بعد صرف الكثير من المال وقضاء وقت طويل في تغيير الحفاضات، تتساءل الأم عما إذا كان الوقت قد حان من أجل البدء بالتدريب على استخدام الحمام لطفلها ذوي الاحتياجات الخاصة. ولكن هل الطفل جاهز لهذه الخطوة؟
في هذه السطور سنناقش كيفية التدريب على استخدام الحمام للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، وما هو الوقت المناسب للطفل والشروط التي يجب توافرها فيه للبد في التدريب، وما هي النصائح التي تتعلق بالجانب الحسي للتدريب على استخدام الحمام؟
ما هي الشروط التي يجب توافرها في طفلي ذوي الاحتياجات الخاصة للبدء في التدريب على استخدام الحمام؟
بالرغم من عدم وجود قاعدة تناسب الجميع فيما يتعلق بالبدء باستخدام الحمام، إلا أن القدرة على السيطرة على المثانة والإخراج تظهر بين 2 إلى 3 سنوات من عمر الطفل.
لذا فإن الموضوع لا يعتمد على البدء في عمر معين، بل يعتمد على البدء عندما يكون الطفل جاهزاً من الناحية الجسدية، والعقلية، والنفسية، كما ينبغي أن تتوفر بعض الشروط في الطفل، فمثلاً يجب أن:
- يستطيع اتباع التعليمات البسيطة.
- يستوعب المفاهيم البسيطة.
- يستخدم كلمات لوصف البول والبراز.
- يستطيع إيصال حاجته لاستخدام النونية للأم قبل حدوث الإخراج.
- يستطيع رفع وإنزال البنطال والملابس الداخلية.
إذا تأكدت الأم من استعداد طفلها، ومن أنها متفرغة ولا يشغل وقتها العديد من الالتزامات المرهقة، فيمكنها أن تبدأ بتدريب طفلها على استخدام الحمام.
كيف ابدأ بتدريب طفلي ذوي الاحتياجات الخاصة على استخدام الحمام؟
أولاً والأهم، على الأم أن تضع روتيناً لاستخدام الحمام، وأن تجعليه جزءاً ثابتاً من حياة الطفل. قد يتصرف الأطفالذوي الاحتياجات الخاصة بطريقة مختلفة عن نمطهم الاعتيادي عندما يحدث تغيير في روتينهم اليومي. إذا حدث ذلك، ينبغي التأكد من إعلام الأشخاص القائمين على العناية بالطفل بهذه التغييرات السلوكية لأن هذا سيكون مفيداً لهم.
من المهم أيضاً أن يبدأ جميع القائمين على العناية بالطفلذوي الاحتياجات الخاصة بتدريبه على استخدام الحمام أو النونية في الوقت نفسه، وأن يتبعوا الطريقة نفسها، لذا على الأم إرسال الأدوات التي تستخدمها في المنزل مع طفلها إلى الحضانة أو المدرسة مثل كرسي الحمام، وملابس إضافية، وأكياس بلاستيكية، والحفاظ على التواصل الدائم مع الحضانة في هذه الفترة.
هناك بعض الإرشادات التي تساعد على البدء بالتدريب على استخدام الحمام للاطفال ذوي الاحتياجات الخاصة:
- تغيير حفاضات الطفل في الحمام
ينصح بتغيير حفاضات الطفل في الحمام، لكي يبدأ بالربط بين الحمام كمكان وبين استخداماته.
- مراقبة الطفل عدة أيام لتحديد متى يحتاج للتبول أو الإخراج، ومكافأته عند ذلك
يساعد التعرف على وجود نمط معين على أخذ الطفل إلى الحمام في الوقت المناسب للإخراج، هذا بدوره سيؤدي إلى التعزيز الإيجابي، وبإمكان الأم تحديد نوع الثناء أو المكافأة المقدمة للطفل لاتباعه الروتين بنجاح مثل المديح كأحسنت، أو دغدغته، أو مكافأة ملموسة مثل الملصقات أو قطع صغيرة من الحلوى.
