عند البحث عن دواء للإسهال، يمكن أن يجد الفرد الفرد خيارات محددة، بعضها يعد متاحًا دون الحاجة لوصفة طبية وبعضها الآخر يحتاج لوصفة من الطبيب من أجل أن يتم استخدامه. [1]
نذكر في المقال التالي معلومات مهمة حول دواء الإسهال، بما في ذلك أنواعه، وآلية عمله، بالإضافة إلى بعض النصائح حول استخدامه.
تعد مضادات الإسهال (بالإنجليزية: Antidiarrheal Medications) إحدى أنواع الأدوية والتي تستخدم لإبطاء أو إيقاف الإسهال لدى الفرد. ويجب التنويه إلى أن دواء الإسهال يستخدم للتخفيف من الإنزعاج المرتبط بالإصابة بالإسهال، إلا أنه لا يعمل على علاج السبب الرئيسي للمشكلة، ولهذا غالبًا ما يتم استخدام دواء الإسهال إلى جانب مجموعة من الأدوية الأخرى التي تهدف إلى علاج سبب المشكلة. [1][2]
متى يستخدم دواء الإسهال؟
يحدث الإسهال نتيجة لعدة أسباب، بما فيها: [2][3]
- العدوى، بما فيها العدوى البكتيرية، أو الفيروسية، أو الطفيلية.
- أمراض الجهاز الهضمي، منها متلازمة القولون العصبي، ومرض كرون، ومرض السيلياك.
- عدم تحمل اللاكتوز.
- حساسية الطعام.
- استخدام بعض أنواع الأدوية، مثل المضادات الحيوية.
وفي أغلب هذه الحالات، يمكن أن لا يتم استخدام دواء لعلاج الإسهال، حيث سيزول الإسهال من تلقاء نفسه دون الحاجة إلى علاج. وغالبًا ما يتم اللجوء لاستخدام أدوية الإسهال في حال استمرت الأعراض لدى المريض أكثر من بضعة أيام أو أصبح الفرد يعاني من الجفاف نتيجة لنوبات الإسهال المتكررة والمستمرة. [1][2]
كما يمكن أن يكون دواء الإسهال مفيدًا في الحالات التي يتسبب بها الإسهال آلامًا ومغصًا في البطن. [2][3]
أيضًا، يمكن أن ينصح باستخدام أدوية الإسهال للأفراد خضعوا لفغر اللفائفي أو جراحة الجيب J (بالإنجليزية: J-Pouch Surgery) والتي يمكن أن يحتاج بعض الأفراد لاستخدامها على المدى الطويل، بينما يستخدمها آخرون فقط حسب الحاجة إليها. [1][2]
ومن الحالات الأخرى التي يمكن أن يكون دواء الإسهال مفيدًا للمريض ما يلي: [2]
- الإسهال الشديد المرتبط بالأورام السرطانية النقيلية.
- الإسهال المرتبط بالإيدز.
- الإسهال المرتبط بالعلاج الكيميائي.
- متلازمة الأمعاء القصيرة، وهو أحد أنواع اضطرابات سوء الامتصاص الناجم عن نقص في وظائف الأمعاء الدقيقة.
- قرحة المعدة الناجمة عن عدوى بكتيريا البوابية.
لكن، يجب التنويه إلى أنه يجب تجنب تناول أدوية للإسهال دون استشارة الطبيب عندما يكون الإسهال مصحوبًا بحمى، أو كان هناك دم، أو صديد، أو مخاط في البراز. [1][2]
كما ينصح بتجنب الأدوية المضادة للإسهال إذا كان الإسهال ناتجًا عن البكتيريا أو الطفيليات، حيث سيحتاج الجسم إلى التخلص من البكتيريا أو الطفيليات المسببة للإسهال عن طريق التبرز باستمرار، ووقف الإسهال في هذه الحالة يمكن أن يؤدي إلى تفاقم حالة المريض. [4]
كما يجب استشارة الطبيب قبل استخدام أي دواء للإسهال عند معاناة المريض من داء الإمعاء الالتهابي، فمن الممكن لا يعد خيارًا مناسبًا لبعض أنواع هذا المرض. فمثلًا، يمكن أن تتسبب هذه الأدوية بحالة نادرة، ولكنها خطيرة جدًا، تعرف باسم تضخم القولون السام لدى المرض المصابين بالتهاب القولون التقرحي. [1]
اقرأ أيضًا: علاج الإسهال عند الكبار
كيف يعمل دواء الإسهال؟
تعمل الأدوية المضادة للإسهال عن طريق إبطاء حركة الأمعاء وهذا ما يؤدي إلى تقليل عدد مرات التبرز لدى الفرد، كما أنه يعمل على زيادة امتصاص السوائل من الأمعاء، وهذا ما سيساعد على جعل البراز أكثر تماسكًا. [2][3][4]
أيضًا، يمكن أن يعمل دواء الإسهال على اتزان حركة السائل عبر الأمعاء، وهو ما سيساعد على تقليل الالتهاب في المنطقة. كما يمكن أن تعمل بعض أنواع أدوية الإسهال عن طريق إبطاء نمو البكتيريا المسببة للإسهال. [2][3]
ما هي أنواع أدوية الإسهال؟
هناك أنواع مختلفة من أدوية الإسهال، بعضها متاح دون وصفة طبية، والتي تستخدم عادة لعلاج الإسهال الحاد، مثل دواء اللوبيراميد والبزموت سبساليسيلات. وبعضها الآخر يحتاج إلى وصفة طبية من أجل استخدامه، وغالبًا ما يتم وصفه لعلاج الإسهال المزمن. [1][4]
وفيما يلي نذكر أنواع أدوية الإسهال:
اللوبيراميد
يعمل دواء اللوبيراميد (بالإنجليزية: Loperamide) على التقليل من أعراض الإسهال من خلال التأثير على المستقبلات الأفيونية في الأمعاء، حيث يعمل هذا الدواء على تقليل عدد وسرعة انقباضات الأمعاء، وهذا ما سيؤدي إلى إبطاء سرعة مرور محتويات الأمعاء وإتاحة المزيد من الوقت لإعادة امتصاص الماء منها. [1][4]
يمكن أن تشمل الآثار الجانبية المحتملة لحبوب الإسهال التي تحتوي على دواء اللوبيراميد ما يلي: [1][4]
- جفاف الفم.
