواع وطرق عمل لقاحات كورونا في الجسم:
- لقاح الحمض النووي الريبوزي المرسال (بالإنجليزية: mRNA vaccines): يحتوي هذا اللقاح على مواد من فيروس كورونا تسمى الحمض النووي الريبوزي المرسال تعطي خلايا الجسم البشري تعليمات عن كيفية صنع بروتين غير ضار خاص بالفيروس، ومن ثم يقوم الجسم بإتلاف هذا الحمض النووي الريبوزي المرسال. عندما تلاحظ الخلايا اللمفاوية التائية والبائية هذا البروتين المصنع داخل الجسم تدرك بأنه غريب عن الجسم وتقوم بمهاجمته، وهكذا يصبح جهاز المناعة في الجسم قادر على تذكر الفيروس ومكافحته عند دخوله للجسم.
- لقاح الوحدات البروتينية الفرعية (بالإنجليزية: Protein subunit vaccines): يحتوي هذا اللقاح على قطع من الفيروس، وهي عبارة عنبروتينات غير ضارة بدلاً من أن يحتوي على الفيروس بأكمله، وبمجرد التطعيم يدرك الجسم بأن هذه البروتينات غريبة ويقوم بمهاجمتها، ويبني الأجسام المضادة اللازمة التي تتذكر الفيروس وتهاجمه عند دخوله للجسم.
- لقاحات النواقل (بالإنجليزية: Vector vaccines): تحتوي لقاحات النواقل على فيروس حي غير ضار ومضعف ولكنه ليس فيروس كورونا، يحتوي هذا الفيروسعلى مادة وراثية لفيروس كورونا، مما يدفع الجسم لبناء بروتينات خاصة بفيروس كورونا المستجد ومناعة تساعد على مكافحة الفيروس عند تعرض الجسم للعدوى. [2]
هل يمكن تلقي عدوى كورونا من اللقاح؟
لا تحتوي اللقاحات على فيروس كوروناالمسبب لمرض كوفيد- 19، وإنما تحتوي على أجزاء بروتينية غير ضارة من فيروس كورونا تساعد الجسم على بناء مناعةوخلايا مناعية ذاكرة لتذكر ومهاجمة فيروس كورونا المستجد عند دخوله للجسم، لذا من المستحيل أن يصاب الشخص بعدوى كورونا من اللقاح.
لا تعد الحمى وضعف الجسم التي يواجهها بعض الأشخاص أحياناً أعراض العدوى بفيروس كورونا من اللقاح، إنما هي أعراض طبيعية تدل على عمل الجهاز المناعي لبناء مناعة تساعد على محاربة الفيروس ويشيع السؤال عنها ب (أعراض لقاح فايزر)، كما لا يرتبط لقاح كورونا بأي آثار جانبية خطيرة أو تطوير حالات مرضية خطيرة، وفقاً لنتائج الأبحاث والتجارب السريرية المتوفرة عن اللقاح لغاية الآن. [2][4][5]
هل يوفر لقاح كورونا حماية لفترة طويلة ضد عدوى كورونا؟
من السابق لأوانه معرفة إذا كانت اللقاحات المتوفرة لمحاربة عدوى كوفيد-19 توفر حماية طويلة الأمد من العدوى بالفيروس، ولكن تشير الدلائل إلى أن معظم الأشخاص الذين تلقوا اللقاح يطورون استجابة مناعية توفر على الأقل فترة معينة من الحماية ضد الإصابة بعدوى فيروس كورونا، ولا تزال الأبحاث جارية لمعرفة مدة ومدى قوة هذه الحماية. [5]