تعد الحياة تحد ليس من السهل مواجهته، فكلما تقدم العمر تزداد مسؤوليات الحياة الشخصية، إذ يصبح لدى الفرد أسرة، وتزداد مسؤولياته مع وجود الأبناء، كما تنمو مسؤوليات الفرد المهنية مع تقدم العمر وعليه أن يطور عمله وإنتاجيته، فهل يستطيع الفرد تحقيق التوازن بين العمل والحياة الشخصية، وكيف يمكن الموازنة بين المنزل والمكتب.
يعتقد البعض أن الفرد الناجح هو الذي يجني مالاً أكثر، وفي الحقيقة أن تحقيق النجاح يكون في جميع نواحي الحياة، فكيف يمكن للفرد أن ينجح في جميع المجالات.
نصائح لتحقيق التوازن بين العمل والحياة
يواجه البعض صعوبة في تحقيق التوازن بين العمل والمنزل فقد يعتقدون أن ذلك مستحيلا، إلا أنه يمكنهم ذلك من خلال اتباع النصائح التالية:
- جدولة المهام اليومية والأسبوعية: قد يكون لدى الفرد مجموعة كبيرة من المهام، فقد تكون زوجة، وأم، وصاحبة عمل، أو موظفة، وتشعر بالإحباط والإرهاق والتوتر من المسؤوليات والمهام، ويمكن للفرد رجلاً أو امرأة تجاوز ذلك بجدولة المهام اليومية، أي وضع تقويم أسبوعي للمهام.
- تخصيص وقت للعمل ووقت للأسرة والحد من الخلط بينهما: لا بد من تخصيص وقت للعمل ووقت شخصي دون أن يتسلل أحدهما للآخر، مثل قراءة بريد إلكتروني، أو الاتصال بعميل، كما يجدر التنبيه أن التوازن في العمل والمنزل لا يقتصر على عدد الساعات التي يقضيها الفرد في كل منهما، فمثلا قد يقضى الفرد خمسين ساعة أسبوعياً في العمل ويفوته اجتماع مهم، وقد يعود إلى البيت مبكراً في حين يفوته حضور عيد ميلاد زوجته أو أحد أبنائه.
- الحد من استخدام وسائل التواصل الاجتماعي: نعيش في عالم متصل، وتستهلك وسائل التواصل الاجتماعي الكثير من الوقت، ويمكن الفرد أن يغلق هاتفه لمدة ساعة واحدة يومياً، ويركز في هذه الساعة على عائلته بدل أي شخص آخر.
- تخصيص وقت خاص للفرد: ينصح الفرد رجلاً أو امرأة تخصيص وقت خاص للعناية بنفسه ولو كان محدوداً، وخصوصاً النساء تشعر في بعض الأحيان أنه من أجل أن تنجع في العمل وتحقيق ذاتها، وتكون أماً وزوجة ناجحة فعليها نكران ذاتها، وفي الحقيقية أن هذا غير صحيح فإنها لن تستطيع العناية بغيرها إن لم تعتني بنفسها ، وتخصص وقتاً ولو بسيط لنفسها مثل الاستحمام بالماء الدافىء في الصباح، أو كوب من القهوة قبل استيقاظ الأطفال والذهاب للعمل، إذ يساعد الاسترخاء على تحقيق تحقيق التوازن بين الأسرة والعمل.
- أنشطة عائلية: ينشغل الأفراد بالعمل عن أسرهم، ولا يمكن أن يكون العمل هو الأولوية الأولى طوال الوقت، وينصح الأفراد بتخصيص وقت نوعي للعائلة وأنشطة خاصة عائلية مرة واحدة واحدة في الأسبوع.
إقرأ أيضاً: العمل بعد الإنجاب: متى يمكن ترك الطفل؟
تأثيرات مواقع التواصل الاجتماعي على الصحة النفسية
الحرص على الوقت النوعي وليس عدد الساعات
يعتقد العديد من الأفراد أن تحقيق التوازن بين العمل والمنزل من خلال احتساب عدد الساعات التي يقضيها في كل منهما، وفي الحقيقة فإن الوجود الجسدي يختلف عن الوجود الحقيقي فقد يعود الفرد إلى المنزل وينام بعد يوم شاق في العمل، وقد يذهب إلى العمل وهو مرهق بعد ليلة متعبة، لذلك لا بد من التركيز على الوقت النوعي سواء ً في العمل ، أو في البيت مع شريك الحياة والأبناء ومن النصائح التي تساعد في قضاء وقت نوعي مع شريك الحياة والعائلة ما يلي:
- التخطيط للقيام بشيء جديد: يساعد التخطيط لرحلة مع العائلة أو عشاء خارج المنزل أو جولة في المدينة في قضاء وفت مميز ونوعي مع العائلة وكسر الروتين.
- روتين يومي للتواصل مع أفراد العائلة وشريك الحياة: يمكن استخدام طرق بسيطة للتواصل مع أفراد العائلة مثل الصلاة معاً كل صباح، أو التأمل، مما يشعر افراد العائلة بالتواصل والتقدير.
