يعد علاج الصداع النصفي للحامل تحدياً حيث يهدف إلى تخفيف ألم النوبات وتقليل حدوثها بطرق فعالة ولكن مع مراعاة أن تكون آمنة على الأم والجنين، وعادة ما يبدأ العلاج بالطرق المنزلية، ثم استخدام الأدوية تحت إشراف الطبيب إذا لم تُجد العلاجات المنزلية نفعاً، كما يمكن استخدام أجهزة حديثة للحد من ألم نوبات الصداع النصفي عند الحامل.
قد يؤثر الحمل على نمط الصداع النصفي فعادة ما يقلل من معدل وشدة نوبات الصداع النصفي غير المسبوق بهالة، ولكن يمكن أن يحدث الصداع النصفي لأول مرة أثناء الحمل أو في فترة ما بعد الولادة في حالات قليلة. وقد تزداد نوبات الصداع النصفي في الثلاثة أشهر الأولى من الحمل، بينما تقل في الثلث الثاني والثالث من الحمل، ويعزى ذلك إلى الاستقرار النسبي في الهرمونات أثناء الحمل. [1]
يتناول هذا المقال كيفية علاج الصداع النصفي للحامل بالعلاجات المنزلية والأدوية، وكذلك أحدث الأجهزة المستخدمة في علاج الصداع النصفي.
علاج الصداع النصفي للحامل في المنزل
يعد العلاج بالطرق الطبيعية الخيار الأول لعلاج الصداع النصفي للمرأة الحامل، وتتضمن العلاجات المنزلية ما يلي: [2]
- تجنب مثيرات الصداع، مثل الشوكولاتة، والجبن المعتق، والأطعمة التي تحتوي على أحادي جلوتامات الصوديوم، وكذلك الأضواء الساطعة، والضوضاء الصاخبة، والروائح النفاذة، والجفاف والإجهاد، وغيرها.
- الحرص على شرب الكثير من الماء للحفاظ على ترطيب الجسم دائماً.
- الحصول على قسط كاف من النوم مع وضع روتين للنوم والاستيقاظ في مواعيد محددة.
- عمل كمادات دافئة أو باردة، حيث تستجيب بعض الحالات للكمادات الباردة، بينما في حالات أخرى تفيد الكمادات الدافئة في تخفيف توتر العضلات المشدودة وتسكين الألم.
- الاسترخاء في غرفة مظلمة وهادئة، إذ يساعد ذلك في علاج الصداع النصفي للحامل عن طريق تخفيف التوتر والابتعاد عن المثيرات.
للمزيد: علاج الصداع النصفي في المنزل بطرق بسيطة وفعالة
علاج الصداع النصفي للحامل بالأدوية
هناك بعض أدوية علاج الصداع النصفي التي يمكن استخدامها أثناء الحمل بأمان، في المقابل يمنع استعمال أدوية أخرى لمخاطرها المحتملة على الأم والجنين.
أدوية آمنة لعلاج الصداع النصفي للحامل
تتضمن أدوية علاج الصداع النصفي أثناء الحمل الآمنة ما يلي: [3] [4]
- الباراسيتامول: يعد الباراسيتامول (بالإنجليزية: Paracetamol) الخيار الأول والأكثر أماناً من مسكنات الألم لعلاج الصداع النصفي لدى حامل أثناء النوبة.
- الميتوكلوبراميد: يستخدم الميتوكلوبراميد (بالإنجليزية: Metoclopramide) في علاج الصداع النصفي عند حاملالمصحوب بغثيان، وعادة ما يستعمل بجانب الباراسيتامول.
أدوية آمنة نسبياً لعلاج الصداع النصفي للحامل
تستخدم الأدوية التالية في بعض الحالات لعلاج الصداع النصفي للحامل بحذر وتحت إشراف الطبيب.
- مضادات الالتهاب غير الستيرويدية
تعدمضادات الالتهاب غير الستيرويدية هي خط العلاج الثاني لعلاج الصداع النصفي الأيسر للحامل أو الأيمن، وتشمل: [3]
- الأسبرين (بالإنجليزية: Aspirin).
- الإيبوبروفين (بالإنجليزية: Ibuprofen).
- النابروكسين (بالإنجليزية: Naproxen).
