الاكتئاب هو اضطراب مزاجي مصحوب بأعراض جسدية وعاطفية تتداخل مع الحياة اليومية للشخص، ويعد الاكتئاب من الحالات الشائعة التي يعاني منها الملايين حول العالم.
قد يعاني كل شخص من الاكتئاب بشكل مختلف عن الآخر، إذ قد يعاني بعض الأشخاص من ازدياد أعراض الاكتئاب وشدتها ليلاً، ويمكن أن يتسبب الاكتئاب الليلي في حدوث الأرق أو تفاقمه من خلال جعل النوم أكثر صعوبة، أو بقاء الشخص مستيقظاً لفترة أطول، فكيف تتعامل مع الاكتئاب الليلي؟
اسباب الاكتئاب الليلي
تشمل أسباب اكتئاب الليل والعوامل التي قد تؤدي إلى تطور اكتئاب ليلي على ما يلي:
مصادر الضوء ليلا والاكتئاب الليلي
أظهرت إحدى الدراسات التي نشرتها المجلة الأمريكية لعلم الأوبئة وجود علاقة بين الإنارة المنخفضة في غرف النوم أثناء النوم وتطوير أعراض الاكتئاب لدى كبار السن، إلا أن الضوء لم يكن وحده سبب الاكتئاب لدى هذه الفئة.
قد يزداد خطر الإصابة بالاكتئاب خاصة لدى الشباب بسبب حساسية عيونهم للضوء أكثر من كبار السن، ولا تزال طريقة ارتباط الضوء في اكتئاب الليل غير واضحة، ولكن من المحتمل أن التعرض لكميات ضئيلة من الضوء أثناء الليل يتعارض مع دورات النوم في الجسم، مما يؤدي إلى تفاقم الاكتئاب في الليل.
الاجترار النفسي والاكتئاب الليلي
يعرف الاجترار النفسي (بالإنجليزية: Rumination) بأنه محاولة التفكير في الأحداث السابقة والأمور المهمة بشكل متكرر لمحاولة فهمها أو تخيل حدوث نتائج أخرى لها.
عادة ما يعاني الأشخاص المصابين بالاكتئاب من الاجترار الذي يركز غالباً على الأحداث السلبية، مما يغذي المشاعر السلبية لدى الشخص ويزيد من الشعور بالاكتئاب، ويعد الاجترار من الأعراض الرئيسية لاكتئاب الليل.
النمط الكروني والاكتئاب الليلي
النمط الكروني (بالإنجليزية: Chronotype) أو النمط الزمني هي إيقاعات الساعة البيولوجية في الجسم، والسلوكيات الناتجة عنها، مثل كم من الوقت ينام الشخص ومتى، والفروق بين شخص وآخر في النشاط واليقظة في الصباح والمساء.
يساعد فهم النمط الزمني للجسم على فهم كيفية عمل الساعة البيولوجية للجسم، وكيف يمكن تنظيمها ومزامنتها مع الأنشطة والواجبات اليومية لاستخدام الوقت بشكل أفضل.
وجد أن السهر لوقت متأخر يزيد من خطر الإصابة بالاكتئاب أو يفاقم أعراضه، ولكن لا يزال سبب ارتباط السهر ليلاً في الإصابة بالاكتئاب غير مفهوم، ولا تزال هناك حاجة للمزيد من الدراسات حول هذه الأسباب من الناحية الجينية والبيئية.
للمزيد: هل يؤثر الاكتئاب والقلق على القلب؟
عوامل تزيد خطر تطور الاكتئاب الليلي
يمكن لبعض العوامل أن تزيد من خطر الإصابة باكتئاب الليل، وتشمل هذه العوامل على ما يلي:
- التعرض لصدمات نفسية في الماضي.
- القلق المزمن.
- المعاناة من مشاكل الصحة العقلية مثل اضطراب القلق.
- وجود تاريخ عائلي من مشاكل الصحة العقلية.
- إدمان شرب الكحول أو تعاطي المخدرات.
- وجود حالات صحية بدنية مزمنة مثل أمراض القلب.
- تدني احترام الشخص لذاته، والشعور بالتشاؤم.
اعراض الاكتئاب الليلي
أعراض الاكتئاب الليلي نفس أعراض الاكتئاب الأساسي المعروفة والشائعة، ولكن يمكن لهذه الأعراض أن تزداد سوء خلال الليل مما قد يدفع بالشخص في حلقة مفرغة من الاكتئاب وصعوبة النوم ليلاً، والإرهاق في اليوم التالي الذي يسبب الاكتئاب، وتشمل أعراض اكتئاب الليل على ما يلي:
- المزاج السيء باستمرار.
- التعب.
- الشعور باليأس وانعدام القيمة.
- فقدان الاهتمام بالهويات أو النشاطات الممتعة.
- التهيج والعصبية.
- الأرق.
- صعوبة التذكر أو التركيز.
- الشعور بالوحدة أو وجود وقت فراغ كبير.
للمزيد: أسباب، أعراض وعلاج الاكتئاب النفسي عند النساء
فحص الكشف عن الإكتئاب
يستعمل هذا الفحص لتحديد نسب لإحتمالية معاناة شخص ما من الإكتئاب, ويعتمد في ذلك على مدى تكرر الشعور بالاكتئاب وانعدام التلذذ خلال الأسبوعيين السابقين للفحص, وإعطاء عدد معين من النفاط لكل حالة.
يمكن تقسيم النقاط الناتجة عن هذا الفحص على شكل نسب لاحتمال معاناة الشخص من الاكتئاب كما يلي:
• صفر نقطة: أقل أو يساوي 0.6%.
• نقطة واحدة: أكثر من 0.6%.
• نقطتان: أكثر من 1.3%.
• 3 نقاط: أكثر من 5.4%.
• 4 نقاط: أكثر من 15.7%.
• 5 نقاط: أكثر من 17.9%.
• 6 نقاط: أكثر من 58.1%.
يعتبر الحصول على 3 نقاط في هذا الفحص حداً فاصلاً لتشخيص الاكتئاب، حيث أنّ الحصول على 3 نقاط أو أكثر يعني زيادة احتمالية معاناة الشخص من الاكتئاب.
نتائج العملية الحسابية
كيف تتعامل مع الاكتئاب الليلي؟
هناك العديد من الطرق للتعامل مع والوقاية من اكتئاب الليل في أي وقت من خلال اتباع خطة العلاج التي يصفها الطبيب بما ذلك تناول الأدوية حتى عند الشعور بالتحسن، أو رؤية الطبيب والحصول على التقييم الطبي إذا كانت الأعراض جديدة، ويمكن أن تساعد النصائح التالية على التحكم في الاكتئاب الليلي:
- الاسترخاء قبل موعد النوم بساعتين لتحضير الجسم للنوم.
- إبعاد أسباب التوتر مثل العمل عن مكان النوم.
- ممارسة الأنشطة التي تخفف التوتر مثل الرسم، واليوغا، والتأمل.
- عدم النظر لشاشات ساطعة قبل النوم بساعتين، وتعتيم الإنارة.
- تجنب شرب الكحول والكافيين.
اقرأ أيضاً: ما هو الاكتئاب الموسمي؟