عندما يتعرض الجسم للإسهال، وخصوصًا الأطفال الصغار، فإن الجسم يفقد قدرًا كبيرًا من السوائل والأملاح الهامة لكافة الوظائف الحيوية. ولهذا، فإن أولوية العلاج تنصب نحو إعادة السوائل وتعويض الأملاح بعد الإسهال، وهذا ما نحن بصدده في هذا المقال.
أهمية تعويض الأملاح بعد الإسهال
كي نتعرف على أهمية تعويض الأملاح بعد الإسهال، لا بد لنا من فهم الدور الذي تلعبه الأملاح في الجسم. [1]
الأملاح في الجسم أو أيضًا ما يسمى بالكهارل أو الإلكتروليتات، أنواعها كثيرة، وأهمها:
- الصوديوم.
- البوتاسيوم.
- الكلورايد.
- الفسفور.
- المغنيسيوم.
لتلك الأملاح وغيرها دور في غاية الأهمية في شتى الوظائف الحيوية الأساسية لكل خلايا الجسم. نعني بالوظائف كل ما يمكنك تخيله من عمليات صغيرة أو كبيرة تحدث في الجسم مثل ضخ القلب للدم أو عملية الهضم أو الحركة أو الإحساس أو انتقال الإشارات العصبية.
بالإضافة إلى ذلك، وفي حالة الإسهال تحديدًا الذي يفقد فيه الجسم الكثير من الماء، فإن استرجاع مستوى الصوديوم هو هدف رئيسي للحفاظ على مستوى الماء في الجسم وإعادة امتصاصه.
اقرأ أيضًا: ما هي أسباب نقص صوديوم الدم وكيف يمكن علاجه؟
أي اضطراب في مستوى تلك الأملاح ينتج عنه خلل وظيفي كبير وأعراض خطيرة منها: [2]
- عدم انتظام ضربات القلب.
- ضعف عام.
- تشنجات عضلية.
- تغيرات في ضغط الدم.
- إرهاق شديد.
- تنميل في الأعصاب.
- مشاكل بالعظام.
من هنا، ندرك الأهمية القصوى للحفاظ على مستوى الأملاح في الجسم وتجنب أي زيادة أو نقصان عن مستواها الطبيعي.
ما يحدث عند الإصابة بالإسهال، هو فقدان الكثير من السوائل والأملاح الهامة، مما يجعل تعويض الأملاح بعد الإسهال أمرًا ذو أولوية كبيرة في تلك الحالة لتجنب الجفاف ومقاومة اختلال مستوى الأملاح. [3]
كيفية تعويض جفاف الجسم والأملاح بعد الإسهال
لتعويض الأملاح بعد الإسهال، يوصى باستعمال أملاح الإماهة الفموية. [4]
تعد محاليل الإماهة الفموية أحد أفضل الحلول لتعويض الأملاح بعد الإسهال ومنع الجفاف. [4]
الهدف من استعمال هذه المحاليل هو استعادة مستوى الأملاح الطبيعي في الجسم، ومعالجة الجفاف متوسط الحدة نتيجة الإسهال أو القيء.
ما هو محلول الجفاف الفموي؟
محلول الجفاف الفموي هو مجموعة من أهم الأملاح التي يحتاجها الجسم بعد الإسهال والتي تعمل على مقاومة الجفاف.
في الغالب تأتي على شكل حبيبات ويتم مزجها بالماء، لكن هناك العديد من هذه المحاليل تأتي في صورة جاهزة.
تمنح هذه الأملاح الجهاز الهضمي القدرة على إعادة امتصاص الماء والسوائل، وبالتالي علاج أعراض الإسهال. [4]
تحتوي هذه المحاليل على الجلوكوز أيضًا، ودوره هو المساعدة في امتصاص الصوديوم ورفع مستواه، والصوديوم هو عنصر ذو أهمية كبيرة في هذه الحالة تحديدًا كما ذكرنا. [4]
أثبتت الأبحاث العلمية ارتفاع نسبة نجاح محاليل معالجة الجفاف في استعادة توازن الجسم و تعويض الأملاح بعد الإسهال، ففي دراسة أجريت عام 2018، أدى استعمال هذه المحاليل في منع 54 مليون وفاة نتيجة الإسهال منذ عام 2007، ونجحت أيضًا في تقليل حالات وفاة الأطفال نتيجة الإسهال بمعدل يصل إلى الثلثين! [4]
مخاطر استعمال محاليل الإماهة
على الرغم من أن هذه المحاليل صنعت لاستعادة توازن الأملاح في الجسم، لكن عند استعمالها بطريقة خاطئة، قد ينتج عنها بعض المخاطر مثل: [4]
- الغثيان.
- القيء.
- الضعف العام.
- ضعف الشهية.
- العطش الشديد.
كما يجب أن تستعملها بحذر بالغ في هذه الحالات:
- وجود مشاكل بالكلى.
- الإصابة بداء السكري.
- فشل عضلة القلب.
- تناول أدوية القلب وضغط الدم.
اقرأ أيضًا: أعراض زيادة الأملاح في الجسم
كيفية استخدام أملاح الإماهة الفموية
بشكل عام، تعطى هذه المحاليل بجرعة 50 مل/كجم على مدار 4 ساعات في حالات الجفاف البسيطة، أما في حالات الجفاف المتوسطة، فيعطى 100 مل/كجم. [5]
بالإضافة إلى ما سبق، يتم إعطاء 10 مل/كجم بعد كل مرة إسهال (حتى 240 مل).
بعد أربع ساعات، تقيم الحالة مجددًا، إذا استمرت أعراض الجفاف، يتم إعادة الأمر وإعطاء نفس الجرعة.
اقرأ أيضًا: محلول الجفاف الفموي واستخدامه
ممارسات أخرى لتعويض الأملاح بعد الإسهال
يمكن تعويض الجسم بعد الإسهال باتباع النصائح التالية: [3]
- القهوة.
- الشاي.
- الشاي الأخضر.
- المشروبات الغازية.
- الشوكولاتة.
اقرأ المزيد: ما هي أعراض حساسية اللاكتوز، وهل يمكن الشفاء منها؟
نصيحة الطبي
تعويض الأملاح بعد الإسهال أمر هام جدًا خاصة لتجنب الإصابة بالجفاف. ينصح باستعمال أملاح الإماهة لتحقيق ذلك التوازن بأسرع وقت، مع اتباع النصائح التي ذكرناها بخصوص النظام الغذائي.