- الاستمرار على أخذ الطفل إلى الحمام في مواعيد معينة بناء على مشاهداته
ينصح بوضع الطفل على النونية أو على كرسي الحمام كلما أعطى إشارة بأنه بحاجة إلى ذلك، قد تتغير تعبيرات وجه الطفل عندما يشعر بالحاجة للتبول أو الإخراج.
وبالإضافة إلى مراقبة العلامات الخاصة بالطفل، يوصى بوضع الطفل على كرسي الحمام بوتيرة منتظمة، مثلاً كل نصف ساعة أو 45 دقيقة.
- البقاء مع الطفل عندما يكون جالساً على كرسي الحمام
تساعد القراءة للطفل أو الحديث معه وهو جالس على النونية على الاسترخاء بشكل كاف لتحريك المثانة أو الأمعاء، وينبغي التأكد من وجود كتب وألعاب خاصة بوقت الجلوس في الحمام.
- استعمال ترتيب بصري واضح بجانب الحمام
ينصح باستعمال ترتيب بصري واضح بجانب الحمام؛ لمساعدة الطفل على معرفة ما هو المتوقع منه القيام به مثل إنزال البنطال، ثم إنزال الملابس الداخلية، وبعد ذلك الجلوس على كرسي الحمام أو النونية، ثم الإخراج أو التبول، والغسل بعد ذلك بالماء، ثم رفع الملابس الداخلية، والبنطال، وأخيراً سحب السيفون، وغسل اليدين.
قد يكون هذا الترتيب على شكل صور، أو رسومات، أو كلمات مكتوبة، على الأم اختيار الأنسب والأكثر تحفيزاً لطفلها.
قد تحتاج الأم إلى طريقة مبدعة لإخفاء أو تغطية كل رمز عند إنهاء الخطوة لإظهار أنها انتهت وأن الوقت قد حان لعمل الخطوة التالية.
وينبغي التأكد من أن الصور والتعليمات واضحة جداً لكي لا يحدث سوء فهم، مثال إذا كان الهدف تعليم الطفل الوقوف والتبول، يستخدم رسم يبين الطفل وهو واقف، وإذا كان الهدف تعليمه التبول وهو جالس، يستعمل رسماً يظهر الطفل وهو جالس.
إذا قام الطفل بالتبول في ملابسه في وقت آخر، على الأم أخذه إلى الحمام بالسرعة الممكنة ومحاولة جعله يتبول ولو قليلاً هناك، وبالطبع تجاهل الملابس المتسخة وتشجيعه لأنه قام بالتبول ولو قليلاً في الحمام، ومن ثم العودة إلى الروتين الاعتيادي.
كم من الوقت يستغرق تدريب طفلي ذوي الاحتياجات الخاصة على استخدام الحمام؟
يختلف كل طفل عن الآخر، قد يستغرق التدريب على استخدام الحمام للاطفال ذوي الاحتياجات الخاصة أثناء النهار من 3 إلى 6 أشهر، وقد يستغرق تعليم الطفل استعمال الحمام في الليل أكثر من ذلك، حيث أن السيطرة على المثانة تقل في الليل.
من المهم أن تكون الأم صبورة وأن تقدم الدعم لطفلها، وإذا مضت عدة أشهر ومازال الطفل يقاوم أو يواجه صعوبات في التدرب على استخدام الحمام، يمكن طلب المشورة من الطبيب.
في أغلب الأحيان، يكون السبب وراء عدم تعلم الطفل استخدام الحمام أو النونية هو أن الطفل لا يزال غير مستعد بعد.
