النَخالة الوردية (بالإنجليزية: Pityriasis Rosea) هي طفح جلدي شائع يتميز بظهور بُقع وردية متقشرة وملتهبة على الجسم سببها عدوى فيروسية أو بكتيرية. عادةً ما تبدأ الأعراض بالظهور على مرحلتين، بحيث تتضمن المرحلة الأولى ظهور رقعة واحدة متقشرة على الظهر أو الجذع تُعرف بإسم رقعة هيرالد (بالانجليزية : Herald Patch). أما المرحلة الثانية فتبدأ بعد 5-15 يومًا من ظهور رقعة هيرالد، وينتشر الطفح الجلدي ليغطي معظم أجزاء الجسم. [1]
النَخالة الوردية ليست معدية وعادة ما تختفي من تلقاء نفسها خلال 6-8 أسابيع دون الحاجة إلى علاج. ومع ذلك، يمكن أن تكون هذه الحالة مزعجة ومحرجة للمصابين بها. تعرَّف أكثر في هذا المقال على أفضل طرق علاج النَخالة الوردية وكيفية التعامل مع الأعراض المزعجة.
طرق علاج النَخالة الوردية
تتضمن طرق علاج النَخالة الوردية تخفيف أعراض الطفح الجلدي والالتهابات عن طريق استخدام العلاجات المنزلية و العلاجات الدوائية والتي قد تحتاج إلى وصفة طبية. [2][3]
العلاجات المنزلية
يهدف العلاج غير الدوائي إلى تخفيف الأعراض قدر الإمكان و السيطرة على الحكة، والتي قد تكون شديدة في 25٪ من المرضى. ويتضمن ما يلي: [2]
- استخدام واقي شمس
يُنصح باستخدام واقي شمس واسع النطاق بسخاء مع عامل حماية (SPF) لا يقل عن 30، مع الحرص على تكرار تطبيق الكريم كل ساعتين أو أقل لتجنب الحروق. [2]
يمنع استخدام زيت تسمير البشرة أو الجلوس تحت الشمس لفترات طويلة. [2]
- استخدام دقيق الشوفان
يحتوي الشوفان على مركبات مفيدة مضادة للالتهابات تسمى بيتا جلوكان (بالانجليزية: Beta Glucans)، لذلك يمكن إضافة الشوفان المطحون الى ماء دافئ للحصول على عجينة، توضع على الطفح الجلدي لمدة 10 دقائق للتقليل من الحكة والألم المصاحب له. كما يمكن أيضًا عمل حمام أو استخدام مستحضرات تحتوي على دقيق الشوفان مما يساعد على تهدئة الجلد وترطيبه. [2]
- نبات الصبار (Aloe Vera)
يساعد نبات الصبار على ترطيب وتهدئة البشرة بالإضافة إلى أنه مضاد للالتهابات والفيروسات، وذلك لاحتوائه على الفيتامينات والمعادن ومضادات الأكسدة. يمكن إستخراج الجل من ورقة الصبار ووضعه على مناطق الطفح الجلدي وتكرار استخدامه عدة مرات خلال اليوم حسب الرغبة. [9]
من الجدير بالذكر أن العلاجات الطبيعية قد تسبب الحساسية، لذلك يجب التأكد من عدم وجود حساسية تجاهها قبل استخدامها. [9]
العلاجات الدوائية
تستخدم العديد من الأدوية لتخفيف أعراض النَخالة الوردية المزعجة، مثل الاحمرار والحكة وغيرها، بحيث تكون هذه الأدوية مُتاحة في البيوت أو الصيدليات و في بعض الأحيان قد تحتاج الى وصفة طبية، ومنها:
- غسول الكالامين
استخدام غسول الكالامين (بالانجليزية: Calamine Lotion) يساعد على تخفيف الحكة وتهدئة الطفح الجلدي لاحتوائه على مادتي أكسيد الزنك والكالامين. [3]
يستخدم غسول الكالامين بمعدل 3-4 مرات في اليوم عن طريق وضعه وتوزيعه على المناطق المصابة. [3]
- مرطبات جلدية
تهدف المرطبات والمطريات إلى ترطيب وتهدئة الجلد الجاف المتشقق، مما يساعد على التخفيف من الحكة. يفضل تطبيق المرطب بمعدل 3-4 مرات في اليوم على المنطقة المصابة. [4]
