يعد اضطراب الشخصية الحدية من الاضطرابات النفسية المعقدة التي تسبب تغييرات في سلوك الفرد، وقد يكون من الصعب فهم ومعرفة كيفية تقديم الدعم بشكل فعال للأفراد المصابين بهذا النوع من الأمراض، حيث أن التعامل مع اضطراب الشخصية الحدية هو مسألة حساسة وتحتاج إلى فهم عميق ودعم شامل.
سنتعرف في هذا المقال على كيفية التعامل مع اضطراب الشخصية الحدية، والصعوبات التي قد يواجهها الأشخاص المقربون للمريض.
كيفية التعامل مع اضطراب الشخصية الحدية
يسبب اضطراب الشخصية الحدية مجموعة من الأعراض السلوكية، مثل تقلبات المزاج الشديدة، والسلوكيات الاندفاعية، والعلاقات غير المستقرة، والإصابة بنوبات غضب وانفعالات لأمور قد تكون ثانوية، لذلك، من المهم التعرف على طرق التعامل مع مريض اضطراب الشخصية الحدية. [1]
التعرف أكثر على اضطراب الشخصية الحدية
من المهم التعرف أكثر على اضطراب الشخصية الحدية، وأعراضه، فمعرفة الأعراض ومعرفة كيفية التعامل معها سيدعم المريض نفسيًا، ويساهم في علاج اضطراب الشخصية الحدية. [2]
قد يمر الأفراد المصابين باضطراب الشخصية الحدية بنوبات توتر شديد نتيجة لأمور قد تكون بسيطة أو ثانوية، والقلق من الهجران، والشعور بنقص القيمة الذاتية والنظرة الدونية للذات، وفقدان الثقة بالنفس، ولكن على الطرف الآخر معرفة أن ذلك فقط لفترة مؤقتة، وليس هو طبع الفرد الدائم. [3]
اقرأ أيضًا: ما هي صفات الشخصية الحدية؟
الاهتمام بالنفس أولًا
أيضًا من أبرز طرق التعامل مع مريض اضطراب الشخصية الحدية أن يقوم الطرف الآخر بالاهتمام بصحته النفسية، فغالبًا ما يكون من المرهق نفسيًا التعامل مع المصابين بالاضطراب، لذلك ينصح عادة بتطوير استراتيجيات تأقلم صحية، والبحث عن وسائل للاسترخاء بعيدة عن الشخص المصاب، ولكن دون إعطاء انطباع للمريض بالرغبة بتركه. [1]
اقرأ أيضًا: أفضل 5 طرق لتحسين الصحة النفسية
أيضًا من المهم عدم السماح لمريض اضطراب الشخصية الحدية بالتحكم في حياة ومشاعر من حوله بسبب اضطراب مشاعره لسبب ما، ويجب وضع حدود معينة في العلاقة وعدم السماح للمريض بتجاوزها.
