يشتكي الكثير من الآباء والأمهات وحتى المعلمات من التعامل مع الطفل العصبي الذي لا يستمع ولا ينفذ قررات والديه أو مدرسيه، ويمكن أن يكون ذلك السلوك جزءاً من شخصيته، أو طريقة لمعرفته الحدود وتأكيد حريته، أو أنه يكافح للتعبير عن شيء ما، وفي هذا المقال سنتحدث عن كيفية التعامل مع الطفل الرضيع العصبي، والتعامل مع الطفل العصبي المراهق، وكيفية تعديل سلوك الطفل العصبي والعنيد؟.

التعامل مع الطفل الرضيع العصبي

تواجه الأم صعوبة بالغة عند التعامل مع طفلها في سنواته الأولى لأنه في تلك المرحلة لا يستطيع التعبير عن ما يريده أو ما يشعر به إلا بالصراخ والبكاء، ولابد من تحديد السبب الرئيسي للبكاء، ويمكن اتباع بعض النصائح لمعرفة كيفية التعامل مع الطفل الرضيع العصبي مثل:

  • لفه في بطانية أو كوفرتة مما يجعله يشعر وكأنه داخل الرحم مما يعطيه الشعور بالأمان.
  • استخدام اللهاية، أو تجاهل السلوك حيث يبدي نجاحاً في الأعمار من 1 إلى 2 سنة إذ أن عدم اهتمامك بالسلوك يجعله تدريجياً يتوقف عن فعله.
  • وضعه في حامل أمامي، وهزه ببطء، أو وضعه على كرسي هزاز أو أرجوحة.
  • تشغيل بعض الأصوات مثل: صوت المكنسة أو مجفف الشعر أو المروحة، وتوجد الكثير من التطبيقات التي تحتوي على تلك الأصوات، أو يمكن أن تغني له.
  • تحميم الطفل ويمكن إضافة بعض قطرات من الروائح التي تهدئه مثل: صابون اللافندر أو البابونج، كما يمكن تدليكه باستخدام زيوت الأطفال.

اقرأ أيضاً: ما هي الزيوت التي ينصح باستخدامها عند تدليك الأطفال؟.

  • التنزه بالطفل في الخارج إذ أن الهواء النقي وتغيير المشاهد يؤدي إلى تحسين الحالة المزاجية للطفل العصبي.
  • الحفاظ على أخذ وقت القيلولة في النهار، وتجنب الأصوات العالية والضوضاء أثنائها، والتي لا يجب ألا تزيد 3 ساعات.
  • ملاحظة الوقت الذي يبكي فيه كثيراً وتدوينه في مذكرة يومية، ومحاولة معرفة السبب وسؤال الطبيب للتأكد من وجود علاقة بينهما.
  • التأكد من أنه لا يعاني من الحرارة الزائدة، وتغطيته بنفس عدد طبقات الملابس التي ترتديها.
  • الحرص الدائم على نظافته وتغيير الحفاض باستمرار، وعدم تركه أكثر من 3 ساعات.
  • التحقق من عدم وجود علامات تدل على الجوع مثل: تحريك قبضة يده إلى فمه.
  • التحقق من عدم معاناته من الحمى، ومن الغازات بوضعه على بطنه للتخلص منها.
  • عدم تركه فترة طويلة مع جليسة الأطفال، وعدم التسوق به داخل متجر مزدحم لفترات طويلة.

اقرأ أيضاً: كيف اتعامل مع طفل عمره سنة.

التعامل مع الطفل العصبي في عمر سنتين إلى ثماني سنوات

يواجه الكثير من الآباء والأمهات صعوبة في التعامل مع الطفل العصبي في عمر سنتين إلى ثماني سنوات إذ أنه قد يشعر بالإشراق والود وفجأة يتحول إلى طفل متجهماً وبكياً وتعد هذه التقلبات المزاجية جزء من النمو، و محاولة للسيطرة على التغيرات العاطفية التي تحدث له، ويمكن اتباع بعض النصائح التي تساعد في التعامل مع الطفل العصبي في عمر 2 إلى 8 سنوات مثل:

  • تجاهل السلوك: قد يتبين لك مدى قسوة تلك الخطوة، ولكنها تبدي نجاحاً في كثير من الأحيان في الأعمار الصغيرة إذ أن عدم الاهتمام بالسلوك السيئ يجعله تدريجياً يتوقف عن فعله.

