لقد ظهرت الإصابة بمرض فيروس كورونا (بالإنجليزية: Coronavirus) لأول مرة في مدينة ووهان الصينية في نهاية عام 2019، وقد انتشر فيروس كورونا بشكل كبير مسبباً جائحة عالمية، ويحتاج المرضى المصابين بفيروس كورونا إلى الرعاية والاهتمام من قبل الطواقم الطبية، ولكن كيف تكون الرعاية المنزلية لمرضى كورونا؟
نتعرف في هذا المقال على الرعاية المنزلية لمرضى كورونا (بالإنجليزية: Corona) ومتى يسمح للمرضى المصابين البقاء في المنزل وتلقي الرعاية المنزلية داخله، ومتى يجب أن ينقلوا إلى المستشفى، وما هي التدابير والسياسات التي يجب اتخاذها عند الرعاية المنزلية لمرضى فيروس كورونا.
يعاني بعض المرضى بفيروس كورونا من بعض الأعراض الطفيفة، وقد يشكل دخول هؤلاء الأفراد إلى المستشفى عبئاً على الأنظمة الصحية ومقدمي الرعاية الصحية، لذلك يمكن بقائهم في المنزل وتوفير الرعاية المنزلية لهم، إذ يمكن مساعدتهم والاهتمام بهم من قبل أحد أفراد المنزل، كما ينصح بالرعاية المنزلية للمرضى المصابين بمرض كوفيد 19( بالإنجليزية: COVID-19) إذا كانت الرعاية داخل المستشفيات غير آمنة أو غير متوفرة.
مرضى فيروس كورونا الذين يسمح برعايتهم منزليا
يسمح برعاية المصابين بكورونا منزلياً عندما تكون الأعراض التي ظهرت عليهم أعراض طفيفة أو متوسطة، على أن يكونوا معزولين عن الأفراد الآخرين في المنزل، وذلك لضمان عدم انتقال العدوى لأفراد أسرتهم، ويعتمد قرار رعاية الأفراد المصابين داخل المستشفى أو في المنزل على الحالة نفسها، إذ تقدر حالة كل مريض على حدا، بناء على الوضع الصحي، وتوافر الرعاية والدعم ، والمخاطر المتوقعة من من مخاطر إصابته ببعض الأمراض الخطيرة، مثل أمراض القلب أو أمراض الرئة، أو الفشل الكلوي، أو أي نوع من أنواع الحالات الطبية التي تؤدي إلى نقص المناعة.
يسمح بالرعاية المنزلية لمرضى فيروس كورونا بعد التأكد من وجود من يرعاهم من أفراد العائلة داخل المنزل، وضمان عزل المريض والالتزام بالتعليمات الواجب اتباعها من حيث التنظيف، والتعقيم، وعزل المريض عن باقي أفراد العائلة. في المقابل، يتم رعاية المرضى المصابين بفيروس كورونا والذين يعانون من التهاب الرئة الشديد أو متلازمة الضائقة التنفسية الحادة بالمستشفى إذ قد يحتاجون إلى العلاج بالأكسجين.
اقرأ أيضاً: حقائق عن فيروس الكورونا وطرق انتشاره
توصيات منظمة الصحة العالمية لمقدمي الرعاية المنزلية لمرضى كورونا
يجب على مقدم الرعاية المنزلية للمريض المصاب بفيروس كورونا أن يكون ملماً بتوصيات منظمة الصحة العالمية حول فيروس كورونا من أجل حماية نفسه والآخرين من انتقال العدوى، كما عليه أن يعرف أعراض الإصابة بفيروس كورونا، ومتى يتم تشخيص إصابة الفرد بفيروس كورونا حتى لو لم تظهر عليه أعراض، وتوجد العديد من النصائح والتوصيات التي يجب الالتزام بها من قبل الأفراد مقدمي الرعاية لمرضى فيروس كورونا منزلياً ومنها ما يلي:
- توفير الحاجات الضرورية للمريض
يجب على مقدم الرعاية للمريض توفير الحاجات الضرورية التي يحتاجها المريض من شراء الأدوية أو المستلزمات الأخرى، وينصح أن يكون تسليم المشتريات عن طريق التوصيل، كما عليه أن يساعد المريض بالالتزام بتعليمات الطبيب حول استخدام الأدوية وشرب كميات كافية من السوائل.
- مراقبة حالة المريض الصحية والعلامات التحذيرية
يجب على مقدم الرعاية المنزلية لمرضى فيروس كورونا مراقبة العلامات الصحية التحذيرية، والتواصل مع طبيب المريض إذا استمر المرض، كما عليه أن يطلب العناية الطبية الطارئة عند ظهور بعض الأعراض على المريض، مثل: ألم مستمر في منطقة الصدر، أو صعوبة في التنفس أو ازرقاق الشفتين أو الوجه، أو البقاء نائماً وعدم القدرة على الاستيقاظ.
اقرأ أيضاً: هل يساعد فيتامين سي في الوقاية من الإصابة بفيروس كورونا ؟
- عزل المريض والتباعد الجسدي بين المريض وأفراد الأسرة
تنتقل عدوى فيروس كورونا بين الأفراد الذين يكون بينهم تقارب جسدي، إذ ينتقل من خلال الرذاذ الناتج عن السعال أو العطاس، لذلك يجب عزل المريض وأن يكون له غرفة خاصة وحمام خاص، وينصح مقدم الرعاية لمريض فيروس كورونا وأفراد أسرة المريض بعدم مشاركة المريض بأي من أدواته، مثل الأطباق أو المناشف أو الفراش أو الهاتف الخلوي.
