يعد علاج إدمان الكحول تحديًا يستدعي التحلي بالصبر والعزيمة، فعادة ما تستغرق رحلة التعافي بعض الوقت يمر فيها الشخص بعدة محطات تبدأ بإزالة الكحول من الجسم، واستخدام الأدوية للسيطرة على أعراض الانسحاب وتقليل الرغبة في الشرب، وصولًا إلى العلاج النفسي والسلوكي الذي يساهم في العلاج والوقاية من الانتكاس. [1]
تعرف في هذا المقال على كيفية علاج إدمان الكحول والوقاية من الانتكاس، والمدة التي يستغرقها العلاج.
خطوات علاج إدمان الكحول
تتعدد طرق علاج إدمان الكحول ويختلف العلاج من حالة لأخرى، فقد يخضع البعض لعلاج إدمان الكحول في المنزل تحت إشراف اختصاصي لعلاج الإدمان لتقديم المشورة اللازمة، بينما في بعض الحالات يستدعي الأمر الإقامة فترة في مركز متخصص لعلاج الإدمان. [2] [3]
يشمل علاج إدمان الكحول ما يلي:
إزالة السموم من الجسم
تعد أول خطوة في العلاجهي تخليص الجسم من الكحول، وهي المرحلة التي يبدأ فيها الشخص بالامتناع عن الشرب والسماح للجسم بإزالة بقايا الكحول، وتستغرق هذه المرحلة من بضعة أيام إلى أسبوع. [3]
يتم في هذه المرحلة أيضًا علاج أعراض الانسحاب التي تظهر بعد التوقف عن شرب الكحول، وقد يصف الطبيب أدوية لتخفيف هذه الأعراض وتقليل الرغبة في الشرب. [3]
يمكن أن تجرى مرحلة إزالة السموم فيمصحات علاج إدمان الكحول أو في عيادات خارجية مختصة لعلاج الإدمان، ويتم تحديد ذلك بناء على حالة الشخص وشدة إدمانه. [3]
علاج إدمان الكحول بالأدوية
يساهم علاج إدمان الكحول بالدواء في مساعدة الشخص على الإقلاع عن الشرب، والحد من أعراض الانسحاب، والوقاية من الانتكاس فيما بعد، بالإضافة إلى ذلك، قد يصف الطبيب في بعض الحالات أدوية أخرى لعلاج الاضطرابات المتزامنة مع إدمان الكحول. [4]
نذكر فيما يلي أبرز أدوية علاج إدمان الكحول:
- النالتريكسون
يعمل دواء النالتريكسون (بالإنجليزية: Naltrexone) على تقليل الرغبة الشديدة في شرب الكحول عن طريق منع عمل المستقبلات المسؤولة عن الشعور بالنشوة عند شرب الكحول. يستخدم هذا الدواء لعلاج إدمان الكحوليات والوقاية من الانتكاس، ويتوفر في صورة أقراص، أو حقن تؤخذ مرة واحدة شهريًا. [4]
عادة ما يستخدم النالتريكسون تحت إشراف الطبيب كجزء من خطة التعافي، وقد يوصف مدة تصل إلى 6 أشهر أو أكثر. [5]
- الأكامبروسيت
يستخدم دواء الأكامبروسيت (بالإنجليزية: Acamprosate) بجانب العلاج النفسي للوقاية من الانتكاس بعد التعافي من إدمان الكحول، حيث يساعد على الحد من الرغبة الجامحة في شرب الكحول من خلال استعادة توازن بعض النواقل العصبية في المخ المسؤولة عن الشعور بالرغبة في الشرب. [4] [1]
عادة ما يبدأ استعمال الأكامبروسيت بمجرد البدء في سحب الكحول من الجسم، وقد تستمر دورة العلاج مدة تصل إلى 6 أشهر. [5]
- الديسلفيرام
تكمن فكرة عمل دواء الديسلفيرام (بالإنجليزية: Disulfiram) على إحداث آثار مزعجة غير مرغوبة عند شرب الكحول؛ مما يساعد الشخص على الامتناع عن شرب الكحول تجنبًا لهذه الآثار ويساهم في الوقاية من الانتكاس. [1]
يعمل الديسلفيرام على منع عملية استقلاب الكحول في الجسم، فيؤدي إلى ظهور أعراض غير مرغوبة عند شرب الكحول، منها: [4] [5]
- صداع ودوخة.
- هبات ساخنة.
- غثيان وقيء.
ينبغي الحرص على تجنب استخدام أي منتجات تحتوي على الكحول أثناء العلاج بهذا الدواء، مثل غسول الفم، ومعاجين الحلاقة، والعطور، وغيرها؛ نظرًا لأنها قد تحفز حدوث الآثار المزعجة. [5]
تجدر الإشارة إلى أن أدوية علاج إدمان الكحول لا تسبب الإدمان، إذ أنها مصممة لعلاج اضطراب تعاطي الكحول كغيرها من الأدوية المستخدمة في علاج الأمراض. [6]
اقرأ أيضًا: أضرار إدمان الكحول على الصحة البدنية والنفسية
العلاج السلوكي
يساهم العلاج السلوكي أثناء رحلة التعافي من إدمان الكحول في تعلم طرق ومهارات تُعين الفرد على تغيير سلوكياته السلبية التي تدفعه إلى شرب الكحول، بالإضافة إلى تعلم أساليب للتعامل مع الضغوط النفسية، فضلًا عن مساعدته في وضع أهداف لتحقيقها ومتابعة ذلك.
