أحيانًا، يُمكن أن يكون من الضروري إجراء استئصال الرحم لعلاج حالات معينة لدى النساء، وكغيرها من العمليات الجراحية يُمكن أن تكون محفوفة عملية استئصال الرحم ببعض المخاطر، فضلًا عن إمكانية تسبّبها ببعض الآثار الجانبية الناجمة عن إزالة الرحم نفسه. [1]
وفي المقال التالي سنقوم بمناقشة الآثار الجانبية لاستئصال الرحم والمضاعفات المحتملة لهذه العملية.
الآثار الجانبية لاستئصال الرحم
يختلف تأثير استئصال الرحم على المرأة بناءً على نوع العملية التي تم إجراؤها لها، فمن المُمكن أن تتضمن أنواع عملية استئصال الرحم ما يلي: [1][2]
- استئصال الرحم الجزئي، حيث تتم إزالة جزء أو كامل الرحم مع بقاء عنق الرحم كما هو.
- استئصال الرحم الكلي، حيث تتم إزالة الرحم بالكامل بالإضافة إلى عنق الرحم.
- استئصال الرحم الكلي مع المبايض، حيث تتم إزالة الرحم وعنق الرحم ومبيض واحد أو كلاهما، بالإضافة إلى قناتي فالوب.
كما يُمكن أن يتم إجراء استئصال الرحم إما من خلال البطن أو المهبل، وفي بعض الحالات يُمكن إجراء هذه العمليات بالمنظار أو باستخدام تقنية مساعدة الروبوت. وهنا يُمكن أن تختلف الآثار الجانبية لاستئصال الرحم بناءً على النهج الذي تم استخدامه. [1][2][3]
فعلى سبيل المثال، عند إجراء عملية استئصال الرحم عبر المهبل، فإنّ خطر حدوث المضاعفات يكون أقل مقارنةً بإجرائها عبر البطن، كما أنّ وقت التعافي يكون أقصر، عادةً أقل من 3 أسابيع، عند إجرائها عن طريق المهبل، بينما يكون يتراوح وقت التعافي لعملية استئصال الرحم عبر البطن من 6 - 8 أسابيع. [1][3]
وفيما يلي نذكر كل ما يخص تأثير إزالة الرحم على المرأة:
تأثيرات جسدية
تتضمن التأثيرات الجسدية لاستئصال الرحم ما يلي:
- الألم
من الطبيعي أن تشعر السيدة بالألم بعد استئصال الرحم، ولهذا يُمكن أن تحتاج إلى البقاء في المستشفى ليوم أو يومين، وخلال ذلك يتم إعطاؤها أدوية تساعد في تخفيف أي ألم لديها والتي يتم إعطاؤها عادةً عبر الوريد. [1][3][4]
عادةً ما يستمر ألم استئصال الرحم لعدة أيام ومن المهم استشارة الطبيب في حال المعاناة من ألم شديد لا يحتمل مكان العملية. [3][4]
- الإفرازات المهبلية الدموية
تتضمّن الآثار الجانبية لاستئصال الرحم أيضًا خروج الإفرازات المهبلية الدموية خلال الأيام أو الأسابيع التي تلي العملية وهو أمر طبيعي للغاية، وغالبًا ما تكون كمية هذه الإفرازات معتدلة وأقل من تلك التي تحدث أثناء الدورة الشهرية. [1][5]
يُمكن أن تستمر الإفرازات المهبلية الدموية لمدة تصل إلى 6 أسابيع، خلالها ستحتاج المرأة لارتداء الفوط الصحية. [1][5]
ومع ذلك، يُمكن أن تبلغ بعض النساء عن نزيف مهبلي حاد بعد استئصال الرحم، أو خروج جلطات دموية، أو إفرازات ذات رائحة قوية، وهو أمر يُمكن أن يدُل على حدوث بعض المضاعفات ولهذا يجب عليها إبلاغ الطبيب المعالج فورًا في حال ظهور أي من هذه الآثار الجانبية بعد استئصال الرحم. [3][5]
- اضطرابات الجهاز الهضمي
تُعتبر اضطرابات الجهاز الهضمي أيضًا من الأعراض الجانبية الشائعة بعد استئصال الرحم، حيث تشتكي بعض النساء من الإمساك المؤقت، وفيما يلي بعض الخيارات المفيدة للتقليل من الإمساك بعد عملية إزالة الرحم: [4][5]
- زيادة كمية الألياف والفواكه في النظام الغذائي.