يعد استعمال مضادات الالتهاب غير الستيرويدية آمناً نسبياً في الثلث الثاني من الحمل، بينما لا يوصى باستعمالها لعلاج الصداع النصفي للحوامل في الشهر الثامنأو التاسع، حيث أنها قد تؤثر سلباً على الجنين. [5]
كذلك قد يؤدي استخدام الأسبرين في علاج الصداع النصفي للحامل في الشهر التاسع قرب الولادة إلى زيادة النزيف أثناء الولادة. [5]
وجدير بالذكر أنه يمنع استخدام مضادات الالتهاب غير الستيرويدية في علاج الصداع النصفي للحامل في الشهر الثاني أو الثالث من الحمل، إذ يعتقد أنها قد تتسبب في حدوث إجهاض، ولكن لا توجد أدلة تؤكد ذلك حتى الآن. [5]
- أدوية التريبتان
تعد أدويةالتريبتان من الأدوية الفعالة في علاج الصداع النصفي الأيمن مع العين للحامل أو الأيسر في حالة نوبات الصداع المتوسطة إلى الشديدة، كما أنها تساعد في تخفيف أعراض الصداع النصفي الأخرى، مثل الغثيان والحساسية للضوء والصوت، وينبغي تناولها بمجرد ظهور الأعراض. [6]
تعمل أدوية التريبتان على علاج الصداع النصفي من خلال تحفيز إنتاج السيروتونين الذي يعمل على تقليل الالتهاب وانقباض الأوعية الدموية؛ مما يخفف من الصداع. [6]
تجدر الإشارة إلى أن هناك بعض الشكوك حول مدى أمان استخدام التريبتان أثناء فترة الحمل، ولكن لم يثبت حتى الآن حدوث مشاكل في الحمل أو تشوهات ناجمة عن استخدامه. [2]
اقرأ أيضاً: علاج الصداع النصفي بالأدوية والطرق الأخرى
أدوية يمنع استخدامها لعلاج الصداع النصفي للحامل
هناك بعض الأدوية التي يمنع استخدامها لعلاج ألم الصداع النصفي للحامل لما لها من مخاطر على الأم والجنين، منها: [3] [5]
- الإرغوتامين،بالرغم من أن الإرغوتامين (بالإنجليزية: Ergotamine)يعد علاجاً فعالاً لآلام الصداع النصفي، لكن يمنع استعماله فيعلاج الصداع النصفي للحامل، نظراً لأنه قد يؤدي إلى حدوث عيوب خلقية في الجنين لا سيما عند تناوله في الأشهر الثلاثة الأولى، كما أنه قد يحفز تقلصات الرحم والولادة المبكرة.
- المسكنات الأفيونية، مثل المورفين (بالإنجليزية: Morphine).
- حمض الفالبرويك.
أدوية الوقاية من نوبات الصداع النصفي للحامل
قد يصف الطبيب حاصرات بيتا، مثل الميتوبرولول (بالإنجليزية: Metoprolol) والبروبرانولول (بالإنجليزية: Propranolol) للوقاية من حدوث نوبات الصداع النصفي للحامل في بعض الحالات، إذ أنها تعد آمنة نسبياً أثناء فترة الحمل. [5]
أجهزة علاج الصداع النصفي
قد تستعمل بعض الأجهزة الحديثة في علاج الصداع النصفي للحامل، خاصة في الحالات التي يمنع فيها استعمال الأدوية، ومن أمثلة هذه الأجهزة: [5]
- جهاز التحفيز الكهربائي للعصب عبر الجلد: يشبه هذا الجهاز عصابة الرأس ويوضع على الجبهة، ويعمل عن طريق إصدار نبضات كهربائية على الجلد تحفز العصب الثلاثي التوائم المرتبط بالصداع النصفي وأثناء ذلك يعطي شعوراً بالوخز أو التدليك، ويستخدم مدة 20 دقيقة مرة واحدة في اليوم.
- الجهاز الزنبركي للتحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة: وهو جهاز يحمل باليد يوضع على منطقة خلف الرأس يصدر نبضاً مغناطيسياً لتحفيز جزء من المخ يعمل على تخفيف الألم، ويفضل استخدامه عند بداية ظهور الأعراض.
- محفز العصب المبهم الخارجي أو غير الغازي: يعمل هذا الجهاز على تخفيف الألم من خلال تحفيز العصب الحائر عند وضعه على جانب العنق مكان وجود العصب الحائر.
تجدر الإشارة إلى أنه يجب مراجعة الطبيب للتأكد من أمان أي دواء أو جهاز قبل استعماله في علاج الصداع النصفيللحامل، فبالرغم من أن الصداع النصفي قد يكون مؤلماً، إلا أن المُخاطرة بصحة الطفل قد تسبب له مشاكل صحية مدى الحياة. [5]
اقرأ أيضاً: علاج الصداع النصفي بالاعشاب