- الغثيان.
- تقلصات المعدة.
- العلوص، وهو نقص مؤقت في تقلص العضلات في الأمعاء.
- الإمساك.
- الدوخة.
- التعب.
- صعوبة في إفراغ البول من المثانة
من الممكن أن لا يتمكن الأفراد الذين يتناولون دواء اللوبيراميد من القيادة أو القيام بأنشطة أخرى تتطلب التركيز، خصوصًا عند تناوله لأول مرة. كما يجب استشارة الطبيب قبل استخدام هذا النوع من أدوية علاج الإسهال للأفراد الذين لديهم تاريخ للإصابة بمشاكل في ضربات القلب. [1][4]
البزموت سبساليسيلات
عادة ما يتم استخدام دواء البزموت سبساليسيلات (بالإنجليزية: Bismuth Subsalicylate) لعلاج اضطراب المعدة، إلا أنه يعمل أيضًا كدواء مضاد للإسهال. [1]
سينقسم هذا الدواء إلى مركبين منفصلين عند مروره بالأمعاء، ألا وهما البزموت وحمض الساليسيليك. يبقى البزموت في المعدة، حيث يساعد على تقليل الالتهاب وشفاء المعدة، كما أنه سيعمل على زيادة امتصاص السوائل في المعدة، وهذا بدوره يعمل على تقليل كمية الماء التي تدخل الأمعاء، وبالتالي تقليل الإسهال. [1][4]
كما يمكن أن يساعد البزموت على التقليل من الإسهال بسبب نشاطه المبيد للبكتيريا والمضاد للميكروبات الذي يمكن أن يمنع مسببات الأمراض المسببة للإسهال. [1][4]
تشمل الآثار الجانبية لهذا النوع من أدوية الإسهال ما يلي: [1][4]
- الغثيان.
- الإمساك.
- البراز الأسود.
- اللسان الأسود.
يجب الالتزام بالجرعات الخاصة بهذا الدواء وتجنب مضاعفتها، حيث أن تناول الجرعات الزائدة منه يمكن أن يشكل خطرًا على صحة الفرد. أيضًا، من الممكن أن يتفاعل هذا الدواء مع أدوية أخرى، بما فيها الأدوية المستخدمة للحالات التالية: [4]
- منع تخثر الدم.
- السكري.
- النقرس.
- التهاب المفاصل.
