يُعرف التهاب الدماغ بأنه حالة يعاني فيها الشخص من تورم في أنسجة المخ نتيجة التهابها إثر الإصابة بعدوى أو خلل في مناعة الجسم، وتعد من الحالات الخطيرة التي تستدعي تلقي العلاج في أسرع وقت ممكن. يهدف علاج التهاب الدماغ إلى الحفاظ على حياة المريض وتقليل الأضرار الدائمة التي تنجم عن التهاب المخ قدر المستطاع، ومن ثم مساعدته على استعادة مهاراته المتأثرة. [1]
يتناول هذا المقال طرق علاج مرض التهاب الدماغ، وكذلك العلاج التأهيلي الذي يخضع إليه المريض لاستعادة وظائف الدماغ.
علاج التهاب الدماغ
يعد أهم خطوة في علاجالتهاب الدماغ هو اكتشافه مبكرًا للخضوع للإجراءات العلاجية اللازمة التي تهدف إلى السيطرة على الأعراض ومعالجة السبب؛ لتقليل خطر حدوث المضاعفات الدائمة والحفاظ على حياة المريض. [1][2]
يجب على حالات التهاب الدماغ دخول المستشفى على الفور لتلقي العلاج اللازم بمجرد اكتشاف الحالة، بل وقد يستدعي علاج التهاب الدماغ الحاد والشديد دخول وحدة العناية المركزة. [2][3]
يعتمد اختيار خطة علاج التهاب الدماغ على شدة الحالة، والسبب الكامن وراء الالتهاب، وكذلك عمر المريض وحالته الصحية العامة. [2]
يتضمن علاج التهاب المخ ما يلي:
دعم الوظائف الحيوية
يبدأ علاج التهاب الدماغ عند الأطفال والكبار بمراقبة الوظائف الحيوية في الجسم ودعمها، مثل التنفس، ومعدل ضربات القلب، وضغط الدم وتخفيف أعراض التهاب الدماغ، وقد يشمل العلاج في هذه الخطوة ما يلي: [1][4]
- استخدام قناع الأكسجين، وقد يحتاج البعض إلى وضعهم على جهاز التنفس الاصطناعي.
- إعطاء السوائل الوريدية.
- التحكم في ضغط الدم.
- إعطاء المانيتول للسيطرة على الوذمة الدماغية.
استخدام الأدوية
يحدد الطبيب أدوية علاج التهاب الدماغ المناسبة لكل حالة على حدة، وقد تتضمن هذه الأدوية الآتي:
- مضادات الفيروسات
تستخدم الأدوية المضادة للفيروسات في علاج التهاب الدماغ الفيروسي الهربسي؛ للمساعدة في القضاء على فيروس الهربس البسيط أو الحماق النطاقي الذي قد يكون وراء العدوى، وعادة ما تعطى مضادات الفيروسات في أقرب وقت ممكن بعد تشخيص التهاب الدماغ دون انتظار ظهور نتائج الاختبارات التي توضح نوع العدوى. [3][5]
ومن أمثلة مضادات الفيروسات المستخدمة في علاج التهاب الدماغ الهربسي ما يلي: [4]
- الأسيكلوفير (بالإنجليزية: Acyclovir).
- الجانسيكلوفير (بالإنجليزية: Ganciclovir).
- الفوسكارنيت (بالإنجليزية: Foscarnet).
