يعد نبات القسط الهندي (بالإنجليزية: Costus or Kuth) أحد أشهر النباتات الطبية في الطب البديل، لما له من خصائص مضادة للميكروبات، والبكتيريا، والالتهابات. بالإضافة إلى كونه مصدر جيد لمجموعة من المكونات طبيعية المضادة للأكسدة.[1]
لا تقتصر فوائد القسط الهندي على استخداماته العلاجية في الطب البديل فقط، بل أيضاً يستخدم جذر القسط الهندي وزيت القسط الهندي في صناعة بعض الأدوية كمادة علاجية، وفي صناعة مستحضرات التجميل كمثبت ومادة فعالة، وفي الأطعمة والمشروبات كعامل منكه.[2]
تعرف في هذا المقال على فوائد القسط الهندي وأضراره المحتملة، بالإضافة إلى محاذير استخدامه.
فوائد القسط الهندي العلاجية
يستخدم نبات القسط الهندي والذي يعرف أيضاً باسم الكوث لأغراض علاجية عديدة، أبرزها:
علاج بعض اضطرابات الجهاز الهضمي
يستخدم القسط الهندي في الطب التقليدي البديل لعلاج مجموعة من اضطرابات الجهاز الهضمي وأمراضه، مثل:[1][3]
- علاج عسر الهضم، وذلك من خلال تحفيز بعض عوامل الهضم والتمثيل الغذائي في الجسم.
- تخفيف الغازات وانتفاخ البطن، إذ يعمل القسط الهندي كطارد للغازات، ونظراً لدوره في تحسين عملية الهضم، فإنه يساعد أيضاً على الوقاية من تكون الغازات وانتفاخ البطن اللذان قد ينتجان عن عسر الهضم.
- الحد من أعراض مرض الزحار، حيث قد تساعد خصائص جذر القسط الهندي المضادة للالتهابات والميكروبات في منع نمو بعض الكائنات الحية الدقيقة المسببة للأمراض في الأمعاء الغليظة، وبالتالي المساهمة في السيطرة على آلام البطن والالتهابات المرتبطة بالزحار.
المساهمة في علاج القولون التقرحي
في عام 2018، تم نشر نتائج إحدى الدراسات التي أجريت على نموذج من الفئران لتقييم فوائد القسط الهندي للقولون التقرحي. تم في هذه الدراسة استخدام تركيبة خاصة من حبيبات جذر القسط الهندي، وأظهرت النتائج النهائية آثار علاجية عديدة، تشمل:[4]
- تثبيط الالتهاب في أنسجة القولون.
- تثبيط موت الخلايا المبرمج للخلايا الظهارية للقولون.
- السيطرة على بعض أعراض التهاب القولون التقرحي، مثل آلام المعدة، والإسهال، وفقدان الوزن، والتهاب الدم.
- تحسين وظيفة القولون على نحو عام.
على الرغم من أن النتائج السابقة تم ملاحظتها على نموذج حيواني، إلا أنها تشير إلى أن حبيبات جذر القسط الهندي يعد علاج فعال واعد لالتهاب القولون التقرحي.
علاج عدوى الديدان
يساعد جذر القسط على طرد الديدان الطفيلية من الجسم، كما ويساهم في الحد من عدد بويضات الدود بفعالية مشابهة لدواء بيرانتيل (بالإنجليزية: Pyrantel Pamoate) الذي يستخدم في علاج الديدان.
تعود فوائد القسط الهندي في علاج أو تقليل خطر عدوى الديدان، وخاصة الديدان الخيطية، لخصائصه المضادة للديدان (بالإنجليزية: Anthelmintics).[1][2][3]
التخفيف من أعراض الربو
يساعد جذر القسط الهندي في السيطرة على بعض أعراض الربو، حيث يعمل على:[1][2]
- طرد البلغم والمخاط الزائد من الرئتين.
- إرخاء عضلات الرئتين، مما يساعد على سهولة التنفس.
- منع تضيق أو انسداد الممرات الهوائية، وبالتالي علاج أو الحد من السعال.
في عام 2018، تم نشر نتائج إحدى الدراسات التي أجريت بهدف تقييم تأثير فئة من المركبات الكيميائية توجد في مستخلص القسط الهندي تسمى سيسكويتربين لاكتون (بالإنجليزية: Sesquiterpene Lactone) على مرضى الربو التحسسي.
تم إجراء هذه الدراسة باستخدام نموذج من الفئران المصابة بالربو التحسسي، وأظهرت النتائج أن لمركبات سيسكويتربين لاكتون فعالية علاجية تساهم في السيطرة على الربو التحسسي، حيث تعمل على:[5]
- تقليل الخلايا المناعية، وخاصة الخلايا الحمضية (بالإنجليزية: Eosinophils)، والتي قد يحفز ارتفاع أعدادها في الدم من ظهور أعراض الربو أو نوبات الربو.
- تقليل إنتاج السيتوكينات المرتبطة بتحفيز التهاب الممرات الهوائية المصاحب لمرض الربو.