نصائح تتعلق بالجانب الحسي للتدريب على استخدام الحمام
يتمتع الأطفال ذوي النمو والتطور الطبيعي طرقاً فعالة يستطيعون بها ملاحظة المثيرات الحسية في المحيط حولهم، ومن ثم تفسيرها والاستجابة لها، أما في حالة الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، فقد تستقبل حواسهم المعلومات وتستجيب لها بطريقة مختلفة، وبذلك قد يتفاعلون مع البيئة المحيطة بطريقة غير مناسبة.
على سبيل المثال، قد ينزعج الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة من بعض الروائح، وقد يشتت انتباههم صوت تكات الساعة، وقد ينتابهم الغضب إذا أصاب البلل ملابسهم.
إن احترام الاحتياجات الحسية للطفل وأخذها بعين الاعتبار عند التدريب على استخدام النونية أو الحمام سيجعل هذه الرحلة أسهل بالنسبة له، وسيضع الأم على الطريق الصحيح للنجاح.
هناك بعض النصائح والإرشادات التي تتعلق بالجانب الحسي للتدريب على استخدام الحمام، منها:
- مراقبة الطفل جيداً فقد تكون حاسة اللمس لدى الطفل مفرطة، وبالتالي سيكون سعيداً جداً للتخلص من الحفاض لأنه بالأصل يكره الإحساس بالبلل، ولكن يستجيب بعض الأطفال بدرجة منخفضة لمثيرات اللمس وقد لا يشعرون بأن الحفاض أصبح مليئاً.
- اختيار الملابس الداخلية القطنية، وأخذ الطفل إلى الحمام في فترات منتظمة؛ سيساعد على التقليل من عدد حوادث البلل التي قد تتسبب في حدوث ردود فعل غير مرغوب بها.
- الاحتفاظ بدفتر لتسجيل فيه الوتيرة التي يبلل فيها الطفل حفاضه، والحرص على أخذ الطفل إلى الحمام قبل أن يبلل نفسه.
- التأكد من أن رائحة الحمام عطرة، لأن رد فعل الطفل قد يكون شديداً تجاه رائحة غير لطيفة يستطيع الكبار تحملها.
- السماح للطفل بأن يقرأ من كتب تحتوي على أجزاء مخصصة للمس وهو جالس على كرسي الحمام، حيث يساعد ذلك على إبقاء حاسة اللمس لدى الطفل مشغولة بشيء مفيد.
- التأكد من إبقاء الأضواء خافتة أو استعمال مصباحاً صغيراً، فقد تكون إضاءة الحمام شديدة بالنسبة لعيني الطفل الحساستين.
- البدء بسحب الأم للسيفون بينما يكون الطفل خارج الحمام، ومن ثم تقريب الطفل تدريجياً إلى داخل الحمام عندما يصبح معتاداً على الصوت، فقد يكون صوت السيفون عالياً بالنسبة لبعض الأطفال.
- التحدث مع الطفل بصوت منخفض في الحمام، فقد تكون للأصوات في الحمام صدى عال؛ مما قد يزعج بعض الأطفال الذين يستجيبون بطريقة سلبية للأصوات العالية.
- التقليل من تراكم الأشياء داخل الحمام لأن هذا قد يحفز حاسة البصر عند الطفل ويسبب له الانزعاج.
- التأكد من شرب الطفل للسوائل بشكل متكرر كل 2 إلى 3 ساعات، حيث أن لدى بعض الأطفال وعي منخفض بأجسامهم، وبالتالي قد لا يشعرون بالعطش، كما أن هذا يزيد من نجاح الطفل في التدريب على استخدام الحمام.
- استعمال مسند للقدمين ومقاعد الحمام الخاصة سيقلل من شعور الطفل بعدم الارتياح الناتج عن الجلوس على مقعد الحمام العالي.
- خلق بيئة حسية إيجابية عند التدريب على استخدام الحمام للاطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، حيث أن هذه الخطوات البسيطة والسهلة تحدث فرقاً كبيراً.
اقرأ أيضاً: 10 نصائح مجرّبة من أمهات عن تدريب استعمال الحمّام