عادة ما تعطى الأدوية المضادة للفيروسات وريديًا 3 مرات في اليوم مدة 2 إلى 3 أسابيع. [3]
تجدر الإشارة إلى أن مضادات الفيروسات لا تفيد في القضاء على أنواع العدوى الفيروسية الأخرى. [5]
اقرأ أيضًا: ما هي أسباب التهاب الدماغ؟
- المضادات الحيوية أو مضادات الفطريات
توصف المضادات الحيوية في علاج التهاب المخ الناجم عن عدوى بكتيرية وقد تعطى أيضًا في البداية بمجرد تشخيص المرض حيث قد يصعب التفرقة بين التهاب المخ والتهاب السحايا، فيما توصف مضادات الفطريات في علاج حالات العدوى الفطرية المسببة لالتهاب الدماغ. [5][6]
- الكورتيكوستيرويدات
يهدف علاج التهاب الدماغ بالكورتيزون إلى تقليل تورم الدماغ حيث يعمل على تخفيف الالتهاب خاصة في علاج التهاب الدماغ المناعي الذاتي، وقد يستخدم في بعض حالات الالتهاب الناجم عن العدوى الفيروسية. [3][6]
تؤخذ أدوية الكورتيكوستيرويدات أو الكورتيزون في صورة حقن، ومن أمثلتها البريدنيزولون (بالإنجليزية: Prednisolone). [1][3]
- خافضات الحرارة ومسكنات الألم
تستعمل خافضات الحرارة ومسكنات الألم مثل الباراسيتامول (بالإنجليزية: Paracetamol) لتخفيف الحمى والصداع المصاحب لالتهاب المخ. [4]
- مضادات الاختلاج
قد تعطى مضادات الاختلاج مثل اللورازيبام (بالإنجليزية: Lorazepam) ضمن خطة علاج التهاب المخ في الحالات التي تعاني من نوبات. [7]
- مثبطات المناعة
يمكن أن تستخدم مثبطات المناعة في الحالات التي لم تستجب للعلاجات الأخرى ضمن علاج التهاب المخ المناعي، ومن أمثلتها دواء السيكلوفوسفاميد (بالإنجليزية: Cyclophosphamide) والريتوكسيماب (بالإنجليزية: Rituximab). [1]
اقرأ أيضًا: أسباب التهاب السحايا، وهل هو معد؟
الغلوبيولين المناعي
يستخدم الغلوبيولين المناعي في علاج التهاب الدماغ المناعي الذاتي والذي يتضمن إعطاء محلول يحتوي أجسامًا مضادة بكميات كبيرة عبر الوريد على مدار أيام؛ للمساهمة في التحكم في جهاز المناعة واستعادة وظيفته. [1][3][6]
فصادة البلازما
يجرى هذا العلاج للحد من الاستجابة المناعية في التهاب الدماغ المناعي، وفيه يتم فصل البلازما عن الدم لدى المريض واستبدالها بمحلول آخر؛ للتخلص من الأجسام المضادة التي تهاجم خلايا الدماغ، وعادة ما يستغرق هذا العلاج عدة أيام. [1][6]
اقرأ أيضًا: تشخيص التهاب السحايا وأهم أعراضه
العلاج التأهيلي بعد التهاب الدماغ
قد يؤدي التهاب الدماغ إلى التأثير على بعض وظائف المخ؛ لذا يحتاج الشخص بعد الانتهاء من علاج التهاب الدماغ الخضوع للعلاج التأهيلي للمساعدة في استعادة وظائف الدماغ مرة أخرى. [4]
يمكن أن يتضمن العلاج التأهيلي ما يلي: [4][8]
- العلاج الطبيعي: يساهم العلاج الطبيعي في استعادة قوة العضلات، والتوازن، والتناسق الحركي لتحسين القدرة على الوقوف والمشي من خلال إجراء بعض التمارين.
- العلاج المهني: يهدف هذا العلاج إلى مساعدة الشخص على استعادة القدرة على أداء مهامه اليومية الأساسية.
- علاج النطق: قد يؤثر التهاب الدماغ على قدرة الشخص على النطق والكلام؛ لذا يفيد علاج النطق في استعادة المهارات اللغوية وتحسين التواصل.
- العلاج المعرفي: يمكن أن يؤثر التهاب المخ أيضًا على القدرات المعرفية والإدراكية فيؤدي إلى بطء الفهم وصعوبة التذكر والتركيز واتخاذ القرارات، يعمل العلاج المعرفي على تحسين هذه الوظائف.
اقرأ أيضًا: علاج التهاب السحايا، وكيف يمكن الوقاية منه؟
نصيحة الطبي
ينطوي علاج التهاب الدماغ على دعم وظائف الجسم الحيوية وتخفيف الأعراض ومعالجة السبب، وذلك من خلال استخدام الأدوية أو العلاجات الأخرى التي تحسن الاستجابة المناعية للجسم بناء على سبب الالتهاب، ونظرًا لخطورة التهاب الدماغ يوصى في حال ظهور أي من أعراض التهاب الدماغ سرعة التوجه للمستشفى لتلقي العلاج اللازم حفاظًا على حياة المريض وتقليلًا لمضاعفات المرض.
ولا تتردد في استشارة طبيب متخصص من طاقم الطبي حول كل ما يخص التهاب الدماغ وعلاجه.
أبي عمره 65 سنة وتم تشخيصه بمرض التصلب المتعدد من 3 سنوات، كم يحتمل أن يعيش مرضى التصلب المتعدد؟