- تناول الملينات بعد العملية فذلك يُمكن أن يساعد على تجنّب الإجهاد عند التبرّز، الذي يُمكن أن يعمل على إبطاء عملية الشفاء.
- الضغط الخفيف على البطن والذي يُمكن أن يساعد في إفراغ الأمعاء بسهولة أكبر في بعض الحالات.
ومن اضطرابات الجهاز الهضمي الأخرى التي يٌمكن أن تحدث بعد إجراء عملية استئصال الرحم أيضًا الغثيان والقيء. [4]
- انزعاج في منطقة جرح العملية
فمن المُمكن أن تعاني المرأة من الأعراض التالية في موقع جرح عملية استئصال الرحم خلال الأسابيع التي العملية: [1]
- الألم.
- التورّم.
- الاحمرار.
- الكدمات.
- الحرقان أو الحكة بالقرب من الجرح.
- الخدران بالقرب من الجرح أو أسفل الساق.
- أعراض انقطاع الطمث
لعلّ إحدى الأمور التي يجب ذكرها حول حياة المرأة بعد استئصال الرحم هي انقطاع الطمث بشكل كامل لديها في حال كانت لا تزال لم تخضع لانقطاع الطمث بالفعل، وهو أمر يحدث بشكل فوري عند الخضوع لعملية استئصال الرحم بالكامل والتي تتضمّن إزالة المبايض، حيث أنّ المبايض مسؤولة عن إنتاج هرمون الإستروجين وهو الهرمون المنظم للدورة الشهرية، ولهذا بعد إزالة المبايض سيتوقف حدوث الحيض لدى المرأة. [2][5]
أما حول استئصال الرحم مع الاحتفاظ بالمبايض، فمن المُمكن أن تتأثر المبايض بهذه العملية، حيث يُمكن أن يحدث اضطراب في إمداد المبايض بالدم، وهو أمر يحدث بدرجات متفاوتة من حالة لأخرى، ويُمكن أن يؤدي ذلك إلى التسريع من وصول المرأة لمرحلة انقطاع الطمث، فمن المُمكن للمرأة أن تتوقع الدخول في هذه المرحلة في غضون خمس سنوات تقريبًا بعد إجراء عملية استئصال الرحم دون إزالة المبايض. [2][5]
ونتيجةً لانخفاض مستويات هرمون الإستروجين، ستعاني المرأة من عدّة أعراض أخرى خلال مرحلة انقطاع الطمث، منها: [1][2]
- الهبّات الساخنة.
- جفاف المهبل.
- التعرّق الليلي.
- صعوبة النوم.
- تقلبات المزاج والانفعال.
- زيادة الوزن.
- تساقط الشعر.
- جفاف الجلد.
- فقدان كثافة العظام.
- تسارع ضربات القلب.