يجب تجنب استخدام هذا الدواء للأفراد الذين يعانون من الحساسية، تجاه الأسبرين وغيرها من أنواع الساليسيلات. كما يجب تجنب استخدام هذا الدواء للإسهال عند الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 12 عامًا لاحتمالية تسببه لديهم بمتلازمة راي. [5]
اقرأ أيضًا: طرق علاج الإسهال عند الأطفال
الديفينوكسيلات
يتشابه عمل دواء الديفينوكسيلات (بالإنجليزية: Diphenoxylate)، فهو يعمل على إبطاء نشاط الأمعاء بهدف تقليل تكرار نوبات الإسهال لدى المريض. إلا أن هذا النوع من أدوية الإسهال يستخدم فقط بوصفة طبية ولفترة زمنية قصيرة المدى، وذلك لاحتمالية تسببه بالإدمان لدى الفرد. [5]
غالبًا ما يتم وصف دواء الديفينوكسيلات إلى جانب دواء آخر يسمى بالأتروبين، لعلاج الإسهال لدى المرضى المصابين بداء كرون. ويمكن أن تشمل الآثار الجانبية لحبوب الإسهال التي تحدوي على دواء الديفينوكسيلات جفاف الفم والانتفاخ والإمساك. [5]
الأوسيترون
يعد دواء الأوسيترون (بالإنجليزية: Alosetron) أيضًا أحد أنواع أدوية الإسهال التي تحتاج إلى وصفة طبية والذي يستخدم لعلاج للأفراد الذين يعانون من متلازمة القولون العصبي الشديدة والتي يرافقها نوبات مهيمنة من الإسهال. [4]
يعمل هذا الدواء على تثبيط المستقبلات المسؤولة عن الإصابة بالإسهال، والألم، وعدم الراحة في البطن لدى المرضى المصابين بمتلازمة القولون العصبي. ويمكن أن تشمل الآثار الجانبية لدواء الأوسيترون الإمساك والتهاب القولون الإقفاري. [4]
الإلوكسادولين
يعد دواء الإلوكسادولين (بالإنجليزية: Eluxadoline) أيضًا من أدوية الإسهال التي يمكن استخدامها لمرضى متلازمة القولون العصبي التي يرافقها نوبات مهيمنة من الإسهال، وهو متاح بوصفة طبية فقط. [4]
يعمل هذا الدواء على تنظيم حركة الأمعاء وتقليل الأعراض عن طريق التأثير على المستقبلات الأفيونية. وما يميزه أنه يسبب آثارًا جانبية أقل مقارنة بالآثار الجانبية التي يسببها دواء الأوسيترون. [4]
الكولسترامين
يساعد دواء الكوليستيرامين (بالإنجليزية: Cholestyramine) على منع الإسهال لدى المرضى المصابين بمرض كرون، وذلك عن طريق جعل كمية الأحماض الصفراوية طبيعية في الجسم. وعادة ما يتم وصفه كدواء لعلاج الإسهال لدى الأفراد الذين قاموا بإزالة جزء من الأمعاء الدقيقة خلال عملية جراحية تعرف باسم الاستئصال اللفائفي. [5]
ومن الأعراض الجانبية الشائعة لهذا الدواء هي إصابة الفرد بالإمساك. [5]
الكودايين
يمكن أن يعمل الكودين (بالإنجليزية: Codeine) كدواء للإسهال عند تناوله على شكل قرص من كبريتات الكوديين، وهو من الأدوية التي يمكن أن يصفها الطبيب لعلاج الإسهال عند المرضى المصابين بداء كرون. [5]
لكن، يجب الانتباه إلى أن هذا الدواء يسبب إدمانًا كبيرًا عند استخدامه بشكل يومي، ولهذا يتم وصفه عادة للاستخدام على المدى القصير في حالات الإسهال الأكثر شدة. [5]
ويمكن أن تشمل الآثار الجانبية لدواء الكودايين النعاس، وجفاف الفم، والإمساك. [5]
أدوية أخرى
من الأدوية الأخرى التي يمكن استخدامها لعلاج الإمساك أيضًا ما يلي: [2]
- الأوكتريوتيد (بالإنجليزية: Octreotide).
- الكروفيلمر (بالإنجليزية: Crofelemer).
- الريفاكسيمين (بالإنجليزية: Rifaximin).
نصائح عند تناول أدوية الإسهال
ينصح بما يلي عند تناول الفرد أي دواء لوقف الإسهال، وذلك لتقليل الأضرار المحتملة المرتبطة باستخدامه: [3][4]
- قراءة التعليمات الموجودة على ملصق معلومات دواء الإسهال المتاح دون وصفة طبية، وذلك لمعرفة كمية الدواء التي يجب تناولها وعدد مرات تناولها.
- الالتزام بالجرعة الموصى بها من دواء الإسهال، وعدم زيادتها بهدف أن يعمل بشكل أفضل أو أسرع، حيث أن تناول أكثر من الجرعة الموصى بها يمكن أن يكون أمرًا خطيرًا على الصحة.
- استشارة الطبيب والصيدلاني قبل تناول أدوية الإسهال في حال كان المريض يتناول أي من الأدوية الموصوفة الأخرى.
- تجنب إعطاء أدوية الإسهال للرضع والأطفال الصغار، فذلك يمكن أن يشكل خطرًا على صحتهم، واستشارة الطبيب حول كيفية علاج الإسهال في هذه الحالة.
- تجنب تناول دواء الإسهال عند المعاناة من حساسية تجاهه.
- يجب استشارة الطبيب قبل استخدام أي دواء للإسهال للحامل.
نهاية، تتعدد أنواع أدوية الإسهال، فمنها ما هو متاح بوصفة طبية فقط ومنها ما يمكن تناوله دون الحاجة لوصفة طبية. بشكل عام، ينصح باستشارة الطبيب والصيدلاني قبل إعطاء أي دواء إسهال للكبار أو للصغار، حيث لا تحتاج جميع حالات الإسهال إلى تناول دواء لوقفه.
اقرأ أيضًا: هل تبحث عن علاج يوقف الإسهال بسرعة؟