يُنصح بعدم استخدام الصابون العادي وذلك لأنه يسبب تهيجًا واستنزافًا لطبقة الزيوت الموجودة فوق الجلد. يفضل استخدام الصابون الذي يحتوي على نسبة عالية من المرطبات والمطريات. [4]
- مضادات الحساسية (مضادات الهيستامين)
يساعد تناول مضادات الهيستامين عن طريق الفم على التخفيف من الحكة، ومن الأمثلة عليها الكلورفينيرامين (بالإنجليزية:Chlorpheniramine). ويمكن أن يتم وصفها بمعدل 3-4 مرات في اليوم، وتكون الجرعة حسب إرشادات الصيدلاني أو الطبيب.[11]
من الجدير بالذكر أن بعض أنواع مضادات الهيستامين تسبب النعاس، فلذلك يُنصح بعدم القيادة أثناء استخدام هذه الأدوية. [4][5]
- المستحضرات الطبية التي تحتوي على الكورتيكوستيرويد
يهدف استخدام كريمات الكورتيكوستيرويد (بالانجليزية: Corticosteroids)، مثل الهيدروكورتيزون (بالانجليزية: Hydrocortisone)، تريامسينولون (بالانجليزية: triamcinolone)، كلوبيتاسول (بالانجليزية: Clobetasol) وغيرها الى تقليل الإلتهابات و الإحمرار الناتج عن الحكة الشديدة. [4]
يُنصح بدهن المنطقة المصابة بطبقة رقيقة من هذه المستحضرات الطبية بمعدل مرة الى مرتين باليوم لمدة لا تزيد عن 7 أيام. ويُمنع استخدامها على البثور المفتوحة و المجروحة. [12]
- مضادات الفيروسات
يمكن علاج النَخالة الوردية باستخدام الأدوية المضادة للفيروسات مثل الأسيكلوفير (بالإنجليزية: Acyclovir) خصوصا في الأسبوع الأول من بداية الطفح الجلدي، عندما يكون النشاط الفيروسي التكاثري لفيروس الهِربِس البشري (بالانجليزية: Human Herpes Virus) مرتفعًا جدًا. [7]
غالباً ما يُنصح باستخدام دواء الأسيكلوفير من قِبل الطبيب بجرعة 1 جرام 5 مرات في اليوم لمدة أسبوع حسب خطورة وشدة الإصابة. [10]
العلاج بالأشعة فوق البنفسجية (ب)
في حال عدم استجابة المريض للعلاجات السابقة، فقد يوصى بالعلاج بالأشعة فوق البنفسجية (ب). يتضمن ذلك تعريض الجلد المصاب للأشعة فوق البنفسجية لبضع دقائق على فترات منتظمة تحت إشراف طبيب أمراض جلدية أو أخصائي جلدية، مما يساعد على التقليل من شدة المرض. [4]
يمكن لهذا النوع من العلاجات أن يترك بقعاً دائمة على البشرة حتى بعد اختفاء الطفح الجلدي، لذلك يفضل استشارة الطبيب قبل البدء في العلاج بالأشعة فوق البنفسجية. [4]
متى ينصح بزيارة الطبيب؟
يجب على المصاب زيارة الطبيب وطلب الرعاية الصحية في الحالات التالية: [2][3][8]
- استمرار الطفح الجلدي لفترة تزيد عن ٣ اشهر.
- تفاقُم الأعراض مثل الحكة، بعد الإصابة بالطفح الجلدي لمدة شهرين.
- ظهور بُقع أفتح أو أغمق من الجلد بعد شفاء النَخالة الوردية (بالانجليزية: Hyperpigmentation or Hypopigmentation).
- ظهور عدوى بكتيرية ثانوية سببها الخدش الشديد والتي تؤدي إلى احمرار وألم وقيح.
- ظهور الطفح الجلدي بعد فترة زمنية قصيرة من الشفاء منه.
نصيحة الطبي
عادة ما يتم علاج النخالة الوردية بطرق منزلية ودوائية، وفي معظم الحالات تختفي الأعراض من تلقاء نفسها خلال 6-8 أسابيع دون الحاجة إلى علاج. يمكنك استشارة طبيب عن بعد عبر منصة الطبي حول كل ما يتعلق بمرض النَخالة الوردية وطرق علاجها.