تختلف مدة استمرار هذه الأعراض من امرأة لأخرى، ومن المُمكن للطبيب أن يصف العلاج بالهرمونات البديلة لتقليل أعراض انقطاع الطمث. [2][5]
تأثيرات نفسية
يُمكن أن تحدث تغيّرات جذرية في الحياة بعد استئصال الرحم، حيث ستصبح المرأة غير قادرة على الحمل والإنجاب، وهي من التغيّرات التي يُمكن أن يكون من الصعب تقبلها لدى بعض النساء وسيتسبّب ذلك بالحزن والأسى لديها، خاصةً إذا كانت تأمل بإنجاب المزيد من الأطفال. [1][2]
كما أنّ غياب الحيض يُمكن أن يؤثر على نفسية المرأة، حيث أنّ ذلك يُمكن أن يجعل الأنثى تشعر بأنها فقدت جزءًا من هويتها أو أنوثتها. وعلى عكس ذلك، يمكن أن يكون توقف الحيض بشكل تام مثابة راحة كبيرة لدى بعض النساء، خصوصًا إن تم إجراء استئصال الرحم لعلاج حالة صحية تتسبّب بالعديد من الآلام والأعراض المزعجة الأخرى. [1][2]
وفي بعض الحالات، يُمكن أن يكون تأثير استئصال الرحم على نفسية المرأة كبيرًا بحيث يؤدي إلى معاناتها من الاكتئاب، والذي يتمثّل بالشعور بالحزن الشديد، وفقدان الاهتمام بالأشياء التي كانت تستمتع بها المرأة سابقًا، ونقص طاقة الجسم. ومن المُمكن أن تستمر أعراض الاكتئاب لعدة أسابيع أو أشهر بعد العملية. [5]
تأثيرات جنسية
يُمكن أن تتضمّن الآثار الجانبية لاستئصال الرحم أيضًا التأثير على الرغبة الجنسية لدى المرأة، وهو أمر يُمكن أن تختلف طبيعته من حالة لأخرى. ويُمكن أن يعتمد تأثير إزالة الرحم على الحياة الجنسية على عدّة عوامل بما فيها: [4][5]
- عمر المرأة.
- السبّب وراء إجراء عملية استئصال الرحم.
- مستوى الدعم الذي يقدمه الشريك.
- اضطرابات المزاج التي كانت موجودة قبل إجراء العملية.
فعلى سبيل المثال، أفادت العديد من النساء بزيادة استمتاعهن بالجنس بعد استئصال الرحم، وخاصةً إذا أجريت العملية لتخفيف النزيف الشديد أو كعلاج لحالات مؤلمة في الرحم، كما يُمكن أن يزاد استمتاع المرأة بالجنس نتيجة معرفتها بأنّه لم يعدّ بإمكانها الحمل وبالتالي لن يكون لديها مخاوف بشأن أي حمل غير مُخطط له. [1][4][5]
وفي المقابل، تشكو بعض النساء من فقدان الاهتمام أو الاستمتاع أثناء الجماع بعد استئصال الرحم، ربما يعود ذلك إلى فقدان تقلصات الرحم أو انخفاض ضغط عنق الرحم، فضلًا عن معاناتها من جفاف المهبل بعد استئصال الرحم الأمر الذي يزيد من الشعور بالألم وعدم الراحة أثناء الجماع. [1][5]
لكن، غالبًا ما يكون فقدان الرغبة الجنسية بعد إزالة الرحم أمرًا مؤقتًا، ويُمكن التغلب عليه من خلال استخدام الجل المزلق أو تلقي علاج بالهرمونات البديلة. [1][5]
انا متزوجة و دورتي هالشهر استمرت 3 ايام بالعادة من 5 ل 7 ايام و لكن الذي اخافني اني من اليوم الثاني الى اليوم اي الرابع لدي حمى و الم بالمفاصل لم اعرف مصدرها اول مرة اشعر بها
مخاطر إزالة الرحم على المدى البعيد
لعلّ من أهم مضاعفات استئصال الرحم على المدى البعيد هي تلك التي ترتبط بتسبّب هذه العملية بانقطاع الطمث، خصوصًا إذا كان عمر المرأة التي خضعت لاستئصال الرحم أقل من 40 عامًا، فبذلك تكون دخلت في مرحلة انقطاع الطمث المبكر، وهي حالة يُمكن أن تزيد من خطر الإصابة بالعديد من المشكلات الصحية على المدى البعيد، بما في ذلك: [2][5]
- هشاشة العظام.
- أمراض القلب، مثل: قصور القلب الاحتقاني وأمراض الشرايين التاجية.
- اضطراب مستويات الدهون.
- ارتفاع ضغط الدم.
- مرض الزهايمر.
- السمنة.
ولهذا، في حالات انقطاع الطمث المبكر، يُمكن أن يصف الطبيب المعالج علاجًا بديلًا للإستروجين لتخفيف الأعراض أو أدوية تساعد على منع هشاشة العظام. لكن، يجب التنويه إلى أنّ العلاج الهرموني لا يُعدّ مناسبًا لدى النساء اللاتي يتواجد لديهن تاريخ شخصي أو عائلي للإصابة بأمراض الكبد أو سرطان الثدي. [5]
من الآثار الجانبية لاستئصال الرحم على المدى البعيد أيضًا إمكانية حدوث تدلي لأعضاء الحوض، ومنها: [1]
- المهبل، حيث ينفصل المهبل عن الرحم وعنق الرحم، الأمر الذي يمكن أن يؤدي إلى تدلي المهبل لأسفل على نفسه وفي بعض الحالات يُمكن أن يتدلى إلى خارج الجسم.
