يعرّف الجوع على أنه حاجة الجسم الغريزية لتناول الطعام من أجل الحصول على الطاقة. ويشعر الشخص بالجوع نتيجة لوصول إشعارات من الدماغ إلى الجسم وخاصةً المعدة لجعلها تنقبض، وهو ما يسمى بآلام الجوع. وهذا الشعور لا يمكن السيطرة عليه، أو تجاهله.

وتجدر الإشارة إلى ضرورة التميز بين الجوع والشهية، فالجوع استجابة فسيولوجية لا يمكن التحكم بها، وبالتالي لا يمكن تحفيزها، بينما الشهية هي الرغبة في تناول الطعام، وهي ما يمكن التأثير فيه لزيادة تناول الطعام. لذلك قد يستخدم أحياناً مصطلح محفزات الجوع للدلالة على محفزات الشهية وهي الأمور التي تزيد من تناول الطعام.

ما هي الهرمونات المسؤولة عن الجوع؟

يفرز جسم الإنسان هرمونات تتحكم بالشعور بالجوع والشهية، وهي:

  • هرمون الجريلين (بالإنجليزية: Ghrelin): يلعب هذا الهرمون دوراً مهماً في تحفيز الشعور بالجوع وزيادة الشهية، لذلك يُطلق عليه اسم هرمون الجوع. وتفرز المعدة هذا الهرمون ليؤثر في الدماغ ليوحي للجسم بالجوع وضرورة تناول الطعام. وعادةً ما يرتفع هذا الهرمون بشكل كبير قبل تناول الطعام، ثم يبدأ بالانخفاض عند تناول الطعام، ويستمر تأثيره لمدة ثلاث ساعات تقريباً بعد تناول الوجبة. كما يقل إفراز هذا الهرمون عند الإفراط في تناول الطعام.
  • هرمون اللبتين (بالإنجليزية: Leptin): تفرز الغدد الدهنية هرمون اللبتين عند امتلاء الدهون فيها كدلالة على حصول الجسم على كمية كافية من الطاقة، وبالتالي عدم الحاجة إلى الاستمرار في الأكل. لذلك تعد وظيفة هذا الهرمون الأساسية هي منع الشهية وتناول الطعام. كما يساعد هرمون اللبتين على تقليل إفراز هرمون الجيرلين من المعدة، وتثبيط تأثيره على الغدة النخامية.

ما هي محفزات الجوع؟

يمكن تحفيز الشهية للزيادة من شعور الشخص بالجوع، عن طريق استخدام بعض العلاجات الدوائية، أو المكملات الغذائية، أو عن طريق تغيير بعض أساليب الحياة اليومية، وفيما يأتي شرحاً مفصلاً لذلك:

تغير نمط الحياة

يمكن اتباع بعض التغييرات في أنماط الحياة اليومية والتي بدورها تعزز من الشهية وتزيد من الجوع ورغبة الشخص لتناول الطعام. ويذكر منها ما يأتي:

  • تناول وجبات طعام صغيرة بعدد مرات أكبر، أي تناول 5-6 وجبات صغيرة بدلاً من 3 وجبات كبيرة.
  • تناول الأطعمة المغذية التي تحتوي على البروتينات، والدهون الصحية والحبوب الكاملة.
  • تناول المزيد من الوجبات التي تحتوي على السعرات الحرارية، والتي بدورها تزيد من استهلاك الشخص للطعام على مدار اليوم.
  • تناول الطعام مع الأصدقاء والعائلة أو أمام التلفاز، ليجعل الشخص يتناول المزيد من الطعام.
  • تناول الطعام في أطباق أكبر، فهذه الطريقة تخدع الدماغ لتناول كميات أكبر من الطعام.
  • تناول وجبات الطعام في أوقات محددة يومياً.
  • تناول وجبة الإفطار، فهذه الوجبة تعزز من الشهية وتحفز الجوع.
  • التقليل من تناول الألياف خلال وجبات الطعام، لما لها من دور في تعزيز الشعور بالشبع لفترات أطول خلال اليوم.
  • تناول الأطعمة التي يحبها الشخص، لما له من دور في تعزيز تناول الطعام.
  • استخدام الأعشاب والتوابل على الطعام، ليساعد على تحفيز الشهية.
  • ممارسة التمارين الرياضية، لما لها من دور في حرق السعرات الحرارية، وبالتالي تحفيز الشعور بالجوع.
  • التقليل من تناول المشروبات خلال تناول الوجبات الغذائية، فتناول المشروبات قبل أو أثناء تناول وجبات الطعام، يجعل الشخص يتناول كميات أقل من الطعام.