اقرأ أيضاً: التعامل مع نوبات غضب الأطفال.

  • عمل ركن للاستجمام حيث يجمع فيه كل ما يحبه الطفل، واطلب منه الذهاب إليه عندما يحس بالغضب وتبدي هذه الخطوة نجاحاً كلما كبر طفلك في السن.
  • التعامل معه بهدوء وعدم الصراخ في وجهه، أو معاقبته بالضرب لأن ذلك سوف يزيد من سلوكه السيئ، وإذا شعرت بالغضب ابتعد عنه قليلاً وخذ نفس، وتذكر أنه مازال صغيراً ولا يستطيع التعبير عن ما يريده مثلما يفعل البالغون.
  • استخدام وسائل لتشتيت على حسب مرحلته العمرية حيث يمكن تشتيت انتباهه بلعبة أو أي شئ يحبه، أو ممارسة الأنشطة البدنية مثل: الجري، أو مداعبته حتى يزول هذا الشعور.
  • احتضانه والنزول إلى مستوى بصره، والتحدث معه بهدوء بكلمات يستطيع فهمها مما يجعله يشعر بالراحة والاطمئنان.

اقرأ أيضاً: أمور يجب القيام بها أثناء الشعور بالانفعال.

التعامل مع الطفل العصبي في عمر المراهقة

يعاني الكثيرون من التعامل مع الطفل العصبي في عمر المراهقة حيث أنه يمر بفترة يريد أن يكتشف فيها الكثير بنفسه، ويشعر بالاستقلالية، ولكنه يفتقر إلى الخبرة، وتبدأ فترة المراهقة بين سن 10 و 14 للفتيات، و 12 و 16 للفتيان، وتستمر لعدة سنوات، ويمكنك اتباع بعض النصائح لمعرفة كيفية التعامل مع الطفل العصبي المراهق:

  • فهم مرحلة المراهقة: من أهم الطرق للتعامل مع الطفل العصبي المراهق حيث أنهم يعانون من تغيرات هرمونية قد تكون السبب في نوبات الغضب والعناد.
  • الحفاظ على الهدوء تجاه ذلك السلوك: يعد البقاء هادئاً خطوة جيدة للتصرف بحكمة، وإذا شعرت بالضيق خذ نفس عميق، وفكر قبل أن تفعل شئ يزيد السلوك سواً.

اقرأ أيضاً: تاثير الصراخ في وجه الطفل على صحته.

  • احترام شخصية الطفل العصبي المراهق: يمكن فعل ذلك من خلال التقرب من الطفل العصبي المراهق، وبناء علاقة قوية والتعرف عليه أكثر، والتحدث معه وقت ما يريد قدر المستطاع.
  • تقبل مشاعره وعدم إبداء الاستياء منها، والتفكير من وجهة نظر طفلك ومحاولة فهم الشعور الذي يمر به، وتقبله.
  • إتاحة الفرصة له من التعلم من التجارب العملية بدلاً من نقده المستمر حيث أنه يكتشف نفسه في تلك المرحلة.
  • استخدام أسلوب المدح والمكافأة عند إظهاره السلوك الجيد، ومنحه الثقة والتشجيع على فعل المزيد حيث أن التركيز على السلوك الجيد يجعله ينتبه له والعكس بالعكس.
  • مشاركة الطفل العصبي المراهق اهتماماته الجديدة مما يجعله يشعر بالذكاء والاحترام والمسؤولية.
  • الحرص على عمل اجتماع للأسرة على الأقل مرة بالأسبوع لمشاركة ما هو جديد في حياة كل فرد من أفراد الأسرة، وحل المشكلات مما يؤدى إلى احترام فكرة الترابط الأسري.
  • وضع حدود وعواقب واضحة من خلال توضيح العواقب المترتبة على أفعاله، ولا يوجد مانع في تعديلها إن لم تكن مناسبة في بعض الأحيان.

اقرأ أيضاً: الإهمال العاطفي للأطفال؛ أشكاله، مؤشراته وعلاجه.