- الأمعاء أو المثانة، فمن المُمكن أن تتدلى هذه الأعضاء إلى المنطقة التي كان يتواجد فيها الرحم من قبل، مما يؤدي إلى الضغط على منطقة المهبل، كما يُمكن أن يؤدي تدلي المثانة إلى حدوث مشاكل في التبوّل.
ومن المُمكن أن يساعد القيام بتمارين قاع الحوض، بما في ذلك تمارين كيجل، قبل إجراء استئصال الرحم على التقليل من خطر حدوث تدلي الأعضاء، حيث تعمل هذه التمارين على تقوية العضلات التي تدعم الأعضاء الداخلية، وبالتالي ستعمل على بقائها في مكانها الطبيعي. [1]
مضاعفات عملية استئصال الرحم
كغيرها من أنواع العمليات الجراحية، يُمكن أن ترتبط عملية استئصال الرحم ببعض المضاعفات والمخاطر، والتي يُمكن أن تشمل ما يلي: [1][4]
- النزيف وفقدان كميات كبيرة من الدم.
- تلف الأنسجة المحيطة، بما في ذلك المثانة، والإحليل، والأمعاء، والأوعية الدموية، والأعصاب.
- جلطات الدم التي تظهر في الساقين ومن المُمكن أن تنتقل إلى الرئتين.
- العدوى.
- انسداد الأمعاء.
- الآثار الجانبية للتخدير.
- تشكل الناسور، وهو مسار غير طبيعي ينشأ بين عضوين، مثل المثانة والمهبل، وفي هذه الحالة يسمى الناسور المثاني المهبلي.
ويُمكن أن تختلف العوامل التي تزيد من احتمالية هذه المخاطر والمضاعفات لاستئصال الرحم، والتي تشمل ما يلي:
- التاريخ الطبي، فعلى سبيل المثال، تُعدّ النساء اللاتي يعانين من السمنة أكثر عرضة للإصابة بالعدوى وجلطات الدم من اللاتي يتمتعن بوزن طبيعي.
- السبب وراء إجراء العملية، فعلى سبيل المثال، من المرجّح أن يحدث تكوين الناسور لدى النساء اللاتي خضعن لاستئصال الرحم بسبب السرطان مقارنةً بالنساء اللاتي خضعن لاستئصال الرحم بسبّب حالات صحية أخرى.
- نوع عملية استئصال الرحم، حيث ترتبط عملية استئصال الرحم عبر البطن بخطر متزايد للإصابة بمضاعفات، مثل: العدوى، والنزيف، وجلطات الدم، وتلف الأعصاب، وانسداد الأمعاء مقارنةً باستئصال الرحم عبر المهبل أو باستخدام المنظار.
نصيحة الطبي
من المُمكن أن يحدث تغيّر بسيط في حياة المرأة بعد استئصال الرحم، حيث بعد إجراء هذه العملية لن تصبح المرأة قادرة على الحمل والإنجاب مرة أخرى، وفي بعض الحالات يمكن أن يُحدث انقطاع تام للحيض. كما إنّ من الآثار الجانبية لاستئصال الرحم احتمالية حدوث تغيّر في الرغبة الجنسية لدى المرأة، فضلًا عن احتمالية إصابتها بالاكتئاب المؤقت.
ومن المهم مناقشة الطبيب لكل ما يخص تأثير استئصال الرحم على المرأة قبل إجرائها لتكون مستعدة لجميع المخاطر والتأثيرات الخاصة بهذه العملية. كما بإمكانكِ الآن الاستفادة من خدمة الاستشارات الطبية عن بعد التي يوفرها موقع الطبي على مدار 24 ساعة وطيلة أيام الأسبوع لمعرفة كل ما يخص هذا الموضوع.