العلاجات الدوائية

يوجد العديد من المركباتا لدوائية التي يمكن استخدامها لتحفيز الشهية والشهور بالجوع، إلا أنَّ منظمة الغذاء والدواء العالمية وافقت على استخدام ثلاث تركيبات دوائية فقط، ومن هذه الخيارات نذكر ما يأتي:

  • دواء الأوكساندرولون: يعد دواء الأوكساندرولون (بالإنجليزية: Oxandrolone) نوع من أنواع الستيرويدات البنائية، ويساعد على تحفيز الشهية وزيادة الوزن، وينصح باستخدامه بعد العمليات الجراحية، أو الإصابات، أو وجود الالتهابات الجرثومية الشديدة. ومن الآثار الجانبية الأكثر شيوعاً عند استخدام هذه الدواء، ظهور حب الشباب، تغير في الرغبة الجنسية، زيادة في نمو الشعر غير المرغوب به، تغيرات في المزاج، اضطراب الدورة الشهرية، اضطرابات في المعدة، ارتفاع إنزيمات الكبد، وارتفاع الدهنيات الضارة وانخفاض الدهنيات الجيدة في الجسم.
  • دواء أسيتات الميجيسترول: تعد أسيتات الميجيسترول (بالإنجليزية: Megestrol Acetate) أحد أنواع البروجسترون. ويصفه الأطباء عادةً لتحفيز ضعف الشهية المرتبط بالحالات المزمنة، كالسرطان، والإيدز، أو فقدان الشهية العُصابي (بالإنجليزية: Anorexia). ومن أعراضه الجانبية، اضطرابات المعدة، وتغيرات في المزاج، واضطرابات في النوم، وفي بعض الحالات النادرة قد تحدث أعراض خطيرة، كتراكم السوائل في الجسم، وظهور السكري، أو الجلطات الدموية.
  • دواء الدرونابينول: يساعد الدرونابينول (بالإنجليزية: Dronabinol) على تعزيز الشهية للأشخاص المصابين بالسرطان، والذين يعانون من التقيؤ المستمر نتيجة للعلاج الكيميائي، أو الأشخاص المصابين بالإيدز. ومن الآثار الجانبية الأكثر شيوعاً عند استخدام هذه الدواء، التشوش الذهني، الدوخة، النعاس، الهلوسة، واضطرابات في المزاج.
  • أدوية أخرى غير موافق عليها: يوجد بعض الأدوية التي يصرفها الأطباء لزيادة الشهية، ولكن لم توافق عليها منظمة الغذاء والدواء العالمية بعد، ومنها:
    • الأدوية المضادة للاكتئاب مثل ميرتازبين (بالإنجليزية: Mirtazapine).
    • الستيرويدات مثل الدكساميثازون (بالإنجليزية: Dexamethasone) والبردنيزون (بالإنجليزية: Prednisone).
    • بعض الأدوية المضادة للهيستامين.
    • بعض الأدوية المضادة للتشنجات.
    • بعض الادوية النفسية.

المكملات الغذائية

يكون تناول بعض المكملات الغذائية التي تحتوي على بعض الفيتامينات والمعادن والأعشاب فعالاً في تحفيز الشهية خصوصاً إذا كان الشخص يعاني من نقص في هذه الفيتامينات والمعادن، ومن هذه المكملات ما يأتي:

  • الزنك: يسبب نقص الزنك في الجسم مجموعة من الأعراض كضعف الشهية، وتغيرات في التذوق، وضعف في الجهاز المناعي، لذا قد يكون يكون تناول الزنك مفيداً لزيادة الشهية في هذه الحالة.
  • فيتامين ب-1: ويسمى أيضاً بالثيامين، فنقصان هذا الفيتامين في الجسم، يسبب ضعف الشهية، ونقصان في الوزن، بالإضافة إلى مجموعة من الأعراض المتعلقة بالجهاز العصبي.
  • أوميجا 3: تعد المأكولات البحرية مصدراً غنياً بالأوميجا 3، وتساعد على تحفيز الشهية، وتحسن من هضم الطعام، وتقلل من الشعور بالانتفاخ والشبع الذي يقلل من الشهية للطعام.

