تفرض علينا الحياة أحياناً البقاء في المنزل لأسباب مختلفة، وإحداها قد يكون ما نعيشه اليوم من حجر صحي نتيجة لانتشار وباء فيروس الكورونا (بالإنجليزية: Coronavirus)أو ما يعرف أيضاً بإسم كوفيد-١٩ (بالإنجليزية: COVID-19). وقد يؤدي البقاء في المنزل إلى الشعور بالملل أو الإحباط أو الوحدة لدى البعض، ولكن ينبغي التذكر أن هذا الوضع مؤقت وأن المشاعر السيئة سوف تزول بإذن الله، وتذكر أنك تساعد في حماية نفسك والآخرين من حولك.
ما هي أسباب الضغط الناتج عن البقاء في المنزل؟
قد يعود سبب الضغط الناتج عن البقاء في المنزل إلى أسباب عديدة، منها: الضجيج أو الشريك غير السعيد أو المخاوف المالية أو المخاوف الصحية أو حتى الواجبات المنزلية الاعتيادية مثل الكنس أو غسل الملابس أو الاعتناء بالحديقة.
من المهم أن نتذكر أنه لا بأس من الشعور بهذه الطريقة، وأن كل شخص يتفاعل مع الظروف بطريقة مختلفة.
اقرأ أيضاً: تخلص من الضغط النفسي بعشر خطوات
ما هي علامات وأعراض الضغط؟
إن إدراك الشخص أنه يعاني من الضغط أو التوتر هو الخطوة الأولى للتخلص منه. وقد تظهر علامات الضغط على النحو التالي:
- علامات جسدية: مثل الصداع، و الدوخة، و سرعة التنفس ودقات القلب السريعة، و تعرق راحة اليد، وجفاف الفم، وآلام المعدة، وصعوبة في التركيز أو النوم.
- علامات عاطفية: مثل الاكتئاب، والقلق، والكوابيس، ونوبات البكاء، والشعور بعدم القدرة على التكيف مع الوضع.
- علامات سلوكية: مثل التهيج، ونفاد الصبر، والغضب، والعدوانية، والعزلة الاجتماعية، ونقص الطاقة، وتغيرات في الشهية، وفقدان الاهتمام بالأنشطة التي كانت ممتعة بالنسبة للشخص سابقاً، والشعور بالملل، و تناقص الرغبة الجنسية.
نصائح لتخفيف الضغط عند البقاء في المنزل
يمكن اتباع عدة استراتيجيات ونصائح للمحافظة على الصحة النفسية والجسدية أثناء البقاء في المنزل، ومنها:
أولا: التغذية السليمة
قبل الذهاب إلى المتجر لشراء الحاجيات لتخزينها، ينبغي وضع خطة تضمن لك شراء الاحتياجات الصحيحة وتجنب شراء ما لا يلزم نتيجة للذعر من نفاد الأشياء.
على كل شخص أن يقوم بجرد ما هو موجود بالفعل في مخزن الطعام الخاص به والتأكد من أن الأشياء الموجودة تضمن له عمل وجبات صحية تحتوي على العناصر الغذائية كاملة من بروتين وكربوهيدرات ومعادن وفيتامينات وغيرها.
كما ينبغي شراء المنتجات الطازجة مثل الخضار والفواكه والابتعاد عن السلع المعلبة أو المجففة. وفي حال القيام بشراء السلع المعلبة أو المجمدة أو المجففة فإنه ينبغي اختيارها ذات نسبة منخفضة من الدهون المشبعة والأملاح والسكريات المُضافة.
يعتبر التهام الطعام بسبب التوتر والملل شائعاً في مثل هذه الظروف، لذا فإنه ينبغي توجيه هذه المشاعر نحو شيء آخر مثل كتابتها أو التحدث عنها إلى صديق جيد أو قراءة كتب مفيدة.
اقرأ أيضاً: الأطعمة المناسبة لتخفيف القلق والضغط النفسي
ثانياً: العمل من المنزل
قد يكون الانسان قلقاً بشأن العمل أو الوضع المالي بسبب بقاءه في المنزل، وهذا قد ينعكس سلباً على صحته النفسية.
يمكن التحدث مع صاحب العمل حول إمكانية العمل من المنزل ومعرفة حقوقك المالية المستحقة في مثل هذه الأوقات.
كما ينبغي على الإنسان تحديد ميزانيته وزيادة مدخراته واستكشاف طرق جديدة لكسب المزيد من الدخل.
ثالثاً: البقاء على تواصل مع الآخرين
يعتبر الحفاظ على علاقات صحية مع الأهل والأصدقاء سواء من نراهم دائماً أو الأصدقاء القدامى مهماً للصحة العقلية. ويمكن القيام بذلك كلٌ في منزله عن طريق المكالمات الهاتفية أو الرسائل أو مكالمات الفيديو أو حتى عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
يرى الكثير من الناس أن البقاء في المنزل وضع صعب، لذا فإن البقاء على تواصل يساعدهم في تجاوز هذه الظروف.