اقرأ أيضاً: طريقة استخدام القسط الهندي
خفض مستويات السكر في الدم
تم نشر دراسة في عام 2008 حول فوائد القسط الهندي في خفض نسبة السكر، والتي اشتملت على استخدام مستخلص الإيثانول من جذر القسط لعلاج مجموعة من الفئران المصابة بالسكري لمدة 4 أسابيع، ولوحظت النتائج التالية:[7]
- انخفاض مستوى الجلوكوز في الدم بشكل ملحوظ.
- تحسين استقلاب الجلوكوز في الجسم، وذلك عن طريق زيادة معدل تكوين الغلايكوجين وتقليل معدل تكوين الجلوكوز.
- انخفاض مستوى الدهون الكلية، والكوليسترول والدهون الثلاثية في الدم.
- تحسين أنشطة مضادات الأكسدة الكبدية.
أفادت النتائج النهائية لهذا الدراسة إلى فعالية خلاصة جذور القسط في علاج أو التحكم بفرط سكر الدم وفرط شحميات الدم، الأمر الذي يساهم في إدارة مرض السكري على نحو عام ويقلل من خطر الإصابة بمضاعفاته.
المساهمة في علاج السرطان
أشارت دراسة نشرت في عام 2020 إلى إمكانية استخدام نبات القسط الهندي كعامل علاج كيميائي لعلاج أنواع مختلفة من مرض السرطان، حيث وجد أن المركبات الثانوية الحيوية الناتجة عن أيض مستخلص أوراق القسط الهندي لها فعالية في إظهار نشاط مضاد للسرطان، وذلك عن طريق:[6]
- منع تكاثر الخلايا السرطانية في الثدي، والكبد، والقولون.
- تحفيز الموت المبرمج (بالإنجليزية: Apoptosis) للخلايا السرطانية.
في هذه الدراسة، تم تقييم فوائد القسط الهندي في علاج السرطان باستخدام نماذج حيوانية، وعلى الرغم من النتائج الواعدة التي ظهرت، ما زال هناك حاجة إلى المزيد من الأبحاث المستقبلية وإجراء المزيد من التقييمات.
فوائد القسط الهندي الأخرى
تكاد تكون فوائد القسط الهندي الصحية والعلاجية في الطب البديل لا تنحصر، لكن معظمها ما زال يحتاج إلى المزيد من الأدلة العلمية المثبتة. نذكر فيما يلي بعض من استخدامات وفوائد القسط الهندي غير المثبتة بعد:[8]
- علاج بعض الأمراض الجلدية، مثل الإكزيما، والطفح الجلدي، والثعلبة.
- علاج البواسير.
- تعزيز مناعة الجسم.
- تعزيز صحة القلب وضبط إيقاع القلب.
- خفض ضغط الدم.
- المساهمة في علاج ضعف الأعصاب من خلال تعزيز الدورة الدموية.
- علاج الضعف الجنسي للرجال.
- علاج بعض مشاكل الدورة الشهرية للنساء، مثل الحيض غير المنتظم وآلام الحيض.
- علاج بعض أمراض الكبد، مثل تليف الكبد.
فوائد القسط الهندي الموضعية
في الطب التقليدي، قد يتم استخدام القسط الهندي أو زيت القسط الهندي أو مسحوق القسط الهندي موضعياً لبعض الأغراض العلاجية، مثل:[1]
- علاج آلام العظام والمفاصل، وذلك من خلال وضع زيت القسط الهندي على المنطقة المصابة.
- تسريع التئام الجروح، حيث يساعد استخدام زيت القسط الهندي موضعياً على تحفيز نمو النسيج الطبيعي للجلد.
- علاج الصداع، وذلك من خلال استنشاق مغلي القسط الهندي أو زيته.
أضرار القسط الهندي ومحاذير استخدامه
على نحو عام، يعد استهلاك القسط الهندي بشكل معتدل لمعظم الأشخاص الأصحاء آمن، مع ذلك، يوصى باستشارة مقدم الرعاية الصحية قبل بدء استخدامه لأغراض صحية أو علاجية.
ويجب التحقق من استخدام قسط هندي خالي من الملوثات، مثل حمض الأريستولوشيك (بالإنجليزية: Aristolochic Acid)، إذ قد يسبب هذا المركب ما يلي:[8]
- مشاكل في الكلى.
- السرطان، وخاصة عند تناوله بجرعات كبيرة.
أيضاً، يوصى بتجنب استهلاك القسط الهندي من قبل الفئات التالية:[2][8]
- النساء الحوامل والمرضعات، إذ لا تتوفر معلومات كافية حول أمان استخدام القسط خلال فترتي الحمل والرضاعة.
- الأشخاص المصابون بأمراض القلب وأمراض الكلى.
- الأشخاص المصابون بارتفاع ضغط الدم.
يجدر الذكر أنه وعلى الرغم من أن القسط الهندي عشبة طبيعية إلا أنه قد يسبب رد فعل تحسسي لدى بعض الأفراد، وخاصة أولئك الذين يعانون من حساسية تجاه أحد النباتات التي تنتمي إلى الفصيلة النجمية، مثل الأقحوان. لذا يوصى التأكد من عدم التحسس منه قبل تناوله لأول مرة، وطلب الرعاية الطبية على الفور في حال ملاحظة أي من أعراض الحساسية، مثل تورم الوجه، والطفح الجلدي، وضيق التنفس.[2]