نشعر بالمسؤولية حين نجد صديقاً يعاني من الاكتئاب، وتكون المشكلة في أننا لا نعرف ما الذي نفعله بالضبط، وفي سبيل ذلك نلجأ للعديد من الأساليب الخاطئة. سأذكر بعض النصائح سترشدكم للتصرف الصحيح في مثل هذه الحالة.
أولاً: ما هو الاكتئاب وما هي أسبابه؟
يفوق الاكتئاب الشعور بالحزن والشعور اليومي المعتاد بالصعود والهبوط المعنوي، أما عندما تدوم حالة الهبوط هذه إلى أكثر من أسبوعين فإنها تُصنف على أنها اكتئاب مرضي وهو مرض نفسي يؤثر على الإنسان كلياً على مشاعره وسلوكياته وحالته الصحية. وعلى الرغم من عدم الإلمام بكل الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بالاكتئاب إلا أن بعضه واضح وتم رصده طبياً وهي إما أسباب عاطفية أو أسباب بيولوجية أو حتى في حالات قليلة وراثية.
ثانياً: هل نعتبره مرضاً خطيراً؟
هناك العديد من أنواع الاكتئاب والتي تتفاوت درجاته من شخص لآخر، وهي التي تتحدد على أساسها درجة الخطورة، وهناك من يشعر بالاكتئاب لأسباب وأعراض واضحة، وهناك من يعاني منه فجأة دون مقدمات، ولا بد في كل الأحوال الاهتمام بكل الحالات وسرعة معالجتها، حيث أن العديد من الأفراد يشعرون أن وجودهم في الحياة ليس له فائدة، مما قد يتسبب في لجوء البعض إلى التخلص من أنفسهم بأيديهم.
ثالثاً: كيفية التعامل مع الاكتئاب.
على الرغم من عدم قدرة الكثير من المكتئبين على البوح بما يشعرون (مما يُصعّب العلاج والتشخيص السريع)، فإنه من الممكن علاج 90% من حالات الاكتئاب، ولكي تساهم في عملية العلاج يمكنك اتباع الآتي:
• الأشياء التي يجب تجنبها
1) مطالبة المكتئب أو إجباره على الخروج من الأزمة.
تعد جملة "يجب أن تخرج من هذه الحالة والتغلب عليها" واحدة من أخطر الجمل التي يمكنك أن توجهها لصديقك المكتئب، ذلك لأنه يعاني من انعدام الرغبة في المشاركة فيما يحدث حوله ويكتفي فقط بالمشاهدة، أي أنه في حالة ما بين الحياة واللا حياة، كما أنه دائم اللوم لنفسه ولأفعاله التي ربما يرى أنها تؤذي من حوله، وبالتالي توجيه مثل هذه الجملة إليه يؤكد الشعور بعدم جدوى حياته والمساهمة بالتالي في خفض معنوياته وزيادة حالة الاكتئاب سوءاً.
2) المرح المفتعل وإلقاء النكات.
هذه الوسيلة ربما تأتي بنتائج إيجابية مع من يعاني من حالة عابرة من الاكتئاب الخفيف، أما في حالة الاكتئاب الحاد فهي تُزيد حالته سوءاً وتعزز لديه الشعور بالعجز، في حين أن المكتئب في حاجة إلى إبداء الآخرين تفهمهم لحالته والاعتراف بها، أما إلقاء النكات فيعطيه إحساساً بالإنكار لهذه الحالة والتغاضي عنها، مما يزيده إحباطاً وعزلة.
3) محاولة تصحيح وجهات النظر المتشائمة والهدامة.
يميل المكتئب إلى الأشياء السلبية مثل التشاؤم، والغضب، ونظرتهم الهدامة إلى أنفسهم وإلى الآخرين، وهي كلها طاقة ميكانيكية ومشاعر سلبية يصعب تغييرها أو تصحيح مسارها من خلال محاولتك لإقناع صديقك بإثنائه عنها، فهذه الطاقات السلبية تحتاج أولاً إلى إزالتها.
• أشياء يجب عليك القيام بها
1) الانتباه لما تقول.
عند تعاملك مع صديقك المكتئب يجب عليك الانتباه لما توجهه إليه من كلمات وما تصدره من أفعال والتي ربما تسيء إليه دون قصد منك.
2) كن على طبيعتك مع صديقك.
لا بد أن يكون دعمك ومساندتك لصديقك حقيقية، أما إذا لم تكن كذلك فعليك أن تتوقف عن إدعائها، لأنك لو فعلت ستكون نتيجة ذلك سلبية لصديقك ولك شخصياً، حيث أنه سيصله إحساسك المزيف كما ستشعر أنت بالإحباط الشديد بعدم جدوى ما تفعله عندما تجد صديقك لا يستجيب. كن طبيعياً حتى وإن لم تكن تشعر بأي تعاطف.
3) انتبه لاحتياجاتك الشخصية ولما تشعر به.
توغلك في مساعدة شخص ما يعاني من الاكتئاب ربما يكون له تأثيراً سلبياً عليك، حيث تجد نفسك تشعر بالضيق والإحباط، وفي هذه الحالة يجب ألا تتجاهل هذه المشاعر وانتبه لها لكي لا تتطور إلى الأسوأ واتخذ لنفسك بعضاً من الراحة لكي تستطيع الاستمرار في المساعدة.
4) يجب أن يحاول كلاكما الاستفادة من الوقت.
اقرأ أيضاً:
نصائح للتخلص من الاكتئاب من دون أدوية