تشمل أنواع العلاج السلوكي لإدمان الكحول ما يلي: [2]
- العلاج السلوكي المعرفي: يعمل العلاج السلوكي المعرفي على تحديد الأفكار والمواقف السلبية التي أدت إلى إدمان الكحول ومن ثم العمل على تغييرها، وكذلك التدرب على طرق صحية للتعامل مع التوتر والضغوط النفسية اليومية التي قد تدفع الشخص إلى شرب الكحول، علاوة على تعلم مهارات تساعد في تجنب الانتكاس بعد التعافي.
- العلاج التحفيزي المعزز: هو نوع من العلاج التأهيلي يفيد في تعزيز الدافع لدى الفرد وتشجيعه على الامتناع عن شرب الكحول، مع وضع خطة لإيقاف شرب الكحول، بجانب العمل على تحسين الثقة بالنفس وتعلم كيفية الالتزام بخطة العلاج. عادة ما يستغرق هذا النوع من العلاج فترة قصيرة حوالي 4 جلسات.
- العلاج الأسري: يضم هذا النوع أفراد الأسرة في عملية علاج إدمان الخمر، حيث يعمل على تقوية الترابط الأسري، وحث أفراد الأسرة على تقديم العون والدعم اللازم للمدمن في رحلة تعافيه.
قد يتضمن العلاج النفسي والتأهيلي أيضًا استشارات قصيرة لتوعية الشخص بمخاطر الكحول، ووضع أهداف للعلاج، وطرح أفكار تساعد الشخص على التغيير وتحفزه للمضي قدمًا. [2]
اقرأ أيضًا: أضرار الكحول على صحة الجسم
علاج إدمان الكحول بالأعشاب
قد يفيد استخدام بعض الأعشاب كعلاج مساعد بجانب خطة علاج إدمان الكحول التي وصفها الطبيب، ولكن يجب استشارة الطبيب قبل استخدام أي من هذه الأعشاب، ولا ينبغي استعمالها عوضًا عن الأدوية الموصوفة. [7]
ومن أمثلة هذه الأعشاب ما يلي: [7] [8]
- زهرة كودزو: قد يساهم تناول مكمل زهرة كودزو في الحد من شرب الكحول.
- الأشواغاندا: يمكن أن تساعد عشبة الأشواغاندا في تقليل الاعتماد على الكحول وتخفيف أعراض الانسحاب.
- نبتة حليب الشوك: يتسم حليب الشوك بغناه بالسيليمارين، وهو مضاد أكسدة يعزز صحة الكبد ويقي من تلفه الذي قد ينجم عن الإفراط في شرب الكحول.
للمزيد: علاج إدمان الكحول بالأعشاب
كم مدة علاج إدمان الكحول؟
عادة ما تستغرق مدة البرامج التأهيلية لعلاج إدمان الكحول من 28 إلى 90 يومًا، وتعتمد مدة العلاج على عدة عوامل، منها: [9]
- شدة الإدمان.
- الصحة البدنية العامة للفرد.
- وجود تاريخ من الخضوع لعلاج إدمان الكحول.
- المعاناة من اضطرابات نفسية بجانب إدمان الكحول.
تجدر الإشارة إلى أن علاج إدمان الكحول هو رحلة تستمر مدى الحياة، فالعلاج الأولي المكثف من برامج تأهيلية واستخدام الأدوية ليس إلا الخطوة الأولى، حيث يستمر الشخص في المشاركة في علاجات داعمة أو الرعاية اللاحقة للوقاية من الانتكاس. [4]
هل يمكن علاج إدمان الكحول نهائيًا؟
يعد الخضوع لعلاج إدمان الكحول مبكرًا قبل أن تزداد الحالة سوءًا عاملًا مهمًا في نجاح العلاج، ومع ذلك يمكن علاج حالات الإدمان الشديدة بنجاح أيضًا. [10]
تجدر الإشارة إلى أن العلاج من الإدمان عملية مستمرة طويلة الأمد قد يتخللها نوبات من الانتكاس، ولا يشير ذلك إلى فشل العلاج، بل على الشخص التحلي بالصبر والعودة إلى تلقي العلاج مرة أخرى. [6] [10]
نصيحة الطبي
يعتمد علاج إدمان الكحول على اتباع خطة علاجية شاملة تتضمن التغلب على عوامل الإدمان النفسية والجسدية وتقود الفرد إلى تغيير نمط تفكيره والتعافي، وحمايته من الانتكاس، فينبغي الحرص على الالتزام بخطة العلاج والتحلي بالصبر للتحرر من براثن الإدمان.