- ارتداء القفازات والكمامات
ينصح مقدم الرعاية لمريض فيروس كورونا بارتداء أقنعة الوجه أو الكمامات عند رعاية مرضى كورونا، كما ينصح بارتداء القفازات عند لمس المريض أو سوائل جسمه أو دمه أو برازه، ويجدر التنبيه إلى التخلص من القفازات بشكل صحيح وغسل اليدين مباشرة بعد ذلك، وتجنب لمس العينين والأنف والفم قبل غسل اليدين.
اقرأ أيضاً: هل يمكن تعقيم القفازات والكمامات بعد استخدامها من فيروس كورونا؟
- اخذ الحيطة والحذر من انتقال العدوى عن طريق أدوات الطعام أو عند تناول الطعام
يجب على المريض بفيروس كورونا أن يتناول الطعام في غرفته الخاصة، كما ينصح مقدم الرعاية للمريض بارتداء القفازات عند غسل أطباق المريض أو أكواب الشرب، ويجب غسلها جيداً بالماء والصابون جيداً، كما يمكن غسلها جيداً في غسالة الصحون. كذلك يجب على الفرد غسل اليدين جيداً بعد نزع القفازات.
- غسل اليدين باستمرار وتنظيف وتعقيم الأسطح
يجب على جميع أفراد الأسرة غسل اليدين باستمرار باستخدام الماء والصابون، لمدة 20 ثانية على الأقل، وخصوصاً إذ كان هناك تقارب جسدي بينهم وبين المريض، كما يمكن استخدام معقم اليدين في حال عدم توفر الماء والصابون بسهولة، ويجب استخدام معقم اليدين الذي يحتوي على (60 -95%) من الكحول.
توجد بعض الأسطح كثيرة اللمس والاستخدام، مثل الهواتف، وأجهزة الكمبيوتر، والمراحيض، ومقابض الأبواب، لذلك يجب تنظيفها وتعقيمها باستمرار، وينصح مقدم الرعاية بارتداء القفازات عند تنظيفها وتعقيمها، كما يجب التخلص من القفازات بعد كل عملية تنظيف وتعقيم، ويستخدم الماء والصابون في تنظيف الأسطح أو يتم التطهير باستخدام الكحول بتركيز 70% أو باستخدام محاليل التبييض المخففة، ويمكن تحضير المحلول المبيض بإضافة 4 ملاعق صغيرة من المبيض لكل لتر ماء.
بالإضافة إلى ذلك، يجب غسل ملابس المريض، وبياضات السرير، ومناشف الحمام باستخدام الماء والصابون، وينصح بأن تكون درجة حرارة الماء من 60-90 درجة حرارة مئوية.
اقرأ أيضاً: تأثيرات مادة الكحول على الجلد والجسم: فوائد وأضرار
- مراقبة الحالة الصحية لمقدم الرعاية المنزلية وافراد الأسرة الاخرين
يجب على مقدم الرعاية الصحية لمريض فيروس كورونا وأفراد أسرته البقاء في المنزل قدر الإمكان ومراقبة الحالة الصحية لهم، كما يجب عليهم الالتزام بالحجر المنزلي لمدة 14 يوم من الاتصال بالمريض، كما يجب الانتباه لظهور بعض الأعراض عليهم، مثل ارتفاع درجة الحرارة أو ضيق التنفس.
اقرأ أيضاً: الدليل الكامل للحجر المنزلي وشروطه
التوصيات التي ينصح بها مريض الكورونا عند رعايته داخل المنزل
ينصح مريض الكورونا الذي تتم رعايته داخل المنزل بما يلي:
- يجب أن يبقى المريض بعيداً عن الآخرين، وإذا اضطر أن يكون متواجد في نفس المكان فيجب أن تكون المسافة بينه وبين الآخرين لا تقل عن ستة أقدام أو متر واحد على الأقل ولمدة لا تزيد عن 15 دقيقة، ويجب التأكد من تهوية المكان وتدفق الهواء بشكل جيد، ومن الجدير بالذكر تجنب استقبال الزوار، وخصوصاً الأفراد الذي تزداد احتمالية إصابتهم بالأمراض الخطيرة.
- ينصح المريض بفيروس كورونا بارتداء الكمامات التي تغطي الفم والأنف عندما يكون قريباً من الأفراد الآخرين سواء كان ذلك في المنزل أو خارج المنزل، إذ تعد الكمامات من طرق الوقاية التي تحد من انتشار فيروس كورونا الجديد، وتحد من انتشار الرذاذ الناتج عن السعال أو العطاس، ولا ينبغي لمسها عند الاستخدام، كما يجب استبدالها عند اتساخها بأخرى جديدة. ويجدر التنبيه إلى عدم استخدام الكمامات للأفراد الذين يعانون من مشاكل تنفسية أو الأطفال الذين تقل أعمارهم عن عامين.
اقرأ أيضاً: مرضى السكري وفيروس كورونا