يستخدم مصطلح "آلام عسر الهضم غير الناجمة عن القرحة "non-ulcer dyspepsia لتعريف عسر الهضم الناجم عن سبب غير معروف. وقد سميت بهذا الاسم نتيجة لتشابه أعراضه وعلاماته مع قرحة المعدة، غير أنه ليس ناجما عن قرحة في المعدة أو الاثني عشر أو التهاب في المريء أو المعدة. ويشار إلى أن هذا المرض هو مرض شائع، كما وأنه قد يكون طويل الأمد.
ويذكر أن أعراض وعلامات هذا المرض تتضمن ما يلي:
● الشعور بالحرقة أو عدم الراحة في المنطقة العليا من البطن أو في المنطقة السفلى من الصدر. ويذكر أن هذا الشعور يزول في بعض الأحيان مع تناول الطعام أو استخدام الأدوية المضادة للحموضة.
● الانتفاخ والتجشؤ.
● الغثيان.
● الشعور المبكر بالشبع بعد تناول كميات قليلة من الطعام.
ويذكر أنه في حالة الاشتباه بهذه المرض، يجب زيارة الطبيب.
للمزيد:
كما ويجب اللجوء الفوري للطوارئ لتلقي رعاية طبية عاجلة في حال الإصابة بأي من الأعراض التالية:
● خروج الدم مع القيء.
● تحول لون البراز إلى داكن قطراني.
● صعوبة التنفس.
● وصول الألم إلى الفك أو العنق أو الذراع.
أما عن الأسباب وراء الإصابة بآلام عسر الهضم غير الناجمة عن القرحة، فهي ﻻ تعرف في حالات عديدة، مما دعا الأطباء بأن يصنفوا هذا المرض ضمن الحالات التي ليس من الضروري أن يكون وراءها مرض محدد.
وتتضمن العوامل التي تزيد من احتمالية الإصابة بهذه الحالة ما يلي:
● شرب الكحول والإكثار من شرب أو تناول ما يحتوي على الكافين (البنين).
● التدخين.
● استخدام أدوية معينة، وخصوصا تلك التي تباع من دون وصفة طبية، منها الأسبرين والأيبيوبروفين.
أما عن العلاج، فإن الطبيب قد يصف بعض النصائح كخطوة أولى لعلاج هذا المرض.
فإن استمرت الأعراض والعلامات لمدة طويلة أو لم تتجاوب مع النصائح، فعندها غالبا ما يلجأ الطبيب للعلاج الطبي الذي قد يتصاحب مع علاج سلوكي يجرى على يد الاختصاصيين.
للمزيد:
وتتضمن هذه النصائح ما يلي:
● تناول وجبات صغيرة متكررة بدلا من ثلاث وجبات كبيرة، ففراغ المعدة يؤدي في بعض الأحيان إلى الإصابة بالأعراض المذكورة، ذلك بأن الأحماض تبقى وحيدة في المعدة، ما يسبب الإضرار بها.
● تجنب الأطعمة والمشروبات التي تحث على حدوث الأعراض المذكورة، منها المأكوﻻت الدسمة والمتبلة والمشروبات الغازية وغيرها من المأكولات والمشروبات التي تحتوي على الكافين (البنين)، علاوة على الكحول.
● القيام بمضغ الطعام ببطء وبشكل جيد.
● تجنب ممارسة النشاطات الرياضية بعد تناول الطعام مباشرة، بل يجب إعطاء وقت كاف للمعدة لتستقر.
● القيام بممارسة النشاطات الجسدية والتمارين الرياضية، وذلك بعد استشارة الطبيب عن نوع ومقدار النشاطات التي بإمكان الشخص القيام بها. كما ويجب البدء بشكل تدريجي.
● تعلم كيفية السيطرة على الضغوطات النفسية وكيفيات الاسترخاء.
للمزيد:
أما إن استمرت الأعراض أو لم تتجاوب بشكل جيد مع النصائح المذكورة، فعندها غالبا ما يجرى إعطاء المصاب أدوية تتضمن ما يلي:
● السايميثيكون، المعروف تجاريا بالغاز إكس، وهو دواء مخفض للغازات.
● الأدوية التي تقلل من إفراز الأحماض، والتي تعرف بحاصرات مستقبلات النوع الثاني من الهيستامين. وتشمل هذه المجموعة الفاموتيدين، المعروف تجاريا بالفامودار.
● مثبّطات مضخّات البروتونات المعوية، وهي أدوية تقلل من الحموضة عبر التقليل من عمل المضخات الدقيقة التي تنتج الأحماض، والتي تتواجد بين خلايا المعدة. وتتضمن هذه المجموعة الدوائية الأوميبريزول، المعروف تجاريا بالبريلوسيك.
● الأدوية التي تقوي الصمام الذي يقع بين المريء والمعدة.
● مضادات الاكتئآب، فهناك بعض الأدوية المضادة للاكتئآب تعمل على التثبيط من نشاط العصبونات التي تسيطر على الآلام المعوية عند أخذها بجرعات صغيرة.
● المضادات الحيوية، فإن أظهرت الأبحاث وجود بكتيريا الهيليكوباكتر بايلوراي (H. pylori) في المعدة، وهي بكتيريا معروفة بتسببها بقرحة المعدة، فعندها يعطى المصاب مضادا حيويا.
وتجدر الإشارة إلى أن العلاج السلوكي غالبا ما يصاحب العلاج الدوائي، إذ أنه يعمل على تخليص المصاب من أعراض عديدة.