أيضًا، يجب استنكار وعدم قبول السلوكيات التي قد تكون مؤذية، ومن الممكن إخبار الشخص المصاب في حال الإصرار على سلوكياته أن يتعامل مع مشكلته بمفرده، وبذلك مريض الاضطراب سيفهم أن وضع الحدود ورفض القيام ببعض السلوكيات لا يعني عدم الحب. [1,2]
على الرغم من ذلك، سيحاول مرضى اضطراب الشخصية الحدية انتهاك الحدود وعدم الالتزام بها، ولكن على الطرف الآخر الالتزام بشكل قطعي وعدم السماح بذلك، ومع مرور الوقت لن يتوقفوا عن محاولة انتهاك الحدود، ولكن تلك المحاولات ستقل. [2]
تشجيع المريض على العلاج
يعتمد علاج اضطراب الشخصية الحدية على العلاج النفسي والسلوكي، ويعد العلاج السلوكي الجدلي هو الطريقة الأكثر شيوعًا، بحيث يساعد الطبيب في تعلم كيفية الاستجابة للمواقف العاطفية بعقلانية. ينصح أيضًا الأشخاص الأصحاء المشاركة في جلسات العلاج السلوكي الجدلي مع المرضى المقربين لهم عند سماح المريض بذلك، فهذا سيشعرهم بالأمان. [2,4,5]
من الممكن أن يلجأ الطبيب لبعض العلاجات الدوائية لعلاج بعض الأعراض فقط، مثل مضادات الاكتئاب، ومضادات القلق. [4]
عند التقدم في العلاج وملاحظة أي تغييرات إيجابية على المريض، من المهم تقديم التقدير للمريض، هذا الأمر سيشجعه على إكمال العلاج. [1]
للمزيد: كيفية علاج اضطراب الشخصية الحدية
نصائح أخرى للتعامل مع اضطراب الشخصية الحدية
ذكرنا سابقًا أبرز النقاط في كيفية التعامل مع الشخصية الحدية، ولكن يوجد بعض النقاط التي ستساعد في ذلك أيضًا، وتشمل: [2,3,4,5]
صعوبات التعامل مع مرضى اضطراب الشخصية الحدية
بعد التعرف على كيفية التعامل مع مريض اضطراب الشخصية الحدية، تجدر الإشارة إلى أنه قد يواجه الأفراد المحيطون بالمرضى بعض الصعوبات في التعامل معهم، نذكرها فيما يلي: [1]
- التدخل: يخشى مرضى اضطراب الشخصية الحدية من الهجران، ما يجعله يقوم ببعض التصرفات التي -بنظره- ما هي إلا إحدى الأساليب التي ستجعل الطرف الآخر سعيدًا كي لا يتركه، ولكن قد يراها الشخص الآخر أنها تدخل في الحياة الشخصية، لذلك من المهم الحفاظ على الحدود الشخصية، مع أهمية التعبير عن الحب والاهتمام في الأوقات الصحيحة، ودون المبالغة.
- الاتهام: يبدأ مرضى الشخصية الحدية بإلقاء الاتهامات على من حولهم نتيجة للتخيلات المرضية التي تصيبهم، وتجدر الإشارة إلى أن هذه التخيلات تنجم عن قلقهم من التخلي، وليست بالضرورة أن تكون تعبيرًا عن طريقة تفكيرهم بالطرف الآخر.
- تغييرات مؤقتة في الشخصية والاهتمامات: يتسبب اضطراب الشخصية الحدية في تغيير شخصية المرضى، حيث إنهم يبدؤون في تبني قيم مختلفة وآراء جديدة تدريجيًا أو بشكل مفاجئ، أو حتى تغيير الهوية الجنسية. ولكن من المهم معرفة أنها عادةً ما تكون هذه التغييرات قصيرة المدى، ويتم اتباعها من قبل المرضى كتدبير وقائي للتعامل مع الألم العاطفي الذي يشعرون به.
- اتباع السلوكيات الخطرة: قد يتبع مرضى اضطراب الشخصية الحدية بعض السلوكيات التي قد تشكل خطرًا على حياة المريض والأفراد الذين حوله، مثل:
- سوء استخدام بعض المواد.
- الإفراط في تناول الطعام.
- القيادة العشوائية.
- الإنفاق المستمر خارج إمكانياتهم.
- القيام بالأنشطة الجنسية التي قد تضع سلامتهم أو سلامة الآخرين في خطر.
- ضعف التحكم العاطفي: قد يتصرف بعض المرضى بعدوانية، أو يستخدم بعض الكلمات الجارحة، ولكن البعض الآخر قد يبدأ بالبكاء دون سبب.
- عدم استقرار العلاقات.
اقرأ أيضًا: أنواع اضطرابات الشخصية وسماتها
نصيحة الطبي
من الممكن الاستمرار في حياة طبيعية مع الأشخاص المصابين باضطراب الشخصية الحدية. وعلى الرغم من أن السلوكيات المتبعة من قبل المرضى قد تكون خطيرة وتشكل تهديدًا للحياة في بعض الأحيان، ولكن من الممكن السيطرة على الحالة عند معرفة كيفية التعامل مع الشخصية الحدية، وعلاجها بشكل صحيح ومبكر.