ما هي أسباب الشعور المستمر بالجوع؟

نذكر فيما يأتي بعضاً من الأسباب المرتبطة باستمرار الشعور بالجوع على الرغم من تناول الطعام:

  • عدم النوم لساعات كافية: فالحصول على قسطٍ كافٍ من النوم مهماً لصحة الدماغ والجهاز المناعي في الجسم، والتقليل من أمراض القلب والسرطان. ويساعد النوم لساعات كافية لمدة تقارب 8 ساعات يومياً على تنظيم هرمون الجريلين، بينما ترتبط قلة النوم ارتباطاً وثيقاً بارتفاع مستوى الجريلين مما ينتج عنه الشعور بالجوع. كما أن النوم لساعات كافية يزيد من مستوى هرمون اللبتين الذي يعزز الشعور بالشبع.
  • عدم شرب كميات كافية من الماء يومياً: يساعد تناول الماء بكميات كافية يومياً على التقليل من الجوع والشهية.
  • تناول الكربوهيدرات المكررة بكثرة: يعد الطحين الأبيض الموجود في الخبز والمعكرونة والحلويات والمخبوزات من أكثر الكربوهيدرات المكررة شهرةً. ويتم تجريد هذه الكربوهيدرات من الألياف والفيتامينات والمعادن أثناء تصنيعها. وبما أن هذه الأطعمة تفتقر إلى الألياف، فإن الجسم يقوم بهضمها بسرعة كبيرة، مما يزيد من الشعور بالجوع. كما أن تناولها يسبب انخفاض مفاجئ في نسبة السكر في الدم وذلك بسبب زيادة نسبة الأنسولين في الجسم بعد تناول هذه الكربوهيدرات. مما ينتج عنها دخول الجلوكوز الى الخلايا. وانخفاض نسبة السكر في الدم. مما يوحي للجسم بالجوع وأنه يحتاج إلى المزيد من الطعام.
  • افتقار النظام الغذائي إلى الألياف: يزيد تناول الوجبات الغذائية قليلة الألياف من الشعور بالجوع بعد تناولها، وذلك لأن الألياف تقلل من معدل تفريغ الطعام من المعدة، وتساعد على الشعور بالشبع لفترة أطول. كما أنها تحتاج لوقتٍ اطول لهضمها.
  • افتقار النظام الغذائي إلى الدهون: تلعب الدهون دوراً أساسياً في إبطاء عملية الهضم وتعزيز الشعور بالشبع لفترة أطول، والتالي يساعد نقص الدهون في الوجبات الغذائية على تحفيز الجسم على الشعور بالجوع بعد ساعات قليلة من تناول الوجبات.
  • قلة تناول البروتينات: للبروتين دور مهم في التحكم بالجوع والشهية وذلك من خلال تنظيم عمل هرمونات الجوع، إذ يزداد الشعور بالجوع في حالة عدم تناول الكميات الكافية من البروتينات خلال الوجبات الغذائية.
  • ممارسة الكثير من التمارين الرياضية: تساعد ممارسة التمارين الرياضية على حرق العديد من السعرات الحرارية، وزيادة معدلات الأيض في الجسم، مما يجعلهم يشعرون بالجوع والحاجة لتناول الوجبات الغذائية.
  • التعب والضغط النفسي: يزيد التوتر والضغط النفسي من إفراز هرمون الكورتيزول في الجسم، والذي بدوره يحفز الجوع والشهية.
  • تناول بعض الأدوية: قد تسبب بعض الأدوية زيادة الشهية والشعور بالجوع كأحد الأعراض الجانبية. ومن هذه الأدوية مضادات الاكتئاب، والأدوية النفسية، والأدوية الخاصة بالتشنجات، والكورتيزون.
  • الإصابة ببعض الأمراض: قد يكون الجوع أحد الأعراض الإصابة ببعض الأمراض الصحية كالسكري، أو فرط نشاط الغدة الدرقية، أو الفشل الكلوي، أو الاكتئاب، أو القلق. ويعدّ التغير الهرموني خلال فترة ما قبل الحيض محفزاً للجوع لدى النساء.