اقرأ أيضاً: العزلة وتداعياتها النفسية والصحية
اقرأ أيضاً: تأثيرات مواقع التواصل الاجتماعي على الصحة النفسية
رابعاً: التحدث عن مخاوفك
من الطبيعي أن يشعر الانسان بالقلق أو الخوف أو العجز في الوضع الحالي. لا بأس بمشاركة مخاوفك مع الآخرين ممن تثق بهم، بل وقد يساعدهم ذلك أيضاً.
عبر أيضاً عما يزعجك بشكل دبلوماسي، وقد يؤدي ذلك إلى تعزيز احترامك لذاتك وتقليل شعورك بالضغط.
خامساً: الاعتناء بجسدك
لصحتنا الجسدية تأثير كبير على ما نشعر به. في أوقات كهذه عند اضطرارنا للبقاء في المنزل فإنه قد يكون من السهل الوقوع في أنماط سلوكية غير صحية تنتهي بِجعلنا نشعر أننا في حالة سيئة.
حاول تناول وجبات صحية متوازنة وشرب كمية كافية من الماء وممارسة الرياضة بانتظام. كما ينبغي تجنب التدخين وعدم شرب الكحول.
يمكن مغادرة المنزل للقيام بالتمارين مثل المشي أو الركض أو ركوب الدراجة الهوائية، ولكن بشرط إبقاء مسافة آمنة لا تقل عن مترين عن الآخرين. في حال كان ذلك غير ممكناً فإنه يمكن القيام بالتمارين داخل المنزل ما أمكن.
اقرأ أيضاً: تمارين رياضية لا تتوقف عن ممارستها
سادساً: عدم متابعة الأخبار بشكل مستمر
ينبغي تحديد أوقات معينة تقضيها في مشاهدة أو قراءة أو الاستماع إلى تغطية تفشي المرض، ويتضمن ذلك تتبع الأخبار عبر وسائل التواصل الاجتماعي، كما يمكن إيقاف تنبيهات الأخبار العاجلة على الهاتف.
كما أنه ينبغي استخدام مصادر موثوقة لتلقي المعلومات والتحقق منها من خلال نشرات الأخبار أو المواقع الموثوقة.
سابعاً: الاستمرار في القيام بالأشياء التي كنت تستمتع بها
عند شعور الانسان بالقلق أو الوحدة فإنه قد يتوقف عن فعل الأشياء التي كان يستمتع بالقيام بها.
لكن على الانسان أن يبذل جهداً في سبيل التركيز على هوايته المفضلة إذا كان لا يزال بإمكانه القيام بها في المنزل.
في حال كان ذلك غير ممكناً، فيمكن اختيار شيء جديد لتعلمه في المنزل. هناك الكثير من البرامج التعليمية والدورات المجانية عبر الانترنت، كما أن الناس في وقتنا الحالي خرجوا بطرق مبتكرة للقيام بأشياء عبر الانترنت مثل الاختبارات أو الحفلات الموسيقية.
يمكن القيام بأشياء بسيطة تجعلك غارقاً في السعادة وتبعدك عن التوتر مثل القراءة لطفلك أو اللعب مع حيوانك الأليف أو تناول الوجبات مع العائلة.
ثامناً: تخصيص وقت للاسترخاء
يمكن أن يساعد الاسترخاء في تبديد المخاوف والمشاعر السلبية وتحسين عافيتنا. قد تساعد تقنيات الاسترخاء أيضاً على التعامل مع مشاعر القلق.
ابحث عن أنشطة للاسترخاء واجعلها جزءاً من روتينك اليومي، ومن أمثلة هذه الأنشطة: التأمل وممارسة تمارين اليوغا، والحياكة، والاستماع إلى الموسيقى.
اقرأ أيضاً: طرق الاسترخاء لتقليل الإجهاد النفسي
تاسعاً: التنظيم
إن العيش في منزل منظم ومرتب – إضافة إلى إنشاء قائمة مهام منزلية ذات أولوية وقابلة للتنفيذ – يجلب شعوراً بالسيطرة مما يقلل من الشعور بالضغط.
كما أن تنظيم الأدوات المنزلية مثل المفاتيح والنظارات الشمسية والهواتف الخلوية قد يجنب الانسان الشعور بالارتباك الذي يأتي مع البحث عن الأشياء باستمرار. ينبغي أيضاً عدم أخذ الكثير من المشاريع أو الالتزامات في وقت واحد، كما ينبغي تحديد الأولويات وتعلم قول "لا".
عاشراً: أخذ قسط كافي من النوم
إن الحصول على قسط كاف من النوم يعتبر مهماً تماماً كأي جانب آخر من جوانب الصحة النفسية والجسدية.
وأخيراً، حافظ على نشاطك العقلي والجسدي، افعل أي نشاط يناسبك مهما كان، اقرأ، أو اكتب أو العب أو قم بحل الكلمات المتقاطعة. أبقِ نفسك مشغولاً باستمرار.