تعديل سلوك الطفل العصبي والعنيد

يمكن تعديل سلوك الطفل العصبي والعنيد باتباع بعض النصائح مثل:

  • الاستماع للطفل العصبي باهتمام والتعرف على أفكاره، وعدم إجباره على فعل شئ معين إذ أن ذلك يزيد من عناده وتمرده، ويمكن استخدام فكرة الاختيارات من خلال جعله يختار بين شيئين أو ثلاثة، كما يمكن التفاوض معه للوصول إلى حل يرضيكما معاً بدلاً من إعطائه الأوامر.
  • تجنب أسلوب التهديد الكاذب، واستخدام أسلوب الحزم فلا التساهل الشديد أو الشدة التامة.
  • استخدام الأسئلة الذكية التي تكون إجابتها نعم، وتعزيز الجانب الإيجابي من خلال التركيز على سلوكياته الإيجابية وبالتالي سيعتاد فعلها كي يصبح محور اهتمام، وكذلك استخدام أسلوب المدح والمكافأة عند تغير سلوكه عن المعتاد وإظهاره بسلوكاً جيداً.

اقرأ أيضاً: الطفل العنيد

  • الحنان الأسري حيث الاحتواء بالاحتضان وإظهار الاهتمام والحب له، وتقبله كما هو واحترامه وعدم إهانته وإعطائه الثقة بالنفس، وعدم التحدث في الخلافات الأسرية أمام الطفل العصبي إذ أنه يقلد ما يرى.
  • إقرار الشعور لدى الطفل ومساعدته عن التعبير عنه بالكلمات التي يفهمها، واحترام مشاعره من خلال السماح له بفعل جميع الأشياء التي يستطيع فعلها، وتفهمها من خلال تخيل نفسك في مكانه.
  • عدم تكليفه بما لا يستطيع فعله وقسم له المهام، واجعله يتعلم بالتجربة إذا أصر على فعل شئ.
  • الحفاظ على روتين يومي قدر المستطاع إذ يصبح الطفل معتاد على بعض الأمور الهامة له مثل: وقت النوم والمذاكرة، والاستعداد للتعامل مع تقلبات طفلك بهدوء.
  • الابتعاد عن الأسباب التي تؤدي إلى إثارة غضبه وعصبيته مثل: التسوق في أوقات قيلولته.

اقرأ أيضاً: كيف تتعامل مع طفلك العنيد

التعامل مع الطفل كثير البكاء

يقل البكاء عند الأطفال مع تقدمهم في السن نظراً لقدرتهم على التعبير عن ما يريدونه، ولكن قد يظل الطفل يستخدم البكاء كي يعبر عن ما يريد، ويمكنك اتباع بعض النصائح التالية للتعامل مع الطفل كثير البكاء:

  • عدم التعامل مع سلوكه على محمل شخصي ومساعده كى يهدأ سواء بتعليمه تغيير مكانه أو بشرب الماء أو بالدخول إلى غرفته أو بالاحتضان،.
  • التحدث معه عندما يهدأ والاستماع باهتمام إلى سبب بكائه، وعدم إنكار مشاعره بقول لا تبكي.
  • استخدام طرق لتعليمه للتعبير عن ما يريد غير البكاء حسب عمره.
  • عدم مبادلته بالصراخ ومعاقبته بالضرب لأنه سيزيد من بكائه.
  • تشتيت انتباهه، وإيجاد بديلاً في حالة إصرارك على رفض شئ.
  • عدم تلبية طلباته في حالة استخدام البكاء كوسيلة للضغط.

اقرأ أيضاً:اكتشف اضرار البكاء على الصحة.

وفي الختام، يجب التحلي بالصبر لتغيير سلوك الطفل العصبي وذلك في سبيل الحصول على أفضل النتائج بعد التأكد من عدم معاناته من أي مرض بتجنب مشاهدة أفلام الكرتون العنيفة، وعدم الصراخ في وجهه إذ كرر نفس الخطأ، وتعليمه التعبير عن مشاعره، والتزام الهدوء والاستماع إليه وفهمه وتقديم قدوة صالحة له حيث أن الطفل يقلد والديه.