- إثبات الوجود في الأوقات الصعبة: قد يعاني أحد أفراد الاسرة بأوقات صعبة أو مشاكل، ويمكن للفرد إظهار الاهتمام به وقضاء بعض الوقت الإضافي معه.
إقرأ أيضاً: اهمية تنظيم الوقت
القواعد الأساسية للحفاظ على نجاح الأسرة والعمل معاً
توجد بعض القواعد الأساسية التي تساعد الفرد في النجاح في عمله وفي أسرته ومنها ما يلي :
- تعويد أفراد الأسرة الاعتماد على النفس: ينصح الفرد أو المرأة بشكل خاص بتعويد أفراد الأسرة الاعتماد على النفس ومساعدتها في أداء أعمال المنزل، كما عليها أن تتجاهل نسبياً الأطباق والغسيل والضوضاء عندما تعمل، وتدريب الأطفال اللجوء إليها في الحالات الطارئة وهي تعمل.
- وضع حدود للعملاء: يخبر بعض الأفراد عملائهم أنهم متاحون دائماً في جميع أيام الأسبوع وجميع الأوقات، وفي الحقيقة هذا يعد خطأ كبير، ويقوم بعضهم بإعطاء العملاء رقم هاتفه الشخصي، وينصح الأفراد بتحديد وقت للعملاء يتواصلون معه فيه، استخدام رقم هاتف العمل للتواصل.
- تحديد تسعيرة إضافية للعمل الإضافي بعد ساعات العمل الأساسية: يحاول أغلب الأفراد تجنب العمل في الأعياد أو عطلة نهاية الأسبوع، وفي بعض الأحيان تحدث حالات الطوارئ ويضطر الفرد للعمل بعد ساعات الدوام المحددة او في أوقات العطلة، وينصح الفرد بوضع تسعيرة إضافية على العميل أو الزبون عند العمل في هذه الأوقات.
- تفويض الأعمال: بعض الأعمال يمكن تفويضها مثل تنظيف المنزل، أو شراء أغراض المنزل، ويمكن الاستعانة بمدبرة منزل للقيام ببعض الأعمال التي يمكن تفويضها وتوفير الوقت والطاقة والتوتر.
- أخذ فترات من الراحة خلال اليوم: ينصح الفرد أخذ فترات من الراحة خلال العمل، مثل مغادرة المكتب والخروج لتناول الغداء تحت أشعة الشمس وأخذ قسط من الراحة، فإنه سوف يعود بنشاط وحماس أكبر.
إقرأ ايضاً: ما هي نصيحتك للتخلص من الضغط في العمل؟
أفكار بسيطة لقضاء أوقات مميزة مع العائلة
توجد بعض الأفكار البسيطة لقضاء وقت مميز مع العائلة منها ما يلي:
- اللعب مع الأطفال أثناء وقت الاستحمام قراءة قصة قبل النوم.
- تخصيص ليلة لمشاهدة فيلم، أو ليلة ألعاب الكمبيوتر.
- الجلوس والاستمتاع مع العائلة قبل النوم وتناول وجبة خفيفة.
- اصطحاب الأطفال أثناء ري الحديقة، أو جولة حول المنزل.
إقرأ أيضاً: وسائل لتقوية علاقة الحب والصداقة بين الزوجين
إمكانية تحقيق التوازن بين العمل والحياة الشخصية عند العمل من المنزل
يعمل العديد من الأفراد من المنزل، وقد ازداد عدد الأفراد الذين يعملون من المنزل أخيراً بعد فرض الحجر المنزلي في عدد من الدول بعد انتشار فيروس كورونا، فكيف يمكن للفرد أن يحقق التوازن بين العمل والمنزل والتالي بعض النصائح التي تساعد على تحقيق التوازن:
- البحث عن مكان داخل المنزل مخصص للعمل: ينصح الفرد بتخصيص مكان داخل المنزل منفصل يستطيع العمل فيه والتركيز.
- ارتداء ملابس العمل: أظهرت بعض الأبحاث أن ارتداء ملابس العمل يزيد الانتاجية، ويساعد في وضع العقل في مان العمل.
- إدارة الوقت: يعتقد بعض الأفراد أن بإمكان تمديد ساعات العمل إلى المساء بما أنه لا يوجد ما يقومون به في المساء، وفي الحقيقة على الفرد إدارة وقته.
- الحد من سماع الأخبار والمشتتات الأخرى: ينصح الأفراد بالحد من سماع الأخبار وانتشار فيروس كورونا، على الرغم من أنه من الجيد الاطلاع، ولكن عليه الحفاظ على الصحة النفسية والعاطفية.
- التواصل: عندما يبدأ العمل من المنزل، فإنه قد يشعر الفرد بالوحدة، وينصح الفرد بإجراء مكالمة فيديو افتراضية لتناول القهوة مع زملاء العمل، مما يساعد في تعزيز أداء العمل.
إقرأ أيضاً: تخلص من الضغط النفسي بعشر خطوات